كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، حكم احتكار السلع في القرآن والسنة، مؤكدا أن الشرع الشريف نهى عن الاحتكار وحرَّمه، ودَلَّت النصوص الشرعية على أَنَّ الاحتكار من أعظم المعاصي، فقد اشتملت الأخبار على لعن المحتكر وتَوعُّدِه بالعذاب الشديد في الآخرة ؛ مستشهدا بوصف المحتكر بالخاطئ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ» وغيره من الأدلة.

المحتكر منعدم الضمير

وأضاف المفتي خلال لقائه ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة صدى البلد، تقديم الإعلامي حمدي رزق، أن المحتكر منعدم الضمير وآثم إذا قصد حجب السلع عن أيدي الناس؛ إضرارًا بهم حتى يصعب الحصول عليها وترتفع قيمتها؛ وبهذا يحصل المحتكرون على الأرباح الباهظة دون منافسة تجارية عادلة، وهو من أشدِّ أبواب التضييق والضرر، والسلع التي يجري فيها الاحتكار هي كل ما يقع على الناس الضرر بحبسها، ولا مانع من اتِّخاذ الدولة لإجراءات تمنع الاحتكار.

حرص الشريعة على تحري الكسب الحلال

ولفت المفتي النظر إلى حرص الشريعة على تحري الكسب الحلال، وإظهار الرضا الصحيح من العقود والمعاملات، معلقا: العقود الأصل فيها الرضا، لقول الله سبحانه وتعالى: «إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ»، بمعنى لا تدليس ولا نزاع ولا جهالة ولا غش، وغيرها من الضوابط والمعايير التي رسختها المذهبية الفقهية وهي الموافقة للشرع الشريف في الحفاظ على المال.

وأكد مفتي الجمهورية أن الله سبحانه وتعالى أباح لنا الكسب المشروع الذي يكون مبنيًّا على الرضا وطيب النفس لَا على الغش والخيانة، وحَرَّم علينا اتخاذ الأسباب المحرَّمة في المكاسب، وأمر بالسعي في طلب الرزق الحلال والبعد عن الكسب الحرام، وأن يكون الإنسان حريصًا على إطابة ماله؛ لأنه مسئول أمام الله سبحانه وتعالى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مفتي الجمهورية الشريعة

إقرأ أيضاً:

اتقوا الله في الأموات.. مات الإنسان.. لكن الطمع بَقي

غاب شاب في ريعان شبابه، بعد صراع مؤلم مع مرض قاسٍ لم يُبقِ فيه من الجسد شيئًا، كانت أيامه الأخيرة ثقيلة، لكنها لم تُثقل قلبه، رحل بصمت، ومعه أحلام كثيرة، وترك خلفه أبناءً صغارًا يحتاجون الحنان لا الحساب.

لكن الصدمة لم تكن في الموت، بل فيما تبعه.

فبينما كان الناس يدعون له بالرحمة، خرج من دمه من يطالب بالميراث. دون قهرة الموت بهذا المرض اللعين الذي أصاب الابن، أين الدعاء للمتوفي، أين احتضان الأحفاد اليتامي، فقط حسابات، ووعودٌ قديمة أُعيدت للحياة كأنها صكوك تنفيذية.

بيت؟ عُمرة؟ مال علشان نجوز من يكون عبء وعاله دايما؟

هل صار الرحيل لحظة للمطالبة لا للمواساة؟

هل أصبح الحزن مشروطًا بالرصيد البنكي؟

الأقربون… لا يرحمون

من المفترض أن يكونوا أهله، سندَه، من يحملون اسمه بحب بعد غيابه. لكن المدهش أن الجراح جاءت من هناك.

أمٌّ تطالب بـ “حقها” مما وعد به ابنها المريض ذات يوم.

أخٌ يقف أمام الكاميرات ليُحصي ما وُضع في يد أخيه من تبرعات في أقصي لحظات المرض، بدلًا من أن يفتح ذراعيه ليرعى أبناءه الصغار.

هكذا تُكشَف الوجوه.. .حين يتكلم المال، ويصمت الضمير.

