تستضيف رئاسة مؤتمر الأطراف "COP28"، فعاليات المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية الذي يقام يومي 1 و 2 ديسمبر 2023 بالتزامن مع القمة العالمية للعمل المناخي، وفق ما أوردت وكالة أنباء الإمارات "وام"، الاثنين.

ويشارك في القمة أكثر من 1000 من رؤساء الدول والحكومات وقادة الأعمال التجارية والخيرية والمنظمات غير الحكومية وصنّاع السياسات الساعين إلى تسريع وإبراز التقدم المحرز لتحقيق الأهداف المناخية والانتقال نحو خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية من خلال التعاون الحيوي بين القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية.

ويسعى منتدى "COP28" المناخي للأعمال التجارية والخيرية، الأول من نوعه، إلى تعزيز مشاركة الأطراف الفاعلة من القطاعات والتوجهات المختلفة لمواجهة أزمة تغير المناخ والحفاظ على الطبيعة، انطلاقا من طموح دولة الإمارات لتقديم مؤتمر مناخي يجمع المعنيين كافة ويسهم في تضافر جهود الجميع وحشد الدعم والمساهمات الفعالة من أنحاء العالم المختلفة.

احتواء كافة القطاعات

وقال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف "COP28": "تماشيا مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تلتزم رئاسة "COP28" باحتواء الجميع في منظومة عمل المؤتمر، وهذا يشمل المشاركة الفعالة للشركات والأعمال التجارية والخيرية في العمل المناخي، لذا يشكل منتدى "COP28" المناخي للأعمال التجارية والخيرية جزءا أساسيا من خطة عملنا الهادفة للوصول إلى مخرجات ونتائج ملموسة عبر قطاعات العمل التجاري والخيري، وضمان قيام هذه القطاعات بدور رائد في الجهود الهادفة لتحقيق الحياد المناخي والتنمية المستدامة".

الجهود الجماعية

وسيستعرض المنتدى في فعالية "الجهود الجماعية الداعمة للعمل المناخي" مجموعة من المبادرات والمخرجات الرفيعة المستوى الداعمة لخطة عمل "COP28" وركائزها الأربع وهي تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، ودعم الركائز السابقة من خلال ضمان احتواء الجميع بشكل تام.

وتحدد الفعالية مبادرات تسعى للاستفادة من قدرة صنّاع القرار العالميين عبر القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية على تسريع وتعزيز الجهود الهادفة لمواجهة تحديات تغير المناخ، والوصول إلى الحياد المناخي، وحماية الطبيعة واستعادة التنوع البيولوجي.

آلية التمويل متعددة المصادر

وتشمل المبادرات التي سيتم تقديمها خلال الفعالية آلية التمويل متعدد المصادر، وهي آلية تمول المشروعات والأعمال المتعلقة بالمناخ في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، ومنصة الاستثمار المناخي، التي تمثل صندوقا لدعم تكنولوجيا المناخ من أجل توسيع نطاق تطبيق تكنولوجيا المناخ الموثوقة في الجنوب العالمي مع التركيز على تقنيات خفض الانبعاثات.

دعم المشروعات الطموحة

وتمتد المبادرات إلى دعم المشروعات الطموحة في مجال المناخ والحفاظ على الطبيعة، وهو تمويل مخصص للمشروعات المبتكرة التي تركز على استعادة الشعاب المرجانية والانتقال في قطاع الطاقة، وتحالف "المحرّكون الأوائل"، الذي يلتزم بتعزيز المشتريات من المنتجات والخدمات التي تعتمد على التكنولوجيا النظيفة والمناخية من خلال التزامات الشراء المسبقة لدعم خفض انبعاثات القطاعات الصناعية كثيفة الانبعاثات، والصندوق المناخي لدعم الشعوب الأصلية، وهو صندوق لتوفير التمويل المباشر للشعوب الأصلية والمنظمات، لمساعدتها في حماية الطبيعة واستعادة التنوع البيولوجي.

