مع بداية مرحلة جديدة بعد انتخابات الرئاسة، يعيش الاقتصاد حالة من التحولات والتغيرات التى تتطلب رؤية واضحة وخططاً فعالة لتعزيز الاستقرار وتحفيز النمو.

التضخم وعجز الموازنة يشكلان عبئاً كبيراً على الاقتصاد، ومعالجتها يتطلب جهوداً كبيرة وسياسات محكمة. فى هذا السياق، يظهر تحدى تعزيز الاستثمارات وتنشيط القطاع الخاص كأحد الأسس الرئيسية لتعزيز النمو الاقتصادى.

مع التطور السريع فى الساحة الدولية، يأتى التحدى فى مواكبة هذا التطور وتطوير البنية التحتية لتكون على اتساق مع تلك التغييرات. ومن جهة أخرى، يبرز دور التعليم والتدريب كعامل حاسم فى تحسين الكفاءات وتأهيل القوى العاملة.

إدارة الدين العام وتحقيق التوازن المالى يظلان أيضاً تحديين رئيسيين، حيث يتطلب الأمر استراتيجيات محكمة لتحقيق الاستدامة المالية. وفى هذا السياق، يشكل تعزيز التجارة الدولية وتوسيع فرص التصدير جوانب أساسية لتعزيز مكانة مصر فى الساحة العالمى.

ويرى خبراء الاقتصاد أن هناك خطوات لابد من اتخاذها لتحقيق الاستقرار والتنمية.

وهناك مقترحات لتحسين الأوضاع فى مجالات مختلفة بما فى ذلك التضخم، وتعزيز الإنتاج المحلى، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز التصدير، وغيرها من الجوانب الرئيسية للتحول الاقتصادى.

بعد انتخابات الرئاسة

 يرى الدكتور على الإدريسى، الخبير الاقتصادى، أن هناك عدة تحديات يجب معالجتها لتحسين الوضع الاقتصادى. وأشار إلى أن التضخم يشكل عائقاً كبيراً أمام المستثمرين، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الغذاء، حيث تعتبر مصر ضمن أكبر 10 دول على مستوى العالم من حيث التضخم فى الغذاء.

وفى هذا السياق، يشدد على ضرورة معالجة أسباب التضخم، مع التركيز على مكافحة الاحتكار، ورفع خطوط الإنتاج. يفضل أيضاً وضع سياسات إنتاجية فى الزراعة والصناعة مع التركيز على التنوع فى المشاريع.

من جهة أخرى، يرى أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة صياغة الإعلام، حيث يعتبر المشهد الإعلامى أداة استراتيجية مهمة فى الملف الاقتصادى. ويشير إلى وجود فجوة بين الإعلام والشارع، ويقترح إعادة النظر فى الكوادر الإعلامية والضيوف لتحقيق تواصل أفضل مع الجمهور. ويحث على التركيز على الإيجابيات ومعالجة القصور للرد على الشائعات وتوضيح الإنجازات.

وفى سياق آخر، يشدد على أهمية تحفيز الإنتاج المحلى وترشيد الاستيراد، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل السيارات والغزل والنسيج. ويقترح أيضاً تشديد الرقابة وفرض عقوبات أشد على المحتكرين لضمان المنافسة النزيهة.

ومن جانبه يقول الدكتور سمير عارف، رئيس مجلس إدارة الأهرام لنظم الأمان، إن المعوقات الاقتصادية تتطلب اتخاذ إجراءات جادة، وفى هذا السياق، يفضل اختيار وزارة اقتصادية تضم خبراء ذوى خبرة. ويشدد على أهمية اختيار الكفاءات والخبرات فى هذا المجال للتعامل مع التحديات والتخلص من البيروقراطية.

ويشدد على ضرورة تحسين الخدمات الإلكترونية وفصل من يقدم الخدمة عن تقديم الخدمة نفسها. مؤكداً أن هذا الإجراء يمكن أن يسهم فى تسريع العمليات وتقليل البيروقراطية.