حين كانت السينما أصدق من الواقع

في فيلم أفواه وأرانب، قدمت فاتن حمامة دورًا لا يُنسى. لم تكن فقط تمثل، بل كانت ترسم مثالًا لأبهى العلاقات الإنسانية ولأعظم صور للعائلة، الخالة كانت امرأة فقيرة، لكنها أغنى الناس قلبًا. احتضنت أبناء أختها، وربّتهم من تعبها وشقائها، لم تنتظر شكرًا، ولم تفتش في جيب أحد، اشتغلت في الحقول، ونامت علي الأرض، ووسط عجز الأم وتقصير الأب، حملت مسؤوليتهم على كتفيها لم تنتظر شكرا ولا ميراثا ولا وعودا، بل كان العطاء منها فطرة ورحمة، وفي نهاية الفيلم لم تشتك نعمة من الفقر، بل حاربت من أجل الطفولة، لم تتكلم كثيرا عن الأمومة بل جسدتها في أروع النماذج.

هذا الدور يجب أن يُدرّس، لا كمشهد فني، بل كقيمة إنسانية. لأن ما نراه اليوم من قسوة وجحود، يؤكد أننا في أمسّ الحاجة إلى أن نتعلم من زمن كان فيه الفن أنقى من الواقع.

الإنجاب مسؤولية.. لا غنيمة

في مجتمعاتنا، لا تزال بعض الأسر تُنجب بلا وعي، بلا تخطيط، بلا مسؤولية. طفل تلو الآخر، بلا قدرة على التربية أو الرعاية. وحين ينجح أحد الأبناء، يُحمَّل وحده عبء العائلة بأكملها، ويُنظر إليه كصندوق ذهبي يجب أن يُفتح للجميع.

هذا ليس عدلًا، ولا حبًا، بل استغلال مغلّف بالقرابة.

لذا، من كل قلبي، أناشد المشرّعين، وأتوسل لأصحاب القرار:

لا بد من قانون يضبط هذا الفوضى.

لا بد من تشريعات تُلزم الأسر بحدود الإنجاب، خاصة في البيئات الفقيرة، لأن الفقر أحيانًا عند بعض الناس لا يقتل الجسد فقط، بل يقتل الرحمة أيضًا.

رسالة من كل نبضة في قلبي

رسالتي هذه لا تُكتب بحبر.. .بل بروحي.

الضنا غالٍ، والابن قطعة من الروح.

كم من أم تُبقي لقمَتها لابنها، وتحرم نفسها من الدواء لتُعالج فلذة كبدها! كم من أب يكدّ ويشقى ويموت واقفًا كي لا يشعر أبناؤه بالاحتياج!

لهذه العائلة أطمئنوا حقوق العباد والميراث وشرع الله سوف يأخذ، ومن يسرقه منكم سوف يعذب به يوم الحساب،

الابن راح.. .فهل سيخرج من قبره لينفذ لكِم ما وعد؟

أم سيخرج ليطمئن على أطفاله، الذين تُركوا في زمنٍ لا يرحم؟

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وكونوا سند لابنائه وامتداد حنان لا خصمًا عليه بعد موته.

الرحيل يُغربل القلوب.

يفضح من أحب بصدق، ومن كان ينتظر الغنيمة.

لكننا لن نصمت.

سنكتب، ونحكي، ونشهد على زمن تبدلت فيه القيم، لكن ما زال فينا من يتألم، ومن ينادي:

اتقوا الله في الأموات.. .فمن لا يرحم الراحل، لن يرحم اليتيم.

اقرأ أيضاًمقال «الأسبوع» يزلزل الاحتلال.. مرصد إسرائيلي يتهم الدكتور محمد عمارة بالتحريض ضد إسرائيل

في مقال بإصدارة «آفاق الطاقة».. وزيرة البيئة توضح التكنولوجيا الحديثة لتدوير المخلفات الصلبة البلدية

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة : الله سبحانه وتعالى اختار لنبيه إبراهيم أن تكون هجرته إلى الأرض المباركة
  • وها نحن في أعظم مواسم المسلمين حج بيت الله
  • هل الدعاء بعد التلبية مستجاب في الحج والعمرة .. المفتي يجيب
  • المفتي: الحصول على تصريح من شروط “استطاعة الحج”
  • كم مرة ضحى النبي في حياته؟
  • أعظم فرصة للعتق من النار والمغفرة.. اغتنم خير أيام الدنيا
  • هل فضل العشر من ذي الحجة في النهار فقط ؟
  • المفتي العام يعلن موعد صلاة عيد الأضحى في فلسطين
  • البشير والنذير في القرآن الكريم
  • اتقوا الله في الأموات.. مات الإنسان.. لكن الطمع بَقي