سودانايل:
2025-06-27@19:11:02 GMT

جنوب السُّودان.. ماضيه وصيرورته (6 من 21)

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

shurkiano@yahoo.co.uk

مهما يكن من أمر، فإنَّ هذا الغلو في العروبة أخذ في الانحسار نوعاً ما في النصف الثاني من القرن العشرين لعدة عوامل. أولاً، انفتاح النخبة الشماليَّة المستعربة على العالم الخارجي، بما فيه الدول العربيَّة. هذا الانفتاح جعلهم يدركون الملامح الواضحة في الخلطة التي نجد فيها العنصر الإفريقي بارزاً بحيث لا تخطئه عين رأت.

في غابر ذاك العهد يبدو أنَّ ذاك النمط من السُّودانيين لم يكن جلهم يهتمون بالنظر إلى وجوهم في مرآة عاكسة قبل أن يضطرهم العالم الخارجي لإعادة اكتشاف التركيب الكروموسوماتي (Chromosomal complexion) في أنفسهم. ثانياً، بروز السُّودانيين الجنوبيين كعناصر فاعلة في السياسة القوميَّة بعد إلغاء السياسة الاستعماريَّة في جنوب السُّودان العام 1946م.
أما العامل الثالث فهو استظهار إفريقيا في العالم، وبزوغ جيل جديد من القادة الأفارقة، الذين أعادوا احترام وحب الذات للقادة الإفريقيَّة، وذلك بعد قرون من الإذلال الاستعماري، وآفة الاسترقاق، والتفرقة العنصريَّة. في وقت ما كان الشخص يُوصف بسوء السلوك إذا لم يتماهى مع شخوص من أمثال: كوامي نكروما في غانا، وأحمدو سيكو توري في غينيا-كونكري، وجوليوس نايريري في تنزانيا، وولتر سيسولو في جنوب إفريقيا، وموديبو كيتا في مالي، وباتريس لوممبا في جمهوريَّة الكونغو. كذلك – وهذا هو المدهش في الأمر – إنَّ تقهقر النخبة السُّودانيَّة ذات الاعتقاد المتطرِّف في المركزيَّة العروبيَّة، وتماهيهم مع إفريقيا لاحقاً، قد تأثَّرت بموقف الرئيس المصري جمال عبد الناصر نحو إفريقيا. كان عبد الناصر منذ الأيَّام الأولى للثورة المصريَّة في 23 تموز (يوليو) 1953م قد أكَّد مراراً فخره واعتزازه بالإستراتيجيَّة الدوليَّة نحو التحرُّر الإفريقي من الاستعمار، والسعي الحثيث نحو الوحدة الإفريقيَّة. ثم كان ذلك الاستدراك قد أتى على الطبقة الشماليَّة المستعربة حين طاف المؤرِّخ البريطاني أرنولد توينبي في عدد من الدول العربيَّة والإفريقيَّة، بما فيها السُّودان، الذي وصفه بأنَّه عالم مصغَّر لإفريقيا.
في العودة إلى مبحث الدكتور العلي، فإنَّ الورقة في حصيلتها الأوليَّة والنهائيَّة حبلى بأخطاء تاريخية متعمدة، وتفسيرات مغرضة، ومحاولات إلباس الباطل على الحق، وقد لا تسعفنا الصفحات القلائل في هذه العُجالة من الأمر في تعريتها كلها. قد خاب مسعاه حين ظنَّ أنَّه يصنع كتاباً يبقى له ذكراً على غابر الدهر. إذ لم يبد الدكتور العلي أي موقف أكثر اتساقاً مع القضية التي بحث فيها. حين ذكر الوقائع التاريخيَّة – أو ما زعم أنَّه وقائع تاريخيَّة – لم يكن موفقاً في ذلك، لأنَّ التاريخ هو العلم بأخبار الماضي الإنساني من خلال دراسة الوثائق والآثار، فضلاً عن ذلك فإنَّ على المؤرِّخ أن يكون ملمَّاً بالجغرافيا (البشريَّة) والطبوغرافيا للمنطقة التي يؤرِّخ عنها، وهو الشرط الذي لم يتوفِّر لدي الدكتور العلي. كما أنَّ البحث العلمي يتطلَّب التجرُّد من العواطف النفسيَّة والانتماءات الإثنيَّة والأيديولوجيَّة الدينيَّة أو الحزبيَّة، وقد حذَّر الفلاسفة والمؤرِّخون الجهابذة من ذلك.

