الأسير ناصر الشاعر.. أبو القاسم الداعي لتوحيد الصف الفلسطيني
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أكاديمي فلسطيني وعضو هيئة علماء المسلمين، عرف بشخصيته السياسية والوطنية الوحدوية. عمل محاضرا بكلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس بالضفة الغربية، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي في الحكومتين العاشرة والحادية عشرة.
المولد والنشأةولد ناصر الدين محمد أحمد الشاعر، المكنى بـ"أبو القاسم"، يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 1961 في قرية سبسطية قضاء نابلس شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وأب لولَدين و4 بنات.
في ظروف القرية الريفية، وفي أسرة مكافحة ومتدينة ومكونة من 7 إخوة وأختين وأبوين بسيطين يعملان في الزراعة، نشأ الشاعر شابا عصاميا معتمدا على ذاته، فاشتغل في صغره وخلال تعليمه الجامعي وبعد ذلك لدعم تحصيله العلمي، الذي تدرج فيه حتى نال درجة الدكتوراه في مقارنة الأديان.
في قريته سبسطية، بدأ الشاعر مشواره العلمي، فالتحق بمدارسها، وأنهى الثانوية العامة بالفرع العلمي محصلا درجة عالية عام 1980، وفي العام 1985 نال درجة البكالوريوس في كلية الشريعة بجامعة النجاح، وبعد ذلك بأربعة أعوام حصل على شهادة الماجستير في الفقه والتشريع من الجامعة ذاتها.
واصل تعليمه وحاز درجة الدكتوراه بامتياز في تخصص مقارنة الأديان من قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة مانشستر في بريطانيا عام 1996، وقارن دور المرأة في اليهودية والإسلام، وشارك في برنامج ما بعد الدكتوراه حول الدين والديمقراطية بجامعة نيويورك في أميركا.
التجربة السياسية والعمليةنشأ الشاعر منفتحا على كثير من التوجهات الفكرية والسياسية، لكنه تأثر أكثر بأفكار الصحوة الإسلامية الخاصة بالشيخين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي، ليكون من أوائل من التحق بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية بداية تأسيسها مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
ومثل شخصيته السلسلة وتقبُله للآخر، اتسمت أفكاره الدينية بالاعتدال والتوسط مع الانضباط الشرعي والتأصيل.
وبرع بحضوره السياسي وتشكيل الحالة الوطنية الموحدة، وبجهوده في التقريب بين الأطراف الفلسطينية المختلفة، والسعي للصلح المجتمعي وإنهاء الانقسام السياسي منذ حدوثه عام 2007، لا سيما وأنه اختير بتوافق وطني في لجنة الحريات عام 2011، التي انبثقت عن شخصيات سياسية ووطنية لرفع المظالم عن الناس ورأب الصدع الفلسطيني وصولا للمصالحة الوطنية الشاملة.
ويعتقد ناصر الشاعر أن الانقسام محلي لكنه يُغذّى إقليميا، وأن أحدا يُعطل حكم "الإسلام السياسي"، ويرى أنه لا بد من تطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتمثل كل الفلسطينيين.
ويرى أيضا أنه لا أفق في حل سياسي للفلسطينيين، وأن القضية الفلسطينية لم تعد تشغل بال الأنظمة العربية، ومن ثم فهو لا يراهن على الدور العربي والإقليمي تجاهها، كما يرى أن أميركا لم تعد تتسيد القرار مع تصاعد الدور الروسي بالمنطقة.
ويعتقد أنه رغم سلبيات اتفاق أوسلو فإنه ثبَّت القضية الفلسطينية في الخارطة والقانون الدوليين، لكن الفلسطينيين لم يستفيدوا من ذلك، وهو لا يسقط المقاومة بوصفها حقا مشروعا للفلسطينيين ومكفولا بالقوانين الدولية، لكنه يؤكد على أهمية الإجماع الفلسطيني على شكل وأسلوب هذه المقاومة.
وعلميا، أسهم الشاعر في تطوير العملية التعليمية في جامعة النجاح، التي عمل بها محاضرا وعميدا لكلية الشريعة، ونهض بواقع التدريس والبحث العلمي فيها، لتتوج جهوده بتأسيس برنامج الدكتوراه في الفقه وأصوله بالتشارك مع جامعات فلسطينية أخرى.
