في ظل التطور الذي يشهده عالم الذكاء الاصطناعي، تتسابق الولايات المتحدة والصين وروسيا حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في جيوشهم.

وتأتي على قمة أولويات القوى العظمى تطوير الأسلحة التي يمكن أن تجد طريقها إلى الهدف دون مساعدة بشرية.

وتعد الروبوتات القتالية والمسيرات من أبرز ملامح التطّور المتوقع في الحروب المستقبلية التي ستعتمد بشكل كبير على الأنظمة المسيرة المتحكم بها عن بعد.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، إن المسيرات القاتلة التى يتم التحكم فيها بالذكاء الاصطناعى أصبحت واقعا، مما أثار نقاشا بين الدول حول حدود استخدامها؛ مشيرة إلى أن القلق من المخاطر المتعلقة بالروبوتات الحربية جعل بعض الدول ترغب فى  قيود قانونية جديدة، فى ظل معارضة من الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى.

وذكرت الصحيفة فى تقريرها أن الأمر يبدو وكأنه شىء من الخيال العلمى: أسراب من الروبوتات القاتلة التى تطارد الأهداف بمفردها، وقادرة على الطيران للقتل دون أى دور بشرى.

وأضافت أن الأمر يقترب من الواقع مع إحراز الولايات المتحدة والصين وحفنة من الدول الأخرى تقدما سريعا فى تطوير ونشر التكنولوجيا الجديدة ذات القدرة على إعادة تشكيل طبيعة الحرب بتحويل قرارات الحياة والموت إلى طائرات مسيرة مستقلة مزودة ببرامج الذكاء الاصطناعى.

وهذه الاحتمالية مقلقة للغاية للعديد من الحكومات الأخرى حتى أنها تحاول تركيز الانتباه عليها بمقترحات فى الأمم المتحدة لفرض قواعد ملزمة قانونا حول استخدام ما تصفه الجيوش بالأسلحة المستقلة الفتاكة.

ولقد تضافرت التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي والاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار في الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط لجعل هذه القضية أكثر إلحاحا. حتى الآن، تعتمد الطائرات بدون طيار عمومًا على مشغلين بشريين لتنفيذ مهام مميتة، ولكن يجري تطوير برمجيات ستسمح لها قريبًا بالعثور على الأهداف واختيارها بنفسها.

وقد أدى التشويش المكثف على الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في أوكرانيا إلى تسريع هذا التحول، حيث يمكن للطائرات بدون طيار المستقلة في كثير من الأحيان الاستمرار في العمل حتى عندما تكون الاتصالات مقطوعة.

وقال ألكسندر كمينت، كبير المفاوضين النمساويين، فى هذه القضية، إن هذه واحدة من أكثر نقاط التحول الأكثر أهمية للبشرية، فمسألة دور البشر فى استخدام القوة، قضية أمنية أساسية بلا شك، وقضية قانونية وأيضا قضية أخلاقية.

وترى نيويورك تايمز أنه فى حين تقدم الأمم المتحدة منصة للحكومات للتعبير عن مخاوفهم، لكن من غير المرجح أن تكتسب هذه العملية قواعد جوهرية جديدة ملزمة قانونا. ويقول المدافعون عن الحد من التسلح إن الولايات المتحدة روسيا واستراليا وإسرائيل ودول أخرى جادلت جميعا بأنه ليس هناك حاجة إلى قانون دولى جديد فى الوقت الحالى، فى حين تريد الصين تضييق أى حد قانونى، بشكل لا يجعله ذا تأثير عملى كبير.

وكانت النتيجة ربط المناقشة بـ "عقدة إجرائية" دون فرصة كبيرة فى إحراز تقدم فيما يتعلق بإصدار تفويض قانونى ملزم فى أى وقت قريب.

وقال كونستانتين فورونتسوف، نائب رئيس الوفد الروسى لدى الأمم المتحدة، للدبلوماسيين الذين احتشدوا فى غرفة اجتماعات بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك، إنهم لا يرون أن هذا هو الوقت المناسب حقا لهذا الأمر.

