سلطات إيران تستغل الحرب في غزة لتنفيذ سلسلة إعدامات
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
قالت جماعات حقوقية إيرانية إن السلطات في إيران أعدمت أكثر من 127 شخصا، بينهم نساء وأطفال، منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن بيانات جمعتها منظمة حقوق الإنسان في إيران ومنظمة "هنكاو" الحقوقية ومقرها في النرويج، تشير إلى "ارتفاع مثير للقلق" في عمليات الإعدام منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأكدت مجموعة ثالثة، وهي نشطاء حقوق الإنسان في إيران أن هناك زيادة كبيرة في عمليات الإعدام منذ هجمات السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أنه في يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، أعدم النظام سبعة أشخاص خلال فترة 24 ساعة.
واتهم نشطاء حقوق الإنسان وذوو عائلات المعدومين، النظام باستغلال انشغال العالم بالحرب في غزة كغطاء للانتقام من المعارضين وإعدام الأشخاص من دون اتباع الإجراءات القضائية الواجبة.
وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم إنه "منذ بداية الحرب، لم يكن هناك سوى القليل من التركيز الدولي على حالة حقوق الإنسان في إيران، ولم تكن هناك استجابة جوهرية للزيادة الكبيرة في عمليات الإعدام".
وأضاف أن "منظمته سجلت ضعف عدد عمليات الإعدام في أكتوبر ونوفمبر مقارنة بأغسطس وسبتمبر" من هذا العام.
من بين الذين تم إعدامهم في الشهرين الماضيين، الطفل حميد رضا آذري البالغ من العمر 17 عاما، والذي وصفت الأمم المتحدة وفاته الأسبوع الماضي بأنها "مؤسفة".
وتقول منظمة حقوق الانسان في إيران إن آذري أعدم بتهمة القتل في سجن سابزيفار بعد "اعترافات قسرية"، مضيفة أن وسائل الإعلام الحكومية ذكرت زورا أن عمره 18 عاما عندما أعلنت عن وفاته.
كما أعدمت السلطات الإيرانية ميلاد زهره وند البالغ من العمر 22 عاما، وهو المتظاهر الثامن المرتبط بحركة الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي بعد مقتل مهسا أميني، الذي يجري إعدامه.
وأدانت الأمم المتحدة إعدام زهره وند، قائلة إن "المعلومات المتاحة تشير إلى أن محاكمته افتقرت إلى المتطلبات الأساسية للإجراءات القانونية الواجبة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان"، وأنها "منزعجة" من التقارير التي تفيد باعتقال والدي زهره وند بعد إعدامه.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإيرانية لم ترد على طلب بشأن عدد عمليات الإعدام التي نفذتها منذ السابع من أكتوبر، كما أنها لا تنشر إحصائيات رسمية حول عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم في البلاد.
وتؤكد جماعات حقوق الإنسان الإيرانية أن تصاعد عمليات الإعدام خلال الشهرين الماضيين رفع العدد الإجمالي لأحكام الإعدام التي نفذها النظام منذ بداية عام 2023 إلى أكثر من 700 حكم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حقوق الإنسان فی إیران عملیات الإعدام
إقرأ أيضاً:
حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟
نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، مقالا لباحث إيراني يعيش في طهران في الوقت الحالي وشهد حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل خلال يونيو الماضي.
ويصف الباحث حسين حمدية، الحاصل على درجة دكتوراه مشتركة في الجغرافيا والأنثروبولوجيا من جامعة هومبولت في برلين وكلية كينغز في لندن، كيف أضحت إيران بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.
دروس الحرب الإيرانية الإسرائيليةويؤكد حمدية في مقاله أن هناك عددا من الدروس التي خرج بها الإيرانيون من المواجهة ضد إسرائيل، أبرزها أنه لا ثقة مرة أخرى في الغرب، وأن السلاح النووي بات امتلاكه أمرا ملحا وهو اقتناع تسرب إلى الذين عارضوا امتلاكه من قبل.
ويقول الباحث الإيراني: "لمدة ١٢ يومًا، عشنا في العاصمة تحت وطأة هجمات إسرائيلية متواصلة، وما رأيناه غيّرنا إلى الأبد: جيران موتى، مبانٍ مدمرة، وقلق - قلق لا ينتهي، عميق - على وجوه الناس".
وأضاف: "هناك راحة في الحديث عن "الشعب الإيراني" كما لو كنا كتلة واحدة موحدة لكن، كما هو الحال في معظم المجتمعات، لدى الإيرانيين آراء متباينة".
وأشار إلى أنه عندما اندلع القتال لأول مرة، كان هناك من سعد برؤية قوة أجنبية تستهدف كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، المكروهين على نطاق واسع، على الأقل في البداية لكن آخرين - وإن كانوا معارضين أنفسهم - استاؤوا بشدة من فكرة الغزو الأجنبي.
ولفت الباحث الإيراني إلى أنه رأى بعض المتشددين في هذه الحرب مهمةً خلاصيةً يجب خوضها حتى النهاية المريرة؛ بينما شعر آخرون بالخدر تجاه ما يحدث، ولكن مع امتلاء الأخبار بصور الضحايا المدنيين، وازدياد حدة الهجمات وتراجع استهدافها، بدأت مختلف الفصائل الاجتماعية تتوحد حول مفهوم "الوطن".