وللتغلب على ضغط التكاليف الاستثمارية للأراضى، يقترح شراء المعدات والخامات بتسهيلات، مع توفير حقوق الانتفاع للمشهد الاقتصادى. يمكن أيضاً تقديم حوافز لتشجيع الاستثمار فى هذا المجال.

ويشدد على أهمية تحفيز الصادرات، وتحسين التسويق وتوسيع قاعدة العملاء الدوليين لزيادة حصة البلاد فى الأسواق الخارجية.

وفى سياق متصل، يشير دكتور مصطفى بدرة، أستاذ الاقتصاد، إلى أن الملف الاقتصادى يعتبر تحدياً كبيراً يتطلب التزاماً بالتزامات لعل أبرزها، عجز الموازنة، مؤكداً أن التحكم فى عجز الموازنة يعد تحدياً رئيسياً يتطلب استراتيجيات فعالة لتحقيق التوازن المالى.

وأشار إلى عدد من الملفات المهمة التى يجب العمل عليها باكراً، وهو ملف الصحة والتعليم والبحث العلمى، لتعزيز التقدم والتطور الاقتصادى.

وشدد على ضرورة الوفاء بالالتزامات الدولية والتعاون مع الصندوق النقدى الدولى.

وأشار إلى أن ملف البريكس من الملفات التى تحتاج إلى تعامل حذر واستراتيجى لتحقيق فوائد أمثل من انضمام مصر لمنظمة البريكس.

وشدد على ضرورة وجوب وضع مبادئ منهجية فى السياسة المالية، مع توضيح سياسة النقدية وتجنب فرض ضرائب غير مبررة.

ومن التحديات التى يسلط الضوء عليها، إدارة شئون السكان، حيث يشير إلى ضرورة إدارة تدفق السكان وتوفير فرص عمل، خاصةً فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تحقيق التنمية مرحلة جديدة انتخابات الرئاسه الساحة الدولية تطوير البنية التحتية الترکیز على على ضرورة

إقرأ أيضاً:

مدبولي: مشروع حدائق تلال الفسطاط يعكس رؤية الدولة لتحقيق التنمية العمرانية المتكاملة

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ضرورة الاهتمام البالغ بمختلف جوانب مشروع حدائق تلال الفسطاط المهم الذي يعكس رؤية الدولة في تحقيق تنمية عمرانية متكاملة ومستدامة، من خلال ما يتضمنه من مساحات خضراء واسعة، تجعله من أكبر حدائق الشرق الأوسط، فضلا عما يضمه من العديد من المناطق التراثية والسياحية والثقافية والترفيهية والفندقية والتجارية، التي سيتم من خلالها تقديم العديد من الأنشطة المتنوعة والجاذبة.

جاء ذلك خلال متابعة الدكتور مصطفى مدبولي، موقف إجراءات طرح إدارة وتشغيل مشروع حدائق تلال الفسطاط في اجتماع عقد اليوم، بحضور المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء محمود نصار رئيس الجهاز المركزي للتعمير، والمهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، والدكتور عبد الخالق إبراهيم مساعد وزير الإسكان، والدكتور باهر الشعراوي، والمهندس مصطفى عبد الوهاب نائبي رئيس مجلس إدارة الصندوق.

وأكد رئيس الوزراء، ، أنه بالنظر لما يمتلكه هذا المشروع من مقومات وإمكانات، فإنه لابد أن تتمتع الشركة التي سيتم الترسية عليها للإدارة وتشغيل حدائق تلال الفسطاط، بمستويات عالية من الخبرات والمهنية في إدارة مثل هذه المشروعات، وذلك بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة من تنفيذه، والحفاظ على ما تم انفاقه من استثمارات، هذا إلى جانب ضمان استدامة مختلف مكونات هذا المشروع المهم.