وتقول نيويورك تايمز إن الجدل حول مخاطر الذكاء الاصطناعى اكتسب انتباها جديدا فى الأيام الأخيرة فى ظل المعركة للسيطرة على شركة الذكاء الاصطناعى الرائدة فى العالم Open AI، بعد انقسام على ما يبدو بين قادتها حول ما إذا كانت الشركة تأخذ فى الاعتبار بدرجة كافية مخاطر التكنولوجيا.

وفى الأسبوع الماضى، ناقش المسئولون الأمريكيون والصينيون قضية ذات صلة، وهى القيود المحتملة على استخدام الذكاء الاصطناعى فى قرارات تتعلق بنشر الأسلحة النووية.

وعلى هذ الخلفية، فإن مسألة طبيعة القيود التى ينبغى وضعها على استخدام الأسلحة الفتاكة المستقلة قد اكتسب إلحاحا جديدا. وفى الوقت الراهن، وصلت إلى ما إذا كان يكفى أن تتبنى الأمم المتحدة مبادئ توجيهية غير ملزمة، وهو الموقف الذى تدعمه الولايات المتحدة.

وقال جوشوا دوروسين، كبير مسئولى الاتفاقيات الدولية فى وزارة الخارجية الأمريكية فى مناقشة أجريت فى مايو الماضى، إنه سيكون من الصعب للغاية على الولايات المتحدة القبول بالأمر الإلزامى.

وأعلنت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس هذا الصيف أن الجيش الأمريكي سوف "ينشر أنظمة ذاتية التشغيل يمكن تخصيصها بعدة آلاف" في العامين المقبلين، قائلًا إن الدفع للتنافس مع استثمارات الصين في الأسلحة المتقدمة يستلزم أن تقوم الولايات المتحدة " الاستفادة من المنصات الصغيرة والذكية والرخيصة والكثيرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الروبوتات حروب المستقبل أمريكا روسيا الصين مسيرات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعى الولایات المتحدة نیویورک تایمز الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: هذه صرخة تدعو العالم للالتفات للمجاعة في غزة

أطلق مسؤول طبي في قطاع غزة صرخة عبر صحيفة نيويورك تايمز، يناشد فيها العالم أن يلتفت إلى المجاعة التي يعاني منها أهل قطاع غزة في ظل الحصار والقصف الإسرائيلي، ودعا المجتمع الدولي لفتح باب المساعدات وحماية المدنيين، والمطالبة بإنهاء هذا الدمار.

وفي مقال بالصحيفة الأميركية، قال محمد منصور، وهو مدير أول للتغذية في لجنة الإنقاذ الدولية، وهي إحدى المنظمات القليلة التي لا تزال تقدم المساعدات في غزة، إن ما يقرب من نصف مليون شخص من سكان غزة يكابدون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، في إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم اليوم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أطباء غزة يعجزون عن معالجة المرضى بسبب الجوعlist 2 of 2غارديان: الكلمات وحدها لا تكفي لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزةend of list

وأضاف منصور أن هؤلاء السكان باتوا على حافة المجاعة وأن نحو 100 ألف طفل وامرأة يعانون سوء التغذية الحاد والشديد، وهو التشخيص الأقسى في درجات انعدام الأمن الغذائي.

ولاحظ منصور أنه منذ أن فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا على المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة في مارس/آذار، تفشى الجوع بشكل كبير، خاصة بين الرضع والأطفال الصغار، وأفاد بأن الوضع يزداد سوءا.

وأضاف أن البنية التحتية الإنسانية بغزة محاصرة بالكامل وأن نظام توزيع الغذاء الذي أنشأته إسرائيل لا يعمل في ظل تصاعد الأعمال العدائية، ومقتل المئات من الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات، وإغلاق المعابر، وتأخير التصاريح، والنقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية والمياه والغذاء.

وتحدث منصور عن حال الأمهات اللواتي يصلن إلى العيادات التي يعملن فيها وهن منهكات، غالبا بعد ساعات من المشي وهنّ يحملن أطفالهن الذين يعانون من سوء التغذية، ويسألن: "هل سينجو طفلي؟" أو "هل لديكم حليب أو طعام؟".

