الإعدام لشرطي قتل بحّار متقاعد ثم رماه من شرفة مسكنه بـ”ميسوني”
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
وقّعت محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء اليوم الأحد حكما يقضي بتسليط عقوبة الإعدام. في حق المتهم الموقوف المدعو ” ل.إسلام” شرطي بالعاصمة البالغ من العمر 38 سنة. لازهاقه روح الضحية المدعو “ص.محمد ” 68سنة بحار متقاعد مستعملا سلاح أبيض سكّين من نوع ” بوشية”. بعدما أجهز عليه بطعنة أولى ثم رماه من أعلى الشرفة بمسكنه العائلي الكائن بحي “ميسوني ” بالعاصمة.
والغريب في القضيّة أن المتهم وبعد التخلص من ضحيته، ارتدى ملابسه وغادر الشقة متنكّرا ، وقبل الانصراف من موقع الجريمة راح يتأكّد ويتحقق من موت المجنى عليه. حيث شاهده مع سكان الحي ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، دون أن يتعرّف عليه أحد.
وجاء منطوق الحكم بعدما التمست النيابة العامة بالجلسة توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم الموقوف. معتبرة الجريمة فظيعة وكاملة الأركان، باعتبار أن المتهم نوى قتل المجنى عليه. من خلال قيامه بشراء سكين واستدراجه إلى شقته حيث اعتاد استقباله.
وقائع القضيةوقائع القضية انطلقت بتاريخ 16 سبتمبر 2024، حيث توجّه المتّهم ” ص.محمد”، إلى مسكن الضحية بحكم أنهما في علاقة صداقة منذ قرابة 5 سنوات. حيث طلب منه إستقباله كالعادة في شقته الواقعة بحي ميسوني بالعاصمة، وفي حدود الساعة الرابعة زوالا صعدا إلى المنزل. وبعد دخولهما تعاطا سوية سيجارة ملفوفة من القنب الهندي، ثم استلقى الضحية على سريره. وخلالها باغته المتهم بطعنة سكين على مستوى الصدر جهة القلب. وهو السلاح الأبيض الذي اشتراه من الحي، قبل صعوده إلى الشقة عاقدا العزم على قتل المرحوم.
ومن شدة الطعنة التي تلقاها الضحية ركض نحو الشرفة ليستنجد بالجيران، طالبا النجدة، غير أن المتهم واصل اللحاق به ووجه له ضربة بواسطة رأسه. حيث ارتطم بالباب وفور سقوطه جره بقوة إلى خارج الشقة ثم دفعه بكلتا يديه فسقط فوق سيارة كانت مركونة أسفل العمارة.
وخلالها سمع الجيران من بينهم الشاهد ” ن.عبد الله” استغاثة الضحية قبل سقوطه حيث شاهد واقعة دفع المتهم لجاره الضحية من أعلى الشرفة. إلى غاية سقوطه حيث كان يصرخ عاليا ينادي على الجار طالبا النجدة.
القاتل يتنكر بملابس الضحيةوقبل فرار المتهم، قام بارتداء ملابس ضحيته، ثم نزل السلالم، حيث وجد جمع من سكان العمارة حول جثة الضحية وهو ملقى على الارض يسبح في بركة من الدماء. فقام بإلقاء نظرة على المجنى عليه للتأكد من موته ثم غادر مسرح الجريمة. من دون لفت انتباه أي أحد من الحضور.
ولدى تنقل رجال الشرطة، تم معاينة مسرح الجريمة ورفع البصمات. كما تم استرجاع سلاح الجريمة الذي عثر عليه فوق السيارة التي كانت تكسوها الدماء.
وعلى إثره تم فتح تحقيق في ملابسات الجريمة، بداية بسماع الشهود من جيران الضحية، حيث أكد ” ن.عبد الله” أنه لمح القاتل، مقدما كل واصفاته بدقة، قبل أن يتم تحديد هويته.
وفي الجلسة تراجع المتهم عن تصريحاته الأولية، مصرحا أن سبب ارتكابه الجريمة هو مسألة شرف متهما الضحية بأنه حاول الاعتداء عليه جنسيا، بعد الانفراد به في شقته.
معترفا بأنه باغت المرحوم وطعنه بسكين كان موضوعا فوق طاولة صغيرة الحجم، ناكرا استحضاره معه، عن سبق اصرار لقتل ضحيته.
