من أبرز المخاوف التي أحاطت بالحرب في غزة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، القلق من اتساع الصراع وانضمام جبهات جديدة إلى الحرب.

واتساع الصراع يعني على وجه التحديد، انضمام جبهات مدعومة من إيران إلى المعركة.
ويشير تقرير لشانون فافرا في "ذا دايلي بيست" إلى أن اتساع الصراع دخل مرحلة الخطر بين واشنطن وطهران في ظل ارتفاع وتيرة التصعيد بين الوكلاء.


ويذكر التقرير، أن موجة الهجمات والهجمات المضادة بين الجماعات المرتبطة بالولايات المتحدة وإيران تهدد بالتحول إلى أزمة شاملة
وتضرب الولايات المتحدة المتشددين المرتبطين بإيران بعد هجمات على أهداف أمريكية في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة، حيث نفذت القوات الأمريكية عدة ضربات انتقامية تهدد بحرب أوسع نطاقاً. ضربات غير ناجحة

ورغم أن الولايات المتحدة تقول، إن العمليات تهدف إلى ردع المزيد من الهجمات ضد قواتها في المنطقة، إلا أن الضربات الانتقامية لم تكن ناجحة تماماً. وفي يوم الجمعة فقط، تحملت القواعد العسكرية الأمريكية وطأة ثلاث هجمات في العراق وسوريا، وفق تقرير  لوكالة أسوشييتد برس. 
وأثارت الاشتباكات المستمرة مخاوف من تصعيد الولايات المتحدة عن غير قصد، أوسع نطاقاً، على عكس الهدف المقصود المتمثل في ردع الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة.
ورغم تمكن الولايات المتحدة من شن هجوم مضاد دون رد فعل تصعيدي هائل من إيران حتى الآن، فإن الهجمات ذهاباً وإياباً، والهجمات المستمرة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، تمهد الطريق لحوادث محتملة وسوء تفسير.
ووفق قول بريان فينوكين، الذي عمل سابقاً في مكتب المستشار القانوني بوزارة الخارجية، حيث قدم المشورة حول القضايا القانونية والسياسية لمكافحة الإرهاب واستخدام القوة العسكرية، والذي يشغل الآن منصب كبير مستشاري البرنامج الأمريكي لمجموعة الأزمات الدولية، لصحيفة ديلي بيست: "هناك مجال كبير لسوء التقدير أو حادث لمؤسف من الجانبين". 

Since mid-October, U.S. forces in Iraq and Syria have been targeted upwards of 40 times by what the Pentagon describes as “Iranian proxy groups.” https://t.co/IID8tAN0AL

— War on the Rocks (@WarOnTheRocks) November 17, 2023

ويضيف "إذا قُتل عناصر من الخدمة الأمريكية في هجوم لا قدر الله، فقد تشعر الولايات المتحدة بأن عليها تكثيف ردها بشكل أكبر، وربما يشمل ذلك استهداف عناصر الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، وهو ما لم تفعله الإدارة حتى الآن".

منع امتداد الحرب

أحد الأهداف المعلنة لهجمات إدارة بايدن على الأهداف المرتبطة بإيران، هو منع امتداد الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
وقال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان يوم الأحد: "ليست لدى الرئيس أولوية أعلى من سلامة الأمريكيين، ووجه بالتحرك اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها ورعاياها ومصالحها".
ظل المسؤولون الأمريكيون يدعون إيران ووكلائها منذ أسابيع للابتعاد عن الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
ومع ذلك، تشن القوات المرتبطة بإيران هجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق يومياً تقريباً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
واضطرت سفينة حربية أمريكية إلى تدمير عدة صواريخ وطائرات دون طيار أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران، من اليمن، في الشهر الماضي.
وقال الحوثيون المدعومون من إيران يوم الثلاثاء إنهم أطلقوا صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية.
ومن وجهة نظر فينوكين، من غير المرجح أن تسعى الولايات المتحدة أو إيران إلى حرب أوسع نطاقاً.
وقال، إن إيران تحاول حالياً التوفيق بين محاولتها لتأكيد نفسها ضد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ومحاولة تجنب إشعال حرب أوسع نطاقاً، وهو أمر ليس سهلاً. 
وقال فينوكين: "تسير إيران على خط رفيع هنا، حيث تريد، من ناحية، مواصلة الضغط على الولايات المتحدة، بما في ذلك الرد على الدعم الأمريكي لإسرائيل في غزة، لكنها لا تريد حرباً إقليمية بنفسها".

