صحيفة البلاد:
2025-07-05@00:41:16 GMT

حتى لا تموت الفضيلة

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

حتى لا تموت الفضيلة

يحكى أن فارساً عربياً كان يجوب الصحراء على فرسه ، فوجد رجلاً تائهاَ يستصرخ عطشاً ، وبحمية أهل الجاهلية ، فقد روى ظمأه ثم أركبه على فرسه لينقله بعدئذ إلى حيث الماء والمأوى ، ولكن الرجل غدر به وسرق فرسه ثم لاذ بالفرار ، وهنا أدرك هذا الفارس الشهم ، أنه تعرض لعملية سطو ، فصرخ بذلك الرجل الهارب ، قائلاً له أرجوك لا تخبر أحداً عن قصتي ، وأخشى حينها أن ينقطع الخير بين الناس.

ما أصعب أن يعيش الانسان في مجتمع انحدرت قيمه الأخلاقية ، وأصبح المرء فيه سجين غرائزه الفطرية وأسير نزعاته العدوانية ، حيث لا صوت للعقل ولا تحكيم للضمير ، وحيث المنابر الإعلامية هي ساحة الحرية لتبادل الشتائم وهتك الأعراض ، وحيث لا مروءة لرجل يكفل المجتمع ولا إقدام لبطل يردُ العدا ..

الفيلسوف اليوناني افلاطون عرف المدينة الفاضلة بأنها مدينة خيالية يحلم أن يسكنها أناس طيبون يعيشون في سلام ووئام ،نشأوا على فضائل الحكمة والعفة والشجاعة والعدل ، أما الفيلسوف سقراط فرأى أن الفضيلة مرتبطة بالمعرفة ، والانسان لا يبتعد عن الفضائل إلا حين يجهل معنى الشر ، ولكن الفيلسوف أرسطو ، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك وعرف أساس الفضائل بأنها ” خضوع جل ّالشهوات لحكم العقل “.

وبما أن الفضيلة ، قد هذبها رقي العقل وتقدم المدنية ، فقد نالت أعلى درجات الخلق الرفيع واستحق فاعلها الثناء الجزيل ، تقديراً لما أحدثه من تغيير وإصلاح في نطاق أسرته وعلى أفراد مجتمعه ، ولهذا نرى أن الإتقان في العمل هو فضيلة يزيد من فرص نجاح أي مشروع ، وأن التصدق بالمال هو فضيلة تزكي الروح وتعين المحتاج ، وأن تعويد الطفل على النظافة وقول الصدق ، من الفضائل التي تتأصل في تربيته فيصبح مكلفاً بها ومسؤولاً عنها ، وأن الصبر على مغالبة الصعاب ، من الفضائل التي تحدّ من الهلع والجزع وتستنبط الحلول ، وأن الإنضباط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، هي فضيلة يجب أن تكرَّس بقوة في عالمنا الافتراضي المفروض، وأن العمل التطوعي ومساعدة الآخرين ، هو من الفضائل التي تعمّق الإحساس بالمسؤولية وتسهم في تدريب الشباب وصقل مواهبهم ، وأن النزاهة ومحاربة الرشوة في أجهزة الدولة هي من الفضائل التي تحمي الحقوق وتدعم القوانين

يقول جبران خليل جبران : الوفاء هو أن تعجز عن الخيانة رغم قدرتك عليها ، وحتى يعمّ الخير ولا تموت الفضيلة ، حافظ عزيزي القارئ على مبادئك وأنت في أسوأ الظروف ، حافظ على وعيك في زمن يتخطف العقول ، حافظ على إنسانيتك مهما قابلت من خذلان ونكران , دافع عن ولائك للوطن في زمن طغيان العولمة ومحو الهويّات ، وقل خيراُ فتغنم أو اصمت عن الشر لتسلم ـ وتذكر ما قاله الشاعر زهير بن أبي سلمى : ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله .. على قومه يستغن عنه ويذمم

bahirahalabi@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

نصف مليون جنيه تعويضًا لورثة عبدالحليم حافظ بعد انتهاك ملكية أغنيته

خاص

في حكم قضائي لافت يعزز مكانة الحقوق الفكرية في الساحة الفنية المصرية، قضت المحكمة الاقتصادية بإلزام الشركة المنتجة لإعلان “دقوا الشماسي” بدفع تعويض قدره 500 ألف جنيه لصالح ورثة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، إثر استخدام أغنيته الشهيرة دون ترخيص أو إذن مسبق.

الإعلان الذي أُذيع في موسم 2024، أثار جدلًا واسعًا بعد إعادة تقديم الأغنية بشكل وصفه كثيرون بـ”المسيء” للهوية الفنية للعندليب.

بداية القضية تعود إلى بث الإعلان على قنوات فضائية ومنصات إلكترونية، ما أثار استياء أسرة الفنان ومحبيه، إذ اعتُبر أن النسخة المُستخدمة من الأغنية تم التلاعب بها فنيًا بما يشوه الأصل ويخالف الذوق العام.

وتحرك المستشار ياسر قنطوش، محامي الورثة، سريعًا برفع دعوى مستندًا إلى أدلة صوتية ومرئية أوضحت مدى التغيير الذي طال العمل، وطالب بوقف الإعلان وتعويض عادل عن الأضرار الأدبية والمادية.

وأيدت المحكمة دفوع الورثة، مؤكدة أن ما جرى يمثل خرقًا واضحًا لقانون حماية الملكية الفكرية، خاصة وأن الأغنية تُعد جزءًا من التراث الموسيقي الوطني.

وقد وصف قنطوش الحكم بأنه “انتصار للعدالة ولرسالة الفن”، مشددًا على ضرورة التزام المؤسسات الإعلامية بالقوانين وعدم التعدي على أعمال الفنانين تحت أي ذريعة.

القضية أثارت تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن تضامنهم مع ورثة العندليب، ورفضهم لما وصفوه بـ”الاستهانة بتاريخ رموز الفن المصري”، في وقت تتزايد فيه ممارسات استغلال الأغاني التراثية لأغراض تجارية. ويُنظر إلى الحكم باعتباره خطوة رادعة تؤكد أن احترام الفن ليس خيارًا، بل التزام قانوني وأخلاقي يحفظ ذاكرة أجيال كاملة.

مقالات مشابهة

  • وفاة الفيلسوف الليبي نجيب الحصادي.. مسيرة أكاديمية وفكرية حافلة
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • مُحافظ الطائف يطلع على مبادرات مستفيدي الإسكان التنموي
  • مصطفى حافظ.. مأساة مدرسة في غزة حوَّلها الاحتلال من مركز إيواء لمحرقة
  • “حماس”: عشرات الشهداء جراء قصف إجرامي على مدرسة حافظ وخيام النازحين بغزة
  • أونروا: إيصال المساعدات لقطاع غزة يجب أن يكون آمناً وكريماً ومتاحاً للجميع
  • استشهاد 17 شخصا بقصف مدرسة مصطفى حافظ غرب غزة.. تفاصيل
  • بسبب دقوا الشماسي .. هذا ما حدث!
  • نصف مليون جنيه تعويضًا لورثة عبدالحليم حافظ بعد انتهاك ملكية أغنيته
  • موعد وتفاصيل حفل أغاني عبدالحليم حافظ في ساقية الصاوي