منذ قليل كنت متواجدا فى شوارع مدينة سمالوط، وجدت ان التوكتوك هو من يحكم الحركة، ولست مبالغا ان قلت انه «كالنمل» بالطبع هناك مشاكل كثيرة لذلك التكدس، أهمها إعاقة حركة السير فى الشوارع العامة والجانبية بجانب مشاكل اجتماعية اخرى، فمعظم من يقتادون تلك المركبات هم أطفال من صغار السن وليست هناك ضوابط تحكم سلوكياتهم أو تحركاتهم، فالتوكتوك بالنسبة لهم ربما يكون وسيلة لممارسة بعض الاعمال المنافية للآداب.
وقد سألت نفسى لماذا تترك الدولة تلك المركبة بدون ضوابط؟ رغم المناشدات الكثيرة من الجميع، وهل تعلم الدولة دور تلك المركبة المدمر للاقتصاد المصري؟
تلك المركبة هى نتاج قانون المالك والمستأجر والمعروف فى أوساط المجتمع قانون «طرد الفلاح» والذى تم اصداره والعمل به عام 1997 اثناء نظام حكم مبارك، ومن خلاله تم تشريد ما يقرب من مليونى اسرة كانت تعمل فى مجال الزراعة ومشتقاتها، ومن خلال ذلك كان ثمار ذلك القانون ما بين هجرة الفلاح الحقيقى المرتبط بالأرض منذ فجر تاريخ مصر، وكانت تلك الهجرة داخلية وخارجية، ومنها ما هو اجتماعى والخاص بتلقف بعض الجماعات الإرهابية ذلك الفلاح المسكين واستخدامه كحصالة انتخابية للجماعة الإرهابية، وتحييد هويته المرتبطة بالأرض واحلالها بهوية ايدلوجية تسيطر على ثقافته.
وهكذا ظهرت بعض المشكلات منها مركبة التوكتوك التى أصبحت الملجأ الجاهز والحاضر والسهل لكل من يبحث عن مصدر رزق، ولهذا رحلت ثقافة الإنتاج الخاصة بالاقتصاد غير المرئى والذى كان هو عصب الحياة والاجتماعية فى مصر، فكان الشاب عندما يبحث عن مصدر رزق يفكر فى تعلم صنعة فنية أو يدوية، أو يقوم بتأجير مساحة من الأرض وزراعتها ببعض المحاصيل مع شراء بعض رؤوس المواشى للتسمين أو التربية مع الماعز والغنم، ولذا كانت مصر تعيش فى ستر امن غذائى غير مرئي.
فمركبة التوكتوك مجرد ظاهرة لمشكلة أعمق والعلاج لابد ان يذهب إلى عمق المشكلة، واقتراحى هو ان تقوم الدولة بتقسيم الأراضى المستصلحة إلى قطع من الافدنة، مع تجهيز بنية تحتية من مزارع لتربية المواشى والماعز والاغنام والطيور، وتوفير آلات زراعية ومن ثم تسليمها إلى الشباب والفلاحين وتقسيط قيمتها على عدد من السنوات.
وبجانب ذلك اقترح أيضا ان تقوم الدولة بحصر الأراضى المملوكة للدولة فى القرى والنجوع، وإقامة عليها بعض المشروعات الإنتاجية واليدوية وتسليمها للشباب أيضا بالتقسيط.
هناك أفكار كثيرة لابد من العمل عليها لكى نعيد ثقافة الإنتاج والعمل، ونقضى على ثقافة الاستسلام والتراخى التى تؤدى إلى البحث عن مصدر رزق سهل مثل مركبة التوكتوك، وأخيرا على مؤسسات الدولة ان تتخذ خطوات فاعلة للجم سعار انتشار تلك المركبة، عن طريق ربط عددها فى المدن والقرى بعدد السكان مع تقنين وضعها القانونى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشوارع العامة الأعمال المنافية للآداب تلک المرکبة
إقرأ أيضاً:
"ساعات مفصلية".. ترقب الشارع الرياضي لانتخابات اتحاد الكرة صباح الأربعاء
الرؤية- أحمد السلماني
تتجه أنظار الشارع الرياضي العُماني في العاشرة من صباح الأربعاء نحو فندق معاني بولاية السيب، حيث تُعقد الجمعية العمومية للاتحاد العُماني لكرة القدم لاختيار مجلس إدارة جديد يقود دفة الكرة العُمانية للفترة 2025 – 2029، في استحقاق انتخابي مفصلي طال انتظاره، وسط تنافس لافت على أبرز المناصب القيادية داخل أروقة الاتحاد.
