أعلنت أوكرانيا تعرضها لهجوم كبير بطائرات مسيرة انتحارية شمل العاصمة كييف، في وقت رأى رئيس وزراء سلوفاكيا أن الحرب بين موسكو وكييف قد تستمر حتى عام 2030.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية صباح اليوم السبت إن روسيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيرة انتحارية من طراز "شاهد" -إيرانية الصنع- حتى الآن على أوكرانيا خلال الليل واستهدفت كييف بشكل أساسي.

ونقلت رويترز عن شهود سماعهم في كييف دوي محركات طائرات مسيرة وانفجارات طوال الليل.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 70 طائرة بدون طيار من طراز "شاهد" في أوكرانيا خلال الليل وتم إسقاط معظمها، ووصف الهجوم "بالإرهاب المتعمد".

وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تلغرام "حتى الآن سقط جريحان في منطقة سولوميانسكي". وأوضح أن مبنى سكنيا في هذه المنطقة تضرر من سقوط حطام، فيما تعمل فرق الإنقاذ على إخراج امرأتين من بين الأنقاض.

في حين اندلعت حرائق عدة في المنطقة نفسها أحدها في روضة أطفال وفق رئيس بلدية العاصمة. فيما وقع حطام مسيّرات أسقطتها الدفاعات الجوية الأوكرانية في منطقة بيشيرسكي أيضا.

وخلال الأشهر الماضية اعتمد طرفا الصراع على الطائرات المسيرة في شن هجمات ضد الطرف الآخر، في حين يستمر القتال على خطوط التماس شرق وجنوب أوكرانيا.

زيلينسكي قال إن 70 طائرة مسيرة استهدفت بلاده الليلة الماضية (الأناضول-أرشيف) دعم جديد لأوكرانيا

في سياق متصل أكد قادة كندا والاتحاد الأوروبي، خلال قمة عقدت بينهما أمس الجمعة، دعمهم القوي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، مع إعلان أوتاوا عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف.

وقال الجانبان، في بيان مشترك، "سنقف إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر"، مؤكدين أنهما سيعملان على تلبية احتياجات أوكرانيا العسكرية والدفاعية الفورية، وضمان حصولها على الالتزامات الأمنية طويلة المدى.

وتزامن ذلك مع إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستعزز المساعدات لأوكرانيا من خلال منحها 11 ألف بندقية هجومية و9 ملايين طلقة ذخيرة.

من جهته، أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن استعداد بروكسل وأوتاوا لبذل المزيد في الأسابيع المقبلة لدعم أوكرانيا عسكريا، بينما أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بكندا لدعمها أوكرانيا حتى قبل الحرب.

ومنذ إطلاق روسيا ما تصفه "بعمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تعهدت كندا بتقديم مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 2.4 مليار دولار كندي (1.8 مليار دولار).

الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ 21 شهرا دون أفق واضح لحل سياسي (الفرنسية) حرب طويلة

من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو أمس الجمعة إلى إطلاق مفاوضات سلام في أوكرانيا، معتبرا أن الحرب "قد تستمر حتى عام 2030".

وتولى فيكو، وهو سياسي شعبوي يساري، رئاسة الوزراء بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ووعد خلال حملته الانتخابية بوقف برامج المساعدات العسكرية لأوكرانيا التي وضعتها الحكومات السلوفاكية السابقة.

وصرّح للصحفيين في براغ بعد اجتماعه مع نظيره التشيكي بيتر فيالا "نحن في وضع قد يستمر حتى عام 2029 أو 2030″، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا.

وأضاف فيكو "من الأفضل أن تمضي 10 سنوات في المفاوضات في ظل سلام أو وقف لإطلاق النار، بدلا من الجلوس على طاولة المفاوضات بعد مضي 10 سنوات مع مقتل 500 أو 600 ألف آخرين".

وجمهورية التشيك وسلوفاكيا حليفتان وتشغلان عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشكلتا دولة واحدة حتى التقسيم السلمي لتشيكوسلوفاكيا عام 1993. ويستضيف البلدان آلاف اللاجئين الأوكرانيين، لكنهما منقسمان حاليا بشأن المساعدات العسكرية التي تدعمها براغ وترفضها براتيسلافا.

رئيس الوزراء السلوفاكي يرفض استمرار برامج المساعدات العسكرية لأوكرانيا (الصحافة الفرنسية) روسيا تتوعد مولدوفا

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة، أن موسكو سترد على مشاركة مولدوفا في عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد بلادها على خلفية الحرب بأوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان، إن قرار الجانب المولدوفي لن يبقى دون رد، وموسكو ستعلن لاحقا إجراءات مضادة.

