منذ ما يقرب من أسبوعين، اندلعت أنباء عن تفشي التهاب رئوي غامض في الصين يؤثر على الأطفال، وبينما بدأ الانتشار في شهر مايو، لم يعلم العالم به إلا في الأسبوع الماضي، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إرسال طلبات رسمية إلى الصين للحصول على مزيد من البيانات.

الالتهاب الرئوي في حد ذاته ليس فيروسا، يتم استخدامه لوصف أي عدوى تؤدي إلى التهاب الرئتين، سواء كان ذلك فيروسًا مثل كوفيد أو بكتيريا مثل البكتيريا العقدية، وما ينتشر الآن في بلدان العالم المختلفة يعرف بـ متلازمة الرئة البيضاء.

وتُظهر البيانات التي شاركتها الصين مع منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الزيادة في حالات الالتهاب الرئوي لا تنتج عن مسببات أمراض جديدة، مثل جائحة كوفيد.

بل إن العديد من الأمراض الموسمية، بما في ذلك الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي والميكوبلازما الأقل شهرة، هي التي تقف وراء هذا الارتفاع.

الالتهاب الرئوي الميكوبلازما هو عدوى بكتيرية تصيب ما لا يقل عن مليوني أمريكي كل عام، ولكنها نادراً ما تتصدر عناوين الأخبار لأن الحالات خفيفة والوفيات نادرة للغاية.

الفرق هذا العام هو أن مناعة الأطفال، على مستوى العالم، منخفضة بعد عمليات الإغلاق وإغلاق المدارس وفرض ارتداء الكمامات.

أولئك الذين فرضوا إجراءات إغلاق أكثر صرامة ولفترة أطول، مثل الصين، يشهدون تفشي المرض بشكل أكبر، ولكن حتى السويد، التي اشتهرت بعدم إغلاق مجتمعها، سجلت ارتفاعًا في حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال.

وتم الإبلاغ عن حالات تفشي مماثلة لسلالة الالتهاب الرئوي، التي يطلق عليها اسم متلازمة الرئة البيضاء بسبب البقع البيضاء المميزة على الأشعة السينية على الصدر للأطفال المصابين، في الدنمارك وهولندا وولايتين على الأقل في الولايات المتحدة - أوهايو وماساتشوستس.

تؤكد السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم للجمهور أن العالم ليس على شفا جائحة أخرى.

في ظروف غامضة.. ظهور طائرة بعد اختفائها 80 سنة بإيطاليا رسالة في زجاجة.. ناسا تتيح للجمهور كتابة أسمائهم وإرسالها للفضاء

ما هو الوضع الحالي في العالم؟

قدّمت منظمة الصحة العالمية طلبًا إضافيًا إلى الصين للحصول على مزيد من المعلومات حول تفشي المرض وأظهرت البيانات أن البلاد تشهد عددًا متزايدًا من الأطفال المصابين بالمفطورة الرئوية - البكتيريا التي تسبب التهابات خفيفة في الجهاز التنفسي - منذ مايو.

وفي علامات تذكرنا بشكل مخيف بفيروس كوفيد، دعا المسؤولون الصينيون إلى وضع الأقنعة والتباعد الاجتماعي، وبينما تواصل الصين التعامل مع مستشفياتها المكتظة والأطفال الذين يخرجون من المدارس بسبب المرض، بدأت حالات تفشي المرض في الظهور في أوروبا.

وفي يوم الخميس، قال مسؤولو الصحة الدنماركيون إنهم يتعاملون أيضًا مع زيادة في نفس النوع من الالتهاب الرئوي الذي تعاني منه الصين.

وكشف معهد ستاتنز سيروم الدنماركي (SSI) أن معدلات المرض تضاعفت ثلاث مرات خلال الأسابيع الخمسة الماضية، وحذر من احتمال إصابة المزيد من الأطفال بالمرض هذا الشتاء.