وقال بدر جعفر، الممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية لدى "COP28"، رئيس المنتدى: "بدأنا بتحقيق تقدم حقيقي وهادف نحو التحول إلى اقتصادات منخفضة الانبعاثات من خلال وضع القطاع الخاص في صميم المناقشات والمفاوضات المناخية، وتسعى خطة عملنا، الموجهة نحو صانعي القرار في العالم، إلى تركيز الاهتمام على المجالات التي يمكن فيها للشراكات بين القطاعات الحكومية والتجارية والخيرية تعزيز وتوسيع نطاق المناقشات حول سبل زيادة الاستثمارات من مليارات إلى تريليونات الدولارات المطلوبة للعمل المناخي".

من جهتها، قالت جينيفر جوردان-سيفي، رئيسة مجلس مبادرة الأسواق المستدامة: "لتحقيق مستقبل مستدام نحتاج إلى إعادة توجيه وتنسيق الخطط وسياسات الدول وقطاعاتها الصناعية والمالية، ومن المهم إبراز الخطوات التي يتخذها القادة والشركات والمستثمرين في الاتجاه الصحيح، ويمثل منتدى "COP28" المناخي للأعمال التجارية والخيرية فرصة فريدة لصناع القرار في العالم للتواصل وتبادل الأفكار من أجل رفع مستوى الطموح وتقييم التقدم وتعزيز مبدأ المساءلة".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات خفض الانبعاثات دولة الإمارات الإمارات الأعمال الخيرية التحدي المناخي قمة المناخ خفض الانبعاثات دولة الإمارات أخبار الإمارات المناخی للأعمال التجاریة والخیریة من خلال

إقرأ أيضاً:

المانغروف.. خط دفاع ضد التغير المناخي يتعرض للهجوم

على الرغم من الخدمات الحيوية التي تقدمها غابات المانغروف للإنسان والنظم البيئية، فقد فُقد أكثر من 50% منها بسبب الزراعة والتوسع العمراني والتنمية الساحلية والاستغلال المفرط. وهو ما يشكل تهديدا كبيرا للنظم البيئية العالمية.

تنتشر أشجار المانغروف في 128 دولة، وتغطي ما يقرب من 15% من سواحل العالم. ويوجد أكثر من 30% من أشجار المانغروف في جنوب شرقي آسيا. وتُعدّ هذه المناطق من "الثلاث الكبار" للأنظمة البيئية الساحلية للكربون الأزرق، إلى جانب المستنقعات المالحة وأحواض الأعشاب البحرية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف يؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟list 2 of 4القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟list 3 of 4أكبر 5 غابات مطيرة.. ما هي وماذا بقي منها؟list 4 of 4ضعف التمويل وعدم الإيفاء بالالتزامات يعرقلان حماية المحيطاتend of list

كما تُشكّل هذه المناطق الغنية بالكربون أكثر من 50% من مخزون الكربون في رواسب المحيطات، وتُوفّر موطنا لآلاف الأنواع. كما تُخفّض أشجار المانغروف من سرعة وشدة الأمواج والعواصف.

رغم مظهرها ونموها بالمناطق الضحلة، فإن الخصائص البيئية لأشجار المانغروف لا تقدر بثمن (رويترز)

كنز بيئي
تشير الدراسات إلى أن أشجار المانغروف من أكثر الموارد الطبيعية كفاءة في التقاط الكربون وتخزينه، بفضل نموها السنوي السريع.

فخلال عملية التمثيل الضوئي، تمتص أشجار المانغروف كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والماء من الغلاف الجوي لإنتاج الغلوكوز، الذي يُغذي نمو الأوراق والسيقان والجذور. ويُخزن معظم الكربون في تربة مغمورة بالمياه، تفتقر إلى الأكسجين.

