وزيرة الهجرة: الانتخابات الرئاسية تجري في توقيت شديد الأهمية وتتطلب وعيا من المصريين
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
قالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي" إن الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2024 تجرى في توقيت شديد الأهمية بالنظر إلى الأوضاع والأزمات التي تمر بها المنطقة وتحديدًا دول الجوار الجغرافي المباشر وتأثيرها على الأمن القومي المصري؛ ما يتطلب درجة عالية من الوعي ومشاركة واسعة من قبل المصريين في هذا الاستحقاق الدستوري المهم".
وأضافت وزيرة الهجرة، في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت،" أن أبناء مصر المقيمين بمختلف دول العالم مدعوون يوم الجمعة المقبلة ولمدة ثلاثة أيام، للتوجه إلى صناديق الاقتراع بمقر البعثات الدبلوماسية المحددة، لأداء حقهم الدستوري في اختيار رئيسًا للجمهورية، وذلك وسط تحديات كبيرة تحيط بالبلاد من حروب وأزمات وأوبئة وكوارث طبيعية".
وأوضحت أنها قامت بجولة خارجية عربية في وقت قياسي وقبل أسبوعين من انطلاق ماراثون الانتخابات بالخارج، وستقوم بجولة أوروبية خلال الأيام القليلة المقبلة للقاء الجاليات المصرية هناك، استكمالًا لجهود التوعية التي تقوم بها الوزارة ضمن مبادرة "شارك بصوتك" ولقاء العديد من أبناء مصر بالخارج، افتراضيًا عبر "فيديوكونفرانس" لحثهم وتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات، إلى جانب الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في مصر لدعم الاقتصاد الوطني.
وشددت على أن مشاركة أبناء الجاليات المصرية بالخارج في الانتخابات الرئاسية هو واجب وطني من أجل تعزيز استقرار وطنهم واستكمال مسيرة التنمية المستدامة والمشروعات الوطنية العملاقة الجارية بالبلاد، لافتة إلى أن تلك المشاركة من شأنها أيضًا الحفاظ على المكتسبات الدستورية لأبنائنا بالخارج في عهد الجمهورية الجديدة، وفي مقدمتها حق المشاركة في الاستحقاقات الدستورية.
وأكدت أنها لمست، خلال لقائها بأبناء الجاليات المصرية، سواء في جولاتها بالخارج أو عبر اللقاءات الافتراضية، وعيًا وإدراكًا من قبل شبابنا لما تواجهه مصر من تحديات وما تتعرض له من ضغوط سياسية واقتصادية في هذه المرحلة المهمة لاسيما بسبب الأحداث التي تجري حولنا كالحرب الإسرائيلية ضد أهل قطاع غزة والأزمة السودانية وغيرها من الأزمات التي لها تأثير مباشر على الأمن القومي المصري؛ الأمر الذي يتطلب اختيار قيادة حكيمة قادرة على مواجهات تلك التحديات، يلتف خلفها المصريون بالداخل والخارج.
وتابعت أنها تحرص خلال لقائها بالمصريين بالخارج على نقل الصورة الحقيقية داخل البلاد وجهود الدولة في البناء والتنمية، وتصحيح أية معلومات مغلوطة، بجانب توضيح مواقف الدولة المصرية إزاء القضايا الدولية، وذلك لكونهم خط الدفاع الأول عن مصر بالخارج وقادرون على الرد على أية شائعات تحاك بوطنهم.
وقالت إنها نقلت للجاليات المصرية خلال جولتها بالخارج الإشادات الدولية والتقدير الذي تحظى به مصر لما حققته من طفرة تنموية في وقت قياسي وظروف صعبة رغم كل التحديات التي تحيط بنا، علاوة على اهتمام الدولة بالتحول الرقمي والطاقة النظيفة المتجددة، وبملف المناخ، وجذب الاستثمارات العالمية، منبهة بأن تلك الثقة الدولية تجعل المصريين بالخارج أمام مهمة وطنية بجدارة، للنزول وانتخاب من يمثلهم ويقود البلاد لاستكمال عملية التنمية والإنجازات.
وأشارت إلى أنها ستتابع لحظة بلحظة تصويت المصريين بالخارج من خلال غرفة العمليات التي شكلتها وزارة الهجرة للوقوف على سير العملية الانتخابية والتواصل مع كافة الجاليات المصرية بكل مكان، وتعريفهم بآليات الانتخاب ومقار التصويت، إلى جانب التغلب على أية عقبات قد تواجههم خلال عملية التصويت، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات ووزارة الخارجية.
