عن مكتبة الأسرة العربية في إسطنبول صدر للسفير عبد الرزاق محمد بن إسماعيل العمراني كتاب " تأملات في المشترك العربي- التركي" ، الكتاب الذي جاء في مرحلة تسعى فيها قوى عديدة داخل تركيا وخارجها لضرب المشترك العربي التركي وتعميق الفجوة بين العرب والأتراك تناول فيه المؤلف المشترك الديني والثقافي واللغوي بين الأمتين العربية والتركية متأملاً أوجه التشابه والتقارب بينهما في العديد من المجالات الهامة .


 وقد تضمنت الفصول الأولى من الكتاب تأملات في الثقافة الدينية في تركيا ، حيث أورد المؤلف تفاصيل كثيرة في جوانب الائتلاف والاختلاف بين العرب مع إخوانهم الأتراك الذين هم أحناف في المذهب ، حيث أوضح بعض المسائل الفقهية ، فيما يخص المساجد والعبادات ، وتحديداً في الصلاة ، مستعرضاً الأمور المشتركة ، والمظاهر الإيجابية في المساجد التركية التي ورثوها عن أجدادهم العثمانيين ، وأيضا بعض الفوارق المذهبية في الصلاة ومدى ائتلافها مع بقية المذاهب ، وقد أحصى هذه التأملات في ستين مسألة ما بين: ملاحظة، وفائدة، ومقارنة. 


كما خصص المؤلف الفصل الثاني من الكتاب للتأملات في التلاقح اللغوي بين اللغتين: العربية والتركية، موضحاً مدى التداخل والتقارب بينهما ، مع ذكر أصل اللغة التركية وتطورها وتداخلها مع اللغات الأخرى، وسردت العديد من المفردات العربية في اللغة التركية في مختلف المجالات، والعكس ذكرت الكلمات التركية في اللهجات العربية ومنها اليمنية، وأيضا الكلمات العربية التي استعارها الأتراك العثمانيون ونقلوها إلى اللغة البلغارية.


وشكلت التأملات التي ذكرها المؤلف الفصل الثالث من الكتاب حيث أكد على مدى الوئام والانسجام بين العرب والأتراك في العادات والتقاليد والطقوس الاجتماعية.


 مبيناً مدى التشابه والتقارب بين الشعبين في الكثير من العادات والتقاليد نتيجة الرابط الديني والطابع الشرقي الذي شكل ثقافة وعادات مشتركة ، مثل الطقوس الخاصة بالزفاف ، والاحتفالات بالأعياد الدينية، وشهر رمضان المبارك ، وغيرها، كما تطرق إلى بعض العادات والتقاليد التي تفرد بها الأتراك.

 

وتضمن الفصل الرابع والأخير من الكتاب أوجه التشابه والانسجام في مجال الألعاب الشعبية الموروثة المشتركة بين العرب والأتراك، حيث أن بعض هذه الألعاب قد اندثرت ولم تعد تمارس وبعضها مهددة بالانقراض، وأن هناك ألعاباً لازال الشعب التركي محافظاً عليها كأحد عناصر الثقافة والموروث الشعبي، بتوثيقها وتعليمها لهذا الجيل، وقد ذكرت أمثلة لهذه الألعاب المشتركة.


الكتاب حصيل سنوات من البحث والتقصي والخبرة الميدانية واستقراء ورصد الجوانب المشتركة بين العرب والاتراك حيث يقيم المؤلف في إسطنبول وألتقى بعدد كبير من المهتمين في هذا المجال ، كما أطلع على المؤلفات التي رصد هذه الجوانب ، كما تضمن الكتاب العديد من الصور المعبرة والحصرية التي تفرد بها .


بقي أن نشير إلى أن الكتاب صدر عن مكتبة الأسرة العربية في إسطنبول بحوالي 372 صفحة من القطع الكبير وبطباعة فاخرة وجهد يستحق الإشادة وهو متفرد في هذا المجال حيث لم يسبق أن رصد باحث رصيد هذا المشترك بمثل هذا الجهد الكبير  .


