الخليج الجديد:
2025-05-09@19:54:02 GMT

تغيير طفيف في الإعلام الإسرائيلي لكنه هام

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

تغيير طفيف في الإعلام الإسرائيلي لكنه هام

تغيير طفيف في الإعلام الإسرائيلي… لكنه هام

هل تنتقل عدوى التغيير في الخطاب الإعلامي، وإن كان محدودا، إلى أصحاب القرار بإسرائيل الذين ما زالوا على لهجة التهديد بالعودة إلى الحرب بعد الهدنة؟

بدأ الإعلام الغربي على خجل النزول من شجرة الانحياز لإسرائيل فشرعت بعض الصحف وقنوات التلفزة الأمريكية والغربية في بث روايات أخرى عما جرى في غزة.

ما كان لهذا التحوّل التدريجي المحدود إعلاميا أن يتبدى دون: الصمود الأسطوري لأهالي غزة رغم كل الدمار الهائل وقدرة المقاومة على إلحاق الأذى بقوات الاحتلال.

«الصحافيون الأجانب يأتون إلى هنا فلا يصدّقون أعينهم: (..) لا توجد أبدا ضحية اسمها غزة، وهي غائبة، ليس فقط في الخطاب الإسرائيلي العام، بل عن النشرات العامة للأخبار».

«نشرات الأخبار في التلفزيون الإسرائيلي هي الوحيدة في العالم التي لا تعرف أننا قتلنا أطفالا والإعلام الإسرائيلي هو الوحيد في العالم الذي لا يعرف أن الجيش الإسرائيلي ارتكب في هذه الحرب جريمة حرب صغيرة واحدة»!

* * *

ظل المشهد الإسرائيلي الداخلي كتلة صمّاء، لأكثر من شهر، لا أحد خلاله تجرّأ على أن يفعل غير أن يطلق العنان للرغبة الجامحة في مزيد الانتقام من الفلسطينيين جراء ما حصل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

لا يهم في ذلك لا المباني المدنية ولا المستشفيات ولا المدارس، ولا يهم كذلك أن يكون الضحايا من النساء والأطفال، بل ولا أحد يرغب حتى في معرفة ما يجري أصلا في غزة.

في مقال تحت عنوان «الوحشية تحوّلت إلى نمط سائد في وسط الخريطة السياسية وإلى يسارها أيضا» كتب الصحافي الإسرائيلي البارز «جدعون ليفي» المعروف بآرائه الجريئة والمختلفة دائما، أن «الصحافيين الأجانب الذين يأتون إلى هنا لا يصدّقون أعينهم: (..) لا توجد أبدا ضحية اسمها غزة، وهي غائبة، ليس فقط في الخطاب الإسرائيلي العام، بل أيضا عن النشرات العامة للأخبار».

ويضيف في مقالة في «هآرتس» الخميس الماضي أن «النشرات الإخبارية في التلفزيون الإسرائيلي هي الوحيدة في العالم التي لا تعرف أننا قتلنا أطفالا والإعلام الإسرائيلي هو الوحيد في العالم الذي لا يعرف أن الجيش الإسرائيلي ارتكب في هذه الحرب جريمة حرب صغيرة واحدة».

هذه الكتلة الصمّاء، التي تجمع بين الإنكار وشهوة الانتقام الأعمى، بدأت في الأيام القليلة الماضية في التصدّع قليلا، قليلا ليس إلا، لكنه تصدّع جدير بالرصد والمتابعة مع أنه غير موجود حاليا سوى في بعض المقالات الصحافية المتناثرة وبعض البرامج التلفزيونية، وليس في الطبقة السياسية أو القيادات العسكرية.

أما نقطة التحوّل في هذا الاتجاه فكانت بالدرجة الأولى اتفاق الهدنة المؤقتة أكثر من أي اعتبار آخر، له علاقة بالدمار الذي أصاب غزة ولا سمعة إسرائيل في أوساط غربية عديدة عدّلت تدريجيا لهجة التأييد الأعمى الأول.

