ترامب و"تروث سوشال".. كيف أصبحت شؤون أمريكا والعالم تُدار عبر منصة خاصة؟
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
اعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل متزايد على منصته الخاصة "تروث سوشال" لإدارة قرارات حاسمة تتعلق بالحروب والدبلوماسية. من التدخل في التوتر بين الهند وباكستان الى إعلان ضرب منشآت نووية في إيران، ورفع العقوبات عن سوريا وهدنة غزة. اعلان
في سابقة لم يشهدها التاريخ السياسي الحديث، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد رسّخ أسلوبًا غير تقليدي في إدارة ملفات الحرب والدبلوماسية، مستعيضًا عن القنوات الرسمية والمؤسساتية بمنصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، التي تحوّلت إلى منبر قرارات حاسمة تمس الأمن العالمي وتعيد رسم خرائط النفوذ الجيوسياسي.
بعيدًا عن غرف العمليات، وتقارير البنتاغون، وتحليلات الاستخبارات، يختار ترامب أن يصدر أبرز قراراته بشأن الحروب والعقوبات والتفاهمات الدولية عبر منشورات لا تتجاوز بضع كلمات. هذه الظاهرة الجديدة في الحُكم تعكس تحولًا جذريًا في كيفية قيادة "أقوى دولة في العالم"، حيث المنشور أكثر وقعًا من البيان الرئاسي، وأكثر تأثيرًا من المؤتمرات الصحفية.
هدنة غزةأعلن ترامب، الأربعاء، عبر "تروث سوشال"، أن إسرائيل وافقت على شروط مقترح أميركي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا. وأضاف: "نأمل أن تقبل حركة حماس بهذا الاتفاق، لأن البديل سيكون أسوأ بكثير"، في إشارة واضحة إلى احتمال التصعيد إذا فشلت الجهود.
مرة أخرى، لم تصدر المبادرة عبر الخارجية الأميركية أو مبعوثي البيت الأبيض، بل جاءت مباشرة من "حساب الرئيس".
التدخل بين الهند وباكستان: منشور لوقف الحربفي مايو المنصرم، حين كادت الأزمة بين الهند وباكستان أن تتحول إلى صراع نووي بعد اشتباكات حدودية، كتب ترامب منشورًا مباشرًا يقول فيه: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري. أهنئ كلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء العالي. أشكركم على اهتمامكما بهذا الأمر".
منشور يعقب القصففي 23 يونيو/حزيران الحالي، استخدم ترامب "تروث سوشال" ليعلن تفاصيل عملية عسكرية أميركية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.
رفع العقوبات عن سوريافي آخر يونيو نفسه، وبينما كان العالم يراقب تطورات الملف السوري، فجّر ترامب مفاجأة حين أعلن عبر منصته رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وكتب: "آن الأوان للشعب السوري أن ينطلق نحو السلام والازدهار".
الإعلان لم يأتِ عبر وزارة الخزانة أو وزارة الخارجية، بل مباشرة من حساب الرئيس.
Relatedترامب يعلن موافقة إسرائيل على هدنة لمدة 60 يوماً في غزة.. والأنظار تتجه إلى موقف حماسفي ظلّ جدل واسع.. مجلس الشيوخ الأميركي يمرّر مشروع قانون ترامب للضرائبهل يسقط ترامب الجنسية الأمريكية عن زهران ممداني؟إدارة الأزمات من المنصة: ارتجال أم استراتيجية؟تحوّلت منصة "تروث سوشال"، التي أطلقها ترامب عام 2021 بعد حظره من تويتر، إلى أداة فعل وتأثير سياسي حقيقي، وليس مجرد وسيلة تواصل. فبين إعلان التفاوض والإفصاح عن الضربات العسكرية، تُدار ملفات حساسة من خلال "ما يكتبه الرئيس" أكثر من "ما تُعلنه الإدارة".
لكنّ هذا النمط من القيادة يطرح تساؤلات جدّية حول غياب البنية المؤسساتية في صنع القرار. فالرئيس، في هذه الحالة، لا يكتفي بدور القائد الأعلى، بل يتجاوز المؤسسات، ويجعل من نفسه المتحدث والمنفذ والمُقرِّر.