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: بین العرب من الکتاب

إقرأ أيضاً:

الدبيبة للإعلام العربي: اتهمنا بالإرهاب ظلماً.. تعالوا لتروا شعبناً

وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، رسالة عاطفية وقوية إلى الإعلام العربي خلال جلسة حوارية استثنائية حملت عنوان "الرئيس يجيب"، خاطب فيها الجمهور مباشرةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مجيباً على أسئلة المواطنين في حوار أداره الإعلامي المصري محمود سعد، الذي نقل نبض وانتقاد الشارع الليبي والعربي.

وقال الدبيبة مخاطباً وسائل الإعلام العربية: "اتهمنا كثيراً في ليبيا بالإرهاب. نريد أن يأتي إلينا ليتعرف علينا. نحن شعب طيب نريد الحياة ونحب العرب". وأكد على عمق الانتماء العربي لليبيا، قائلاً: "ندافع عن القضية الفلسطينية ونموت لأجلها". وذكّر بالتضحيات التاريخية، قائلاً: "ويقدم الليبيون روحهم للدفاع عن مصر في أي حرب".

وشدّد على أن الصعوبات التي يواجهها الباسبور الليبي في بعض الدول ناتجة عن "جرائم" فردية "ليست لأننا ننتمي إليها"، ولا تعبر عن طبيعة الشعب الليبي "الطيبة". ودعا إلى بناء جسور إعلامية قائمة على المعرفة المباشرة، قائلاً: "نريد من الإعلام العربي أولاً أن يأتي إلينا ويتعرف... حتى تكون هناك وحدة إعلامية".

كما تطرق الدبيبة إلى الدور الإيجابي للرياضة كأداة توحيد، معبراً عن حزنه لعدم تأهل منتخب بلاده لكأس العالم. واختتم حديثه بدعوة مفتوحة للإعلاميين العرب، قائلاً: "أدعوك أنت وإخوانك لحضور أي فرصة... أنت مرحب بك في ليبيا"، مؤكداً على كرم الضيافة الليبية.

واختتمت أيام طرابلس الإعلامية بحدث ثقافي بارز هو إعادة افتتاح المتحف الوطني الليبي في ميدان الشهداء، بعد إغلاق دام 14 عاماً. حظيت الفعاليات بتغطية إعلامية واسعة، وأكد الدبيبة، في حفلة الافتتاح، على أهمية صون التراث الوطني وإحياء الذاكرة الجمعية، معتبراً هذا الصرح "خطوة جوهرية لإبراز تاريخ ليبيا". واختتم كلمته بعبارة "ليبيا لن تنكسر"، فاستحقت تصفيقاً عاصفاً.

شاركت الجامعة العربية بوفد رفيع المستوي ضم السفير أحمد رشيد خطابي رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة، خالد المنزلاوي الأمين العام المساعد، والسفير طلال المطيري مندوب الكويت، والوزير مفوض حيدر الجبوري مدير الأمانة الفنية لوزراء الإعلام العرب، والدكتور علاء الزود المستشار الإعلامي للمندوبية الأردنية، والمستشار بليغ المخلافي من مندوبية اليمن، وجاء منتدى الحوار الإعلامي العربي بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مع السفير عبد المطلب ثابت سفير ليبيا بمصر ومندوب ليبيا الدائم بالجامعة العربية.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة للإعلام العربي: اتهمنا بالإرهاب ظلماً.. تعالوا لتروا شعبناً
  • مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • العربية من غير ركاب .. إحالة سائق السوزوكي المتحرش بفتاة أكتوبر للجنايات
  • قائد القوات البرية التركي يتفقد مركز العمليات المشتركة التركية السورية
  • لقاء في الشاهل بحجة يناقش جوانب التحشيد لدورات “طوفان الأقصى”
  • منافسات قوية في اليوم الثالث من العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية
  • انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين مصر وأنجولا لتعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق التعاون المشترك
  • خالد بيومي: سالم الدوسري أفضل لاعب في آسيا والوطن العربي
  • شكرا للفريقين علي المتعة التي قدماها المستكاوي يشيد بمباراة المغرب وسوريا
  • ‏السفير بسام راضي يشهد احتفالية الخط العربي بالأكاديمية المصرية في روما