جاءت هذه الأخبار بعد أيام من إعلان هولندا عن ارتفاع مثير للقلق في عدد الأطفال الذين يعانون من الالتهاب الرئوي، مع ظهور وضع مماثل في السويد، جارة الدنمارك.

وفي الوقت نفسه، في الولايات المتحدة، بدأ الأطباء في ماساتشوستس وأوهايو في الإبلاغ هذا الأسبوع عن ارتفاع حاد في حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال على غرار تفشي المرض في الصين وأجزاء من أوروبا.

وفي مقاطعة وارين، على بعد 30 ميلاً خارج سينسيناتي، كانت هناك 142 حالة إصابة بالأطفال منذ أغسطس.

وفي ولاية ماساتشوستس، يشهد الأطباء زيادة في حالات الالتهاب الرئوي أثناء المشي، وهو شكل خفيف من أمراض الرئة.

بعد 50 سنة.. أمريكا تعود للهبوط على سطح القمر مرة أخرى.. تفاصيل أتعس جيل .. دراسة: مواليد التسعينيات مصابون بـ أمراض نفسية وعقلية ما هو سبب ارتفاع حالات الالتهاب الرئوي؟

إن حالات تفشي المرض في الولايات المتحدة، مثل الصين، لا تنتج عن مسببات أمراض جديدة وليست جميع حالات الالتهاب الرئوي ناجمة عن نفس العدوى.

ويقول الخبراء إن خليطًا من العديد من الحشرات البكتيرية والفيروسية الموسمية يضرب في وقت واحد، مما يشكل ضغطًا على المستشفيات.

العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية تكون نتيجة اختبارهم إيجابية لبكتيريا تسمى الميكوبلازما الرئوية، وهو العامل الممرض الذي يسبب الالتهاب الرئوي الخفيف، كما عادت الاختبارات الإيجابية أيضًا للفيروس الغدي، وهو عدوى تنفسية حميدة عادة، والبكتيريا العقدية.

وقال الدكتور أميش أدالجا، خبير الأمراض المعدية من جامعة جونز هوبكنز في ماريلاند، لموقع “ديلي ميل” إنه يعتقد أن تفشي الالتهاب الرئوي الذي يظهر في جميع أنحاء العالم يمكن أن يكون بسبب الطبيعة الدورية للميكوبلازما.

فعادة ما تندلع التهابات الجهاز التنفسي البكتيرية كل خمس سنوات، وعادة ما يكون ذلك أثناء تعافي الأشخاص من موجة من الأنفلونزا أو غيرها من الأمراض الفيروسية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تفشی المرض

إقرأ أيضاً:

عن متلازمة لا شفاء منها.. متلازمة الإخوان!

سُحق "الإخوان" - وما يشبههم من جماعات وأحزاب - تنظيميا في موطن ظهورهم، ثم توالت عليهم الضربات بتصاعد "الثورة المُضادة"، على تفاوت بين بلد وآخر.

اللافت أن حجم الهجوم الإعلامي عليهم ما زال يتواصل بذات الزخم القديم، كأن شيئا لم يحدث، حتى إن وجود فريق منهم في قطاع غزة، قدّم آلاف الشهداء من قادة وكوادر، لم يخفّف من وطأة الهجوم، بل ربما صعّده عند البعض، وطبعا لأنه اعتبر "الطوفان" مددا معنويا هائلا لمسيرة الجماعة التي تنتمي "حماس" إلى "تيارها".

يبدو أنها أصبحت "متلازمة" لا يُشفى منها مَن أُصيب بها، فتراه مثل "الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ".. يذْكُرهم في كل حين وفي كل برنامج أو مناسبة، ويراهم خلف أيّ مصيبة، وينشر ويكتب ويُحاضر عنهم بلا توقّف، وطبعا في سياق من مساعي "شيطنتهم"!