كما اعترف المتهم بأنه قام بتوجه ” نطحة” رأسية للضحية بعدما طعنه بسكين، لكون الإصابة لم تكن قوية. فراح يصرخ نحو الشرفة طالبا النجدة من الجيران ، ولدى سقوطه حاول المقاومة لكن جره بقوة إلى غاية الشرفة مجددا، ثم دفعه بكلتا يديه من أعلى فسقط أرضا.
وأضاف المتهم أن تصريحاته في الجلسة هي الحقيقة التي أخفاها خلال مجريات التحقيق الابتدائي. باعتباره شرطي خجلا من زملائه الشرطة الذين حققوا معه.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
متقاعد بالبادية يضع منطقته على خارطة السياحة… ما التفاصيل؟
صراحة نيوز- في الجنوب، حيث تمتد القويرة والحميمة العباسية على خطوط التاريخ والطبيعة، يظهر متقاعد يعمل وكأنه فريق من الخبراء الدوليين:
ياسين الحساسين، هو متقاعد من سلاح الجو الملكي، الوكيل السابق الذي لم يغادر روح الانضباط والقيادة، بل نقلها من سماء الوطن إلى أرضه. يعمل بصمت، ويخطط بدقة، وينفذ بسرعة، ويرفع اسم منطقته كما تُرفع راية وطنية.
وفي نصف عام فقط، صنع ما يشبه ثورة تنموية بيئية وسياحية وتراثية، بهدوء المتواضعين، وبنتائج المحترفين.
أولاً: تأسيس منظومة عمل علمية – مجلس استشاري من النخبة، ومنهم البروفيسور محمد الفرجات وآخرون، والخطوة الأولى كانت تأسيس مجلس استشاري علمي تطوعي يضم أكاديميين وباحثين من جامعات الأردن في تخصصات:
السياحة والآثار
الموارد الطبيعية
البيئة والاستدامة
التنمية المجتمعية
الجغرافيا والمسارات
إدارة المياه والزراعة
هذا النموذج غير مسبوق في الجمعيات المحلية، ويعني أن كل مشروع يمر عبر عقل علمي ومنهجية واضحة، وليس مجرد جهد تطوعي عابر.
المجلس أصبح مركز تفكير (Think Tank) مصغراً يخدم المنطقة ويعيد هندسة مستقبلها.
ثانياً: مشاريع الحصاد المائي وإحياء التراث المائي النبطي
أعاد الحساسين تسليط الضوء على واحدة من أعظم تقنيات الأنباط والرومان في منطقة الحميمة: الحصاد المائي والخزانات والأحواض القديمة.
وشملت إنجازاته:
تنظيف وإحياء آبار تراثية كانت مطمورة.
توثيق مواقع المياه القديمة وربطها بالمسارات السياحية.
إطلاق مبادرات لحماية مصادر المياه من التلوث والرعي الجائر.
دراسة تطوير سدود ترابية صغيرة لحفظ مياه الأمطار.
هذه الأعمال ليست تراثية فقط، بل أساس لأي تنمية زراعية وسياحية مستقبلية.
ثالثاً: حماية وصيانة المواقع الأثرية – نهج جديد بمبادرة شعبية
الحميمة العباسية تحتضن آثاراً تمتد من الحقبة النبطية، والحقبة الرومانية، والبيزنطية، وصدر الإسلام، والدولة العباسية.
وبعض الإنجازات التي أشرف عليها:
حملات تنظيف منتظمة للمعسكر الروماني والحمامات والكنائس القديمة.
دعم عمليات التوثيق والحماية للمباني الأثرية.
تنظيم زيارات علمية لخبراء آثار ومسح ميداني مشترك مع الجامعة.
تعزيز وعي الأهالي بأهمية حماية الإرث الأثري كقيمة وطنية واقتصادية.
ولأول مرة منذ سنوات طويلة، أصبحت الحميمة تُقرأ على أنها وجهة سياحية وليست مجرد موقع مهجور.
رابعاً: رسم واستكشاف مسارات سياحية جديدة – فتح أفق لم يكن موجوداً
منطقة القويرة – الحميمة غنية بممرات طبيعية مدهشة، لكن الكثير منها لم يكن معروفاً. فبدأ الحساسين بجهد فردي ومنهجي بـ:
استكشاف مسارات جديدة تمتد بين الوديان والجبال.
توثيقها على الخرائط الحديثة باستخدام GPS.
إعداد مسارات آمنة للعائلات، ومسارات للمغامرة، ومسارات للتراث.
