نبض السودان:
2025-07-31@17:18:07 GMT

المجاهد عبد الله بلال يعمل في صمت من اجل الوطن

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

المجاهد عبد الله بلال يعمل في صمت من اجل الوطن

كتب / محمد اسماعيل دبكراوي

الاستاذ الشيخ عبد الله بلال هو من ابناء هذا الوطن العريض وشيخ ورع يعمل في صمت ومن خلف الكواليس بالنهوض بهذا البلد العريض ويدافع عنه بكل صرامة وقوة وهمه رفعة الوطن وليس الا رجل هاديء الطبع مشبع بافكار نيرة لا تحصي ولا تعد من اجل وحدة هذا التراب.

.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: المجاهد بلال عبد الله يعمل

إقرأ أيضاً:

الثقافة ثم الثقافة

- لماذا ديوان المتنبي؟

- .................!

أخذت معي سنوات كثيرة حتى أجبت نفسي، ربما 25 عاما، فقد كنت ابن 15 عاما حين قرأت مقابلة مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي رحل عن بيروت بعد الاجتياح الصهيوني عام 1982، والتي ذكر فيها أنه حمل معه ديوان المتنبي إلى باريس.

كان محمود درويش يدخل الأربعين من عمره، بكامل نضجه الأدبي والإنساني، والعروبيّ أيضا، وهو الذي هتف 13 عاما:

«أنا لغتي»!

«ما دلني أحد علي. أنا الدليل، أنا الدليل

إلى بين البحر والصحراء. من لغتي ولدت

على طريق الهند بين قبيلتين صغيرتين عليهما

.....

ليهبط الزمن الثقيل

عن خيمة العربي أكثر. من أنا؟ هذا

سؤال الآخرين ولا جواب له. أنا لغتي أنا.

وأنا معلقة... معلقتان... عشر، هذه لغتي

أنا لغتي.»

كان ذلك من قصيدة «قافية من أجل المعلقات» من ديوان «لماذا تركت الحصان وحيدا» الذي صدر عام 1995.

لو كنت ناضجا بما يكفي عام 1982، لما استغربت من شاعر مميز مشهور كمحمود درويش أراد ليس فقط التأكيد على أستاذية المتنبي، ولا على أن الأدب سلسلة من التجارب المتراكمة إبداعيا، بل على الرسالة الذكية التي وجهها الشاعر، تلك المتعلقة بعمق عروبة فلسطين.

بعد قراءتي لديوان درويش «لماذا تركت الحصان وحيدا»، عدت لكتاب «مع المتنبي» الذي نشره الدكتور طه حسن عام 1936، والذي قرأته في أيام دراستي في الجامعة بمصر كان ذلك في صيف الإسكندرية عام 1990. والظن أن محمود درويش قد قرأ كتاب طه حسين.

كان ذلك بين الأعوام 1995 و1999، والتي شهدت نموا ثقافيا في فلسطين، والذي لم يرق لمن أراد ليس فصل فلسطين عن العروبة، بل استلابها بالتدريج.

ذلك إذن هو الوصل والتواصل الذي يسعى آخرون لتقطيعه.

استنكر محدثي فجأة ما ذكرته عن أن فلسطين هي جزء من الأمة العربية، نافيا أمرين: الأول انتسابنا إلى العرب، والثاني أنه ليس هناك أمة عربية واحدة.

كان ذلك في أواخر التسعينيات مع شخصية أوروبية، على هامش ندوة سياسية عقدت في رام الله عام 1999، أي قبل 26 عاما. فوجئت وقتها، وأنا ابن 32 عاما انفعال هذا الأوروبي، الذي تحدث عن وجهة نظره منزعجا، بل وصل به الأمر إلى لومي كيف أفكر هكذا، مثيرا انتباهي إلى أن شخصية الفلسطيني الثقافية تختلف عن الشخصية الثقافية العربية.

- لكنني أودّ أن أذكرك بما تعرفه عن الاتحاد الأوروبي!

- ................؟

- أستغرب سيدي استغرابك من كون شعبنا جزءا من الأمة العربية، والتي ترتبط شعوبها ثقافيا بأكثر مما ترتبط به شعوب أوروبا.

انتهى الحديث معه، لكنني وأنا أترك المكان بعد انتهاء الندوة، رحت في مونولوج بيني وبين نفسي، عموده هو ما ذكرته هذه الشخصية الأوروبية الزائرة لبلادنا والتي تظهر حرصها على مستقبل الشعب الفلسطيني.

لا أخفي حزني بالطبع لما آلت له أمورنا، وهو حزن له علاقة بمقتبل عمري، حيث وزع علينا معلم الاجتماعيات في منتصف السبعينيات خريطة الوطن العربي «الصماء»، والتي وقتها لم أعرف لم وصفت بهذا الوصف.