ردع ناجح

ويعمل البنتاغون على ترويج رواية مفادها أن الضربات الأميركية المضادة لأهداف إيرانية في الأيام الأخيرة هي مؤشر على أن الردع الأمريكي ناجح.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن وزارة الدفاع تدعي أن الضربات ساعدت في منع الحرب بين إسرائيل وحماس من الامتداد إلى المنطقة، حسب تأكيد نائبة السكرتير الصحافي للبنتاغون سابرينا سينغ للصحافيين يوم الثلاثاء.
وتقول سينغ: "هذه الحرب التي نريد أن نراها محصورة في إسرائيل وداخل غزة، لا نريد أن نرى صراعاً إقليمياً أوسع نطاقاً".
وتابعت،"حتى اليوم، لم يحدث ذلك. لم نشهد امتداد هذه الحرب إلى دول مجاورة أخرى وإلى المنطقة".
ويوضح فينوكين، أنه يجب أن يوضع في الاعتبار أن إيران وقواتها هاجمت القوات الأمريكية 83 مرة منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه، وبلغ عدد الهجمات المرتبطة بإيران على القوات الأمريكية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ما يقرب من 60 هجوماً.
ويمكن القول إن هجمات إيران على القوات الأمريكية في المنطقة تمثل امتداداً للحرب بين إسرائيل وحماس، وفق فينوكين.
يقول فينوكين: "كان هناك امتداد لهذه الحرب، كان هناك هدوء في هذه الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وتوقف هذا الهدوء، وانتهى في خضم هذا الصراع".
ورداً على أسئلة عن سبب اعتبار وزارة الدفاع لضرباتها المضادة ناجحة بالنظر إلى استمرار الهجمات ضد القوات الأمريكية، أصر البنتاغون يوم الثلاثاء على أن الهجمات المستمرة ضد القوات الأمريكية هي "مسألة منفصلة" عن ردع إيران.

استفزازات إيران

وحتى لو كان ذلك صحيحاً، فقد اعترف المسؤولون الأمريكيون بأن هدف الضربات المضادة هو الرد على الاستفزازات الإيرانية، وليس فقط منع انتشارها.
وقال رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، إن الهجمات كانت "رداً" على "الاستفزازات المستمرة من  الحرس الثوري الإيراني وجماعاته في العراق وسوريا".
وتبذل الولايات المتحدة جهودًا إضافية لإرسال رسالتها إلى إيران، بما في ذلك إرسال مجموعتين هجوميتين من حاملات طائرات إلى المنطقة وإصدار العديد من البيانات العامة لدرء العدوان الإيراني.
وسافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى العراق في الأسبوع الماضي للقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للحث على قمع الميليشيات في البلاد وإحباط أي تصعيد أيضاً، وفقاً لرويترز. 

Iraq’s al-Harir airbase hosting U.S. and international forces was targeted with an armed drone, Iraqi Kurdistan's counter-terrorism service said in a statement on Friday.#Iraq #USA #PENTAGON

Footage shows black smoke rising from the base following a drone attack. pic.twitter.com/By61MFKJBi

— Ahmed Rasheed (@Ahmed_Rasheed_R) November 17, 2023

ومع ذلك، ولمنع الأمور من التصاعد، من الأفضل للولايات المتحدة أن تفكر في خطوات أخرى تتجاوز مجرد الوجود المعزز والدبلوماسية والهجوم المضاد الذي قد يساعد في السيطرة على الهدوء، مثل سحب القوات، بهدوء من المنطقة، كما قال فينوكين.
وأضاف "تحتاج الولايات المتحدة إلى التفكير في أدوات أخرى لخفض الحرارة للحد من خطر اشتداد الحرب والصراع الإقليمي الأوسع نطاقاً".
لكن يبقى سؤال رئيسي واحد، هل تأمر طهران صراحة وكلائها أو المسلحين المدعومين منها بملاحقة القوات الأمريكية في المنطقة؟ إن مستوى سيطرة إيران على الوكلاء ليست واضحة تماماً، لكن البنتاغون أشار إلى أنه يعتقد أن لإيران مستوى معين من التأثير على الجماعات.
وأضاف "الحرس الثوري الإيراني، كما تعلمون، يدعم ويسلح ويجهز ويمول ويدرب هذه الجماعات".
وقالت سينغ: "لذلك فإنهم يحافظون على مستوى معين من المساءلة عن هذه المجموعات، الضربات التي ننفذها هي بمثابة إشارة قوية للغاية إلى إيران وجماعاتها للتوقف، أعتقد أن إيران تدرك بالتأكيد هذه الرسالة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران أمريكا غزة وإسرائيل القوات الأمریکیة فی المنطقة على القوات الأمریکیة ضد القوات الأمریکیة الولایات المتحدة أوسع نطاقا إیران على من إیران

إقرأ أيضاً:

أسوشيتد برس: ترامب يصعّد إجراءات الحدود ويعلن منطقة عسكرية جديدة في كاليفورنيا

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن إضافة منطقة عسكرية جديدة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لدعم عمليات الأمن الحدودي، وهذه المرة في ولاية كاليفورنيا.