«هآرتس» التي تكاد الجريدة الوحيدة التي يمكن أن تقرأ على صفحاتها مقالات مختلفة عن السائد – ما دعا بعض الغلاة إلى طلب وقف أي دعم حكومي لها عبر الإعلانات أو الاشتراكات- نشرت الأحد الماضي مقالا للصحافية إيريس لعال تقول فيه إن المحتجزين لدى حركة «حماس» كان «بالإمكان تحريرهم قبل شهر لكن الجمهور لم يكن مستعدا لسماع ذلك» وإن الفارق الذي جعل عرض اليوم يبدو قابلا للتحقيق هو «نضج الجمهور الإسرائيلي» ليس إلا.

وتخلص الكاتبة في النهاية إلى القول إنه «يتعيّن على الجمهور أن يدرك بسرعة أننا لن نخرج منتصرين من هذه الكارثة، وإن السبيل الوحيد أمامنا هو استعادة جميع المخطوفين، حتى آخر واحد بينهم، وهذا لن يكون انتصارا، لكنه سيريح النفوس قليلا».

ما كان لهذا التحوّل التدريجي، والمحدود حاليا على الصعيد الإعلامي، أن يتبدى شيئا فشيئا دون أمرين أساسيين:

- الأول الصمود الأسطوري لأهالي غزة رغم كل الدمار الهائل،

- الثاني قدرة المقاومة على إلحاق الأذى بقوات الاحتلال، حتى وإن لم يجر الاعتراف الرسمي بذلك، وكلاهما هو من فتح الطريق لإنضاج فترة الهدنة المؤقتة وعملية تبادل الأسرى والمحتجزين.

هذه الهدنة التي كان الفضل فيها لما طرأ من تعديل على الكثير من المواقف الدولية بدءا من واشنطن وعديد العواصم الأوروبية التي باتت محرجة لأقصى حد وهي ترى استمرار القتل المجنون ضد النساء والأطفال العزل، قتل فضحته عدسات كاميرات التلفزيونات ونشطاء مواقع التواصل رغم أنف الإعلام الغربي المتحامل والمتعامي على كل ذلك.

حتى هذا الإعلام الغربي بدأ على خجل في النزول من شجرة الانحياز غير المعقول لإسرائيل فقد شرعت بعض الصحف وقنوات التلفزيون الأمريكية، وكذلك الغربية، في نشر روايات أخرى عما جرى حقيقة في غزة، بعيدا عن السردية السابقة التي اكتفت بإدانة ما جرى في السابع من أكتوبر وإغماض العينين وسد الأذنين عما حدث قبل ذلك من عذابات فلسطينية، وعما يحدث بعده.

وما قد يزيد في اتضاح هذا المنحنى هو تلك اللقطات المصوّرة المعبّرة للغاية التي ظهرت خلال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين في الأيام الماضية فقد أبانت على مفارقات صارخة في كيفية تعامل كل من سلطات الاحتلال وحركة «حماس» مع من كان بحوزتهم.

وكيف كانت ملامح هؤلاء وهم يودّعون مسلحي «كتائب القسّام» وما الذي قالوه بعد إطلاق سراحهم، حتى أن برامج حوارية في محطات تلفزيون إسرائيلية لم تجد مفرا من الإشادة بما سمعوه من هؤلاء عن حسن معاملة خلال الحجز من غذاء ودواء وحتى أنشطة مختلفة.

ويبقى التحدّي الأكبر أن تنتقل «عدوى» هذا التعديل في الخطاب الإعلامي، وإن كان محدودا، إلى أصحاب القرار الإسرائيليين الذين ما زالوا على لهجة التهديد بالعودة إلى الحرب بعد الهدنة.