يقول الخبير في الشؤون الأميركية، البروفيسور ريتشارد هاس، في مقال بصحيفة Foreign Affairs: "حين يُدار الأمن القومي عبر منشورات فورية غير مدققة، تصبح المؤسسات مُجرّد تابع لصوت الرئيس، وتذوب المسافة بين الرأي الشخصي وقرار الدولة".
منصة للرأي العام أم لصنع القرار؟في الدول الديمقراطية، اعتُبرت وسائل التواصل الاجتماعي امتدادًا لصوت الناخبين والمجتمع المدني، لكن في "الحالة الترامبية"، تحوّلت إلى وسيلة لإدارة الدولة. فقرارات العقوبات، والضربات العسكرية، والوساطات الدبلوماسية، والتوجهات الاقتصادية تُعلَن أولًا عبر "تروث سوشال".
ظاهرة ترامب أم مستقبل الحكم؟ما يقوم به ترامب قد يبدو للبعض فوضويًا أو غير مألوف، لكنه يفرض واقعًا جديدًا في العلاقة بين وسائل الإعلام وصانع القرار خصوصا في ظل التوجس الذي لطالما أظهره الرئيس الجمهوري تجاه السلطة الرابعة. فبينما يُنظر إلى هذه الظاهرة بوصفها امتدادًا لأسلوبه الشعبوي، فإنها أيضًا تكشف تحوّلاً عميقًا في أدوات ممارسة الحكم، وتعيد تعريف مفهوم "المؤسسة الرئاسية" في الولايات المتحدة.
فهل تصبح منصة "تروث سوشال" نموذجًا جديدًا للحكم الرئاسي في القرن الحالي؟ أم تبقى مجرّد ظاهرة عابرة تنتهي مع عهد ترامب؟ الإجابة ما زالت مفتوحة، لكن المؤكد أن السياسة العالمية في عرف سيد البيت الأبيض لم تعد تُصنع فقط في الغرف المغلقة، بل أيضًا أمام الكاميرات ومنصة تواصل خاصة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي فرنسا دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي فرنسا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب حروب السياسة الخارجية وسائل التواصل الاجتماعي دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي فرنسا قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا سوريا مجاعة تركيا الهند وباکستان تروث سوشال
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الرئيس السيسي وجه بإطلاق حزمة تيسيرات لنمو الاقتصاد.. ونواب: أي تسهيلات تقدمها الدولة للمصدرين تصب في الصالح العام
وكيل موازنة النواب: الحكومة لديها خطة لمضاعفة الصادرات
برلماني يطالب بمساعدة المصدرين لزيادة الدخل الدولاري للدولة
برلمانية: هناك اهتمام كبير من جانب الحكومة من أجل الاستثمار خلال الفترة القادمة
أكد عدد من النواب، أن أي تسهيلات تقدمها الدولة للمصدرين تشجع التصدير وتأتي في الصالح العام ، خاصة وأن ذلك سيساهم في تحصيل مستحقات الدولة وحصولها على كافة حقوقها ، وأشاروا إلى أن هناك اهتماما كبيرا من جانب الحكومة من أجل الاستثمار خلال الفترة القادمة.
في البداية قال النائب ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن الحكومة لديها خطة تسعي من خلالها لمضاعفة الصادرات المصرية للخارج.
وأشار عمر في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إلى أن أي تسهيلات تقدمها الدولة للمصدرين تشجع التصدير وتأتي في الصالح العام ، خاصة وأن ذلك سيساهم في تحصيل مستحقات الدولة وحصولها على كافة حقوقها.
وقال النائب محمود الصعيدي، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أن برنامج الحكومة الجديد يعمل بصفة منظمة على زيادة الإنتاج وزيادة الصادرات ، وبالتالي تعتبر هذه الخطوة إيجابية جدا ولابد أن تسعى الدولة لحل مشاكل المصدرين بصورة إيجابية.
وطالب الصعيدي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، بمساعدة المصدرين على أداء عملهم لزيادة الدخل الدولاري للدولة.
وقالت ميرفت الكسان عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن هناك اهتماما كبيرا من جانب الحكومة من أجل الاستثمار خلال الفترة القادمة.
وأكدت الكسان فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن مصر تستهدف ضخ استثمارات فى القطاع الخاص، وأن يكون هناك شراكة مع القطاع الخاص فى مجالات الزراعة والتصنيع و المواد الغذائية.