وبعد عمله وزيرا للتعليم في دورتين حكوميتين، سعى لتطوير العملية التعليمية على مستوى الوطن، وأسَّس لمبادئ الشفافية والمساواة في العمل، فزاد الفريق التعليمي بالمدارس، وأسهم في تطوير الكليات الحكومية وتحويلها لجامعات ككلية خضوري التي أصبحت جامعة فلسطين التقنية.
عمل الشاعر في البداية معلما للتربية الإسلامية بمدارس مدينة نابلس (1985-1989)، وعُين بعدها مباشرة عضوا بهيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة النجاح، ومن ثم عميدا للكلية في الفترة بين 2001 و2005، وشغل عضوية نقابة العاملين ولجنة التخطيط والتطوير الرئيسية في الجامعة.
وأصبح أستاذا مشاركا عام 2007، ومن ثم عضوا في اللجنة العليا لبرنامج الدكتوراه في الفقه وأصوله في الجامعة ذاتها. وفي عام 2019 أصبح الشاعر عضوا في هيئة علماء المسلمين.
وباكرا انخرط الشاعر في العمل السياسي والمجتمعي، وانتخب عام 1981 أول رئيس بخلفية إسلامية لمجلس الطلبة في جامعة النجاح، وبرز نجمه خطيبا مفوها في مناسبات مختلفة، سياسية واجتماعية وثقافية.
وتعزَّز حضوره المجتمعي ودوره بصفته شخصية سياسية وسطية مستقلة وذات خلفية فكرية إسلامية لشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي في الحكومة العاشرة، التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد فوزها بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006، ومن ثم وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية الحادية عشرة.
وحافظ الشاعر، بحكم علاقاته مع أكاديميين وقيادات مجتمعية وسياسية من مختلف التوجهات، على دوره بتقريب وجهات النظر وتحقيق السلم الأهلي وإحياء جهود المصالحة الفلسطينية.
لناصر الشاعر مؤلفات وأبحاث عديدة وإسهامات علمية وبحثية، أهمها:
"البحث العلمي وتطبيقاته في العلوم الإنسانية". "نظام الأسرة في الإسلام". "عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية". "الأولويات الاٍسرائيلية". "التواصل الاجتماعي". "الأئمة والوعاظ في فلسطين بين الواقع والطموح".ونشر العديد من الأبحاث العلمية المحكمة، وخاصة حول العولمة والعنف ضد المرأة والكوتا النسائية في الانتخابات، وأصول الخطابة واستخدامات الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية، وفكر وفتاوى للشيخ القرضاوي للأقليات المسلمة.
وكتب العشرات من المقالات الفكرية والثقافية والسياسية، وحضر وعقد العديد من المؤتمرات حول العناوين السابقة ذاتها.
الاعتقالاتتعرَّض الشاعر لمضايقات إسرائيلية عديدة، واعتقل 6 مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي (1988-2023)، وحكم بالسجن الإداري التعسفي (ملف الاتهام سري) شهورا طويلة، وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اعتقل مرة أخرى.
محاولات اغتيالفي 22 يوليو/تموز 2022 تعرّض الشاعر لمحاولة اغتيال من ملثمين هاجموه خلال وجوده بمناسبة اجتماعية في قرية كفر قليل قرب مدينة نابلس، وأطلقوا عليه أكثر من 40 رصاصة مباشرة أثناء قيادته مركبته، وأصابت 9 منها رجليْه، وخلَّفت عديدا من الكسور والتهتكات التي استغرق علاجها زمنا طويلا حتى استعاد قدرته على الحركة.
وجاءت محاولة الاغتيال بعد أحداث بين طلبة معتصمين بجامعة النجاح وأمن الجامعة، حيث أصيب الشاعر برضوض قوية بعد دفعه من حراس الأمن عندما حاول الدفاع عن طلبته بوقوفه معهم ودعمهم لنيل حقوقهم، وعلى إثرها تعرض لحملة تحريض ممنهجة وتهديدات علنية من مسلحين منسوبين إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وسجلت القضية ضد "مجهول".