وخلال الاجتماع، عرض وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بشكل تفصيلي الموقف التنفيذي للأعمال الجارية بمشروع حدائق تلال الفسطاط، حتى هذا الشهر، مُشيراً إلى نسب الإنجاز والتنفيذ لكل منطقة والأعمال المتبقية، وتوقيتات الانتهاء المقررة لكل مكون، حيث يشهد هذا المشروع الحضاري المميز تنفيذ الإنشاءات والزراعات في الحدائق التراثية ضمن المشروع، وكذا التلال المُتدرجة، ومنطقة المغامرة، إلى جانب المنطقة الاستثمارية وبها مسرح روماني ومطاعم ومراكز تجارية ومبانٍ إدارية، ومنطقة الأسواق بما تضمه من محال تجارية ومطاعم ووحدات إدارية وسكنية، ومنطقة النهر، والحفائر، والمنطقة الثقافية، ومنطقة النهر، ومنطقة القصبة وتتضمن تنفيذ مطاعم وسينما ومبانٍ إدارية وسكنية، والوادي والتلال، والساحة، إلى جانب تنفيذ المخزن المتحفي، وأعمال البنية التحتية المتنوعة، وتنسيق الموقع العام.

واستعرض المهندس خالد صديق، خلال الاجتماع، ما تم اتخاذه من إجراءات وخطوات تتعلق بملف إدارة وتشغيل مشروع "حدائق تلال الفسطاط"، مشيراً إلى ما تم عقده من اجتماعات ولقاءات، تم خلالها مناقشة واستعراض سيناريوهات ومقترحات إدارة وتشغيل المشروع، وما تم التوافق عليه خلال هذه الاجتماعات من طرح المشروع على مستثمر واحد قبل انتهاء أعمال المشروع.

ونوه المهندس خالد صديق إلى أن الإجراءات تضمنت إعداد وثائق الطرح، وترسية مشروع إدارة وتشغيل حدائق تلال الفسطاط، وكذا نشر إعلان في الجرائد الرسمية لدعوة الشركات والتحالفات المصرية والعالمية للتأهيل المسبق لمشروع تأهيل وإدارة وتشغيل وصيانة حدائق تلال الفسطاط، والتوسع في نشر هذا الإعلان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الرسمية لعدد من الجهات، مع تعميمه من خلال القنوات المناسبة سواء السفارات والقنصليات المصرية ومكاتب التمثيل التجاري، وذلك بما يضمن الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين والمستثمرين، ويفتح المجال أمام المشاركة الواسعة من الكيانات الاستثمارية المحلية والعالمية المؤهلة، لإدارة هذا المشروع المهم.

كما تم التأكيد خلال الاجتماع أن هناك اهتماما كبيرا من عدد من الشركات المتخصصة، سواء المصرية، أو العالمية، أبدت اهتمامها منذ نشر الإعلان، وسيتولى الصندوق الرد على مختلف استفسارات هذه الشركات التي تعتزم التقدم في هذا الطرح.

اقرأ أيضاًمدبولي: نستهدف خفض نسبة دين أجهزة الموازنة العامة وتحقيق نمو اقتصادي واضح

مدبولي يشهد افتتاح مصنع أنابيب حديد الدكتايل بالعين السخنة

مدبولي: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس محرك رئيسي لجذب الاستثمار الأجنبي

مقالات مشابهة

  • افحيمة: ما يحدث في طرابلس مقلق ويظهر هشاشة الوضع الأمني
  • مصر تولي اهتمامًا خاصًا بالطفل لتحقيق التنمية البشرية المستدامة
  • صحة النواب: توطين صناعة الأدوية ضرورة حتمية لتحقيق الأمن الصحي القومي
  • خبراء اقتصاديون للجزيرة نت: هذه أبعاد قرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا
  • وزير العمل: ضرورة تعزيز كوادر مؤسسة الضمان وتطوير الخدمات الإلكترونية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين
  • رئيس جامعة المنيا: تطوير البرامج الدراسية ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة
  • برلمانيون: الإصلاح الهيكلي هو طوق النجاة لإنعاش الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية
  • تباين أداء مؤشرات الأسهم الأميركية مع استيعاب تقرير التضخم
  • مدبولي: مشروع حدائق تلال الفسطاط يعكس رؤية الدولة لتحقيق التنمية العمرانية المتكاملة
  • مدبولي: نستهدف خفض نسبة دين أجهزة الموازنة العامة وتحقيق نمو اقتصادي واضح