وأوضحت سها جندي أن الانتخابات ستجرى في ١٣٧ مقرًا انتخابيًا، في القنصليات والسفارات المصرية في 121 دولة حول العالم، مجددة دعوتها لأبناء مصر المقيمين بمختلف دول العالم بالتوجه أيام ١ و٢ و٣ ديسمبر المقبل إلى مقرات بعثتنا الدبلوماسية حيث صناديق الاقتراع للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري والتأكيد على انتمائهم وارتباطهم بوطنهم وإصرارهم على المشاركة في صناعة مستقبل مصر.
ونوهت بأن موعد انتخابات المصريين بالخارج قد تم اختياره بدقة من قبل اللجنة العليا للانتخابات لكي يقع في أيام (الجمعة والسبت والأحد) العطلة الأسبوعية، حتى يتمكن المواطنون بالخارج من الذهاب للمقار الانتخابية والمشاركة في الانتخابات.
وحول إجراءات التصويت بالخارج، أوضحت وزيرة الهجرة أنه عقب توجه الناخب إلى اللجنة الانتخابية، فعليه أولًا إثبات الشخصية عن طريق بطاقة الرقم القومى أو جواز السفر سارى الصلاحية مثبتًا به الرقم القومى، مشددة على أنه لم يشترط سريان بطاقة الرقم القومي عند إدلاء الناخب بصوته في انتخابات المصريين في الخارج ولكن يشترط سريان جواز السفر.
ونبهت إلى أنه حال الإدلاء بالصوت في إحدى اللجان خارج مصر، وتصادف وجود الشخص نفسه في مصر أثناء الانتخابات داخل البلاد، فلا يجوز للناخب الإدلاء بصوته أكثر من مرة سواء في الداخل أو الخارج، بحسب قانون الانتخابات.
وأكدت أن الدولة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، كما أنها تولي كافة الجاليات المصرية حول العالم نفس درجة الاهتمام ولهم الحق في اختيار رئيس للبلاد بكل حرية.
واختتمت وزيرة الهجرة حديثها لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بتوجيه رسالة إلى أبناء مصر المقيمين بالخارج، قائلة:"صوتكم أمانة ومشاركتكم الإيجابية في اختيار من يقود البلاد في تلك المرحلة الصعبة من عمر الوطن مسؤولية يرتهن عليها مستقبل شعب ودولة عظيمة تعد حجز الزاوية في الاستقرار الإقليمي".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزيرة الهجرة الانتخابات الرئاسية سها جندي المصریین بالخارج الجالیات المصریة وزیرة الهجرة المشارکة فی أبناء مصر
إقرأ أيضاً:
من إسطنبول إلى عمّان.. هكذا تصنع زينب وعيا معرفيا بقضية القدس
عمّان- "كنتُ أسمع كثيرا عن مدينة القدس، لكنني لم أكن أعرف تفاصيلها، أردت أن أتعلم اللغة العربية لأفهم الكتب والأحاديث عنها بلغتها الأصلية، أشعر أنني أقترب منها أكثر، كلمة بكلمة، وصورة بصورة".
بهذه الكلمات، تصف الفتاة التركية القادمة من إسطنبول "زينب كاتبه" رحلتها نحو مدينة لم تطأها قدماها بعد، لكنها سكنت قلبها منذ سنوات، لم يكن تعلّم اللغة العربية بالنسبة لها مجرد رغبة أكاديمية، بل كان بوابة لفهم التاريخ، واستيعاب الرواية، والاقتراب من قدسية المكان الذي لطالما أسر خيالها.
قبل أشهر قليلة، وصلت زينب إلى العاصمة الأردنية عمّان برفقة مجموعة من الفتيات والفتيان قادمين من تركيا، حيث التحقت بمركز المعجم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهناك بدأت رحلتها مع اللغة من حروف الأبجدية الأولى إلى قراءة النصوص التي تتناول فلسطين والقدس.
لم تقتصر تجربة زينب على تعلم اللغة داخل الصفوف، بل شاركت مع زميلاتها في ورش عمل تدريبية نظّمتها جمعية القبة الثقافية بالتعاون مع عدد من المؤسسات المقدسية الأخرى المعنية بقضية المسجد الأقصى والقدس.
