عرفته ولاية الحمراء وأهاليها بشغفه وحبه ونظمه للشعر العربي المقفى، ولا يكاد يمر عام من الأعوام إلا وله بصمة شعرية فهو سبّاق في المشاركة وتقديم روائع القصيد وخصوصا في الأمسيات الشعرية والاحتفالات الوطنية وغيرها من الفعاليات «عمان» تتوقف مع الشاعر المهندس سليمان بن علي بن سالم العبري من ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية.

وحدثنا العبري عن بدايته الشعرية قائلا: بدأت بنظم الشعر وأنا طالب في الصف الأول ثانوي آنذاك وكانت بدايات متواضعة في الأراجيز وبعض الأبيات في الغزل والحكمة. وتأثرت كثيرا بشعراء آخرين وكنت كثير القراءة للشعر بمختلف عصوره ومدارسه ابتداء من الشعر الجاهلي وحتى شعراء العصر الحديث، وأبرز من تأثرت بهم امرؤ القيس وعنترة بن شداد وشعراء المعلقات عموما ومن شعراء الإسلام كعب بن زهير وحسان بن ثابت، ومن العهد الأموي شعراء المثلث الأموي الفرزدق وجرير والأخطل، ومن العصر العباسي المتنبي وأبو تمام وأبو العتاهية والبحتري.

كما قرأت الكثير للبوصيري والبارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران ونزار قباني والعشماوي وغيرهم الكثير ومن شعراء عمان اطلعت على معظمهم وأبرزهم الستالي والغشري والنبهاني وأبو مسلم البهلاني وابن شيخان السالمي وعبدالله الخليلي وغيرهم.

وأوضح أن الشاعر لابد أن يؤثر ويتأثر بغيره حتى يجد طريقه بنفسه فيكتب الشعر بأسلوبه الخاص ورؤيته الخاصة، ويضيف: أذكر أنني كنت أقرأ كل ما يكتب عن الشعر والأدب عموما في المناهج الدراسية من بداية الأيام وكنت أتلهف لذلك.

أما عن كتابتي للشعر فأنا أكتب الشعر العمودي المقفى وأكتب في بحور مختلفة وفي مجالات كثيرة كالغزل والوصف والمديح النبوي والاستنهاض والوطنيات وغيرها. ولي حتى الآن في مجال الشعر ديوانان مطبوعان، الأول بعنوان بوابة الأمل طبع عام ٢٠٠٦، والديوان الثاني عندما يصحو جبل شمس طبع عام ٢٠١٨ وطبعته الجمعية العمانية للكتاب والأدباء. ولي مؤلفات سابقة في غير الشعر كحروف عمانية مضيئة طبع عام ٢٠٠٢ وموسوعة منوعة عن عمان بعنوان عمان في سؤال وجواب صدر عن مكتبة الأجيال عام ٢٠٠٥م. وهناك في الطريق ديوانان للنشر بإذن الله.

أما للمشاركات فيوضح: شاركت في الكثير من الأمسيات والفعاليات الشعرية على امتداد ربوع الوطن، كما شاركت في العديد من الفعاليات خارج الوطن في تركيا وإيران ولبنان والإمارات العربية المتحدة والكويت. أما عن ولايتي الحمراء فهي بالإضافة لكونها ولاية سياحية فهي ولاية ثقافية أخرجت العديد من العلماء، والشعراء، والمثقفين، وهناك ثلة من الشعراء المجيدين ممن يشار إليهم البنان وهم أصدقاء، وبيننا تواصل كبير معهم. ويتابع: منذ عهد الإمام أبي سعيد الكدمي تواصل عطاء ولاية الحمراء في الجانب العلمي والثقافي مرورا بالشيخ خميس بن راشد العبري المعروف بذي الغبراء، ولي فيه قصيدة طويلة، وابنه العلامة ماجد بن خميس العبري وتلميذه الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري المفتي السابق لعمان، وكتبت فيه قصيدة مطولة، وصولا بالجيل الحالي والذي يضم العديد من المتميزين في جوانب عديدة في الحياة، فالولاية زاخرة بالمميزين.

