لماذا قطر هي الوسيط الأول في الشرق الأوسط؟ الغارديان تجيب
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على عمليات الوساطة المتعددة التي تقوم بها دولة قطر في منطقة الشرق الأوسط، وأحدثها اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى المحتمل بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة.
وذكرت الصحيفة أن العديد من الدول في الشرق الأوسط تطمح إلى لعب دور الوسطاء، من بينهم مصر وعمان والكويت، لكن قطر تقدم نفسها على أنها الحل الرئيس للمشاكل في المنطقة والداعي الدائم لتبني الحوار.
وأشارت الصحيفة إلي أن قطر نشطت في أوكرانيا ولبنان والسودان وإيران وأفغانستان وغزة، كما استضافت قيادات من حركتي طالبان الأفغانية وحماس الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن الدافع وراء بذل قطر لهذه الجهود يرجع لكونها دولة صغيرة في المساحة، لكنها في الوقت ذاته غنية بشكل خيالي بسبب الإمدادات الهائلة التي تملكها من الغاز المسال.
ولذا فإن قطر بحاجة إلى حماية نفسها من التدخلات غير المرحب بها من قبل جيرانها الأكبر حجما، كالسعودية والإمارات، وأيضا جعل المجتمع الدولي غير قادر عن التخلي عن جهودها.
وعقب الصحيفة أن المقاطعة الخليجية التي شنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الفترة 2017-2021 على قطر أن الأخيرة لديها أسبابًا وجيهة لتلك للشعور بتلك المخاوف.
وأشارت الصحيفة أن قطر تتعرض لانتقادات بسبب دورها في الصراع بين إسرائيل وحماس.
اقرأ أيضاً
قيادي بحماس: قطر هي من ستعلن عن اتفاق الهدنة مع إسرائيل
واستشهدت الجارديان بانتقادات وجهها بعض اليمينيين في أمريكا للدوحة بسبب استضافتها "إرهابيين" أيديهم ملطخة بدماء الأمريكيين أو من قبل إسرائيليين يزعمون بانحيازها لصالح حماس وأن المخابرات المصرية لديها علاقات أفضل مع حماس من قطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الانتقادات تضع الكثير من الضغوط على قطر لإظهار استقلالها عن حماس أو فعاليتها مقارنة بالمخابرات المصرية.
وأوضحت الصحيفة ان قطر ترى أن بعض منتقديها يسيئون فهم السبب وراء استضافتها لزعماء حماس السياسيين، وأن ذلك لا ينبع من تعاطف إيديولوجي بقدر ما يرجع إلى أنه تلبية لطلب الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة فإن يُقال إن دور قطر يختلف عن الدور الفني الذي يمكن أن تضطلع به اللجنة الدولية للصليب الأحمر والدور الذي تضطلع به سويسرا في نقل الرسائل للولايات المتحدة في طهران.
وعقبت أن الدور القطري يتطلب درجة من الثقة والمعرفة والحساسية السياسية، فكما أن الولايات المتحدة لا توجه الكثير من الانتقادات العلنية لإسرائيل، كذلك الحال بالنسبة لقطر تجاه حماس.
اقرأ أيضاً
هنية: نقترب من التوصل لاتفاق هدنة مع إسرائيل وسلمنا ردنا لقطر
المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر وساطة قطرية الحرب الإسرائيلية على غزة
إقرأ أيضاً:
الغارديان: الآن الوقت المناسب للتحرك الغربي بشكل حاسم بشأن مجاعة غزة
أكدت صحيفة "الغارديان" أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وداعميه من اليمين المتطرف/ عملوا على مدى أشهر بوحشية لتحويل قطاع غزة إلى جحيم غير صالح للسكن، وفي الضفة الغربية عملوا على التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية بهدف إجهاض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى الأبد.
