محطة قطارات حيدر باشا.. إرث عثماني يأخذك إلى مكة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تركيا – خضعت محطة قطار “حيدر باشا” التاريخية بمدينة إسطنبول لأعمال ترميم هي الأكبر في تاريخها، أعادت أقساما بالمحطة إلى حالتها الأصلية.
بدأ إنشاء المبنى الحالي للمحطة الواقعة على رصيف “قاضي كوي” البحري في 30 مايو/ أيار 1906، بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ليكتمل إنشاؤه في 19 أغسطس/ آب 1908.
ويُنقل عن السلطان عبدالحميد الثاني أمر إنشاء المبنى الذي قال فيه: “ابنوا صرحا حيث تلتقي السكك الحديدية بالبحر، حتى إذا نظر إليه أفراد شعبي يقولون: ’بمجرد صعودك (القطار) من هنا يمكنك السفر إلى مكة دون أن تنزل”.
وتعتبر المحطة التي كانت نقطة انطلاق خط سكة حديد اسطنبول – بغداد/الحجاز، إرثا ثقافيا مهما لتركيا.
وأنشئت المحطة من قبل المعماريين الألمان أوتو ريتر وهيلموت كونو، وتعرضت عبر تاريخها الممتد 114 عاما لحوادث عديدة ومؤسفة.
استخدمت المحطة خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وحرب استقلال تركيا (1919-1923) كمخزن للأسلحة، ما أدى لتعرضها للتخريب في 6 سبتمبر/ أيلول 1917 إثر انفجار ذخيرة داخلها خلفت أضرارا جسيمة.
وفي الذكرى الـ 10 لإعلان الجمهورية التركية عام 1933، أعيد إنشاء المحطة بشكل مطابق لشكلها الأول، وعام 1976 خضعت لأعمال ترميم شاملة في بعض أقسامها، إلا أنها ما لبثت أن تعرضت لأضرار إثر احتراق ناقلة قبالة المحطة عام 1979 كانت محملة بالوقود.
وفي 2010، احترقت أجزاء من سقف المحطة، لتخضع للترميم عام 2016 وتعود قاعة الانتظار والطابق الأخير إلى حالتهما الأصلية، بينما استمر العمل في الواجهات الخارجية والمباني الملحقة بالمحطة.
** “بوابة إسطنبول على الأناضول”وفي حديث للأناضول بشأن أعمال الترميم، قالت المهندسة المعمارية شهداء قورقماز، إن المحطة كانت تعتبر ذات يوم “بوابة إسطنبول المفتوحة على الأناضول”.
وأشارت أن “ترميم المحطة تم بطريقة مفصلة ودقيقة للغاية”، لافتة إلى “اكتمال أعمال ترميم الزخارف والديكورات والزجاج المعشق والساعات التاريخية وورق الجدران والأبواب الخشبية والتفاصيل الأخرى في قاعة الانتظار”.
ونوهت قورقماز إلى افتتاح مقلع خاص لتوفير الحجارة اللازمة لترميم مبنى المحطة.
بدورها أفادت المهندسة المعمارية فاطمة نور هارمانجي، أن السقف الخشبي للمبنى خضع لترميمات باستخدام تقنيات تساعد في تأخير انتشار الحريق.
وأوضحت أن “جميع الساعات المنتشرة في المبنى، سيما الساعة الكبيرة، تم ترميمها بما يتوافق مع حالتها الأصلية”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
مع تصاعد الطلب العالمي على الطاقة، يزداد الاعتماد على الطاقة النووية، إلا أن إنشاء مفاعلات جديدة أو تمديد تراخيص التشغيل القائمة يتطلب كميات هائلة من الوثائق والإجراءات التنظيمية المعقّدة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا العبء الورقي الثقيل.
وطوّرت شركة أتوميك كانيون الناشئة (Atomic Canyon)، بالشراكة مع محطة ديابلو كانيون النووية (Diablo Canyon) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة باستخدام الحاسوب الفائق فرونتير (Frontier) في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه النماذج إلى تقليص الوقت والجهد والموارد التي ينفقها القطاع النووي في البحث ضمن ملايين الوثائق المتعلقة بالصيانة والهندسة والتقييمات التنظيمية وإجراءات التشغيل.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتوقع الهزّات الارتدادية للزلازل في ثوانٍ
عبء تنظيمي ضخم
تخضع الصناعة النووية لإشراف هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC)، المسؤولة عن الترخيص ومراجعة تصاميم المفاعلات ومراقبة الأثر البيئي وخطط إيقاف التشغيل.
وتوفر محطة ديابلو كانيون الكهرباء لأكثر من 4 ملايين شخص، وتمثل نحو 8% من إجمالي طاقة كاليفورنيا.
وبعد أن كان من المقرر إيقاف المحطة في عام 2025، قررت الولاية في عام 2022 تمديد تشغيلها حتى عام 2030، ما استلزم إعداد طلب ترخيص ضخم تجاوز 3 آلاف صفحة.
وأوضحت مورين زاوليك، نائبة رئيس المحطة، أن الموظفين يقضون نحو 15 ألف ساعة سنوياً فقط في البحث عن الوثائق داخل قواعد بيانات تضم ما يقرب من ملياري صفحة.
الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحة البحرية
ذكاء اصطناعي متخصص
جرّبت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، لكنها أخفقت في التعامل بدقة مع المصطلحات النووية المعقدة، وأنتجت في بعض الحالات معلومات غير دقيقة. لذلك قرر الفريق تطوير نموذج متخصص، وهو ما تطلب قدرات حوسبة هائلة.
ومن خلال برنامج مخصص في مختبر أوك ريدج، حصل المشروع على 20 ألف ساعة تشغيل من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) على الحاسوب العملاق فرونتير، وهي قدرة حوسبية ضخمة تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واستُخدمت هذه الموارد لتدريب منصة Neutron، التي تعتمد على نماذج تضمين الجمل لفهم المصطلحات النووية وسياقها بدقة، بدل توليد محتوى جديد.
وجرى تدريب هذه النماذج، المعروفة باسم FERMI، على قاعدة بيانات ADAMS الوطنية التابعة لـ(NRC)، والتي تضم أكثر من 3 ملايين وثيقة و53 مليون صفحة توثّق تاريخ المفاعلات النووية الأميركية منذ عام 1980.
الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان
نتائج أولية وخطط مستقبلية
بدأ موظفو المحطة النووية بالفعل ملاحظة تحسّن لافت في سرعة البحث ودقة الوصول إلى المعلومات، سواء من سجلات المحطة أو من قاعدة ADAMS، بحسب ما نقل موقع Tech xplore.
وقال جوردان تايمان، مدير المشروع في ديابلو كانيون، إن الأداة الجديدة ستتيح للمهندسين التركيز على حل المشكلات التقنية بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.
وتخطط شركة أتوميك كانيون لتطوير إصدارات إضافية من نماذج FERMI، فيما يعمل باحثو أوك ريدج على دمجها مستقبلاً مع نماذج لغوية توليدية متقدمة.
وفي يوليو الماضي، وقّعت الشركة والمختبر اتفاقية تعاون لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع النووي.
أمجد الأمين (أبوظبي)