سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على عمليات الوساطة المتعددة التي تقوم بها دولة قطر في منطقة الشرق الأوسط، وأحدثها اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى المحتمل بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة.

وذكرت الصحيفة أن العديد من الدول في الشرق الأوسط تطمح إلى لعب دور الوسطاء، من بينهم مصر وعمان والكويت، لكن قطر تقدم نفسها على أنها الحل الرئيس للمشاكل في المنطقة والداعي الدائم لتبني الحوار.

وأشارت الصحيفة إلي أن قطر نشطت في أوكرانيا ولبنان والسودان وإيران وأفغانستان وغزة، كما استضافت قيادات من حركتي طالبان الأفغانية وحماس الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن الدافع وراء بذل قطر لهذه الجهود يرجع لكونها دولة صغيرة في المساحة، لكنها في الوقت ذاته غنية بشكل خيالي بسبب الإمدادات الهائلة التي تملكها من الغاز المسال.

 ولذا فإن قطر بحاجة إلى حماية نفسها من التدخلات غير المرحب بها من قبل جيرانها الأكبر حجما، كالسعودية والإمارات، وأيضا جعل المجتمع الدولي غير قادر عن التخلي عن جهودها.

وعقب الصحيفة أن المقاطعة الخليجية التي شنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الفترة 2017-2021 على قطر أن الأخيرة لديها أسبابًا وجيهة لتلك للشعور بتلك المخاوف.

وأشارت الصحيفة أن قطر تتعرض لانتقادات بسبب دورها في الصراع بين إسرائيل وحماس.

اقرأ أيضاً

قيادي بحماس: قطر هي من ستعلن عن اتفاق الهدنة مع إسرائيل

واستشهدت الجارديان بانتقادات وجهها بعض اليمينيين في أمريكا للدوحة بسبب استضافتها "إرهابيين" أيديهم ملطخة بدماء الأمريكيين أو من قبل إسرائيليين يزعمون بانحيازها لصالح حماس وأن المخابرات المصرية لديها علاقات أفضل مع حماس من قطر.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الانتقادات تضع الكثير من الضغوط على قطر لإظهار استقلالها عن حماس أو فعاليتها مقارنة بالمخابرات المصرية.

وأوضحت الصحيفة ان قطر ترى أن بعض منتقديها يسيئون فهم السبب وراء استضافتها لزعماء حماس السياسيين، وأن ذلك لا ينبع من تعاطف إيديولوجي بقدر ما يرجع إلى أنه تلبية لطلب الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة فإن يُقال إن دور قطر يختلف عن الدور الفني الذي يمكن أن تضطلع به اللجنة الدولية للصليب الأحمر والدور الذي تضطلع به سويسرا في نقل الرسائل للولايات المتحدة في طهران.

وعقبت أن الدور القطري يتطلب درجة من الثقة والمعرفة والحساسية السياسية، فكما أن الولايات المتحدة لا توجه الكثير من الانتقادات العلنية لإسرائيل، كذلك الحال بالنسبة لقطر تجاه حماس.

 اقرأ أيضاً

هنية: نقترب من التوصل لاتفاق هدنة مع إسرائيل وسلمنا ردنا لقطر

 

 

 

المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر وساطة قطرية الحرب الإسرائيلية على غزة

إقرأ أيضاً:

الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط

 

 

علي بن سالم كفيتان

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض في جولة شملت الدوحة وأبوظبي كانت بمثابة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة ونهاية للفتور في العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس السابق جو بايدن؛ حيثُ طغت لغة المال على لغة السياسة، ولا شك أنَّ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، يعرف فك شفرة الرئيس ترامب وقدَّم المملكة برؤيتها الجديدة للعالم من باب المال والأعمال.

والحقيقة السياسية التي بدت من خلف الكواليس تقول لأمريكا إذا أرادت التطور السلام والتنمية والشراكة فبابها هو الرياض التي احتضنت قمة خليجية أمريكية، وإذا أرادت الحروب والدمار وخنق طرق التجارة العالمية، عليها أن تتبع تلابيب وحكومة نتنياهو الإرهابية المتطرفة، التي كلَّفت واشنطن مليارات الدولارات، ورسمت صورة سيئة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تنصِّب نفسها حاميةً للحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي. ونعتقد أنَّ الرئيس ترامب كرجل أعمال سينحاز للسلام والتنمية والازدهار الاقتصادي أفضل من لغة الحروب والدمار، ولا نستبعد عقد صفقة مع إيران؛ إذ إنَّ ترامب بات يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنَّ على إسرائيل التي لا تستمع له أن تخوض معركتها منفردة، وأن ذلك جليًا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء بعيدًا عن إسرائيل.