ورغم ذلك، كانت هذه الأحداث مثالا على وحدوية ناصر الشاعر، الذي صرخ وهو مضرج بدمه النازف بعد إصابته "أرجوكم حافظوا على الوحدة الوطنية"، ونادى أيضا "دمي فداء للوحدة الوطنية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بجامعة النجاح جامعة النجاح ناصر الشاعر الشاعر فی فی جامعة ومن ثم
إقرأ أيضاً:
القاهرة ضمن أفضل 100 تجمع علمي وتكنولوجي عالميًا.. وزير التعليم العالي يستعرض الرؤية الوطنية للبحث العلمي
الدكتور أيمن عاشور:▪︎ خريطة وطنية للتحول نحو اقتصاد المعرفة حتى 2030▪︎ إطلاق السياسة الوطنية للابتكار المستدام لجعل مصر مركزًا إقليميًا للابتكار▪︎ قفزة في أعداد الباحثين المصريين المدرجين ضمن أفضل 2% عالميًا بقائمة ستانفورد من 396 إلى 1106▪︎ مصر تحتل المركز الـ25 عالميًا في “سيماجو” بأكثر من 41 ألف بحث مستشهد به▪︎ أكثر من 53% من الأبحاث المصرية تُنشر في مجلات Q1 الأعلى جودة عالميًا▪︎ القاهرة ضمن أفضل 100 تجمع علمي وتكنولوجي عالميًا.. والمتصدرة إفريقيًا وعربيًا▪︎ مصر ثالث أكبر دولة في الشرق الأوسط في استثمارات الشركات الناشئة بـ2 مليار دولار▪︎ بنك المعرفة يتحول إلى مؤسسة مصدِّرة للخدمات والبيانات البحثية عربيًا وإفريقيًا
على هامش انطلاق فعاليات المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار IRC EXPO 2025، والجمعية العمومية للمؤتمر الثلاثي السنوي للشراكة بين الأكاديميات برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبتشريف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والسيد الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والمهندس محمد صلاح الدين وزير الدولة للإنتاج الحربي، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور محمد جبران وزير العمل، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور عبد المجيد بن عمارة أمين اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، والدكتورة مارغريت هامبورغ الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، والمستشار الوزراي ماريا ميشيلا لاروتشيا، نائب رئيس البعثة بسفارة إيطاليا في مصر بالنيابة عن السفير الإيطالي، والدكتور ماسريشا فيتيني الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، والدكتور حسام عثمان نائب وزير التعليم العالي لشؤون الابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، والدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والسيد اللواء الدكتور أشرف البيومي مدير الكلية الفنية العسكرية، والسيد اللواء محمد أحمد الليثي نائب مدير الاكاديمية العسكرية لكلية الدفاع الجوي، ونخبة من الوزراء السابقين ورؤساء الجامعات، والقيادات الأكاديمية والبحثية المصرية والدولية، والإعلاميين، والمنعقد خلال الفترة من 11 إلى 12 ديسمبر 2025 بالعاصمة الجديدة.
في مستهل كلمته، رحب الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالحضور في هذا الحدث المتميز الذي يجمعهم في قلب العاصمة الجديدة، والذي يعد منصة رائدة لتسويق الابتكار ويهدف لتحويل البحث العلمي إلى قيمة صناعية من خلال تسويق البحوث، وتفعيل رؤية طموحة تجمع بين الهيئات والمراكز وصناديق دعم الابتكار وشركاء الصناعة وبنك المعرفة.
وأكد أن هذا النموذج المتكامل كان وراء هذا الحدث، ودعا الجميع إلى اغتنام الفرصة واكتشاف الإمكانات الواعدة التي يقدمها الباحثون المصريون والدوليون.
وقدم الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، استعراضًا للرؤية الوطنية الشاملة لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي حتى عام 2030، والتي ترتكز بشكل أساسي على التحول نحو اقتصاد المعرفة وربط البحث العلمي بأهداف التنمية المستدامة.
