DW عربية:
2025-05-28@09:33:33 GMT

علامة فارقة - 60 عامًا على إنقاذ اليونسكو لمعبدي أبو سمبل

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

معبد أبوسمبل الكبير الذي بناه رمسيس الثاني في القرن الـ13 قبل الميلاد، كاد يفقد للأبد تحت مياه بحيرة ناصر، لولا العملية غير المسبوقة التي قامت بها اليونسكو بداية من 1963.

في عام 1953، قررت مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بناء سد جديد على نهر النيل بالقرب من أسوان، التي تقع على بعد حوالي 900 كيلومتر جنوبي العاصمة القاهرة.

مختارات المصريون يحتفلون بإنقاذ أبو سمبل من الغرق ظاهرة حيرت العالم: تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني الأعجوبة الفلكية التي تتكرر مرتين سنويا في مصر إنقاذ المعابد المطلة على النيل ألمانيا تستضيف أكبر معرض لرمسيس الثاني منذ الحرب العالمية القاهرة... رمسيس الثاني وحتشبسوت في موكب مهيب للمومياوات الملكية

وبالفعل بدأ بناء "السد العالي" في عام 1960، ومعه بدأ سباق مع الزمن لإنقاذ معبدي أبو سمبل من الغرق، فباكتمال بناء السد كان مجمع المعابد في أبو سمبل سيختفي في مياه الخزان الجديد إلى الأبد. وتقع قرية أبو سمبل الحديثة، حيث يوجد المعبدان، على بعد حوالي 280 كيلومترا جنوبي مدينة أسوان.

لجأت مصر حينها إلى منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو"، مناشدة العالم المساعدة المالية والتقنية لإنقاذ مجمع المعابد ونقله.

50 دولة تهب لإنقاذ معبدي أبو سمبل

في أبو سمبل، تلك المنطقة من بلاد النوبة المصرية، يقف معبدان بناهما الملك رمسيس الثاني في القرن الـ13 قبل الميلاد، أحدهما، وهو الأكبر، خصصه لنفسه والمعبود المصري القديم "آمون"، أما الآخر الأصغر فخصصه لزوجته الملكة "نفرتاري" بجانب المعبودة "حتحور".

وتعد "نفرتاري" والتي يعني اسمها "جميلة الجميلات" الزوجة الوحيدة من زوجات رمسيس الثاني التي بني لها معبدا.

وصلت التبرعات للمشروع من أكثر من 50 دولة حيث جمع حوالي 80 مليون دولار. وتم تقديم العديد من المقترحات لإنقاذ المجمع.

واختار المسؤولون شخصًا من السويد خطط لتفكيك المعبدين وإعادة بنائهما في موقع أعلى وأبعد من موقعهما آنذاك. وفي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963، تم تكليف اتحاد شركات دولي بتفكيك المعبدين وإعادة بنائهما على تل قريب من بحيرة السد الجديد.

ألمان شاركوا في المهمة الصعبة

نحتت التماثيل الضخمة للمعبدين ونقوشهما الفريدة في صخر صلب، ويصل عمق المعبدين إلى 60 مترًا داخل الصخر. ولهذا عندما بدأ العمل في إنقاذ المعبدين ملئت مكوناتها بالراتنج الاصطناعي من أجل تقطيعها إلى 1036 قطعة قابلة للنقل، يصل وزن الواحدة منها أحيانا إلى 30 طنًا، وهو ما يمثل تحديًا تقنيا هائلا ولكن أيضا حظا رائعا لمن شاركوا في عملية الإنقاذ، ومن بينهم المهندس المعماري الألماني بيتر غروسمان، الذي توفي قبل عامين.

تطلب العمل الشاق لإنقاذ معبدي أبو سمبل منتهى الدقة نظرا لكبر حجم التماثيل وأهميتها.

تملك الإعجاب غروسمان في ستينيات القرن العشرين، عندما تواجد في المكان الأصلي لمعبد أبو سمبل، حيث ظل قائمًا لأكثر من ثلاثة آلاف عام - مباشرة على نهر النيل، على بعد أمتار قليلة من ضفته.

وكان غروسمان قد صرح لقناة تلفزيون غرب ألمانيا "WDR"، عن عمله في إنقاذ أبو سمبل فقال: "لقد ذهبنا إلى هناك بالباخرة وكنا قادرين على رؤية معبد أبو سمبل عندما كنا على بعد حوالي 25 كيلومترًا منه، وكانت لدينا أيضًا فكرة عن حجمه.." الضخم.

لكنّ معبدي أبو سمبل لم يكونا يستطيعان البقاء عند هذه النقطة، حيث كانا معرضين للغرق بشكل نهائي. بل إن بعض هياكل المعبدين كانت مغمورة بالمياه فعلا.

ويوضح بيتر غروسمان طريقة العمل لقناة "WDR" بالقول: "تبدأ في تفكيك الأشياء من الأعلى ولكن إعادة التركيب تبدأ من الأسفل. وهذا يعني أنه يجب عليك تخزين كل شيء بشكل مؤقت. وبالطبع، كانت هناك حاجة إلى مساحة هائلة من الأرض لتخزين الكتل الحجرية هناك".

