أمريكا تطرح الوساطة... وتُحيل مصير الجولان لسوريا وإسرائيل
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
كشف مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموقع "أكسيوس" أن الولايات المتحدة مستعدة للعب دور الوسيط في مفاوضات مستقبلية بين إسرائيل وسوريا، لكنها لن تفرض أي صيغة على الطرفين، خصوصًا فيما يتعلق بقضية ترسيم الحدود ومصير الجولان.
قال المسؤول الأميركي إن "الملفات الكبرى، مثل مستقبل الجولان وترسيم الحدود النهائية، ينبغي أن تُترك للطرفين المعنيين، أي دمشق وتل أبيب"، مؤكدًا أن واشنطن لا تعتزم أن تكون طرفًا مباشرًا في فرض الحلول، بل ستوفر مناخًا تفاوضيًا إذا أبدى الجانبان استعدادًا للحوار.
اللافت في التصريحات أن واشنطن، رغم إعلانها السيادة الإسرائيلية على الجولان في 2019، تعود الآن لتؤكد أن "الحل النهائي يجب أن ينبع من توافق الطرفين"، في إشارة إلى رغبة أميركية في إعادة إحياء مسار تفاوضي كان قد توقّف منذ أكثر من عقدين. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة ترتيبات أمنية متسارعة، من الملف النووي الإيراني، إلى اتفاقيات التهدئة في الجنوب السوري.
بحسب التقرير، فإن الإدارة الأمريكية تلقت مؤشرات أولية من جانب الحكومة الإسرائيلية تُظهر استعدادًا مشروطًا للانخراط في مفاوضات مع سوريا، شريطة أن تترافق مع انسحاب إيراني كامل من الجنوب السوري، وتفكيك البنى التحتية لحزب الله قرب حدود الجولان. من جهة أخرى، لم يصدر عن دمشق أي موقف رسمي، لكن مصادر مقربة من دوائر القرار السياسي في سوريا ترى أن أي حديث عن مفاوضات لا يمكن أن ينطلق دون الاعتراف بالسيادة السورية الكاملة على الجولان.
وتعكس هذه التطورات نية أميركية لإعادة ترتيب ملفات الشرق الأوسط المتداخلة، عبر بوابة التسويات السياسية المؤجلة، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن رغبة في تجنّب الانخراط المباشر في تفاصيل حساسة قد تعرقل تفاهمات محتملة.
في هذا السياق، تبدو واشنطن وكأنها تدعو الطرفين إلى الإمساك بخيوط التسوية بأيديهما، بينما تكتفي هي بتأمين المسرح الدبلوماسي، والدعم اللوجستي والسياسي اللازم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب أكسيوس الولايات المتحدة الجولان ترسيم الحدود واشنطن السيادة الإسرائيلية على الجولان الإدارة الأمريكية الملف النووي الإيراني سوريا دمشق
إقرأ أيضاً:
خبيرة: بيت جن نموذج لمقاومة شعبية أربكت العمليات الإسرائيلية في سوريا
صرّحت إنجي بدوي، الخبيرة في الشأن الإسرائيلي، أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لبلدة بيت جن لم يكن حدثًا مفاجئًا للسوريين، لكنه شكّل محطة فارقة بسبب حجم المقاومة الشعبية التي واجهتها القوات داخل البلدة.
وقالت بدوي في تصريح خاص لـ"الوفد"، إن العملية، التي وقعت قبل أسبوع على بُعد خمسين كيلومترًا فقط من دمشق، شهدت تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وأهالي بيت جن، بعد أن زعمت إسرائيل أنها دخلت المنطقة لاعتقال عناصر تنتمي إلى جماعات إسلامية.
وأضافت أن الأهالي رفضوا هذه الرواية وتعاملوا مع الاقتحام باعتباره "انتهاكًا مباشرًا"، فدافعوا عن أنفسهم بالسلاح لمدة تجاوزت الساعة والنصف.
وكشفت بدوي أن إسرائيل خسرت دبابة خلال الاشتباك، ولم تتمكن من إخلائها رغم تدخل الطيران، بينما سقط عدد من الضحايا والمصابين من سكان البلدة.
واعتبرت أن نجاح الأهالي في إلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي، ضمن ما عُرف بعملية اللواء 55 وإصابة ستة جنود —ثلاثة منهم بحالة حرجة— كان بمثابة "ضربة محرجة لإسرائيل أمام قوة شعبية غير منظمة".
وفي المقابل، وصفت بدوي موقف حكومة الجولاني بالمتخاذل، مؤكدة أنها التزمت الصمت وامتنعت عن الرد العسكري تجنبًا لأي مواجهة مع إسرائيل، ولم ترسل سوى فرق الدفاع المدني لانتشال الجثث. وأضافت أن هذا الصمت فُهم لدى الأهالي كغياب تام للحماية الرسمية.
وأوضحت بدوي أن إسرائيل تستغل هذا الضعف لتوسيع نفوذها داخل العمق السوري، مدفوعة بقلق من عودة إيران إلى المنطقة، ورغبة في إنشاء منطقة عازلة أكبر.
كما ترى إسرائيل —وفق تحليل بدوي— أن حكومة الجولاني لا تقدّم أي ضمان أمني ولا تتحرك نحو أي مسار تطبيعي، وهو ما يزيد من جرأة تل أبيب على تنفيذ عمليات داخل الجنوب السوري ودرعا واليرموك بلا مقاومة تُذكر.
وأشارت أيضًا إلى أن إسرائيل تعتبر تعدد مناطق السيطرة داخل سوريا، بين الدروز والأكراد وغيرهم، فرصة لتعزيز استراتيجياتها الأمنية ومنع وصول الجماعات الجهادية للمستوطنات. وأضافت أن المخاوف الإسرائيلية تشمل كذلك النفوذ التركي ودمج آلاف المقاتلين الأجانب في التشكيلات العسكرية السورية.
وختمت بدوي تصريحاتها بالتأكيد على أن الصمت الرسمي السوري مرتبط بعجز النظام عن الرد العسكري في ظل أزماته الداخلية، وأن الانتهاكات الإسرائيلية أصبحت "أمرًا اعتياديًا دوليًا"، بينما يبرر النظام موقفه بالرغبة في تجنب حرب مفتوحة والتركيز على الأوضاع الداخلية.