قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الإنسان مركب متشابك شديد التغير والتقلب وما سُمّيَ الإنسانُ إلّا لنَسْيِه ولا القلبُ إلّا أنّه يتقلَّبُ.

سيدنا النبي ﷺ يصف هذه الحقيقة ويربطها بربنا سبحانه وتعالي ويقول : « إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ »  القلب يتقلب ويتغير ، والإنسان يتقلب ويتغير وينبغي عليه أن يتغير إلي الأحسن ؛ هو قادر إلي أن يتغير إلي الأسوء وقادر إلي أن يتغير إلي الأحسن ، وسيدنا النبي ﷺ وضع منهج التغيير وقال : (أبدأ بنفسك ثم بمن تعول) فوضع لنا منهجاً عظيماً وهو أن الإنسان لا يتكل علي الآخرين ولا ينتظر تغير الآخرين بل عليه أن يبدأ بنفسه.

وكيف يبدأ بنفسه ؟ عليه بكل سهولة أن يلتزم بالعبادات ؛ وهذه العبادات أنشأها الله سبحانه وتعالي علي هذه الحقيقة أن الإنسان يتغير ، وأنه في حاجة دائمة لتصحيح مساره ، وأنه ينبغي عليه إذا ما اتغير وقرر التغير عليه أن يتغير إلي الأحسن ، ومن هنا جعل لنا محطات ونقاط إنطلاق ؛ فهناك محطة نغسل فيها ذنوبنا ونجدد فيها إيماننا كل يوم خمس مرات وهي "الصلاة"، وهناك محطة نغسل فيها همومنا ونسمع فيها إلى الموعظة كل أسبوع وهي "صلاة الجمعة"، وهناك محطة نقف فيها مع أنفسنا وهي "رمضان" وذلك في العام مرة، وهناك محطة نقف فيها أيضًا مع أنفسنا وقد نُغير فيها مناهج حياتنا ونُعدّل فيها مسار معيشتنا وهو "الحج والعمرة".

وسيدنا رسول الله ﷺ يقول : « جَدِّدُوا إِيْمَانَكُمْ » هو ليس تجديداً بمعني الهدم والبناء بل هو بمعني الاستمرار، يقول ربنا سبحانه وتعالي : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} أي استمروا وأحسنوا إيمانكم .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة رضا الله

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قيام الليل؛ فهو مفتاحٌ بسيط، ولكن الله سبحانه وتعالى ذكَره في سياق بناء شخصيَّة عبادِ الرحمن. وأنت في قيام الليل كُن خائفًا من الله، خائفًا من عذابِه، مُلتجِئًا إليه سبحانه وتعالى؛ فإن هذا يجعلك تعيش في جوٍّ آخر غير الجوِّ الذي يريدون أن نعيش فيه، فتكون نفسُك لوَّامةً في بداية الأمر، ثم لا تزال ترتقي حتى تصيرَ راضيةً مرضيَّةً بعد ذلك، مطمئنَّةً في نهاية المطاف، كاملةً في سيرها إلى الله بعد ذلك.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية يموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أيها المؤمن.. هذه صفاتُ عباد الرحمن؛ تركوا المحرَّمات، وفعلوا الخيرات. هذه هي النفسُ البشريَّة التي أرادوا دَسَّها في أمَّارةٍ بالسوء، ولا يريدون لها تزكية، وهذه النفسُ البشريَّة التي رحم ربي فرضي عنها وأرضاها. 

إذًا؛ نُقاوم ونصبر على ما قد جُبِلْنا عليه من توجّهٍ إلى الشر، ومن ميلٍ إلى الشهوات، وينبغي علينا أن نكون من المُزكِّين للنفس، وبدايةُ ذلك صلاةُ الليل؛ تُوقِع فيها الدعاء، فتلتجئ إلى الله.
ومن صلَّى الليل لا يفوتُه الفجر، ومن صلَّى الفجر كان في ذمَّة الله.

