بوابة الوفد:
2025-06-20@22:31:10 GMT

سيناريوهات هُدنة الخوف

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

يضع ملايين من الفلسطينيين أياديهم على قلوبهم؛ تخوفاً مما سيحدث من سيناريوهات عسكرية إسرائيلية مرتقبة بعد الانتهاء من الهدنة وتمديداتها المرتقبة، وهو تخوف مشروع ناتج عما عاشوه من دمار، منذ أن باغتت حماس وكتائب القسام إسرائيل فى السابع من أكتوبر 2023 بهجوم نوعى زلزل الكيان المحتل.

الكل يسأل: هل ستنتهى الهدنة وأخواتها إلى وقف نهائى لإطلاق النار، والجلوس على مائدة مفاوضات المسارالسياسى والوصول إلى اتفاق حل الدولتين؟ أم سيواصل الاحتلال حربه الشرسة والضغط باتجاه ترحيل أصحاب الأرض من بيوتهم قسرياً؟ وماذا لدى المقاومة؟ هل ستستمر فى الصمود لحين تحقيق أهدافها السياسية من هجوم أفقد تل أبيب توازنها وقلب الطاولة على «نتنياهو» وحكومته؟

استراتيجياً، لا تندلع حرب من أجل الحرب وإنما بهدف تحقيق نتائج سياسية تمنح الطرف المبادر بالهجوم مكاسب تجعله يفاوض بقوة، وهذا هو الهدف الأول الذى حققته المقاومة، وتجلى بوضوح فى أزمة الرهائن، إضافة إلى ما خططت إليه حماس بالتنسيق مع إيران وحلفائها فى لبنان، اليمن، حزب الله، وفى العراق «حركة حشد» وفى اليمن «أنصار الله الحوثيين» فى إشغال إسرائيل بمناوشات عسكرية، تحركت من أجلها حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية والأوروبية لحماية ودعم إسرائيل، وهذا هو الهدف الثانى من حرب حماس بإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كاد ينساها العرب والمجتمع الدولى فى خضم الأحداث والأزمات العالمية المتسارعة.

 

المتشائمون وأنا منهم، يتوقعون حرباً أشرس من إسرائيل، فى محاولة يائسة لإعادة ثقة الإسرائيليين فى الحكومة، بعد أن عمقت عملية تبادل الأسرى من جراح وآلام قادة جيش الاحتلال، وقذفت بهم مسافة أخرى للخلف؛ ربما تقودهم إلى تقديم استقالاتهم، وعندئذ سيدفع نتنياهو وحزب الليكود الثمن، ولا سيما فى ظل الخوف الشديد من أن تعيد حماس والفصائل ترتيب أوضاعها العسكرية، فضلا عن الرفض التام من قبل القاهرة وعمّان لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن. 

أما المتفائلون بوقف إطلاق النار واتجاه الطرفين للمسار السياسى، فهم لا يستبعدون أيضاً استمرار الهجمات الإسرائيلية، تطبيقاً لخطة سابقة تقوم على قبول التفاوض تحت صوت القنابل والرصاص، وتستهدف تطهيراً عرقياً ناعماً بإفراغ تدريجى لكل قطاع غزة من سكانه إلى دول الجيران، للسيطرة على الغاز وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلى الذى كلفته الحرب أكثر من 60 مليار دولار. 

ويبدأ هذا التطهير العرقى الناعم بإخراج عائلات كثيرة بعينها من القطاع بعد هدم منازلهم وتسويتها بالأرض، مع الاستمرار فى توسيع المستوطنات، بحيث لا يكون أمام الفلسطينى سوى التعايش مع اليهودى، ويصبح من الأقليات أو يجبر على الرحيل تحت وطأة عمليات التهويد وهجمات الحقد والكراهية والتمييز العنصرى، ولا سيما بعد أن سقط فى الحرب الدائرة الآن نحوى 2000 قتيل ومصاب ومعاق من ضباط وجنود الاحتلال وهو الرقم الأعلى منذ حرب أكتوبر 1973.