تتحلل النباتات ببطء أكبر بدون الأكسجين، ما يسمح للكربون بالبقاء مخزنا في المواد النباتية لمئات أو حتى آلاف السنين.

إعلان

وتشير التقديرات إلى أن غابات المانغروف تُخزّن أكثر من 6.4 مليارات طن من الكربون، أي ما يعادل 4.5 أضعاف الكربون السنوي الذي ينبعث من الاقتصاد الأميركي بأكمله.

كما تُشكّل أشجار المانغروف حاجزا واقيا للسواحل من المخاطر الطبيعية، بما فيها العواصف وأمواج تسونامي والتعرية. تُخفّض جذورها الكثيفة سرعة الأمواج وارتفاعها، مما يُقلّل من الأضرار والآثار الناجمة عن الفيضانات الناجمة عن العواصف.

وأظهر تقريرٌ صدر عام 2023 عن منظمة الحفاظ على الطبيعة وجامعة كامبردج أن حتى غابات المانغروف الصغيرة والناشئة يمكن أن تُوفر فوائد دفاعية ساحلية جمة.

وخلصت الدراسة إلى أن 100 متر فقط من غابات المانغروف يمكن أن تُقلل ارتفاع الأمواج بنسبة تترواح بين 13% و66%، بينما يلزم مئات الأمتار منها لتقليل عمق فيضان تسونامي بنسبة من 5% إلى30%، وآلاف الأمتار للحد من آثار الفيضانات بفعالية.

تعتبر غابات المانغروف موطنا حيويا للنباتات والحيوانات، حيث يعتمد أكثر من 1500 نوع من النباتات والحيوانات على أشجارها موطنا وغذاء وحماية من الحيوانات المفترسة. وتشمل هذه الأنواع أكثر من 200 نوع مهدد بالانقراض.

كما أنها أشجار عاسلة تنتج عسلا ذا قيمة غذائية عالية، وتدخل في صناعة الصبغات والمستحضرات، كما تعتبر مناطق جذب بيئي وسياحي وعلمي.

ووجدت دراسة أُجريت عام 2020 أن أشجار المانغروف تُوفر أكثر من 65 مليار دولار سنويا فوائد للحماية من الفيضانات العالمية. كما وجدت الدراسة أن 15 مليون شخص إضافي سيتعرضون للفيضانات سنويا في جميع أنحاء العالم إذا فُقدت أشجار المانغروف تماما.

يتخذ أكثر من 1500 نوع من النباتات والحيوانات أشجار المانغروف موطنا وغذاء وحماية (أسوشيتد برس) (AP)

تُعتبر أشجار المانغروف من أكثر الموائل المهددة بالانقراض في العالم. وقد ساهمت تربية الأحياء المائية، وإزالة الغابات، وتنمية السواحل، وحصاد الأخشاب في فقدان ما يقرب من 50% من أشجار المانغروف في العالم على مدار الـ50 عاما مضت.

إعلان

تُعدّ تربية الأحياء المائية، وبالأخص تربية الروبيان، العامل الرئيسي في فقدان أشجار المانغروف، حيث تُمثّل 26% من تناقص أشجار المانغروف عالميا بين عامي 2000 و2020.

تتطلب تربية الروبيان إزالة آلاف الهكتارات لإنشاء أحواض اصطناعية لتربية الروبيان. تعمل مزارع الروبيان عادةً مدة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام فقط، وتوفر وظائف مؤقتة منخفضة الأجر للمجتمعات المحلية، وتخلّف وراءها بيئةً ملوثةً ومتدهورةً وغير خصبة، لا تصلح لأي نوع من الزراعة.

كما تزال أشجار المانغروف أيضًا لصالح محاصيل أكثر ربحية، بما فيها الأرز ونخيل الزيت. وتعد إندونيسيا، موطن أكثر من 20% من أشجار المانغروف في العالم، هي أيضًا الرائدة عالميًا في إزالة غابات المانغروف.