وكان قد أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه الحكومة بضرورة إطلاق حزمة كاملة من التيسيرات لجميع القطاعات في الدولة ووضع رؤية متكاملة بصورة كبيرة لعدد من القرارات من شأنها تساعد الاقتصاد المصري في النمو بشكل أسرع .. مشيرًا إلى أن الحكومة تبذل مع كافة الجهات المعنية، وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية، جهد كبير في الخروج بأفكار كثيرة في هذا الأمر؛ في حين سيتم عرضها على السيد الرئيس، بحيث يتم رؤيتها تتحقق خلال الفترة القادمة.
وأشار مدبولي - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأربعاء، عقب اجتماع الحكومة بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الجديدة - إلى التقارير الذي نشرته وكالة "فيتش" الدولية والخاص بالتصنيف الائتماني للاقتصاد المصري، موضحًا أن هذه المؤسسة الدولية المهمة التي تتابع اقتصاديات الدولة، قامت خلال تقريرها الاخير برفع للمرة الثانية توقعاتها لنمو الاقتصاد المصري خلال شهرين من 4.9 إلى 5.2 للعام المالي الحالي بناء علي الأداء الجيد جدا للاقتصاد خلال الربع الاول من العام .
وقال إن الوكالة الدولية أرجعت هذه الزيادة المتوقعة نتيجة زيادة الاستثمارات وزيادة الصادرات وتحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد المصري والقطاع الخارجي وتوافر العملة الأجنبية واستقرار سعر العملات بالإضافة إلى توقعاتها بارتفاع إيرادات قناة السويس بصورة تدريجية خلال الفترة المقبلة وبالتالي أبقت المؤسسة تصنيف مصر عند المستوي B مع نظرة مستقبلية مستقرة .
وأضاف أن مؤسسة "فيتش" الدولية توقعت أن يحافظ الجنيه المصري على أدائه القوي أمام سلة العملات الأجنبية.. مشيرًا إلى أن كل هذه المؤشرات تعد مهمة جدا؛ للوقوف أمامها كونها تؤكد ما تقوله الحكومة بوضوح شديد دومًا من أن النمو الذي يحدث في الاقتصاد المصري قائم على إنتاجيه حقيقية وقطاعات رئيسية تعمل بغض النظر عن الظروف الموسمية او الصفقات أو الأموال الساخنة، هذا إضافة إلى إعلان البنك المركزي عن زيادة جديدة في الاحتياطي من العملة النقدية الأجنبية؛ والتي تبلغ 50 مليارا و216 مليون دولار بالمقارنة بالشهر الماضي بزيادة بلغت 145 مليون دولار خلال شهر .
وأوضح مدبولي أنه يلتقى - بصفة دورية - بمحافظ البنك المركزي على مدار الأسبوع حيث يوجد تنسيق كامل بين الحكومة والبنك المركزي في كل الإجراءات التي يتم التحرك خلالها بهدف تخفيض معدلات التضخم؛ وهو ما يؤدي لانخفاض تدريجي في أسعار الفائدة ويتيح فرصة أكبر للقطاع الخاص والمواطنين من الاستفادة من التسهيلات الائتمانية.. مشيرًا إلى أن الرقم الخاص بالتضخم لشهر نوفمبر أوضح انخفاض التضخم بشكل ملحوظ وأزال التخوفات من استمرار صعود التضخم حتي الشهر الماضي، لافتا إلى أن السبب الرئيسي لانخفاض التضخم هو انخفاض أسعار الخضروات والمواد الغذائية الأساسية على الرغم من ارتفاع أسعار وسائل النقل نتيجة ارتفاع أسعار الوقود؛ مما يثبت أن الإجراءات الحكومية كانت مناسبة وفي توقيت مثالي للوصول إلى النسبة الحالية من التضخم وصولًا إلى نهاية العام الجاري.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن التضخم وصل - في المدن المصرية - إلى 12.3 مقارنة للشهر الماضي البالغ 12.5، وأن التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية هو 10 %؛ وهو ما توقعته الحكومة للوصول إلى هذا الرقم بنهاية العام الجاري؛ وهو ما يؤكد أن الإدارة المشتركة لإدارة هذا الملف بين الحكومة والبنك المركزي تسير بشكل جيد .