وهناك سيناريو آخر متوقع وهو الاتجاه إلى تصفية قادة حماس والصف الثانى، مع البحث عن سلطة فلسطينية متعاونة بعيداً عن حماس تمهيداً لمفاوضات ربما تحقق نصراً معنوياً لقادة بنى صهيون؛ وهو ما تسعى إليه أمريكا حتى لا تستمر فى معركة تذكرها بحرب فيتنام. 

وهذا السيناريو الأخير، لن يكتب له النجاح، لأنه من المستحيل القضاء على قادة حماس واستبعادهم من الحوار والمفاوضات وإطفاء جذوة المقاومة التى ولدت لتبقى حتى تقوم دولة فلسطين.

وإذا كان الصهاينة يعيدون الآن النظر فى مشروعهم الكبير، فإن العرب مطالبون بتحرك أقوى واستثمار أسرع لتراجع التعاطف العالمى مع المغتصبين لنحو 80% من أراضى فلسطين، لإطلاق مؤتمر دولى تشارك فيه كل القوى الكبرى المؤثرة، بالإضافة إلى تركيا وإيران، لإقناع تل أبيب بأنه لا فرار من قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل حماية أمن إسرائيل وضمان استمرار المنطقة.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملايين من الفلسطينيين عسكرية إسرائيلية نتنياهو

إقرأ أيضاً:

علماء يكتشفون كيف يتشكل الرعب النفسي في الدماغ

تمكّن باحثون من معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا من تحديد دائرة عصبية مسؤولة عن تكوين ذاكرة الخوف الناتجة عن التهديدات النفسية، وليس الألم الجسدي.

نُشرت النتائج في دراسة حديثة في دورية "ساينس أدفانسيز"، ويعلق جين هي هان، قائد الفريق البحثي في قسم العلوم البيولوجية في معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، في تصريحات حصرية للجزيرة نت عن نتائج دراسته أن "الدماغ يحتوي على نظامين منفصلين لمعالجة البُعدين المختلفين للألم، النفسي والجسدي، نظرا لتنوع التهديدات، فبعضها مؤلم والبعض الآخر غير مؤلم. وفي كثير من الحالات، نختبر الألم النفسي دون وجود ألم جسدي فعلي. وقد تتضمن معالجة الألم النفسي وظائف دماغية أكثر تعقيدا".

فريق الدراسة (من اليسار) البروفيسور جين هي هان، والدكتور جون هو هان، والمرشح لنيل درجة الدكتوراه بوين سو من قسم العلوم البيولوجية (معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا) الخوف الراسخ

يعتمد البحث على نموذج لقياس الخوف في الفئران، حيث استخدم الباحثون محفزا بصريا لمحاكاة اقتراب مفترس. ومكنت هذه المنهجية الفريق من دراسة استجابة الدماغ لتهديدات غير مؤلمة جسديا، ودون اللجوء إلى الصدمات الكهربائية المستخدمة تقليديا، مما مكنهم من انتقاء الخوف غير المؤلم جسديا كتهديد.

ويقول هان: "باستخدام طرق تتبع الدوائر العصبية، وجدنا أن الخلايا العصبية في القشرة الجزرية الخلفية (في المخ) تتصل مباشرة بنوع محدد من الخلايا العصبية في منطقة أخرى تسمى نواة الجسر الجانبية".

وتكمن أهمية هذا الاتصال العصبي، بين مناطق مختلفة في المخ، في استجابة خلايا القشرة للحالات المرتبطة بالخوف والقلق، بينما تعمل خلايا الاتصال في نواة الجسر كمنبه عام في مواجهة المواقف الخطرة.

يضيف هان: "بالنظر إلى وظائف هاتين المنطقتين، فإن هذا المسار ملائم تماما لنقل إشارات التهديد العاطفية إلى مناطق الدماغ السفلية مثل اللوزة الدماغية، التي تعالج مشاعر الخوف والقلق".

إعلان

وباستخدام تقنية متطورة، نجح الباحثون في تعطيل الاتصال العصبي مما منع تكوين ذاكرة الخوف عند التعرض لمؤثر بصري مهدد، وفي المقابل، عندما أعادوا تنشيط هذا المسار، تشكلت ذاكرة خوف قوية حتى دون وجود تهديد حقيقي، مما يؤكد أن هذا المسار وحده كافٍ لتحفيز ذاكرة الخوف.