وشددت زاخاروفا على أن موسكو تعتبر الانضمام للعقوبات "خطوة عدائية" أخرى من جانب قيادة مولدوفا.

وأضافت أن ما وصفته بالمسار المدمر الذي تتبعه قيادة مولدوفا لا يلبي مصالح مواطني البلاد "الذين يكنون في الغالب مشاعر الود لروسيا"، وفق تعبيرها.

والأسبوع الماضي، أعلن وزير خارجية مولدوفا نيكو بوبيسكو، أنهم شاركوا في 4 من حزم العقوبات الست التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا.​​​​​​​

وتقع مولدوفا شرقي أوروبا وتحدها أوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب واستقلت عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

بسبب ستارلينك.. كيف أوقف إيلون ماسك هجوماً أوكرانياً حاسماً ضد روسيا في 2022؟

يُظهر التحقيق أن القرار صُدم به حتى بعض موظفي "سبيس إكس" في كاليفورنيا، ودفع البعض للتساؤل عن مدى شرعية ترك مثل هذه القوة في يد رجل واحد. وقال أحد المصادر الثلاثة: "هذا كان أشبه بوضع نتيجة حرب في يديه". اعلان

كشف تحقيق صحفي أن الملياردير إيلون ماسك أمر في سبتمبر 2022 بإيقاف خدمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية في مناطق أوكرانية كانت القوات تُنفّذ فيها هجومًا مضادًا ضد القوات الروسية، في تدخل مباشر وغير مسبوق أثار تساؤلات جوهرية حول نفوذ الأفراد الخاصين في الشؤون العسكرية والجيوسياسية.

ووفقًا لثلاثة أشخاص على دراية مباشرة بالأمر نقلت عنهم رويترز، أن ماسك أعطى أوامره لمهندس رفيع في شركة "سبيس إكس" بقطع التغطية في مناطق تشمل خيرسون، إحدى الجبهات الاستراتيجية في الهجوم الأوكراني المضاد. وتمّ تنفيذ القرار بسرعة، ما أدى إلى تعطيل ما لا يقل عن 100 محطة "ستارلينك"، وانطفاء إشاراتها على الخريطة الداخلية للشبكة، بما في ذلك مناطق في دونيتسك وشرقًا.

جاء القرار في لحظة بالغة الأهمية، حيث اعتمدت القوات الأوكرانية على "ستارلينك" في إدارة الاتصالات، وتوجيه المدفعية، وتشغيل الطائرات المسيرة. ونتيجة للانقطاع، عانت الوحدات العسكرية من شلل اتصالات كامل، وفقًا لمسؤول عسكري أوكراني ومستشار للقوات المسلحة، ما أدى إلى فشل محاولة حصار قوات روسية في بلدة بيريسلاف شرق خيرسون.

Related في أكبر هجوم جوي منذ أشهر.. موسكو تمطر أوكرانيا بوابل من الصواريخ والمسيرات اتفاق أمريكي–ألماني لدعم أوكرانيا بمنظومات "باتريوت" متطورة في مواجهة التصعيد الروسيأوكرانيا.. مقتل وجرح 35 شخصاً جراء هجوم روسي بقنابل موجهة على مناطق سكنية

قال المسؤول العسكري: "توقفت عملية الحصار تمامًا. لقد فشلت". وأضاف: "كنا نراقب العدو عبر الطائرات المسيرة، ثم فجأة أصبحنا عميان".

رغم أن الهجوم المضاد نجح لاحقًا في استعادة مدينة خيرسون وبعض الأراضي المحيطة، فإن هذه الحادثة تُعد أول حالة معروفة يُستخدم فيها ماسك سلطة مطلقة على شبكة اتصالات عالمية لإعاقة عملية عسكرية مباشرة.

ويُظهر التحقيق أن القرار صُدم به حتى بعض موظفي "سبيس إكس" في كاليفورنيا، ودفع البعض للتساؤل عن مدى شرعية ترك مثل هذه القوة في يد رجل واحد. وقال أحد المصادر الثلاثة: "هذا كان أشبه بوضع نتيجة حرب في يديه".

يأتي الكشف في تناقض صارخ مع تصريحات ماسك السابقة. ففي مارس 2024، كتب على منصته "إكس": "لن نفعل شيئًا كهذا أبدًا". ورداً على التقرير، وصف متحدث باسم "سبيس إكس" المعلومات بأنها "غير دقيقة"، دون توضيح الأخطاء أو الرد على تفاصيل محددة. كما لم يرد مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزارة الدفاع على طلبات التعليق.

ولا تزال دوافع القرار غير مؤكدة، لكن المصادر تشير إلى أن ماسك كان يخشى من أن التقدم الأوكراني قد يدفع روسيا إلى التصعيد النووي، خاصة بعد أن هدّد الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في سبتمبر 2022، ودعا إلى تعبئة جزئية.