وأكد الوزير خلال عرضه أن أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي كان وضع خارطة طريق لاقتصاد المعرفة، لافتًا إلى إطلاق السياسة الوطنية للابتكار المستدام التي تستهدف جعل مصر مركزًا إقليميًا للابتكار بما يلبي الطلب المتزايد على الحلول الابتكارية مع تسارع التحول الرقمي، واستثمارًا لما تتمتع به مصر من كثافة شبابية ونظام تعليمي يُنتج خريجين مؤهلين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فضلًا عن كونها مركز اتصال بين القارات.
وأوضح الوزير أبرز الإنجازات التي حققها البحث العلمي والباحثون المصريون خلال الفترة الماضية في مختلف المؤشرات الدولية.
حيث أشارت نتائج مؤشر المعرفة العالمي لعام 2025 إلى أن مصر تمتلك 853 باحثًا لكل مليون مواطن، وهي بذلك في الترتيب الـ55 عالميًا من حيث عدد الباحثين لكل مليون مواطن، كما أشار المؤشر إلى 140,230 باحثًا نشروا أبحاثًا مدرجة في سكوبس خلال الفترة من 2022–2025.
وتصاعد عدد الباحثين المصريين المدرجين ضمن أفضل 2% من العلماء بقائمة ستانفورد من 396 باحثًا في عام 2019 إلى 1106 في تقرير القائمة لعام 2024.
وكشف الدكتور أيمن عاشور عن مؤشرات إيجابية هامة تعكس تطور البحث العلمي في مصر، حيث احتلت مصر المركز الـ25 عالميًا في تصنيف SCImago من حيث عدد الأبحاث التي تم الاستشهاد بها، بإجمالي يقارب 41,897 بحثًا مستشهدًا به.
كما تحتل مصر المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تصنيف سيماجو للمنطقة.
وأشار الوزير إلى التقدم النوعي في جودة النشر، حيث إن 53.5% من الأبحاث المصرية منشورة في المجلات المدرجة ضمن الربع الأول Q1 الأعلى جودة عالميًا، و78% منها منشورة في مجلات (Q1 + Q2).
كما أن الموضوعات البحثية المنشورة في قواعد البيانات بالجامعات والمراكز البحثية جاءت في الترتيب 44 عالميًا بمؤشر المعرفة العالمي من بين 195 دولة، وكانت أبرز التخصصات: العلوم الطبية والبيطرية، والعلوم الهندسية، والعلوم الزراعية، وعلوم الحاسب الآلي.
كما نوّه الوزير إلى إنجاز دخول القاهرة الكبرى ضمن أفضل 100 تجمع علمي وتكنولوجي عالميًا (المركز 83)، لتكون الممثل الوحيد لقارة إفريقيا والشرق الأوسط في هذا التصنيف.
وفي ملف ريادة الأعمال، أوضح الوزير أن مصر تصدرت القارة الإفريقية وجاءت في المركز الثالث بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث حجم استثمارات الشركات الناشئة، والتي بلغت حوالي 2 مليار دولار خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وعلى صعيد تدويل التعليم، أشار الوزير إلى نجاح الوزارة في جذب استثمارات لإنشاء أفرع لجامعات أجنبية، حيث صدرت قرارات جمهورية لـ 9 أفرع.
واستعرض الدكتور أيمن عاشور النقلة النوعية في تطور بنك المعرفة المصري (EKB) وتحوله من مجرد منصة للاطلاع إلى مؤسسة مصدِّرة للمعرفة والخدمات لعدة دول عربية وإفريقية، ونقل خبرات البنك عربيًا ودوليًا من خلال توقيع عقود تدويل خدماته مع مجموعة من الناشرين الدوليين، إضافة إلى توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين مع اتحاد الجامعات العربية واتحاد مجالس البحث العلمي العربية.
كما تطرق الوزير إلى تطور العلاقات الدولية، معلنًا انضمام مصر كشريك كامل في برنامج هورايزون أوروبا (Horizon Europe)، مما يمنح الباحثين المصريين فرصًا متساوية مع نظرائهم في دول الاتحاد الأوروبي.