اعترف منصور بأنه ليس بالإمكان دائما الإجابة عن تلك الأسئلة، وقال إن عديدا من أطفال غزة يعانون جوعا شديدا ربما لا يشفون من آثاره أبدا، وإن إمدادات المنظمة التي يعمل فيها شحيحة للغاية.

الأطفال ليسوا وحدهم من يتضورون جوعا في القطاع، فعدد من الآباء يقضون عدة أيام من دون طعام كاف، وأحيانا يصرفون النظر عن بعض الوجبات ليتمكن أطفالهم من تناول الطعام

سوء تغذية حاد

وقال منصور إنه متأثر للغاية بحالة طفل يبلغ من العمر عامين حاول مساعدته هذا الشهر، إذ كان يعاني سوء تغذية حادا، وتدهورت حالته بسرعة، وتوفي لأن الفريق الطبي لا يملك شيئا لإنقاذه.

إعلان

ويروي منصور أن الأطفال ليسوا وحدهم من يتضورون جوعا في القطاع، إذ إن عددا من الآباء أبلغوه أنهم يقضون عدة أيام من دون طعام كاف، وأحيانا يصرفون النظر عن بعض الوجبات ليتمكن أطفالهم من تناول الطعام، حتى لو كانت بعض قطع من الخبز، إن وجدوه.

وعلق منصور، وهو من سكان القطاع، على ذلك الموقف قائلا: "إنهم ليسوا مجرد أرقام بالنسبة لي. هؤلاء أناس أراهم كل يوم، أناس أعيش معهم. يقولون لي: لقد فقدنا كل شيء، لكن لا يمكننا أن نفقد أطفالنا".

وعن معاناة عائلته، قال منصور إن منزلهم تعرض للتدمير في غارة جوية، وإنهم قضوا شهورا في خيام وملاجئ مؤقتة، معرضين للبرد والحر، مع قلة المياه النظيفة والكهرباء، وإن الأسواق باتت شبه خالية، وأضاف "في كثير من الأيام، نأكل مرة واحدة. وفي بعض الأيام، لا نأكل على الإطلاق".

أمل عزيز

ووصف منصور ظروف عمله، قائلا إنه يعمل في معظم الأيام في ملجأ مكتظ في دير البلح (وسط غزة)، ويبذل قصارى جهده لمساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة، وذلك بالتنسيق مع باقي فرق المنظمة في جميع أنحاء غزة رغم نقص الموارد وانقطاع الكهرباء.

ولم يرَ منصور والدته منذ شهور، فهي تسكن في الجنوب، أقرب إلى رفح، وتحتاج إلى رعاية، وقال إنه يشعر بقلق دائم عليها، لكن لا يستطيع زيارتها، لأن الطرق غير آمنة، والحركة مقيدة.

وعن زملائه في العمل، قال إن كل واحد منهم يمر بصدمة شخصية، هناك من فقد منزله، وهناك من فقد أفرادا من عائلته، لكن الجميع مصرون على الاستمرار في أداء رسالتهم بشجاعة.

وأعرب منصور عن أمله في أن يرى جميع أطفال غزة يعيشون في مكان يشعرون فيه بالأمان والرعاية، وينامون دون خوف وبطونهم ممتلئة ليس بالفتات، بل بطعام حقيقي ومغذٍّ.

مقالات مشابهة

  • ميزة جديدة لتنظيم البحث بالذكاء الاصطناعي
  • جوجل تطلق خاصية جديدة لتنظيم نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • بكين تتحدى الهيمنة الأمريكية.. الصين تدعو لتعاون دولي في «الذكاء الاصطناعي»
  • فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • الصين تحذر من احتكار الذكاء الاصطناعي
  • الصين تدعو لتأسيس منظمة دولية لتنسيق التعاون في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يغزو واتساب بمميزات جديدة
  • وثائق جديدة تنشرها نيويورك تايمز.. هكذا بارك ترامب لإبستين بعيد ميلاده
  • نيويورك تايمز: هذه صرخة تدعو العالم للالتفات للمجاعة في غزة