آخر تحديث: 4 يوليوز 2025 - 11:29 مبقلم:د. مصطفى الصبيحي منذ عقود، والعراق يحلم أن يستعيد مكانته كـ «قلب المنطقة» ومركز طرق التجارة والحضارات. واليوم، يلوح في الأفق مشروع قد يحقق هذا الحلم ويحوّله إلى حقيقة: “طريق التنمية”، المشروع الذي صار حديث الإعلام والاقتصاد والسياسة، والذي قد يغيّر وجه العراق والمنطقة بأسرها إذا ما كُتب له النجاح.

طريق التنمية ليس مجرد طريق معبّد بالإسفلت أو قضبان حديدية، بل هو شريان اقتصادي استراتيجي يمتد لأكثر من 1200 كيلومتر، يبدأ من ميناء الفاو الكبير في أقصى الجنوب، ويصل إلى الحدود التركية في الشمال. يُراد لهذا المشروع أن يكون ممرًا بريًا وسككيًا يربط الخليج العربي بأوروبا، عبر الأراضي العراقية، مما يمنح العراق موقعًا محوريًا في خارطة التجارة العالمية. وتُقدّر كلفة المشروع بنحو 17 مليار دولار، وهو يشمل خطوط سكك حديدية، وطرقًا سريعة، ومحطات لوجستية، ومدنًا صناعية، ومراكز شحن ضخمة. ما يجعل هذا المشروع يُلقّب بـ “مشروع القرن” هو أن العراق لا يحتاج فقط إلى شبكة نقل، بل إلى نقلة اقتصادية شاملة. العراق يملك موقعًا جغرافيًا فريدًا، لطالما جعله معبرًا تاريخيًا للقوافل بين الشرق والغرب. واليوم، في ظل صعود ممرات التجارة البديلة في المنطقة، بات على العراق أن يستثمر موقعه لا ليبقى مجرد معبر، بل أن يتحول إلى مركز حقيقي للخدمات والصناعة والنقل. المشروع يفتح آفاقًا تنموية واقتصادية واسعة، أبرزها:
• خلق آلاف فرص العمل للعاطلين في قطاعات النقل والبناء والخدمات المساندة.
• جذب استثمارات دولية، خاصة من دول الخليج، وتركيا، وأوروبا.
• رفع مستوى البنية التحتية في العديد من المحافظات العراقية.
• تقليل الاعتماد على النفط، وتنويع مصادر الدخل الوطني. إلا أن المشروع لا يخلو من التحديات، منها:
• الحاجة إلى تأمين المناطق التي يمر بها الطريق، في ظل تحديات أمنية متفاوتة.
• التصدي للفساد الإداري والمالي الذي طالما عطّل مشاريع حيوية في العراق.
• منافسة مشاريع إقليمية كـ “الحزام والطريق” الصيني، و”قناة السويس” المصرية.
• متطلبات البنية التحتية المساندة مثل الطاقة، الاتصالات، والتكنولوجيا. من منظور العلاقات العامة، فإن نجاح المشروع لا يعتمد فقط على التنفيذ الهندسي، بل على الطريقة التي يُقدَّم بها للداخل والخارج. العراق بحاجة إلى خطاب إعلامي ذكي، يروّج لطريق التنمية كفرصة استثمارية دولية، ويقدّم صورة إيجابية مستقرة، ويخلق حالة من الثقة لدى الرأي العام المحلي والمستثمرين على حد سواء.كما أن الشفافية في عرض مراحل المشروع، ومشاركة المواطنين بالمعلومات الدقيقة، تُعدّ من ضرورات كسب ثقة الشعب وتحفيز الدعم الشعبي، بعيدًا عن الخطابات الإنشائية أو الوعود غير الواقعية. وبين الحلم والتحدي، يبقى الأمل قائمًا. فالعراق أثبت مرارًا وتكرارًا أنه قادر على النهوض رغم العقبات. وإذا ما توافرت الإرادة السياسية، والرؤية الاقتصادية السليمة، والإدارة النزيهة، فإن “طريق التنمية” لن يكون مجرد حلم، بل سيكون الخطوة الأولى نحو عراق جديد، متصل بالعالم، ومشارك في صنع مستقبل المنطقة.طريق التنمية ليس مشروع عبور نحو أي دولة، بل هو مشروع وطني يرسم طريق العراق نحو السيادة الاقتصادية، والاستقلالية في القرار، وتحويله إلى مركز إقليمي مزدهر يخدم شعبه ويصنع مستقبله بثقة وقوة.وبين الحلم والحقيقة، خطوة واحدة اسمها العمل والإصرار

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: طریق التنمیة

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية: وفد من الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يزور بورسعيد

أعلنت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، عن قيام وفد من الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الموئل، بزيارة إلى محافظة بورسعيد ولقاء اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد لعرض المقترح التصميمي لتطوير المسارات والفراغات العامة بمنطقة العرب.