وبالنسبة للنشر فيوضح بأنه قليل النشر بصورة عامة، ولكن أذكر أنه تم نشر بعض النصوص لي في جريدة عمان والوطن وأنشر كثيرا على صفحتي في الفيسبوك والانستجرام وتويتر وأيضا عبر برنامج الواتساب. وأرسل الشاعر سليمان العبري نصيحته للشباب الواعد في مسك ختام حديثه: أنصح كل من لديه موهبة في الشعر أن يطلع على الشعر العربي بمختلف المدارس وينهل منه ثم يكتب كما يريد هو أن يكتب ولا يقلد غيره قدر الإمكان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الشاعر الاستثنائي عبدالواحد الزهراني

عندما أردت المشاركة بمقالة عن البروف عبد الواحد الزهراني بمناسبة حفل تكريمه، احترت كثيراً من أي زاوية أنظر، وعن أي مجال أتحدث، هل أكتب عن الشاعر الفذ، أم التربوي الحاذق، أم الأكاديمي المتميز، أم عن الإنسان الخلوق الطموح متعدد المواهب هل أتناول إبداعاته الشعرية وقدراته الرياضية، أم إنجازاته العلمية وأساليبه التربوية وبرّه بوالديه، أم مساهماته الاجتماعية ومشاركاته الوطنية فهو بحق أنموذج رائع رائع قل أن يتكرر.
وهنا انحاز مع الناس الذين عرفوه شاعراً لكنه ليس ككل الشعراء، إنما هو شاعر استثنائي متمكن، تميز بعقليته الناضجة وفكره المتّقد ونظرته المنطقية وإبداعاته المتفردة..التي يظهر فيها الحس الأدبي الرفيع والصور المجنحة. فهو أشبه بفنان تشكيلي يرسم بألوان الكلمات ويصوغها ببراعة ليصنع منها قصائد بل قلائد شعرية تلامس القلوب قبل الأسماع؛ لتميزها بالعمق والجمال وما تحمله من رسائل معبرة، وبما تتركه من أثر إيجابي بالغ يصل إلى أعماق القلوب. ولا غرابة في ذلك فقد عاش في بيئة شعرية من خلال ملازمته الأولى لوالده الشاعر الكبير سعود بن سحبان -رحمه الله- يتقدم من بواكير حياته إلى ميدان العرضة بكل جرأة وشجاعة لافتاً الانتباه بجميل ما يلقي من بدعٍ ورد ويقارع هذا الفتى اليافع كبار الشعراء بكل ثقة واقتدار. حيث جمع بين موهبة فطرية أصيلة وصوت شعري ملهم فتجلت قصائده في جميع الأغراض الشعرية بالطابع الشعبي لقبيلتي غامد وزهران، حيث ذاع صيته بعد أن خط اسمه بحروف من ذهب في قلوب محبيه، وزادت جماهيريته لجمال طرحه ورهافة حسه وحسن انتقائه لموضوعات معظم قصائده، التي تلامس الهم الاجتماعي بحسٍ وطن عال..تحرّك المشاعر وتهزّ الوجدان.
ولعل هذه الميزة التي جعلت الناس يحفظون ويحتفظون بقصائده ويتناقلونها بينهم لتعيش عمراً طويلاً؛ لأنها تتجاوز مشاعره الشخصية إلى نقل واقع المجتمع والأمة، متلائمة مع أمنياتهم متناغمة مع تطلعاتهم. وأصبح صوتاً شعرياً تصغي له الآذان والأذهان، لقناعته بأن الشعر يمكن أن يكون أداة لتغيير المجتمع نحو الأفضل. ولا يقتصر تميّز عبدالواحد على موهبته الشعرية؛ بل ينظر إليه المختصون بأنه يمتلك أنواع الذكاء الرياضي المنطقي بحكم تخصصه العلمي في الرياضيات، والذكاء اللغوي لإنتاجه الشعري الغزير الذي لم يقتصر على اللون الشعبي السائد في مناطق الجنوب؛ بل امتد إلى القصيدة النبطية والفصحى بكل براعة وكذلك الذكاء الذاتي والعاطفي الذي تفصح عنه مجموعة من مقطوعاته