الجمعية العمومية ستبدأ أعمالها بإعلان اكتمال النصاب القانوني واعتماد جدول الأعمال، تليها كلمة لرئيس الاتحاد المنتهية ولايته سالم بن سعيد الوهيبي، ثم يتم تعيين ثلاثة أعضاء لتدقيق محضر الاجتماع والمصادقة على محضر الجمعية السابقة، ليبدأ بعدها التصويت لاختيار مجلس الإدارة، وذلك لأول مرة عبر نظام إلكتروني متكامل.
ويشهد سباق الرئاسة تنافسًا بين شخصيتين بارزتين، هما سعادة السيد سليمان بن حمود البوسعيدي، النائب الأسبق لرئيس الاتحاد في 2007 ورئيس نادي الشباب سابقًا، والدكتور جاسم بن محمد الشكيلي، الذي يملك سجلًا حافلًا في العمل الكروي محليًا وخليجيًا وعربيًا، وكان قد شغل منصب النائب الثاني لرئيس الاتحاد في دورة 2016 – 2021، إضافة إلى رئاسته للعديد من اللجان المتخصصة، إلى جانب كونه لاعبًا دوليًا سابقًا في صفوف المنتخب ونادي السويق.
أما منصب نائب الرئيس، فيتنافس عليه ثلاثة مرشحين، هم: السيد مسلم بن سالم البوسعيدي، ونصر بن حمود الوهيبي رئيس نادي مسقط الحالي، والمهندس قتيبة بن سعيد الغيلاني عضو مجلس الإدارة الحالي ورئيس لجنة المسابقات سابقًا.
وفيما يتعلق بالمقعد النسائي الإلزامي، تخوض السباق كل من فاطمة الفزارية وهاجر المزينية، في وقت ترشّح فيه 11 اسمًا لعضوية المجلس للتنافس على 3 مقاعد، وهم: إبراهيم بن مراد البلوشي، حسن بن عبدالله العجمي، سعيد بن علي البوسعيدي، عبدالله بن سالم الشنفري، عبدالله علي الكمزاري، عبدالله علي الراشدي، عبدالله محسن الجابري، علي بن أحمد الكثيري، علي بن عبدالله الرئيسي، محمد بن علي المقبالي، وناصر بن سالم الهدابي.
وقد حسم مقعد اللاعبين لصالح محمد بن خميس العريمي بعد أن نال ثقة لجنة اللاعبين بالإجماع، في أعقاب انسحاب منافسه ناصر بن حمدان الريامي.
وبحسب المادة (37) من النظام الأساسي، يتكوّن مجلس الإدارة من سبعة أعضاء: الرئيس، ونائب الرئيس، وعضو نسائي، وثلاثة أعضاء يتم انتخابهم من الجمعية العمومية، إضافة إلى عضو مقعد اللاعبين الذي يتم ترشيحه من قبل رابطة اللاعبين والتصديق عليه لاحقًا.
وينتظر المجلس المنتخب عدد من الملفات الجوهرية، أبرزها: إعادة هيكلة الدوري المحلي، ورفع جاهزية المنتخبات الوطنية، وتوسيع قاعدة ممارسة كرة القدم في الفئات السنية والنسائية، والعمل على تطوير البنية التحتية والملاعب، إضافة إلى تفعيل الاستراتيجيات التسويقية، وضمان حصول الأندية على التراخيص المحلية والآسيوية، وتعزيز العلاقة مع الجماهير والأندية عبر الحوكمة والشفافية.
يوم غدٍ الاربعاء سيكون بلا شك محطة فارقة في مسار الكرة العُمانية، وموعدًا مع لحظة التغيير المنتظر.