وبحسب موظف سابق في البيت الأبيض، شارك ماسك مسؤولين أمريكيين قلقهم من احتمال تنفيذ روسيا لتهديداتها، وسألهم عن أماكن استخدام أوكرانيا لـ"ستارلينك" في العمليات الهجومية.

هيمنة رقمية على ساحات القتال

أصبحت "سبيس إكس" أكبر مشغل للأقمار الصناعية في العالم، مع أكثر من 7,900 قمرًا في المدار الأرضي المنخفض، تمثل نحو ثلثي جميع الأقمار النشطة. وتوفر "ستارلينك" خدمة اتصال سريعة ومستقرة في مناطق لا تصلها الشبكات التقليدية، ما جعلها حيوية في النزاع الأوكراني.

وبحلول أبريل 2025، تلقّت أوكرانيا أكثر من 50 ألف جهاز "ستارلينك"، قدمت جزءًا كبيرًا منها بولندا، التي أنفقت نحو 89 مليون دولار على تكاليف الاشتراك. كما دخلت وزارة الدفاع الأمريكية في اتفاق مع "سبيس إكس" لتمويل الخدمة في أوكرانيا، بقيمة تُقدّر بنحو 537 مليون دولار.

لكن الاعتماد الكبير على شبكة تُدار من قبل شركة خاصة أثار قلقًا في عواصم عديدة. ففي إيطاليا، يرفض الرئيس سيرجيو ماتاريلا الاعتماد على "ستارلينك" في الاتصالات الرسمية دون ضمانات أمنية قانونية.

وقال مصدر على دراية بموقفه: "أكثر من كلمات ماسك، نحتاج إلى ضمانات بأننا لن نُفصل، وبأنه لا يمكنه الوصول إلى بياناتنا".

وفي تايوان، التي تتخوف من صراع مع الصين، تُطور الحكومة شبكتها الخاصة من الأقمار الصناعية، وتنظر في التعاون مع مشروع "كايبير" التابع لأمازون، بينما لم تتقدّم "ستارلينك" بطلب ترخيص في الجزيرة.

من الدعم إلى السيطرة

بدأت قصة "ستارلينك" في أوكرانيا في فبراير 2022، بعد أن ناشد نائب رئيس الوزراء ميخايلو فيدوروف ماسك لتوفير المحطات. رد ماسك خلال ساعات: "خدمة ستارلينك نشطة الآن في أوكرانيا. المزيد من الوحدات في طريقها".

لكن العلاقة تحوّلت من شراكة تضامرية إلى علاقة تثير التساؤلات. ففي أكتوبر 2022، أثار ماسك غضب كييف بمقترحه أن يُصوت سكان المناطق المحتلة على مستقبلها، ثم أعاد التغريد عن قلقه من "تصعيد كبير" للحرب.

بعد ذلك، أقرّ بتكاليف الخدمة، ثم عاد وقال: "إلى الجحيم، سنواصل تمويل الحكومة الأوكرانية مجانًا".

اليوم، تُستخدم أجهزة "ستارلينك" ليس فقط في الاتصالات، بل مُثبتة على طائرات مسيرة هجومية بحرية وبرية، وفق خبراء أوكرانيين. ورغم أن "سبيس إكس" أكدت أنها اتخذت إجراءات لمنع الاستخدام الهجومي، إلا أن التفاصيل لم تُكشف.

ويواصل المسؤولون الأوكرانيون البحث عن بدائل، لكن أحدهم أقرّ: "مع ستارلينك، لدينا نظام يعمل. البدائل تستغرق وقتًا ومالًا".

في مارس 2024، كتب ماسك على "إكس": "نظام ستارلينك الخاص بي هو العمود الفقري للجيش الأوكراني. سينهار خط الجبهة بأكمله إذا أوقفت تشغيله".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • ترامب يمنح روسيا 12 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا ويهدد بعقوبات
  • هجوم سيبراني من موالين لأوكرانيا يعطّل رحلات أيروفلوت..والكرملين يصف الوضع بالمقلق
  • هجوم أوكراني «غير مسبوق» بالمسيرات يستهدف لينينغراند الروسية
  • روسيا: نفضل السبل الدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا
  • تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين
  • روسيا: السلام رهن بوقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة
  • أوكرانيا: قصفنا منشأتين عسكريتين في روسيا
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم كبير في أوكرانيا
  • رئيس أوكرانيا يعترف: نخوض قتالا صعبًا حول بوكروفسك
  • بسبب ستارلينك.. كيف أوقف إيلون ماسك هجوماً أوكرانياً حاسماً ضد روسيا في 2022؟