أُزيلت نحو 1739 كيلومترا مربعا من مساحة المانغروف بين عامي 1996 و2020 لإفساح المجال لمزارع زيت النخيل والتنمية الساحلية في إندونيسيا. كما أن إزالة أشجار المانغروف لزراعة الأرز منتشرة على نطاق واسع في جنوب شرق آسيا، وقد مثّلت 13% من إجمالي الخسائر عالميا بحلول عام 2024.

على الصعيد العالمي، يعتبر أكثر من 50% من مناطق أشجار المانغروف المتبقية مهددة بالتأثيرات البشرية وعرضة للتأثيرات المرتبطة بتغير المناخ، بما فيها العواصف الأكثر تكرارا وشدة وارتفاع مستوى سطح البحر.

مقابل المخاطر التي تتهدد غابات المانغروف تبرز جهود محلية ودولية للحفاظ عليها (أسوشيتد برس) (AP)

جهود الإنقاذ
لقد تزايد العمل العالمي للحفاظ على أشجار المانغروف واستعادتها في السنوات الأخيرة. يتضمن إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، الذي اعتمدته 196 دولة عام 2022، تعهدًا بضمان استعادة 30% على الأقل من مناطق النظم البيئية الساحلية المتدهورة بفعالية بحلول عام 2030.

ويُدرج أحدث تقرير تقييمي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) حماية واستعادة النظم البيئية للكربون الأزرق، بما فيها أشجار المانغروف، كإجراءات أساسية لتعزيز التخفيف من آثار تغير المناخ العالمي والتكيف معه.

إعلان

ودعا التحالف العالمي للمانغروف، الذي يضم منظمات بيئية رئيسية غير ربحية، إلى مضاعفة نسبة أشجار المانغروف المتبقية المحمية من 40% إلى 80% بحلول عام 2030 .

كما أطلق الصندوق العالمي للحياة البرية مبادرة "أشجار المانغروف من أجل المجتمع والمناخ" عام 2018 بهدف حماية نحو 9 ملايين كيلومتر مربع من أشجار المانغروف في المكسيك ومدغشقر وفيجي وكولومبيا، وترميمها، وتعزيز إدارتها.

ويهدف المشروع إلى تأمين ملياري طن من الكربون، وحماية 300 ألف شخص من العواصف وتآكل السواحل.

وتتسابق مبادرات الحفاظ على المانغروف وحمايتها لتعزير قدرة المناطق الساحلية على التكيف مع تغير المناخ واحتجاز الكربون عالميًا، مع النزعات الاستهلاكية والتوسع العمراني والمشاريع الساحلية العملاقة التي لا تلتزم بضرورات التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • الدوري الإيطالي ينطلق 24 أغسطس
  • محافظ الدقهلية: حريصون على متابعة مستوى الخدمات اللازمة للمواطنين وتوفيرها في مختلف القطاعات
  • بورسعيد تستعد لاستقبال عيد الأضحى: رفع حالة الطوارئ وتكثيف الرقابة بجميع القطاعات
  • نجوى كرم تحيي حفلتين في أستراليا.. 7 و8 نوفمبر
  • جمارك أبوظبي تحظى بتقدير عالمي في جوائز مجلس هارفارد للأعمال 2025
  • وزيرة البيئة تستعرض تقريرا حول ثمار جهود الوزارة في عدد من المجالات من 2018 إلى 2025
  • خلال منتدى الجيوش في طولون.. الفريق صدام: شكرًا لكل من دعم ليبيا في فاجعة إعصار دانيال
  • وزيرة البيئة تستعرض تقريرا حول ثمار جهود الوزارة في عدد من المجالات البيئية
  • المانغروف.. خط دفاع ضد التغير المناخي يتعرض للهجوم
  • رئيس الإرشاد الزراعي يستعرض استراتيجية التكيف مع تغير المناخ