هذه العدوى قد تكون بدأت بتصريحات رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت التي قال إن إعلان الحكومة القضاء على «حماس» «أعطى توقعات غير واقعية» وأنه «بعد انتهاء العملية العسكرية يجب أن تعلن إسرائيل استعدادها البدء بمفاوضات حل الدولتين»… وتلك جولة أخرى لا تقل تعقيدا.

*محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل حماس الخطاب الإعلامي الإعلام الإسرائيلي الإعلام الغربي إيهود أولمرت جدعون ليفي كتائب القسام الانحياز لإسرائيل الإعلام الإسرائیلی فی العالم فی الخطاب

إقرأ أيضاً:

ارتفاع طفيف على درجات الحرارة وتحذيرات من الأجواء الحارة في الأغوار والعقبة

صراحة نيوز ـ تشهد المملكة اليوم الخميس ارتفاعاً طفيفاً على درجات الحرارة، حيث يسود طقس معتدل فوق المرتفعات الجبلية، في حين يكون حاراً نسبياً في مناطق البادية، وحاراً في الأغوار والبحر الميت وخليج العقبة، مع ظهور كميات من الغيوم العالية في السماء. وتكون الرياح شرقية معتدلة السرعة، تتحول مساءً إلى شمالية غربية.

وبحسب تقرير إدارة الأرصاد الجوية، تستمر الأجواء يوم غدٍ الجمعة على نفس الوتيرة، حيث يبقى الطقس معتدلاً فوق المرتفعات، وحاراً نسبياً في مناطق البادية، وحاراً في الأغوار والعقبة والبحر الميت، مع استمرار ظهور الغيوم العالية. وتكون الرياح شمالية شرقية معتدلة السرعة، تنشط أحياناً في مناطق البادية، وتتحول ظهراً إلى شمالية غربية تنشط مع ساعات المساء.

ويطرأ يوم السبت ارتفاع طفيف آخر على درجات الحرارة لتصبح أعلى من معدلاتها العامة لمثل هذا الوقت من السنة بنحو 6 إلى 7 درجات مئوية، حيث يسود طقس حار نسبياً في معظم مناطق المملكة، وحار في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع بقاء الأجواء مغبرة أحياناً وظهور غيوم على ارتفاعات عالية. وتكون الرياح شمالية شرقية معتدلة السرعة، تتحول مساءً إلى شمالية غربية.

أما يوم الأحد، فتشهد درجات الحرارة انخفاضاً طفيفاً، ويعود الطقس ليصبح معتدلاً فوق المرتفعات الجبلية، وحاراً نسبياً في مناطق البادية، وحاراً في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع ظهور كميات من الغيوم العالية. وتكون الرياح شمالية شرقية معتدلة السرعة، تتحول مساءً إلى شمالية غربية تنشط أحياناً.

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس:

شرق عمان: العظمى 32 – الصغرى 18

غرب عمان: 30 – 16

المرتفعات الشمالية: 28 – 15

مرتفعات الشراة: 27 – 13

مناطق البادية: 34 – 19

مناطق السهول: 32 – 18

الأغوار الشمالية: 36 – 20

الأغوار الجنوبية: 38 – 23

البحر الميت: 37 – 21

خليج العقبة: 38 – 22

مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين السودانيين تعرب عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام
  • هل تغيير زيت المحرك مبكرًا يخفض استهلاك البنزين؟ الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد!
  • ارتفاع طفيف في أسعار الذهب عالمياً
  • ارتفاع طفيف بأسعار النفط وسط التفاؤل التجاري الأمريكي
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • تراجع طفيف في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الخميس
  • عرض قد يبدو بسيطا.. لكنه قد يكشف عن الإصابة بالسرطان
  • ارتفاع طفيف على درجات الحرارة وتحذيرات من الأجواء الحارة في الأغوار والعقبة
  • الإعلام الحوثي يكشف حجم الخسائر التي لحقت بمطار صنعاء
  • محللون: اتفاق ترامب والحوثيين لا منتصر فيه لكنه يضع نتنياهو في مأزق