تدريب شباب المنطقة على مهارات قيادة المسارات (Trail Guiding).
هذه المسارات لم تجذب فقط السياح… بل أعادت هوية المنطقة الطبيعية إلى الظهور.
خامساً: جذب قروبات سياحية لأول مرة – إنجاز استثنائي
لأول مرة منذ عقود، نجحت الجمعية بقيادة الحساسين في:
استقطاب قروبات سياحية من شركات محلية وأجنبية.
تنظيم جولات داخل الحميمة العباسية والمناطق المحيطة.
إشراك الأهالي في البيع المباشر للمنتجات المحلية.
الترويج للمنطقة عبر تصوير المسارات والمعالم وبثها على منصات السياحة.
وهذا يعني بداية تحرك اقتصادي حقيقي للناس:
بيع منتجات محلية
تدريب شباب
خدمات ضيافة
مواسم سياحية
وهذا إنجاز حقيقي غيّر وجه المنطقة.
سادساً: القباب الطينية – علامة سياحة بيئية جديدة
أحد أهم المشاريع المبتكرة التي قادها:
تدريب شباب على نمط البناء القديم من أجل بناء قباب طينية بأسلوب يناسب البيئة المحلية .
استخدام مواد طبيعية وتدريب شباب عليها.
تطوير موقع يمكن أن يتحول إلى Eco-Lodge مستقبلاً.
إبراز الطابع البدوي والتراثي لعمارة المنطقة.
هذه القباب ليست مبانٍ فقط… إنها نواة مشروع سياحة بيئية مستقبلية.
سابعاً: الفعاليات الطبية والتطوعية – مجتمع يحيا من جديد
ساهم الحساسين في تنظيم:
أيام طبية مجانية لأهالي المناطق المجاورة.
أنشطة تطوعية لتنظيف المواقع الطبيعية والأثرية.
فعاليات تراثية تحيي قصص المنطقة وتاريخها.
ورش تدريب للشباب على المهارات البيئية والسياحية.
هذا كله خلق روح مجتمع جديد يستشعر قيمته ويمتلك طاقة العمل.
ثامناً: التوعية البيئية – برنامج متكامل بنكهة احترافية
ركز على:
نشر ثقافة الاستدامة
حماية الحياة البرية
مواجهة تدهور الغطاء النباتي
الحد من التلوث
إدارة النفايات في المسارات السياحية
وأطلق حملات ميدانية شارك فيها أطفال وشباب وعائلات، مما صنع جيلاً جديدًا واعيًا بالطبيعة.
تاسعاً: حماية النباتات الأصيلة والكائنات الحية وتوثيقها – بيئة تُستعاد من جديد
من أبرز ما يميز عمل ياسين الحساسين اهتمامه العميق بالبيئة الطبيعية للحميمة والقويرة، ليس فقط من باب التوعية، بل من باب الحماية والتوثيق وإعادة الإحياء. فقد عمل على:
انشاء فكرة مدارس الحميمة البيئيه المستدامة
توثيق النباتات الأصيلة في المنطقة، وخاصة الأنواع النادرة والمهددة.
مراقبة التنوع الحيوي ورصد الكائنات البرية التي تعيش في البيئة الصحراوية المحيطة.
حماية الأعشاب الطبية المحلية ومنع العبث بها أو اقتلاعها بشكل جائر.
تنفيذ حملات توعية حول أهمية النباتات المحلية في حفظ التوازن البيئي.
العمل مع المتطوعين على إعادة زراعة أنواع أصيلة في مواقعها الطبيعية.
جمع بيانات ميدانية تشكّل نواة دليل بيئي للمنطقة يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً.
هذا الجهد جعل من الحساسين وجمعيته جهة تُعنى بالبيئة على مستوى علمي وميداني، وأسهم في تثبيت الهوية البيولوجية للمنطقة، وحمايتها من التدهور، وإبراز جمالها الطبيعي كجزء لا يتجزأ من هويتها السياحية.
رسالة العمل كله:
ما يقوم به ياسين الحساسين ليس نشاطاً فردياً… بل نموذج لدور المتقاعدين العسكريين حين يضعون خبرتهم في خدمة التنمية.
ليس عملاً متقطعاً… بل رؤية شاملة تربط التراث بالبيئة، والسياحة بالمجتمع، والتاريخ بالمستقبل.
ليس عملاً عادياً… بل نهضة حقيقية تقول:
“في الأردن… رجل واحد يعمل بجد قادر على إحداث فرق بحجم مؤسسات.