التجارب أجريت على الفئران (شترستوك) نموذج التهديد البصري

باستخدام نموذج التهديد البصري، الذي سبق تطويره في أبحاث سابقة في 2013 بحسب هان، تتعرض الفئران لمحفز بصري متمثل في قرص مظلم يتمدد بسرعة محاكيا لعملية افتراس محتملة.

وقد أظهرت الفئران سلوكيات دفاعية قوية كالتجمد في المكان أو محاولة الهرب. يعلق هان على النموذج المستخدم: "رغم أن هناك عوامل تحتاج إلى ضبط مثل سرعة التمدد وحجم القرص، فإن هذا النوع من التحفيز يؤدي إلى استجابات سلوكية قوية".

ونجحت الدراسة في التمييز بشكل واضح بين الاستجابات الغريزية الفورية، كالهرب أو التجمد، والذاكرة المكتسبة للخوف والتي اعتمدت على دائرة الاتصال العصبية المكُتشفة. وهذا التمييز له أهمية حاسمة في فهم الاضطرابات النفسية التي ترتبط بالذاكرة طويلة المدى للتهديدات كالتي تترسب داخلنا بسبب حادث بشع أو تجربة نفسية مؤلمة.

ورغم إجراء الدراسة على الفئران، فإن تطبيق نتائجها على البشر يطرح تحديات كبيرة. ويشرح هان: "إن الاستهداف والتلاعب بدائرة عصبية محددة يمثل تحديا كبيرا في ترجمة النتائج إلى البشر. ومع ذلك، هناك تقدم ملحوظ في تطبيق تقنيات على الرئيسيات غير البشرية وحتى على البشر".

ولكن في ظل التطور المتسارع في علوم الدماغ، تُطرح تساؤلات عن إمكانية إساءة استخدام المعرفة الجديدة في التلاعب بمشاعر الخوف لدى البشر، سواء لأغراض أمنية أو سياسية أو غيرها.

ويقول هان: "هذه قضية مهمة. لأن هذه دائرة عصبية تتعلق بالألم النفسي ويمكنها أن تُحدث حالات خوف مفرط وحالات قلق داخلية، مما قد يعزز تكوين ذاكرة خوف غير تكيفية وغير محددة، وقد يؤدي إساءة استخدامها إلى مشاكل واضطرابات نفسية حادة." ويختتم: "هذه ليست قضية خاصة بنتائج دراستنا فحسب، بل تنطبق على جميع الدوائر العصبية المرتبطة بمعالجة الألم النفسي".

ورغم التحديات، لا يعمّق هذا البحث فهمنا لوظائف الدماغ فحسب، بل يفتح آفاقا علاجية جديدة لملايين الأشخاص حول العالم يعانون من اضطرابات ناتجة عن ذكريات الخوف النفسي غير المؤلمة جسديا، ولكنها لا تقل ضراوة عن أي ألم محسوس.

قد يُحدث هذا الاكتشاف تحولا جوهريا في فهمنا لكيفية معالجة الدماغ للتهديدات غير المؤلمة جسديا، ويعزز فرص تطوير علاجات جديدة لحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق.

مقالات مشابهة

  • الحرب الإيرانية الإسرائيلية تمنح حماس أملًا بالسلام في غزة
  • الحرب بين إيران والكيان الصهيوني.. سيناريوهات التدخل الأمريكي
  • ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب إسرائيل وإيران
  • قادة إيران المغتالين.. أبرز الشخصيات العسكرية الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل
  • علماء يكتشفون كيف يتشكل الرعب النفسي في الدماغ
  • 3 سيناريوهات محتملة.. الاحتلال الإسرائيلي يؤجل امتحانات الثانوية العامة
  • مدبولى: لجنة الأزمات تبحث كل سيناريوهات تداعيات الحرب القائمة
  • الاحتلال يدرس مقترحا أمريكيا جديدا بشأن صفقة تبادل الأسرى في غزة
  • خامنئي يتعهد بعدم الرحمة في استهداف قادة إسرائيل
  • "حماس" تحذر من "تورط" أميركا عسكريا في الحرب ضد إيران