شارك أيضًا في هذه الحملة غير المسبوقة خبير من ولاية راينلاند-بفالتس الألمانية. إنه كونراد مولر صاحب أحد المصانع الحجرية وخبير المنحوتات الحجرية من مدينة كايزرسلاوترن بجنوب غرب ألمانيا. وقال كونراد مولر: "كانت مهمتي هي التحقيق في كيفية تفكيك المعبدين، اللذين تم نحتهما من الصخور الصلبة، إلى قطع كبيرة قدر الإمكان".

الشمس تتعامد على رأس رمسيس الثاني..وتنير "قدس الأقداس"

العمال المصريون يبهرون الألمان

كان هناك أيضا متخصصون إيطاليون، قاموا بكل حرص وعناية، بنشر التماثيل الأربعة الضخمة الشهيرة في المنطقة الأمامية للمعبد الكبير، والتي يبلغ ارتفاعها 21 مترًا، والتي تصور رمسيس الثاني.

أما عن العمال المصريين المشاركين في نقل المعبدين فقال المعماري المصري حمدي السطوحي لـ"WDR" إن عقد نقل المعبدين كان ينص على أن يكون سمك تقطيع أحجارهما يجب ألا يزيد عن 6 مم "لكن العمال المصريين الذين عملوا بأيديهم لم يتخطوا سمك 4 مم".

إنها مسألة أثارت إعجاب الخبراء الألمان المتخصصين في أعمال الترميم والآثار، الذين "وقفوا مبهورين وقالوا إنها نفس الوجوه السمراء والأيدي تقطع الصخر، نفس الوجوه التي بنت المعابد" قبل آلاف السنين، بحسب حمدي السطوحي.

استمرار تعامد الشمس على وجه رمسيس

في سبتمبر/ أيلول عام 1968 تم إنجاز المهمة. ومنذ ذلك الحين يقف المعبدان المهيبان على ارتفاع 64 مترًا من ارتفاعهما الأصلي وعلى بعد 180 مترًا من مكانهما الأصلي، في مكان آخر داخل الصحراء آمن وجاف، تحت قبة ضخمة مكسوة بالحجر الطبيعي.

ويقول ديتريش راوه، المدير الأسبق لمعهد الآثار الألماني بالقاهرة إن "هذه القبة هي، إذا جاز التعبير، إجراء مساعد، لأن هذه المساحات الداخلية كانت تحتوي بشكل طبيعي على نقوش. هذه النقوش معلقة الآن على دعامات فولاذية طويلة. وهذا حل تقني، عندما تقف أمامها مباشرة، تشعر بالانطباع الذي كان موجودا في ذلك الوقت" قبل نقلها.

المعبدان احتفظا حتى بالمسافة السابقة بينهما، بحيث يمكن استمرار حدوث ظاهرة "تعامد الشمس" على وجه رمسيس الثاني مرتين في السنة، في 22 فبراير/ شباط و22 أكتوبر/ تشرين الأول. ففي هذين اليومين تدخل أشعة الشمس على عمق 60 مترًا داخل قدس الأقداس للمعبد الكبير فتضيء وجه تمثال الملك رمسيس الثانى.

المعبد الذي بناه الملك رمسيس الثاني لزوجته نفرتاري والمعبودة حتحور في منطقة أبو سمبل بجنوب مصر. (صورة تعود لعام 1850)

بداية لقائمة التراث العالمي

ومن بين إحدى أهم نتائج عملية الإنقاذ المذهل لمعبدي أبو سمبل من مياه بحيرة ناصر، اعتماد اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي في عام 1972، التي تتعلق بحماية الأصول الطبيعية والثقافية ذات القيمة العالمية الاستثنائية للبشرية جمعاء ووضعها على ما تعرف بقائمة التراث العالمي.

وبالنسبة لعالمة الآثار المصرية الشهيرة مونيكا حنا، فإن هذا علامة فارقة: "كان نقل المعبدين في أبو سمبل أمرًا مهمًا. وقد أعطى ذلك زخمًا لليونسكو. وكان أول مشروع كبير من نوعه".

وقد تم إدراج المعبدين الصخريين في أبو سمبل ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1979.

يورغن شتري جاك مراسل قناة "ARD"  الألمانية بالقاهرة/ صلاح شرارة

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: معبد أبو سمبل معبد رمسيس الثاني جمال عبد الناصر السد العالي بحيرة ناصر اليونسكو تعامد الشمس مع وجه رمسيس معبد أبو سمبل معبد رمسيس الثاني جمال عبد الناصر السد العالي بحيرة ناصر اليونسكو تعامد الشمس مع وجه رمسيس رمسیس الثانی فی أبو سمبل على بعد فی عام

إقرأ أيضاً:

الناظر: السنط عند الأطفال فى هذا المكان علامة على التحرش

حذر الدكتور محمد هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، من ظهور السنط عند الأطفال في المناطق القريبة من الأعضاء التناسلية أو المقعدة.