لم أكن قد عرفت معنى الأصم ولا الصماء؛ فقد كنا نصف من لا يسمع بـ«الأطرش»، لكننا رحنا نتعامل مع الخريطة التي حضر فيها الوطن العربي، من خلال الدول العربية، والتي لاحظت فيها ما صرنا نعرفه فيما بعد بالحدود، والتي ظهرت هندسية في مواقع كثيرة.

وقتها فرحت كطفل صغير بأن وطننا كبير، وأن فلسطين بلدي المحتلة هي جزء من هذا الوطن، حيث كانت تلك الخرائط قد عنونت: بخريطة الوطن العربي الكبير. والمهم أننا بالرغم من عدم فهمنا لمصطلح «الصماء»، فإننا رحنا نكتب أسماء بلادنا العربية، ومنها الأردن التي كانت عاصمتها عمَّان بشكل خاص سائدة في قريتنا، بسبب أن نصف القرية قد نزحت إلى شرق نهر الأردن خلال هزيمة عام 1967، ومصر التي كان أخي الأكبر يدرس الطبّ فيها. وصرت أربط كل بلد بما عرفته من معلومات قليلة، فقد عاد صيفا أطفال الأقرباء من السعودية والكويت، وكلما كبرنا قليلا صرنا نتعرف على بلادنا، فعرفنا سلطنة عُمان من خلال مسلسل البحّار المستكشف أحمد بن ماجد، وهكذا.

ما زلت وأنا الخمسيني أتذكر فرحة الطفولة بوطني العربي الكبير، وبكل الأغاني والأشعار التي رددت اسم الوطن العربي. لقد منحتني الخريطة ونحن جزء من هذا الوطن الكبير أملا وأمانا.

لقد أعادني ذلك الأوروبي إلى طفولتي، ووضعني في حاضرنا ومستقبلنا، بسؤال جارح ومجروح، لماذا يستكثر علينا الأوروبي أن نكون أمة بما بيننا من روابط، بينما يبيح لشعوب أوروبا بالاتحاد بالرغم مما بينها من اختلافات؟

اليوم وأمس لا يرى الاحتلال فينا شعبا، بل مجرد تجمعات سكانية، فمرة يقول «عرب إسرائيل» قاصدا فلسطينيي عام 1948، ومرة عرب «يهودا والسامرة»، ويزداد الحزن والغضب، ليس حين يرى الغرب أمتنا العربية شعوبا متفرقة، بل لأننا تقبلنا ذلك.

وكما كنت قويا بوطني الكبير، وأنا أشاهد خريطة بلادنا، فقد كنت دوما وما زلت أقوى بالثقافة العربية الإنسانية، والتي شكلت على مدار قرون صعبة، فيما مضى، ووصولا إلى الآن، ضمانة للبقاء أكان ذلك في عهود الاحتلال القديمة أو الحديثة.

تلك هي الثقافة، أدبنا ولغتنا، وتراثنا وعقيدتنا الروحية السمحة التي تحرّم الاعتداء والتجاوز، لا التي غاياتها غير الإنسانية تبرر أفعالها المشينة.

تلك هي عناصر التكوين الأولى، والتي تستمر عبر مراحل عمرية، لتعميق الثقافة العربية في صدور أبناء العربية وبناتها، والتي من خلالها نبقى، حتى لو تعرضنا لهزائم ونكسات.

واليوم، في ظل ما نحياه جميعا، فليس لنا إلا ثقافتنا كحاضنة وحدوية أصيلة لنا، نتماسك ونقوى خلالها، فيكون بقاؤنا مرهونا بنا؛ باستئناف ما بدأناه من إعادة الاعتبار لثقافتنا، وهي التي تعيد الاعتبار لنا، ولإرادتنا.

مقالات مشابهة

  • الثقافة ثم الثقافة
  • العلامة فضل الله الجيش سياج الوطن
  • المطران ضاهر مهنئاً بعيد الجيش: أمان الوطن وراية فوق الطوائف
  • عمرو الورداني يحذر من ترويج الشائعة: اختراع شيطاني ومن أوسع أبواب الكذب
  • اعتقال مخرج فيلم لا أرض أخرى الحائز على الأوسكار بعد اعتداء من المستوطنين
  • رئيس قطاع التعليم: موقع التنسيق يعمل 24 ساعة.. و37 ألف طالب سجلوا رغباتهم
  • باسل الطراونة يكتب : عن شخص معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي العامر
  • إتحاد الحراش تعلن تعاقدها مع الحارس عميري
  • بلال قنديل يكتب: الاختيار
  • قيادى بحزب الجبهة الوطنية: نعاهد الله والقيادة السياسية على بذل أقصى الجهد لخدمة الوطن