موقع 24:
2025-05-19@03:23:03 GMT

ما الفارق بين شعبويتي أمريكا وأوروبا؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

ما الفارق بين شعبويتي أمريكا وأوروبا؟

يعود البريطانيون في الانتخابات المقبلة إما إلى حكومة من يمين-الوسط، أو من يسار- الوسط. ومن أجل المقارنة، فإن النتائج الممكنة في الولايات المتحدة تتضمن ولاية ثانية لدونالد ترامب. وفي فرنسا، يمكن أن يفوز رئيس من التجمع الوطني. وفي هولندا، فاز المتشدد خيرت فيلدرز. أما بالنسبة لإيطاليا، فإن اليمين المتطرف وصل فعلاً إلى السلطة، بينما في ألمانيا يهدد بتحقيق اختراق في الانتخابات الفيدرالية في 2025.

الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية


ورغم الصعوبة التي يشعر بها بعض الليبراليين نتيجة لهذا الوضع، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن بريطانيا الآن تعتبر ملاذاً بعيداً عن الشعبوية. وأتاح بريكست للناخبين التنفيس عن غضبهم المكبوت، وجعلهم التخبط السيئ يبتعدون عن الخوض في تجربة يمينية أخرى.
وأمر آخر عن المملكة المتحدة، ألا وهو أنها مكان جيد مقارنة مع الشعبوية في أمريكا وأوروبا. وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بينهما، لكن الاختلافات هي التي تبرز أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للمراقب من هذا المكان الوسطي.

 

“Another thing about the UK: it is a good place from which to compare American and European populism. So often conflated with each other, it is the differences between them that stand out ever more to an observer in this in-between place.” https://t.co/i5ZxwbTfNm

— john williams (@wi_john) November 29, 2023


وتقول إن الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية. ففي فرنسا، خاض اليمين المتطرف الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في عامي 2017 و2022 في ظل مارين لوبان. لكنها فعلت ذلك في ظل والدها الأكثر استفزازاً جان-ماري لوبان عام 2002. ولدى التجمع الوطني زعيم مستقبلي معقول هو جوردان بارديللا البالغ من العمر 28 عاماً. ولا يعتتد "البديل من أجل ألمانيا" لا يعتمد على هذا الشخص أو ذاك، من أجل تحقيق تماسكه أو نجاحه.
وقادت جيورجيا ميلوني الشعبويين الإيطاليين بنوع من المهارة، لكن آخرين فعلوا ذلك أيضاً بالعودة على الأقل إلى سيلفيو برلوسكوني. وحتى فيلدرز الليبرالي المعادي للهجرة، هو الهولندي الوحيد الذي يهز سياسات بلاده في هذا القرن.

الشعبوية الأمريكية


وبالمقارنة، لا نعرف حتى الآن كيف ستكون الشعبوية الأمريكية من دون عنصر القوة الشخصية لترامب. ومايك بنس ورون ديسانتس هما من بين أولئك الذين حاولوا أن يقدموا للناخبين الجمهوريين على الأقل "جوهر الترامبية". لقد أخفق كلاهما. أما فيفيك راماسوامي، الذي يعتبر إلى يمين الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، فإن مؤيديه لا يصابون بالإغماء عندما يطل عليهم. ومن أجل الحصول على فكرة عن الطريقة التي باتت فيها الشعبوية الأمريكية تتمحور حول الشخص بدلاً من الأفكار، لا بد من التساؤل: ماذا لو حاول ترامب أن يقترح هدنة مع الصين، أو تبني ضرائب خضراء، أو حتى خفف بعض الشيء من موقفه حيال الهجرة، كم سيخسر من الدعم الأساسي الذي سيحظي به؟.

 

European #populism is much less of a personality cult. In contrast, we still don’t know what American populism amounts to without the elemental personal force of #Trump via @FT
https://t.co/1ELNOONDpp

— Hammad (@hammadsarfraz) November 28, 2023


وإذا افترضنا أن ترامب دافع عن اللقاحات ضد وباء كوفيد-19، التي لا يثق بها الكثيرون من قاعدته، فهل كان هؤلاء لينفروا منه، أظن أن الجواب "أقل مما نعتقد".
هل يوجد شعبوي أوروبي ناشط في سياسات اليمين يمكنه ارتكاب مثل هذه الهرطقات الإيديولوجية، دون أن يدفع ثمناً انتخابياً؟ هل تستطيع مارين لوبن أن تدخل ولو تعديلاً بسيطاً على الشؤون الخارجية أو على القضايا الاجتماعية، دون أن تجازف بشق اليمين؟، وها هي ميلوني تدعم أوكرانيا ضد روسيا على مسؤوليتها اليومية. إن الشيء الأصعب بالنسبة لظاهرة ترامب، خصوصاً بالنسبة للمثقفين المدربين على التفكير وفقاً للمذاهب الفلسفية، هو مدى ثانوية محتواها. إن الشعبوية الأوروبية تتعلق بشيء ما. أما الشعبوية الأمريكية وإلى حد مذهل، تتعلق بشخص.