كلُّ هذه الأشياء تناساها كثيرٌ من الناس، واستيقظوا بعد فوات الأوان، وبعد شروق الشمس، ولا يدرون كيف أنَّ المسلم إذا استيقظ في تلك الساعة أصبحت نفسُه وَخِمَةً (أي ثقيلة)، والشيطان قد تَرَصَّد له. جَرِّبوا مع الله ما أمر الله به، وستَرَونَه بابًا قد فُتِح لكم؛ فيه الجمال، وفيه الراحة، وفيه الطمأنينة، وهو سهلٌ يشترك فيه كلُّ أحد، ليس صعبًا في فهمِه، ولا في تطبيقه، ولا مستحيلًا في ذاته.

دعاء المطر والرعد والبرق.. 10 كلمات يقضي الله بها حاجتكدعاء لقضاء الحوائج لا يُرد في الثلث الأخير .. ردده وقت الاستجابة

أيها المسلمون.. هكذا علَّمنا ربُّنا في بناء النفس، ولم يعلِّمْنا أن نتبعَها ونتبعَ هواها؛ قال تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60].

يا عباد الله.. في هذا العصر الذي تتوالى فيه الأحداثُ تترى، يحتاج المؤمنُ منَّا إلى نفسٍ راضيةٍ مرضيَّةٍ مطمئنة، يواجه بها هذا البحرَ، بل هذه البحار من الظُّلُمات؛ الكيدُ هنا وهناك، وقِلَّةُ العقل، وقِلَّةُ الحكمةِ التي قال فيها الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269]،
وقد أصابت كثيرًا من الناس. وأنت في أشدِّ الحاجة في هذه الأوقات إلى تقوية علاقتِك مع ربِّك، وقيامُ الليل ليس بعيدًا عن الأحداث التي نحن فيها؛ فاستنجدوا بالدعاء في جوف الليل؛ فقد ورد: «والدعاءُ يَنفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنزِلْ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فيَلْقَاهُ الدُّعاءُ فَيَعْتَلِجَانِ (يتصارعان) إلى يومِ القيامة» (رواه الطبراني).

الدعاءَ، الدعاءَ؛ الفعَّالُ لما يريد هو الله، والذي يحمي عبدَه هو الله؛ نلجأ إليه كما لجأ إليه عبدُ المطَّلب فقال: هذه غنمي، وإنَّ للبيتِ ربًّا يحميه.

علينا أن نُحسِن العلاقة مع الله حتى نتقوَّى في السير في هذا العصر، وحتى نواجه هذا كلَّه؛ لأنه رُكامٌ (وهو جمعُ شيءٍ فوقَ آخر حتى يصيرَ رُكامًا) يُذهبه الله في لحظة. فنَدعو الله سبحانه وتعالى ألَّا يجعل مصيبتَنا في ديننا، وألَّا يجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا، وأن يُحبِّب إلينا يومَ لقائه، وأن يجعلنا شهداءَ في سبيله، وأن يُحبِّب إلينا هذا الأمرَ من الدين.

طباعة شارك قيام الليل معجزة قيام الليل ثمرة قيام الليل فوائد قيام الليل

مقالات مشابهة

  • الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
  • أمل مبدي: قادرون باختلاف غيّر الثقافة المجتمعية وحقق نقلة حقيقية ويجب البناء عليه
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • البعض لا يتغير.. أول تعليق من محمد صبحي بعد أزمتة مع السائق
  • علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
  • أمل مبدى: قادرون باختلاف غيّر الثقافة المجتمعية وحقق نقلة حقوقية حقيقية.. ويجب البناء عليه
  • قومي حقوق الإنسان: الكرامة الإنسانية هي الأساس الذي يُبنى عليه أي نظام ديمقراطي
  • علي جمعة: الدنيا دار ابتلاء والله يقلب الإنسان بين الخير والشر
  • على عكس تصريحات ترامب عن خسارة أوكرانيا.. مصادر لـCNN: الوضع في ساحة المعركة لم يتغير كثيرا
  • شاهد بالفيديو.. أول من دخل عليه بعد وفاته.. صاحبة الشقة التي يسكن فيها المذيع الراحل محمد محمود حسكا تكشف تفاصيل جديدة: “وجدته كأنه نائم”