تقول زينب للجزيرة نت: "لم تكن دراسة اللغة العربية سهلة في بداياتها، لكنها كانت تحمل دافعا أقوى من التعب، وكلما قرأت كلمة جديدة عن القدس، شعرت أنني أزيح الستار عن زاوية مظلمة من الصورة".
بالنسبة لزينب وزميلاتها، لم تكن القدس مجرد مدينة على الخارطة، بل رمزًا لهوية روحية وثقافية تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، تقول الفتيات التركيات في أحاديث منفصلة لمراسل الجزيرة نت: "في تركيا نحب القدس كثيرا، لكننا لا نشعر بقربها الحقيقي إلا عندما نفهمها بلغتها ونغوص في تاريخها".
إعلاناليوم، وبعد مرور أشهر على قدومها إلى عمّان، تشعر زينب أنها قطعت شوطا كبيرا، فقد أصبحت تقرأ المقالات بالعربية عن القدس دون الحاجة إلى ترجمة، وتشارك في نقاشات مع طلاب عرب، وتحلم أن تزور فلسطين يوما، لا كسائحة، بل كدارسة ومحبة وحاملة رسالة.
تستعد زينب وزملاؤها لخوض تجربة استثنائية ضمن فعالية تفاعلية تحمل اسم "لعبة الكنز المقدسية"، حيث يمتزج التنافس المعرفي بروح المدينة المقدسة في أجواء تحاكي عبَق القدس وتاريخها، يمر المشاركون بمحطات ثقافية وتعليمية عدة، تقودهم في النهاية إلى "الكنز" ذلك الذي لا تُقاس قيمته بالمادة، بل بما يخلّفه من أثر عميق في الوعي والوجدان.
تُعدّ هذه التجربة جزءا من سلسلة أنشطة تنفذها جمعية القبة الثقافية بالتعاون مع معهد المعجم، في إطار برنامج معرفي شامل يُعنى بتقديم القدس كقضية حية في الوعي الشبابي الدولي، من خلال أساليب تعليمية غير تقليدية، تراعي الخلفية الثقافية واللغوية للطلبة الأجانب، وتفتح أمامهم نافذة لفهم الواقع الفلسطيني والقدسي بعيدا عن الصورة النمطية أو التناول السطحي.
بالنسبة لزينب وزميلاتها، فإن مشاركتها في هذه الورش لم تكن مجرد رحلة تعليمية قصيرة، بل تجربة وجدانية عميقة، بدأت بلغة عربية تُتقنها تدريجيا، وتنتهي بمفاهيم جديدة حول القدس ومكانتها في ضمير الشعوب، وخاصة في وجدانها الشخصي كمسلمة جاءت من تركيا محمّلة بإرث تاريخي وروحي متصل بالمدينة المقدسة.
تسعى جمعية القبة من خلال هذه الفعاليات إلى بناء جسر تواصل ثقافي ومعرفي بين الطلبة الأتراك والقدس، وتعزيز حضور المدينة في عقل ووجدان شباب العالم الإسلامي، باعتبارهم سفراء محتملين لقضيتها في بلدانهم ومجتمعاتهم.
أثبتت هذه التجربة نجاحها في السنوات الأخيرة، إذ تخرج كثير من الطلبة الأجانب، خاصة من تركيا وماليزيا وإندونيسيا والبوسنة، وهم يحملون وعيا جديدا وموقفا أكثر وضوحا تجاه قضية القدس، وينقلونه بدورهم إلى مجتمعاتهم بلغاتهم الأصلية، مما يسهم في نقل الرواية المقدسية إلى فضاءات دولية أوسع.
ويوضح مدير مركز المعجم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها محمد البيشاوي للجزيرة نت، أن البرنامج يهدف إلى "ربط تعليم اللغة العربية بمضامين حضارية وثقافية، تجعل المتعلم يرى اللغة في سياقها الحقيقي، خاصة حين تكون مرتبطة بقضية مثل القدس التي تحظى بمكانة روحية ومعنوية لدى كثير من الشباب حول العالم".
لم تكن زينب حالة فردية، بل نموذجا لشباب تركيّ متعطش للمعرفة، والتواصل مع القضايا العادلة في منطقتنا، خاصة قضية القدس، فقصة زينب وزميلاتها تفتح باب الأمل في دور المعرفة والثقافة في بناء جسور بين الشعوب، وتثبت أن شغفا صغيرا في قلب فتاة يمكن أن يثمر أثرا كبيرا في عالم متعطش للفهم والوعي.