الأكثر خطراً


ما هو "الشيء" الذي تدور حوله الشعبوية الأوروبية، وتتقدم فيه الأفكار على كل الزعامات؟ إنها عدم الثقة بالاتحاد الأوروبي (وإن لم يكن بصراحة تصل إلى المعارضة التي أبداها المحافظون البريطانيون). ورفض للأعراف الحديثة المتعلقة بالجنس والعرق بصفتها بدعة أنغلوساكسونية مستوردة.
وعلاوة على كل ذلك، العداء لمزيد من الهجرة الأوروبية عموماً والإسلامية خصوصاً. وما من قضية قادرة على توحيد فيلدرز مع الكاثوليكية ميلوني والتجمع الوطني المشكك بالولايات المتحدة مع الديماغوجيين الأطلسيين في أقصى شرق أوروبا.
في أي نصف من بلاد الغرب، تعتبر الليبرالية أكثر عرضة للخطر: في الولايات المتحدة أم في أوروبا؟ حسناً، إن القوة الفردية الخام لترامب توحد وتغذي اليمين المتشدد في أمريكا. وما يشكل الدور الموازي في أوروبا هو شعور بالحصار الديموغرافي والثقافي. والفارق هو أن ترامب سيرحل ذات يوم.



المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ترامب من أجل

إقرأ أيضاً:

أكاديمي إسرائيلي يعلق على رفع نتنياهو لقبضته في خطاباته الشعبوية

علق أكاديمي إسرائيلي على التقاط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لصور أثناء رفع قبضته في خطاباته الشعبوية، مؤكدة أنه يحاول تقليد عدد من زعماء العالم لتعويض الورطات التي يعاني منها داخليا وخارجيا.

وأشار أستاذ التصوير في قسم الاتصالات بجامعة حيفا وكلية "غوردون" العبرية يائير غيل، إلى أن ذلك حدث تحديدا خلال خطابه بمؤتمر وكالة الأخبار اليهودية (JNS) أواخر نيسان/ أبريل الماضي في القدس المحتلة.

وذكر غيل أن "نتنياهو عندما يُصوَّر وهو يرفع قبضته، فإنه يدخل ناديا كبيرا ومتعدد الأوجه ممن سبقوه في هذه الحركة، فقد استخدم حركة "كاخ" الصهيونية المتطرفة رمز القبضة، كما استخدمها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيغن، لكن أشهر من رفع القبضة هو نيلسون مانديلا في نضاله ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا".



وأضاف في مقال نشره موقع "العين السابعة" العبري، وترجمته "عربي21" أن "حركة قبضة نتنياهو جاءت من اتجاه مختل، فقد تحدث باللغة الإنجليزية، أمام جمهور ملتزم أيديولوجيًا، استعرض أمامه بارتياح إنجازاته الأمنية، إضافة للتحديات التي واجهته، وستواجهه، وأظهر ثقة مصطنعة أمام وسائل الإعلام اليهودية الدولية، التي يشعر بالراحة تجاهها، على عكس وسائل الإعلام الاسرائيلية المحلية، وهو الذي يعترف بأنه قليلا ما يلتقي بالصحفيين الإسرائيليين، بزعم أنه لا جدوى منهم".

وأوضح أن "نتنياهو رفع قبضته عندما تحدث عن جنود الجيش الذين يقاتلون في غزة، بعضهم جرحى، أحدهم فقد أحد أطرافه وساقيه، ولديه ساقان اصطناعيتان وذراع، هنا يرفع قبضته، لكن الغريب أن نتنياهو لم يقل إنه سمع ورأى هذا الجندي بنفسه، ولم يذكر من هو، ومن أي وحدة، ولم يذكر اسمه أيضًا، ولم نسمع عنها في الصحافة العبرية".

واستدرك الكاتب بالقول إن "نتنياهو لعله استخدم قصة هذا الجندي "المجهول" كرمزٍ لحالته الجريحة؛ بعد تلاشي أقرب مقربيه، بات يُتهم في مظاهراتٍ حاشدة بأنه المسؤول الأول عن أهوال الحرب، وإخفاقاتها؛ ومُحاطٌ باتهاماتٍ قانونيةٍ، ونقاشاتٍ لا تنتهي، ومحدودٌ في تناوله العلني للقضايا التي تهمّه بسبب تسوية تضارب المصالح الناتجة عن اتهاماته الجنائية؛ بجانب ضغوطه العائلية، كما أن صحته ليست على ما يرام أيضًا".

مقالات مشابهة

  • المليارات السبعة التي أهدرناها لقصف بلد لا نعرف موقعه على الخريطة
  • الصين تفرض رسوم إغراق تصل إلى 74.9% على واردات بلاستيك من أميركا وأوروبا وآسيا
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • تحليل.. قطر تعمل كأمم متحدة مصغرة.. وترامب يتمنى أن تكون أمريكا أشبه بالخليج
  • نيويورك تايمز: ترامب عزز سياسية بايدن الفاشلة في اليمن وخسائر أمريكا بلغت 7 مليار دولار (ترجمة خاصة)
  • أكاديمي إسرائيلي يعلق على رفع نتنياهو لقبضته في خطاباته الشعبوية
  • «معلوف»: ترامب يريد الظهور بمظهر الرجل القوي الذي يدير شؤون العالم
  • ترامب: 150 دولة تريد إبرام اتفاقات تجارية مع أمريكا
  • أمريكا: لسنا ملزمين بإبلاغ إسرائيل بلقاء ترامب بالرئيس السوري
  • الحوثي يهاجم زيارة ترامب للخليج: أمريكا تستنزف العرب لصالح إسرائيل