وقالت الصحيفة الخميس في افتتاحيتها أن كل ذلك يمثل نهج نتنياهو في الدعوة إلى حل الدولتين في الشرق الأوسط مع العمل بشكل منهجي لضمان عدم حدوثه أبدًا.
وأضافت "بالتالي، أرسل كير ستارمر إشارة بإعلانه أنه في غياب وقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام، ستتحرك بريطانيا للاعتراف رسميًا بفلسطين، وعلى خلفية صور المجاعة في غزة التي تُذكرنا بفظائع بيافرا أو إثيوبيا في القرن العشرين، يُشير تدخل السير كير (وتدخل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون) إلى ضرورة خلق مستقبل مختلف عن المستقبل الذي تتخيله حكومة إسرائيل المتطرفة".
وأوضحت أن "الضرورة المُلحة ليست بناء دولة؛ الهدف هو إنقاذ سكان على شفا الانهيار الاجتماعي والمادي، وأكدت وكالة الأمم المتحدة للأمن الغذائي أن أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف في قطاع غزة".
وبيّنت أن "مواقع التوزيع الأربعة التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تروّج لها إسرائيل كبديل لمساعدات الأمم المتحدة الممنوعة، غير كافية على الإطلاق وخطيرة للغاية للوصول إليها. وما يقرب من 100 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة إلى علاج لسوء التغذية، بينما يقضي واحد من كل ثلاثة فلسطينيين في غزة أيامًا دون طعام".
وأكدت الصحيفة أنه "في محاولة لكسب الرأي العام الدولي، استأنفت إسرائيل تكتيكها السابق المتمثل في تطبيق إجراءات تخفيف جزئية وتخفيف العوائق مؤقتًا أمام إيصال المساعدات. ولكن في ظل هذا الوضع المدمر، حيث انهار التماسك الاجتماعي والنظام، فإن أزمة المجاعة في غزة متقدمة جدًا بحيث لا يمكن حلها من خلال "هدنات إنسانية" لوقف الهجوم العسكري. وبالمثل، قد يُهدئ إسقاط المساعدات جوًا ضمائر الدول الغربية، لكنه سيوفر الحد الأدنى من الغذاء، وقد أثبت خطورته وعدم فعاليته في الماضي".
وأشارت إلى أن "الواقع الوجودي جليّ. ما لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب، وتتراجع للسماح بتدفق هائل ومستدام من مساعدات الأمم المتحدة، سيموت آلاف الفلسطينيين، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة مجاعة من صنع الإنسان، ولدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي مُنعت من العمل بشكل فاضح من قبل إسرائيل لأسباب زائفة، ما يعادل 6000 شاحنة من الأغذية والأدوية جاهزة للعبور إلى غزة. إلى جانب منظمات الإغاثة الأخرى، يجب تمكينها من استخدام خبرتها وتجاربها لإنقاذ القطاع من حافة الهاوية".
وذكرت أن "المبادرات الدبلوماسية تجاه الدولة الفلسطينية لن تُسهم في تحقيق هذه النتيجة، كما أكد رد نتنياهو الرافض على تصريح السير كير. مع ذلك، قد تُزيد العقوبات الضغط على نتنياهو، إذ تتجلى آثار العزلة الأخلاقية لإسرائيل بشكل ملموس. لدى الاتحاد الأوروبي، أكبر وجهة لصادرات إسرائيل، أوراقٌ للعب. يمكن لبريطانيا أن تتحرك لإيقاف الوصول التجاري التفضيلي، وتوسيع القيود الحالية على مبيعات الأسلحة".
وختمت أنه "مع اتساع نطاق رد فعل إسرائيل على المجزرة المروعة التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أصبحت غير متناسبة بشكل صادم، لم يبذل حلفاؤها في الغرب جهدًا يُذكر للتأثير على مجرى الأحداث. هذا الأسبوع، في أوروبا على الأقل، بدأ المزاج يتغير. ولكن لإنقاذ غزة، لا بد من اتخاذ إجراء حاسم".