وفي كلمتها، أعربت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن سعادتها بأن تكون جزءًا من هذا الحدث العلمي الكبير، حيث يشهد المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث 2025 مشاركة أكثر من 80 دولة، ويُعد منصة حيوية لربط العلم بالصناعة وتعزيز فرص الابتكار والتكنولوجيا.
وأكدت الدكتورة جينا الفقي أن هذا المعرض يظهر الدور المتنامي لمصر كداعم رئيسي للبحث العلمي على الساحة العالمية، ويعكس توجه الدولة نحو تسريع التنمية الاقتصادية من خلال الاستثمار في المعرفة والابتكار، مضيفة نحن في أكاديمية البحث العلمي نتطلع إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي، وتحقيق شراكات استراتيجية بين الباحثين والصناعة، بما يسهم في بناء اقتصاد قائم على الابتكار ويعزز من قدرة مصر على المنافسة عالميًا.
وأكدت أن هذه الفعالية تأتي في وقت حاسم يعكس التزام الدولة بتطوير بنية تحتية معرفية متقدمة، وتعزيز دور العلم في تحقيق التنمية المستدامة، كما نسعى جاهدين لتعظيم الفوائد الاقتصادية للمخرجات البحثية من خلال ربطها بالشركاء الصناعيين والمستثمرين.
في كلمتها، أعربت السيدة ماريا ميكيلا لاروتشيا، نائب رئيس البعثة بسفارة إيطاليا في مصر، متحدثةً بالنيابة عن السفير الإيطالي، عن فخرها بالمشاركة في الحدث، بهذا المستوى الحكومي الرفيع، مؤكدة أن الشراكة سواء بين مصر وإيطاليا وأوروبا تعد شراكة محورية وعميقة، إدراكا لأهمية البحث العلمي من الطرفين،
مشيرة إلى أن مصر شريك استراتيجي مهم لأوروبا بأكملها، لما تقوم به من دور إقليمي وعالمي كبير في مختلف المجالات، مشيرة لسعادتها بأن تأتي هذه المشاركة مع الاحتفال بـعام التعاون العلمي والتكنولوجي بين مصر وإيطاليا، واعتزاز إيطاليا يشراكتها البحثية مع مصر، في إطار دورها داخل أوروبا.
وأشارت إلى ما تمثله هذه الشراكة في دعم الدور المحوري للعلم والتكنولوجيا في تشكيل مستقبل التنمية للدول، معربة عن تطلعها لرؤية ثمار تحقيق هذه الشراكات على أرض الواقع، وكذلك التقدير الكبير لما يمكن أن تفعله الاكتشافات العلمية، وأن العلم قادر على تعزيز الشراكات بين الأمم، خصوصًا في الفترات الدقيقة التي يمر بها العالم.
وأكدت الدكتورة مارجريت هامبورغ، الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث، معربة عن شكرها على حفاوة الاستقبال والاحتفاء المميز، مشيدةً بـالتنظيم الرائع للفعالية الذي جاء في أفضل صورة.
وأوضحت أن مصر تعمل مع العديد من الأكاديميات حول العالم، وأن الجميع يدرك دورها المهم في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكدت الحرص على التعاون الوثيق بين الأكاديميات وخاصة مع أكثر الهيئات الأكاديمية تقديرًا على مستوى العالم، لافتة لأن هذا التعاون الدولي يرتكز على مجالات علمية تخدم البشرية، مثل التنمية المستدامة والطاقة المتجددة، فضلًا عن العمل على سد الفجوة بين البحث العلمي ومتطلبات التنمية، بما يلبي احتياجات الشعوب، مشيرة كذلك لدور البحث العلمي في تطوير المؤسسات العلمية، كالمدارس والمنشآت الصحية وغيرها، مشيرة لتقديرها للدعم الحكومي الواضح للشراكات البحثية وهو ما بدا جليًا اليوم.
من جانبه، أكد البروفيسور ماسريشا فيتيني، الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، أن مشاركته اليوم تعد شرفًا كبيرًا له، وأنه فخور بكونه جزءًا من مسار تطوير العلم في إفريقيا. وأشار إلى أن وجوده بين الحاضرين يمثل فرصة مهمة للعمل معًا نحو هدف واحد، وهو تعزيز الشراكات بين الجميع.