المصيبة التي يواجهها المعنيُّ ولا تأذن له بالشفاء، هي أنه يستهدف بشرا عاشوا بين الناس وأكلوا معهم وشربوا، ولم يكونوا كائنات فضائية جاءت لغزو الأرض واستغلال ثرواتها وإبادة أهلها!

أناسٌ كانت الآخرة بوصلتهم، وتحقيق الخير للناس هدفهم، على تفاوت بينهم، تماما كما يتفاوت البشر.. منهم من رحل شهيدا أو أسيرا أو طريدا، أو عاش ومات آمنا.. منهم من بلغ أعلى المناصب، ومنهم من بقي في الظل.. منهم من كان ثريّا، ومنهم من عاش ومات فقيرا.
يبقى القول إن "المتلازمة" إياها، لا تنحصر في "الإخوان"، وهم تيار له تجلّيات وفروع متباينة الاجتهادات، أكثر منهم "تنظيما" بالمفهوم التقليدي، بل تشمل كل المُنتمين إلى ما يُسمّى "الإسلام السياسي"، أو قواه،
بعضهم مرّ على التجربة ثم رحل بسلام تبعا لظروفه أو رؤاه (كُنت شخصيا أحد هؤلاء حتى قبل عقدين ونيف)، ومنهم من تاجر بها لأجل صيْد، لكن الخط العام بقي هو ذاته، ومؤكّد أن تقييم الأعمال الجماعيّة إنما يكون عبر حصيلتها الكليّة ضمن أهدافها، وليس عبر تفاصيل صغيرة لا ينجو منها أي تجمّع بشري.

وهنا لا يجادل عاقل في أن "الإخوان" هُم من زرعوا شجرة الصحوة الإسلامية، وسقوْها بدمائهم وعرقهم وأعمارهم، وهُم من أعادوا الاعتبار للهوية الإسلامية لمجتمعاتهم، فيما تضافرت جهود كثيرة بعد ذلك في ذات السياق، وإن لم تكتمل لأسباب موضوعية، بعضها بخطأ اجتهاد منهم، وأكثرها خارجية ذات صلة بموازين القوى بمفهومها الشمولي.

مرضى "المتلازمة" إياها، وأقلّه بعضهم، يدركون أنهم يقدّمون دعاية مجانية لـ"الإخوان"، لكن المريض يحتاج إلى التنفيس كي لا يختنق، وهذا ما يحدث.

يبقى القول إن "المتلازمة" إياها، لا تنحصر في "الإخوان"، وهم تيار له تجلّيات وفروع متباينة الاجتهادات، أكثر منهم "تنظيما" بالمفهوم التقليدي، بل تشمل كل المُنتمين إلى ما يُسمّى "الإسلام السياسي"، أو قواه، وتمتدّ أكثر لتشمل حتى "جماعة التبليغ". أما حين تتفاقم، فلا توفّر الدين ككل، برموزه وشرائعه وشعائره.

"إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ"، "وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ".

مقالات مشابهة

  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • عن متلازمة لا شفاء منها.. متلازمة الإخوان!
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • غرامة بملايين الدولارات.. فيفا يشدد إجراءاته ضد العنصرية في ملاعب كرة القدم
  • بريطانيا: أول فحص دم في العالم يتيح تشخيص سرطان الرئة دون أخذ خزعة نسيجية
  • ارتفاع وفيات الكوليرا في تعز إلى 3 حالات مع تفشي موجة جديدة من الوباء
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • نور أعرج لـ سانا: نحرص على أن تكون رحلة الحج فرصة لترسيخ قيم التواضع، ونظافة المخيمات في المشاعر، فقد كنا من أوائل البعثات العربية والإسلامية التي قمنا بتبني مشروع نظافة الخيم في عرفات ومنى، إضافة إلى الصحة المستدامة لدى حجاجنا من خلال التوعية الصحية التي
  • الأغرب.. سيارة كهربائية بأكبر غطاء محرك في العالم
  • التهابات العيون في الصيف .. الأسباب وطرق الوقاية والعلاج