وتغريداته التي تظهر عمق تساؤلاته واستبطانه للمعاني الكبرى في الحياة. والذكاء الاجتماعي لكسبه الجميع ومن مختلف الشرائح ومحبتهم له حتى منافسيه. والذكاء المتعدد الذي يبين الطموح العالي والمنجز المثالي بمواصلة دراساته ليصل إلى أعلى درجة علمية”الدكتوراه” والاستمرار في أبحاثه ليحصل على الاستاذية والعمل في عمادة بعض الكليات، مضيفاً إلى رصيده الأدبي حضوراً أكاديمياً يليق بجده واجتهاده، وأيضاً الذكاء الموسيقي الطبيعي، كواحد ممّن تغنّى بكلماته الجميلة كبار الفنانين السعوديين وفي مقدمتهم فنان العرب محمد عبده، ولا زالت الألحان الشجية الندية تداعب ذاكرة الكثيرين من أبناء المنطقة وهم يردّدون كلمات أوبريت”أسطورة الحسن”:
(تبسّم الصّبح المبين وشعشع النّور .. وانتهى الطغيان والجور)
والذي يتغنّى فيه بمحبوبته الأزلية “المملكة العربية السعودية” منذ بدايات تأسيسها على يد الموحد العظيم الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- ويتغزّل بفاتنته البديعة ومعشوقته الجميلة”الباحة” منطقة الحسن والجمال، ومن بعدها أوبريت عاشق الأمجاد التي تشنّفت به الأسماع أثناء زيارة الملك عبدالله- رحمه الله- للمنطقة، ولا يزال صداها يتردّد ونحن نسمع ما يطربنا كل حين:
(ما تغيب المملكة عن منصات الشرف.. كل محفل كل دورة لنا فيها طرف)
(وادمغ المجد بالسيفين والنخلة .. وامنح المجد جنسية سعودية)
و”حسام الخير” وفاء ً وتقديراً لجهود قائد التنمية في المنطقة و”همة حتى القمة” تشجيعاً لطلاب الجامعات والمجتمع و”نعم نعم يا بلادي” في إطار الفخر بالوطن الغالي والقيادة الحكيمة:
(ستظل يا وطني الحبيب محط أنظار الأمم،
وتقودك القمم العظام إلى المزيد من القمم،
وتظل تشرق بالسمو وبالنقاء وبالطهارة،
وتظل رمزاً للأصالة والتقدم والحضارة،
لتكون تربة هذه الصحراء للدنيا منارة)
وغيرها مما كتب وأنشد وأبدع في حب القيادة والوطن وتحفيز الشباب للبناء والعمل وحماية حدود البلاد والذود عنها بالغالي والنفيس. فجعل من الشعر رسالة ومن الفن أداة تعبير عن الولاء والانتماء.
ويبقى البروف عبدالواحد مزيجاً نادراً من الفكر والعاطفة من الأصالة والتجديد ومن الإبداع الشعري والثراء المعرفي والعطاء العلمي والإنساني، ويظلّ مثالاً راقياً يشرف به الوطن وتفخر به الأجيال.

مقالات مشابهة

  • الإعلام العبري: 600 شاحنة مساعدات ستدخل غزة اليوم
  • انطلاق فعاليات "ليالي سهيل 2025" في رفحاء وسط أجواء ترفيهية وثقافية متنوعة
  • الشاعر الاستثنائي عبدالواحد الزهراني
  • فاتورة السماء المحترقة.. الإعلام العبري يكشف نزيف المليارات بفعل الصواريخ اليمنية
  • الأمم المتحدة: سنبني على مخرجات اتفاق شرم الشيخ العديد من الخطوات
  • الأقصر تطرح مزايدات علنية لإقامة منتجعات سياحية.. تفاصيل
  • طرق دبي تستأنف تشغيل 4 خطوط حافلات وعبرات سياحية لخدمة زوار القرية العالمية
  • «البيئة»: قطر محطة رئيسية في هجرة العديد من الطيور
  • طقس الشرقية.. ضباب خفيف على العديد في الصباح الباكر
  • العناني.. و"نهضة سياحية"