وأوضح الناظر، من خلال منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، أثار جدلًا واسعًا بين الآباء والأمهات، قال فيه : إن ظهور السنط عند الأطفال في المناطق القريبة من الأعضاء التناسلية أو المقعدة قد لا يكون حالة عادية كما يظن البعض، بل قد يكون مؤشرًا قويًا على تعرض الطفل لتحرش جنسي بنسبة تصل إلى تسعين في المئة.

وأشار الدكتور الناظر، إلى أن هذه الحالات غالبًا ما تحدث نتيجة تعاملات خاطئة مع الطفل من قبل أشخاص مقربين جدًا من الأسرة، مثل من يتولى اللعب معه بشكل مفرط أو يقوم بتحميمه أو يسبح معه، وفي معظم الأحيان، لا يتم إدراك حجم المشكلة إلا بعد ظهور هذه العلامات الجلدية.

الناظرالسنط عند الأطفال فى هذا المكان ليس مرض جلدي بل علامة على التحرش

وأكد الناظر، أن مجرد علاج السنط طبيًا لا يكفي، بل يجب البحث بدقة عن الشخص الذي يتعامل مع الطفل بشكل مباشر، ومعرفة إذا ما كان هناك أي خطر يهدده، ويعتبر هذا الجزء من التشخيص هو الأهم، لأن تكرار الإصابة بالسنط في نفس المناطق دون الكشف عن السبب الرئيسي قد يؤدي إلى استمرار المشكلة نفسيًا وجسديًا لدى الطفل.

تحذير للرجال .. دراسة جديدة تكشف مفاجأة عن القلب المنكسرمش هتتوقعه.. طعام يخفف آلام الحمل والحساسية ومشاكل الهضمماذا يحدث للجسم عند المشي بعد تناول الطعام؟قبل العيد | طاجن اللحم بالبطاطس والبصل .. طعم فاخر بمجهود صغيررخيص ومنتشر .. طعام غير متوقع يعالج ارتفاع الضغطرائحة العيد تبدأ من مطبخك.. حضّري خلطة الحواوشي السرّيةبالأرز والخلطة.. طريقة عمل الممبار بمذاق شهيالأبراج الأكثر تمسكًا بالرأي.. هل أنت منهم؟احذر الفخ الغازي: كيف تتسلل المشروبات الغازية إلى كليتيك وتكون الحصواتكنز مهدر.. اكتشفي طريقة عمل مربى قشر البطيخ اقتصادية بطعم خيالي

وأشار الناظر ، من خلال منشور على الصفحة الشخصية لوالده الدكتور هاني الناظر رحمة الله عليه، إلى أهمية العلاج الموضعي، وكشف عنه قائلا: إلى أن هناك طريقتين للتعامل مع السنط، الأولى هي الكي باستخدام الليزر أو الكهرباء حسب الحالة وتشخيص الطبيب، أما الطريقة الثانية فهي استخدام تركيبة طبية فعالة تحتوي على المكونات التالية.
حمض السالسليك بنسبة اثنين ونصف في المئة
حمض اللاكتيك بنسبة اثنين ونصف في المئة
مادة الكلوديون المرن بنسبة خمسة عشر في المئة.

ويتم دهن هذه التركيبة على منطقة السنط مرة واحدة يوميًا مع الحرص على تجنب الجلد السليم المحيط بها.

الناظرالسنط عند الأطفال فى هذا المكان ليس مرض جلدي بل علامة على التحرش

واختتم الدكتور الناظر منشوره بالدعاء بأن يحمي الله جميع الأطفال، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من الأسرة وأن حماية الطفل لا تكون فقط بالعلاج وإنما بالوعي والمتابعة والمراقبة المستمرة لسلوك من حوله، فالأذى النفسي الذي قد يتعرض له الطفل نتيجة التحرش قد يستمر أثره طويلًا حتى بعد العلاج الجسدي.

طباعة شارك الأطفال السنط تعرض الطفل لتحرش جنسي الأعضاء التناسلية علاج السنط

مقالات مشابهة

  • الناظر: السنط عند الأطفال فى هذا المكان علامة على التحرش
  • أخبار بني سويف| إزالات تعديات بقرية بهبشين.. وإعداد ملف ترشح لشبكة اليونسكو للمدن المتعلمة
  • الرياض.. اليونسكو يطلق النسخة العربية من تقرير المعلمين لعام 2024
  • رئيس طاقة الشيوخ: تعديل قانون الثروة المعدنية علامة فارقة في دعم الاستثمار التعديني
  • بني سويف تبدأ إعداد ملف ترشح لشبكة اليونسكو للمدن المتعلمة (GNLC)
  • اللقاء المشترك اليمني يهنئ المقاومة اللبنانية انتصارها التاريخي عام 2000م ويعتبره علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • صور- افتتاح قصر ثقافة أبو سمبل الجديد
  • وزير الثقافة ومحافظ أسوان يفتتحان قصر ثقافة أبو سمبل