يأتي ذلك في إطار جهود وزارة التنمية المحلية المستمرة لتطوير الفراغات العامة وتعزيز البيئة العمرانية الخاصة بالأسواق التجارية والتراثية المصرية بمختلف المحافظات، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الموئل.

وخلال اللقاء استعرض الوفد الرؤية التصميمية لتطوير منطقة العرب، والتي تشمل تحسين البنية التحتية، والمسارات، وتحسين عناصر الإضاءة والتظليل للأسواق، مع الحفاظ على الهوية البصرية للمنطقة، ما يؤدي إلى تحسين تجربة المقيمين والزوار وصولاً إلى تعزيز النشاط الاقتصادي ما يسهم في دعم التنمية المستدامة للمدينة بما يحقق بيئة حضارية ويسهم في جذب الزائرين وزيادة القوة الشرائية.

وأكدت وزيرة التنمية المحلية، أن هذا المشروع يأتي استكمالًا للجهود المشتركة مع برنامج المستوطنات البشرية في تطوير الأسواق والمجتمعات المحلية، وأهمها مشروع تطوير الفراغات العامة الخاصة بسوق العتبة في محافظة القاهرة، والذي يمثل نموذجًا للتكامل بين البُعد العمراني والاقتصادي والاجتماعي في تحسين جودة الحياة للمواطنين.

وأكد محافظ بورسعيد، خلال اللقاء، أهمية التطوير التشاركي من خلال التنسيق الكامل مع أصحاب المصلحة وممثلين المجتمع المحلي لضمان الشمول في تحقيق رؤية المشروع.

وعقدت ورشة عمل مع عدد من ممثلي المجتمع المحلي بالمنطقة للاستماع إلى الرؤية والمقترحات، حيث أكدوا أهمية تعزيز النشاط التجاري وتحسين بيئة العمل في المنطقة بما يخدم الصالح العام.

جاء ذلك بحضور الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، واللواء عمرو فكري السكرتير العام للمحافظة، ومجموعة من ممثلي الجهات المختصة على المستوى المحلي.

وضم الوفد كل من المهندسة زيزي كامل، رئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية، والمهندس طاهر محمود من وزارة التنمية المحلية، والمهندسة إيمان حسن، مسؤولة برنامج التنمية العمرانية، والمهندسة لبنى عانوس مساعد برنامج التنمية العمرانية بموئل الأمم المتحدة، بالإضافة إلى استشاري المشروع الدكتور محمد صالحين، أستاذ التخطيط بكلية الهندسة جامعة عين شمس، والمهندسة هبة محمد مهندسة تخطيط عمراني، إلى جانب رؤساء أحياء العرب والمناخ والمهندسة زينب الجباس مدير المشروعات بالمحافظة.

اقرأ أيضاً«وزيرة التنمية المحلية»: الحكومة لن تتخلى عن سكان الإيجار القديم عند تطبيق القانون

وزيرة التنمية المحلية تهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة

قمة مصر للأفضل تمنح وزيرة التنمية المحلية جائزة الإنجاز الوطنية لعام 2024

مقالات مشابهة

  • الأشغال: إصلاح مؤقت لهبوط مفاجئ على طريق الموجب
  • تفقد سير العمل في مشروع طريق حريب القراميش ـ بني حشيش
  • تحويلات مرورية في اربد لصيانة طريق السلام
  • أحمد حسن البكر.. من عسكري مفصول إلى رئيس للعراق
  • الصعدي يؤكد أهمية التعليم المهني في النهوض بعملية التنمية الشاملة
  • وزيرة التنمية المحلية: وفد من الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يزور بورسعيد
  • هل هناك تهديد إشعاعي للعراق جراء قصف منشآت إيران النووية؟.. مسؤول عراقي يحسم الجدل
  • حزب طالباني:لا أمن ولا استقرار للعراق بوجود ميليشيا الحشد الشعبي
  • وفاة شخص وإصابة 11 في حادث انقلاب ميكروباص على طريق المنصورة جمصة عند المنطقة اللوجيستية