لعلها كانت الفرصة الكاملة لشرح تطلعات منطقة الشرق الأوسط للسلام مع رئيس أمريكي يؤمن بوقف الحروب، ويتبنى لغة الصفقات التجارية بين أمم وشعوب العالم لحل الأزمات، وما حصل عليه خلال جولته هذه كان خير شاهد على اختيار عرب الخليج الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الباب الذي يُمكن الولوج منه لحل نهائي للقضية الفلسطينية؛ فالرئيس ترامب هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي لديه القدرة على فرض السلام على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر.

إنَّ إقناع الرياض الرئيس ترامب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقد من الزمن، يُعد اختراقًا كبيرًا للعقلية الأمريكية التي دأبت على إلصاق تهمة الإرهاب بالمشرق العربي الذي عانى من ويلات الحروب والتشريد والحصار؛ فعودة الحياة إلى دمشق مجددًا هي استعادة النبض لعاصمة مُهمة، طالما شكلت محورًا مُهمًا في عالمنا العربي. وكُل مُحب للخير يرى في ذلك إنجازًا عظيمًا حققته هذه الزيارة مهما كانت كلفتها؛ حيث إنَّ عودة سوريا إلى الحضن العربي ورجوع ملايين اللاجئين إلى بلادهم لا يُقدَّر بثمنٍ، ولا شك أن سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز راهن بكل ثقله على ذلك، فما لم تحققه القمم العربية ولا قرارات الأمم المتحدة حققه بن سلمان في صفقة واحدة، وساهم في إحياء قطر عربي رزح تحت الظلم والطغيان لعقود.

العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مُهمة لكل شعوب العالم؛ كونها القوة العظمى الوحيدة، فقد رأينا توقيع الصين لاتفاق الرسوم الجمركية مع أمريكا والوصول لحل وسط يُرضي الطرفين، رغم قوة الصين وأهميتها الاقتصادية التي تطمح لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي، إلّا أنها آثرت الصُلح مع المارد الأمريكي، والتجاور معه بلغة المال التي يُفضِّلها ترامب على لغة التصعيد والحرب الاقتصادية التي سوف تعصف بالعالم وتتسبب في أزمات جديدة. لهذا لا نرى عجبًا ولا استنكارًا أن يتفاهم عرب الخليج بذات اللهجة مع ترامب لحماية استقرار المنطقة ونموها وازدهارها؛ فالكثير من المُنادين بالمناكفة لا يعون العواقب.

للأسف لم تنل القضية الفلسطينية حسب الظاهر الاهتمام الذي توقعناه من هذه الزيارة؛ حيث كنَّا نأمل إعلان اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية من قلب جزيرة العرب وتراجعها عن حماية الكيان الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ووقف الحرب الوحشية والتطهير العرقي الممنهج في قطاع غزة وقضم الأراضي في الضفة الغربية. وبيَّنت قطر أنَّها تحمل همَّ هذا الملف وأوصلته بمهنية إلى الرئيس ترامب، وعسى أن نرى تطورًا لافتًا خلال الأيام المقبلة وخاصة بعد إطلاق الأسير الأمريكي الجنسية عيدان ألكسندر كبادرة حُسن نية من حركة المقاومة الإسلامية حماس تزامنًا مع الزيارة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • التحديات مستمرة مع إعادة ترامب تعريف دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  • الغارديان: البيت الأبيض يواصل دعمه للحرب ضد غزة رغم الشجب الأوروبي
  • الغارديان: دول الخليج فشلت في إقناع ترامب بإيقاف حرب إبادة غزة
  • الحكومة البريطانية تعلق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل بسبب حرب غزة
  • «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات» ينطلق في الشارقة 28 الجاري
  • جولة ترامب في الشرق الأوسط تكشف تجاهله لغزة
  • الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط
  • ترامب يعيد رسم تحالفات الشرق الأوسط ورسالة صامتة تضع العراق في الظل
  • إسرائيل تعلن السماح بدخول كمية أساسية من المساعدات الغذائية إلى غزة.. ومكتب نتنياهو يصدر بيانا
  • ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو