أشادت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا، تانيا فاجون، بجهود مصر للتوصل إلي الهدنة الإنسانية والإفراج عن الرهائن والسجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة وعبور الفلسطينيين عبر معبر رفح، مؤكدة علي أهمية دور مصر للتوصل إلي السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت في حوار لـ «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، اليوم الأحد، أنها أجرت مباحثات معمقة خلال زيارتها للقاهرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، حول تطورات الأوضاع في غزة وتبادلت الآراء حول كيفية التعامل مع هذا النزاع، وقد اتفقنا علي الحاجة إلي التوصل إلي وقف إطلاق النار دائم بشكل عاجل وتوفير الحماية للمدنيين فضلا عن الخطوات الملموسة نحو حل الدولتين.

وأعربت عن تطلعها إلي المزيد من التفاعل والحوار وتبادل الآراء مع جميع الشركاء حول حل الدولتين خلال الفترة المقبلة، مضيفة أنها سوف تلقي لأول مرة بيانا حول الوضع في الشرق الأوسط في الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل.

وقالت فاجون، إن سلوفينيا أصبحت مراقبا في مجلس الأمن الدولي منذ أول أكتوبر الماضي، وأنها سوف تكون عضوا غير دائم في مجلس الأمن بداية من يناير المقبل، موضحة أن القضية الفلسطينية لها تعقيدات كثيرة وأن الصراع له تاريخ طويل ولكن لابد من بذل الجهود لمواجهة الوضع المتدهور والكارثة الإنسانية التي نشهدها حاليا في غزة وارتفاع وتيرة العنف وعدد القتلى في الضفة الغربية.

وأضافت أنها أجرت مباحثات مع وزراء خارجية كل من مصر وإسرائيل والأردن وفلسطين خلال زيارتها للمنطقة بهدف التعرف علي وجهات نظرهم ومواقفهم وكيف يمكن المضي قدما.. مؤكدة علي أهمية التوصل إلي وقف إطلاق نار دائم ووقف الأعمال العدائية في غزة ووقف قتل المدنيين وذلك بالتوازي مع التباحث حول إيجاد الحل السياسي للنزاع.

وعن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أكدت علي أهمية اختيار التوقيت المناسب للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرة إلى أننا حاليا نبحث خطة سلام والتى يمكن أن تؤدي إلي حل الدولتين، وأن المباحثات حاليا مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي وأمريكا والدول العربية وإسرائيل تركز علي التوصل إلي هذه الخطة.

وأوضحت أن الكثير من دول العالم تري الآن الحاجة الملحة إلي التوصل لحل الدولتين بالمقارنة ما قبل 7 أكتوبر الماضي ولذا علينا السعي نحو التوصل إلي خطة تكون مقبولة للجميع وتجلب السلام في المنطقة، لافتة إلي أنه لا يوجد اختلافا جوهريا بين الدول الأوروبية حول هذا الموضوع وقالت: «نحن نتحدث بنفس اللغة ولكن ندرس كيف نتخذ الخطوات بالطريقة السلمية».

وذكرت أن الاتحاد الأوروبي يناقش في اجتماعاته النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وهناك آراء مختلفة حول هذه القضية ولكن هناك أيضا التوافق حول المبادئ الأساسية التي أعلن جوزيب بوريل المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي عنها، وهي اللاءات الثلاثة وهي لا التهجير القسري للشعب الفلسطيني ولا لتقليص لأراضي القطاع أو إعادة احتلال دائم من قبل إسرائيل وألا تواصل حماس إدارة القطاع ولا يجب فصل غزة عن الضفة الغربية، بينما نعم الثلاث هي أن تدير السلطة الفلسطينية قطاع غزة ونعم لمشاركة أقوي من الدول العربية ونعم لالتزام أكبر من الاتحاد الأوروبي في المنطقة.

وردا علي سؤال حول تواجد قوات دولية تتولي الأمن في غزة، قالت الوزيرة السلوفينية: «هناك آراء مختلفة حول هذا الأمر وأنها لا تريد الخوض في تفاصيل وأن التركيز منصب حاليا علي التوصل إلي خطة سلام وخطوات ملموسة لتنفيذها يصل إلي الهدف النهائي وهو حل الدولتين»، نافية أن يكون هناك فكرة سيئة وأن التوصل إلي رأي نهائي يحتاج إلي وقت.

وعن التهجير القسري للفلسطينيين، أكدت رفضها للتهجير القسري للفلسطينيين وأنه لابد أن يكون للفلسطينيين حقوقهم والتأكد من خلق الظروف المواتية لهم للعيش بكرامة، مشددة علي ضرورة وقف القتل والعمل من أجل توفير مياه للشرب والكهرباء والمساعدات الإنسانية والطبية لسكان غزة وهذا تم التوافق حوله داخل الاتحاد الأوروبي.

وعن محاسبة استهداف المدنيين في غزة، أكدت فاجون أنما حدث يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وهذا ما أكدته لوزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين، وأن عليهم احترام القانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب وأن ما شاهدناه يتطلب المحاسبة، مضيفة أن المشاهد في غزة كانت مرعبة وتعد كارثة إنسانية مأساوية وكنت أتمني ألا يحدث هذا وهو مقتل أكثر من 13 ألف مدني فلسطيني من الأبرياء من بينهم 6 ألاف طفل فلسطيني في غزة، وقالت: «أن يعيش طفل في غزة يعد أخطر شيء في العالم».

وعن خطة إعادة الإعمار في غزة، قالت: «ناقشنا داخل الاتحاد الأوروبي خطة المساعدات الإنمائية والدعم المالي المقدم للفلسطينيين»، معربة عن اعتقادها بان الاتحاد الأوروبي سوف يكون منخرطا في العملية السياسية نحو تحقيق السلام وكذلك زيادة المساعدات الإنمائية لإعادة البناء في غزة.

وذكرت أن سلوفينيا تدرس حاليا إمكانيات تقديم الدعم النفسي للأطفال الفلسطينيين وإعادة التأهيل عندما تتحسن الظروف وهذا ما تم مناقشته، مضيفة أن بلادها وفرت المساعدات الإنسانية بقيمة تخطت مليوني يورو في السنوات الأخيرة قدمتها لوكالة الأنروا والهيئة الفلسطينية المعنية بالمدنيين ومنظمة الصحة العالمية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية الاحتلال الاسرائيلي غزة قطاع الهدنة في غزة أخبار فلسطين وزيرة خارجية سلوفينيا أهالي غزة هدنة غزة الاتحاد الأوروبی حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

لغز محير حتى في إسرائيل.. من يُموّل مؤسسة غزة الإنسانية؟

تتزايد في إسرائيل تساؤلات عن مصدر تمويل ما تسمى "بمؤسسة غزة الإنسانية" المشبوهة والمدعومة أميركيا وإسرائيليا، والتي تأسست حديثا لإقصاء مؤسسات الأمم المتحدة من عمليات الإغاثة التي تستهدف الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصر.

ومنذ 20 شهرا ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وبدأت قبل 3 أشهر عملية تجويع ممنهج ومنعت جميع المؤسسات الدولية من إدخال إمدادات، وتحت ضغط دولي ومطالبات حثيثة ادعت تل أبيب توظيف ما تسمى "بمؤسسة غزة الإنسانية" لإدخال مساعدات.

وتقدر عمليات تلك المؤسسة بعشرات ملايين الدولارات، فيما تُظهر رزم المساعدات التي تم توزيعها على الفلسطينيين قبل أيام أن المنتجات قادمة من شركات إسرائيلية، وليست من المساعدات التي تأتي من دول العالم.

ووفق وكالة الأناضول ليس ثمة موقع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المسجلة أساسا في سويسرا، على أي من المنصات في الشبكة الإلكترونية.

الجوع أجبر آلاف الفلسطينيين على طلب مساعدات غذائية وعدت بها المنظمة المشبوهة (رويترز) تبعية غامضة

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية -اليوم الجمعة- إن "شركات التسويق الإسرائيلية الكبرى تُكافح لحلّ لغز محير: من يُمول عملية المساعدات الإنسانية في غزة؟".

إعلان

وأضافت: "يُقال إن هذه المبادرة مدعومة من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) وتُديرها شركة سيف ريتش سوليوشنز (SRS) الأميركية".

ونقلت الصحيفة عن رئيس تنفيذي لشركة إسرائيلية كبرى (لم تسمّه) قوله: "نريد العمل مع SRS، لكننا لم نتمكن من الوصول إليهم".

وأضاف: "تمكّنا من التواصل مع مؤسسة غزة الإنسانية، واجتمع معي ممثلوهم وأوضحوا لي أنهم يعتزمون تكليفنا بإدارة عملية توصيل الغذاء إلى غزة بالكامل، لكنهم ببساطة لا يملكون الأموال اللازمة".

وأشارت "هآرتس" إلى أن حجم العملية هائل بالفعل، إذ قدّرت مؤسسة غزة الإنسانية تكلفة الوجبة الواحدة بـ 1.30 دولار أميركي، وتخطط لإطعام 1.2 مليون فلسطيني في غزة، ومن المتوقع أن تدعم منظمات الإغاثة الدولية الباقي.

وقالت: "يبلغ إجمالي المبلغ الشهري نحو نصف مليار شيكل، أي ما يعادل نحو 143 مليون دولار أميركي. ومع ذلك، يبدو هذا التقدير أقل بكثير من الواقع".

وأضافت: "وفقًا لمؤسسة غزة الإنسانية، لا يقتصر هذا المبلغ على تغطية الوجبات الجاهزة فحسب، بل يشمل أيضًا مستلزمات النظافة الشخصية وتوصيل الإمدادات الطبية".

ونقلت الصحيفة عن مصدر مُشارك في توزيع الغذاء للفئات المُحتاجة بغزة قوله إنه قد يراوح سعر العلبة المُستخدمة لتعبئة الطعام بين 2 و5 شواكل (ما يصل إلى نحو 1.50 دولار أميركي)".

وأضاف أنه كذلك يجب توظيف فرق تعبئة وتغليف، وتغطية تكاليف النقل، ودفع ثمن الوقود، وحتى تغطية ثمن الشريط اللاصق.

تكتم على التمويل

ورفضت وزارتا الدفاع والمالية الإسرائيليتان الإفصاح عما إذا كانت الحكومة تُموّل العملية، وكذلك التعليق على ما إذا كانت إسرائيل قد قدّمت ضمانات، تسمح بشراء السلع بالدين، على أمل أن تُغطّي جهات أخرى التكاليف لاحقًا، وبالمثل، رفضت الخارجية الأميركية الردّ على أسئلة حول الموضوع، حسب المصدر نفسه.

إعلان

وقالت هآرتس إنه مع ذلك، فقد جادل قادة المعارضة الإسرائيلية، الثلاثاء، بأنّ إسرائيل تُقدّم التمويل، إذا حثّ زعيم المعارضة يائير لبيد الحكومة على الإعلان رسميًا عن تمويلها للمساعدات.

بدوره، قال وزير الدفاع الأسبق زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، بمنشور على منصة إكس "إن أموال المساعدات الإنسانية تأتي من الموساد ووزارة الدفاع، مئات الملايين من الدولارات على حساب المواطنين الإسرائيليين".

وقال اليميني المعارض ليبرمان لصحيفة "هآرتس"، الأربعاء "ليس لدي أي دليل، ولكن بصفتي شخصًا مُلِمًّا بهذه الأنظمة جيدًا، يتضح لي أنها شركة تعمل دون أيّ خلفية أو خبرة".

وأضاف: "يبدو الأمر جليا، حتى لو كانت جهات مسجلة في الولايات المتحدة، فإن الكيان الذي بادر بالعملية ودفع بها هو إسرائيل أو جهات تعمل نيابة عنها".

وتابع ليبرمان: "يتم ذلك بطريقة سافرة وغير متقنة، ما حدث هنا هو أن المساعدات المقدمة لغزة، والتي كانت تُموّل دوليا سابقا، تُموّل الآن من إسرائيل"، وفق قوله.

واستدركت الصحيفة "إذا كانت إسرائيل تُموّل المشروع بالفعل، أو تُقدّم ضمانات، أو تُقدّم تمويلا مؤقتا ريثما يتم جمع التبرعات، فهذا يبرر رغبة الحكومة في إبقاء الأمر طي الكتمان".

إسرائيل تعمل على التهجير القسري لسكان قطاع غزة تحت ضغط العدوان والحصار (رويترز) مخطط للتهجير

وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، مارست إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الإنسانية" المرفوضة أمميا ومحليا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا جنوب قطاع غزة لذر الرماد في العيون، ولإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.

إعلان

لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزا لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة.

وما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" شركة أميركية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا وتأسست في فبراير/شباط 2025 قائلة إنها تهدف إلى "تخفيف الجوع في قطاع غزة" عبر إيصال المساعدات للغزيين مع "ضمان عدم وقوعها بأيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)" وبدأت تنشط أواخر مايو/أيار من العام نفسه.

ووفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن أول من طرح فكرة تولي شركات مدنية مسؤولية توزيع المساعدات في غزة هو جهات إسرائيلية، بهدف تجاوز الأمم المتحدة والاعتماد على مؤسسات تفتقر للشفافية المالية.

مقالات مشابهة

  • السيدة انتصار السيسي تشيد بالهلال الأحمر المصري لجهوده الإنسانية خلال عاصفة الإسكندرية
  • حاجة أمريكية تشيد بجهود المملكة الكبيرة في خدمة ضيوف الرحمن ولاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة
  • «الاتحاد»: قرار الاحتلال بإنشاء مستوطنات جديدة جريمة ضد القانون الدولي ونسف لحل الدولتين
  • وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي: نعزز قوتنا العسكرية بسبب ترامب
  • الأمم تصف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بالأسوأ منذ بدء الحرب
  • "مؤسسة غزة الإنسانية" تحت المجهر الإسرائيلي.. من يُموّلها؟
  • لغز محير حتى في إسرائيل.. من يُموّل مؤسسة غزة الإنسانية؟
  • الأردن والاتحاد الأوروبي يبحثان دعم حل الدولتين
  • بلدية الشارقة تشيد بجهود «الخدمات الإنسانية»
  • الأمم المتحدة تشيد بجهود مصر في عمليات حفظ السلام في إفريقيا