وقالت وزارة الداخلية الأمريكية في بيان صحفي إنها ستنقل الولاية القضائية على معظم الحدود الدولية لولاية كاليفورنيا مع المكسيك إلى البحرية الأمريكية لتعزيز "الدور التاريخي الذي تلعبه الأراضي العامة في حماية السيادة الوطنية".

وتمتد المنطقة العسكرية الجديدة تقريباً من خط ولاية أريزونا إلى محمية جبل أوتاي، مروراً بوادي إمبيريال والمجتمعات الحدودية بما في ذلك مدينة تيكاتي.

ومنذ شهر أبريل الماضي، تم إعلان مساحات واسعة من الحدود كمناطق عسكرية، مما يمنح القوات الأمريكية صلاحيات اعتقال المهاجرين وغيرهم ممن يُتهمون بالتعدي على قواعد الجيش والقوات الجوية والبحرية، ويتيح فرض تهم جنائية إضافية قد تصل إلى عقوبة السجن. وتم نشر أكثر من 7 آلاف جندي على الحدود، بالإضافة إلى مجموعة من الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار وأجهزة المراقبة.

وكانت هذه الاستراتيجية العسكرية قد بدأت في أبريل على طول 170 ميلاً «275 كيلومتراً» من الحدود في نيو مكسيكو، ثم تم توسيعها لاحقاً لتشمل أجزاء من الحدود في تكساس وأريزونا.

ووصفت وزارة الداخلية المنطقة الدفاعية الجديدة في كاليفورنيا بأنها منطقة ذات كثافة مرور عالية للعبور غير القانوني للمهاجرين. ومع ذلك، فإن اعتقالات دوريات الحدود على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة هذا العام سجلت أبطأ وتيرة منذ ستينيات القرن الماضي، في ظل سياسة الرئيس ترامب الداعية إلى عمليات ترحيل جماعية.

وقال وزير الداخلية دوج بورجوم في بيان صحفي: «من خلال العمل مع البحرية لسد الثغرات الأمنية الطويلة الأمد، نقوي الدفاع الوطني، ونحمي أراضينا العامة من الاستخدام غير القانوني، ونعمل على تعزيز أجندة الرئيس».

ودفعت حالة الطوارئ المعلنة من قبل ترامب القوات المسلحة إلى دور محوري في ردع محاولات عبور المهاجرين بين نقاط الدخول الأمريكية. ويشير خبراء قانونيون إلى أن هذه الاستراتيجية تتجاوز الحظر المفروض على استخدام الجيش لأغراض إنفاذ القانون داخل الأراضي الأمريكية، ما يضع القوات المسلحة في مهمة قد تتسم بالطابع السياسي.

وجاء الإعلان عن المنطقة العسكرية الجديدة بالتزامن مع أمر أصدره قاضٍ فيدرالي بإيقاف إدارة ترامب عن نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، وإعادة السيطرة على تلك القوات إلى الولاية.

وكان ترامب قد استدعى أكثر من 4 آلاف من قوات الحرس الوطني في كاليفورنيا في يونيو الماضي دون موافقة الحاكم جافين نيوسوم، لتعزيز جهود الإدارة في تطبيق قوانين الهجرة.

اقرأ أيضاًترامب يتحرش بـ مادورو.. القوات الأمريكية تعترض ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية

ترامب يهاتف القادة الأوروبيين لتحقيق السلام في أوكرانيا

ترامب: أوروبا تسير في اتجاه سيئ للغاية ويجب أن تكون حذرة

مقالات مشابهة

  • إيران ترد على منع أمريكا 3 من دبلوماسييها من العمل في نيويورك
  • الكرملين: لم نتلق من الولايات المتحدة نتائج عملها مع أوكرانيا
  • زيلينسكي : الولايات المتحدة اقترحت إنشاء منطقة حرة في دونباس
  • الولايات المتحدة واليابان تنفذان تدريبات جوية مشتركة وسط تصاعد التوترات الإقليمية
  • أسوشيتد برس: ترامب يصعّد إجراءات الحدود ويعلن منطقة عسكرية جديدة في كاليفورنيا
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • الولايات المتحدة تعتزم فرض إجراءات جديدة للمسافرين من دون تأشيرة
  • ترامب: الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا
  • والي البيض يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية
  • فرحات: الولايات الأمريكية تتجه لحصار الإخوان و تجريدهم من أدوات النفوذ والاختراق