وتابع: "اكتسبت الوطنية رواجًا جديدًا، وساد الفخر الوطني على معظم الألسنة وكثرت مشاهد التضامن - وإن كان لا يزال من غير المعلوم مدى استمرارها -: أصحاب العقارات يُلغون الإيجارات في ظل الأزمة؛ وسكان خارج طهران يستضيفون الفارين من العاصمة؛ ولا اندفاع نحو محلات البقالة، ولا فوضى، ولا عمليات إجلاء مذعورة".
الغرب والحرب الإيرانية الإسرائيليةوأوضح حسين حمدية قائلا: "في رأيي، لعبت طريقة رد فعل الدول الأوروبية على الهجوم الإسرائيلي دورًا رئيسيًا في هذا التحول ودعمت الدول الثلاث، إلى جانب دول صامتة أخرى في جميع أنحاء القارة، الضربات الإسرائيلية، مستخدمةً جميع المبررات المعتادة، من البرنامج النووي الإيراني إلى دعمها للإرهاب، كل ذلك بينما كان الرئيس الأمريكي يرسم صورة وردية لعظمة إيران المزعومة "في اليوم التالي" على منصة "الحقيقة الاجتماعية". لكن نحن في الشرق الأوسط ندرك ذلك".
ونوه إلى أن صور الدمار الجديد في غزة تظهر يوميًا، ونتذكر الفوضى في ليبيا، والحرب الأهلية في سوريا، وعقدين من الاحتلال في العراق، وعودة طالبان إلى أفغانستان لم يكن هناك أي أمل في هذه الصراعات - لم تُزرع بذور الديمقراطية، ومن المؤكد أن حقيقة العدوان الإسرائيلي السافرة ستُصدم نفس القوى التي أدانت، عن حق، غزو روسيا لأوكرانيا - حتى لا تُدمر حرب أخرى المنطقة مرة أخرى.
وقال إنه من المؤكد أن هذه الهجمات - الوحشية، وغير المُبررة، والمُتعمدة - كان ينبغي أن تُقابل بفيض من الإدانة والغضب لتجاهلها ميثاق الأمم المتحدة لكن لم يحدث شيء، وكان الصمت مُطبقًا تذكيرٌ بأن حياة الإيرانيين، بلا شك، أقل قيمةً من حياة الآخرين هذا، بالنسبة للكثيرين منا، كان الدرس الرئيسي من دعم الدول الغربية لإسرائيل وكانت الحرب على إيران، لكنها بُرِّرت بنفس المنطق القديم: العنصرية. لامبالاة وتقاعس من يملكون سلطة التدخل؛ لهجة الإعلام السلبية عند الإشارة إلى الضحايا من غير البيض؛ التجاهل المُعتاد لمعاناتهم؛ واللامبالاة تجاه الهجمات على دول خارج المدار الغربي - حتى أن المستشارة الألمانية قالت: "هذا عملٌ قذرٌ تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعًا".
ولفت إلى أن كثيرا من الإيرانيين يغضب من هذا الظلم، لدرجة أن فكرة بناء سلاح نووي، التي كانت في السابق حكرًا على هامش الراديكالية السياسية، تكتسب الآن زخمًا بين عامة الناس، وكما عبّر أحد المستخدمين على منصة “إكس”: "لا يبدو أن أحدًا مهتم بحالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية"، مشيرًا إلى أن الرؤوس الحربية النووية لا تزال الرادع الوحيد الموثوق ضد العدوان.
إسرائيل تخرق الاتفاقياتوأكد أنه من “الحماقة أن نثق بإسرائيل لوقف إطلاق النار فلدى هذا البلد سجل حافل بانتهاك الاتفاقيات دون عقاب، هذا يعني أن سيفًا مسلطًا على طهران لا يزال مسلطًا عليها، حتى مع خفوت دوي الانفجارات”.
وأوضح أنه “من بعيد، قد تبدو هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة وكأنها عادت إلى صخبها المعتاد، لكن الغموض لا يزال يخيم على الأجواء، وما يزيد الأمر سوءًا هو غياب أي وسيط موثوق قادر على إنهاء الحرب، بالنسبة للكثيرين هنا، فإن مشاركة الغرب الضمنية أو الصريحة أو حتى النشطة في الصراع تحرمه من أي دور كمفاوض حسن النية”.
واختتم مقاله قائلا: "من موقعي هذا، تترسخ مرة أخرى مشاعر عدم الثقة تجاه أوروبا ستُعاد بناء المباني، وستُصلح البنية التحتية لكن ما قد يتضرر بشكل لا يمكن إصلاحه - ربما بشكل لا يمكن إصلاحه - هو النسيج الأخلاقي الذي تستند إليه أوروبا لتبشّر الآخرين، ازدواجية المعايير. النفاق. الظلم الكامن في كل هذا. العقلية الإمبريالية - التي لا تزال حيةً ونابضةً بالحياة - تُلقي بظلالها الثقيلة على كيفية النظر إلى أوروبا. ليس فقط على الإيرانيين، على ما أظن، بل على كثيرين في جميع أنحاء الجنوب العالمي".
وأضاف: “هذه أوقات عصيبة نعيشها لا أعلم ما إذا كانت إيران ستصمد في هذه اللحظة، أو ستُبرم اتفاقًا، أو ستواصل مسارها الانتقامي الحالي لكن المؤكد هو أن من يحكم إيران في المستقبل لن ينسى ما حدث هنا”.