للمقال بقايا باقيات،،،  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تقرير | «البنك الإفريقي» للتصدير والاستيراد يتوقع نموا لاقتصاد القارة بمعدل 4% خلال 2025

كشف تقرير حديث صادر عن البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير « Afreximbank» في مؤتمر «آفاق التجارة والاقتصاد في إفريقيا لعام 2025» عن توقعاته لنمو محقق في الاقتصاد الإفريقي بنسبة 4% خلال عام 2025، مع أداء اقتصادي يفوق المعدلات في 41% من دول القارة.

وجاءت توقعات البنك الإفريقي لمعدلات النمو للاقتصاد الإفريقي أعلى من معدلات المتوسط العالمي المتوقع للاقتصاد في القارة الأفريقية في عام 2025.

وأشار التقرير إلى أن هذا النمو الإيجابي يعكس التحول الاقتصادي الجاري في العديد من دول القارة، وزيادة تبني الحلول الإقليمية لمواجهة التحديات التنموية الممتدة. لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية تسريع بناء منظومة مالية إفريقية قوية تقودها المؤسسات المحلية وتعتمد على العملات الوطنية.

وأوضح ييمي كالي، كبير الاقتصاديين بالبنك، بأن سد فجوة تمويل التجارة، التي تُقدّر بـ 120 مليار دولار سنويًا، يُعد من أبرز التحديات التي تعيق مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة ضمن اتفاقية التجارة الحرة القارية.

وركز التقرير على ضرورة تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية، وتوحيد اللوائح التجارية، وتطوير بنية تحتية رقمية للقطاع المالي، بما يُعزز التكامل القاري ويزيد من قدرة أفريقيا على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مشيرا ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي ليعكس أولويات أفريقيا، مطالبًا بإطلاق أدوات تمويل مبتكرة، وتعزيز المؤسسات المالية الأفريقية، وتحقيق قدر أكبر من الاستقلال المالي للقارة.

يذكر أن بنك أفريكسيم ضخ تمويلا تجاريا تجاوز 17.5 مليار دولار، مع خطة لمضاعفة هذا الرقم بحلول 2026، في خطوة تهدف إلى دعم التحول الصناعي وزيادة تمويل التجارة البينية في القارة.

اقرأ أيضاً1.4 مليار جنيه.. ارتفاع كبير في أرباح البنك المصري لتنمية الصادرات بنسبة 23.8%

390 مليون جنيه صافي أرباح بنك saib الفصلية

390 مليون جنيه صافي أرباح بنك saib الفصلية

مقالات مشابهة

  • النقلة "Move 37": اللحظة التي تجاوزت فيها الذكاء الاصطناعي الحدود البشرية
  • وزير الزراعة يؤكد ضرورة تعزيز الشراكة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي في قطاع الزراعة
  • كانسيلو يطمئن الدكة بعد هدف ليوناردو: ما فيها تسلل .. فيديو
  • تقرير | «البنك الإفريقي» للتصدير والاستيراد يتوقع نموا لاقتصاد القارة بمعدل 4% خلال 2025
  • الاتحاد الإفريقي يثمّن تشكيل «اللجنة الليبية لمتابعة تنفيذ أجندة 2063»
  • عرقاب يتباحث تعزيز التعاون الطاقوي مع مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالإتحاد الإفريقي
  • الأهلي يستعد لتقديم عرض رسمي لضم مدافع الإفريقي التونسي
  • رَئيس الوُزراء يُصدر قراراً لصالح الطُلاب في السُّودان بمُراجعة نِـسب القَبول في الجَامعاتِ
  • القسام تنشر صورة ناقلة جند إسرائيلية بخانيونس.. قُتل فيها 7 جنود
  • مصطفى بكري عن مقتل 7 جنود بجيش الاحتلال: الصهاينة يشعرون بالورطة التي أوقعهم بها نتنياهو