اتهمت أوكرانيا باستهدافها.. ماذا سيحدث إذا ضربت محطة سمولينسك النووية الروسية؟
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
أفادت بعض القنوات على موقع تليغرام بأن القوات المسلحة الأوكرانية حاولت مهاجمة محطة سمولينسك للطاقة النووية باستخدام صواريخ "ستورم شادو" (Storm Shadow) البريطانية، فما العواقب المحتملة لإصابتها بالصواريخ؟
سؤال حاولت المحررة في موقع "نيوز ري" الروسي أوليسيا كازاكوفا الإجابة عنه، فنقلت في البداية عن قناة "ماش" على موقع تليغرام أن الدفاع الجوي الروسي أسقط في التاسع من يوليو/تموز الجاري عند الساعة الثانية مساء بتوقيت موسكو صاروخين من طراز "ستورم شادو" في مقاطعة بريانسك، أحدهما كان موجها نحو محطة سمولينسك للطاقة النووية.
ونسبت الكاتبة إلى حاكم مقاطعة بريانسك الروسية ألكسندر بوغوماز قوله إن ذلك الصاروخ تم إسقاطه في قرية بايتوش ولم تتمخض عنه أي إصابات، وكان موجها إلى سمولينسك الواقعة شمال المقاطعة.
وأبرزت كازاكوفا ردا على ذلك الاستهداف ما قاله ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي على قناته على تليغرام إنه في حال تبين أن صواريخ الناتو كانت تستهدف ضرب محطة الطاقة النووية فإنه يتعين على روسيا النظر في إمكانية اتخاذ رد فعل انتقامي.
وذكرت الكاتبة أن محطة سمولينسك للطاقة النووية تعتبر مؤسسة رائدة في المنطقة لكونها تنتج حوالي 20 مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء، أي أنها تؤمن أكثر من 75% من إجمالي الكهرباء التي تولدها منشآت الطاقة في منطقة سمولينسك، وتشغّل هذه المحطة 3 وحدات طاقة بمفاعلاتها.
تداعيات تفوّق تشرنوبل
وفي تقييمه لعواقب الهجوم الافتراضي على محطة الطاقة النووية، قال عضو أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية البروفيسور فلاديمير كوزنتسوف "تضم محطة سمولينسك للطاقة النووية 3 مفاعلات من نوع تشرنوبل، أي مفاعلات عالية الطاقة ذات قنوات بسعة ألف ميغاواط لكل منها لا تملك التحصين الواقي المناسب، وبناء على ذلك قد تكون عواقب انفجار هذه المحطة أسوأ بمراحل من انفجار تشرنوبل" التي وقعت عام 1986.
ووفقا لكوزنتسوف، إذا تم تدمير الغلاف المحكم أثناء تشغيل المفاعل بسبب القذائف فإن العواقب ستكون وخيمة جدا، يمكن أن تغطي سحابة التلوث الإشعاعي مئات الكيلومترات حول المحطة، مشيرا إلى صعوبة تقديم توقعات دقيقة بشأن هذه المسألة نظرا لاعتماد المسألة على الظروف الجوية مثل هبوب الرياح واتجاهها.
هل يمكن أن يشمل ذلك موسكو؟يرى كوزنتسوف أنه في حال الهجوم على محطة سمولينسك للطاقة النووية فإن موسكو تقع في منطقة الخطر لأن ذلك يهدد بفقدان منشآتها لإنتاج الطاقة.
وأضاف أن "المسافة الفاصلة بين موسكو ومحطة سمولينسك تقدر بـ4 ساعات بالسيارة، موسكو محاطة بمحطات الطاقة النووية، وإلى جانب محطة سمولينسك للطاقة النووية في جنوب غرب العاصمة توجد محطة كورسك للطاقة النووية في الجنوب ومحطة كالينين للطاقة النووية في الشمال الغربي بمنطقة تفير".
ووفقا لكوزنتسوف، تواصل روسيا تشغيل 8 مفاعلات عالية الطاقة ذات قنوات في محطات مختلفة، مضيفا أن "هذه المفاعلات أُطلقت لأن البلاد كانت بحاجة إلى الكهرباء ونظرا لكونها أرخص من مفاعلات الطاقة المائية، كما أن عمر البعض منها يزيد على 50 عاما.
وفي كتابه "تشرنوبل المجهول" يقول كوزنتسوف "كنت أعمل في وحدة الطاقة الثالثة في محطة تشرنوبل للطاقة النووية، لطالما أصررت على ضرورة إيقاف تشغيل هذه المفاعلات، لكن البلاد بحاجة إلى الطاقة، ومحطات الطاقة النووية تضمن توليد الطاقة وتحقيق عائدات، فيما إغلاق المفاعلات يحوّل المحطات إلى منشآت لا تجدي نفعا".
لماذا تهدد كييف محطات الطاقة النووية؟
ذكر المحلل العسكري ميخائيل أونوفرينكو أن سلطات كييف تصعّد عمدا القضية النووية بعد فشل هجومها المضاد الذي مر شهر على انطلاقه، وذلك رغبة منها في صرف انتباه الرأي العام عن الواقع.
وحسب أونوفرينكو، ما يتعين الانتباه إليه اليوم ليس الحديث عن الضربات النووية وقصف محطات الطاقة النووية، بل التهديد بتصعيد متزايد على طول خط التماس.
وأضاف أونوفرينكو أن المواجهة العسكرية تحتد يوما بعد يوم بسبب ضخ الدول الغربية المزيد من الأسلحة إلى الجيش الأوكراني وتزويده بالذخائر العنقودية مع إمكانية تسليمه مقاتلات من طراز "إف-16" (F-16)، مشيرا إلى أن فشل القوات المسلحة الأوكرانية في جبهة القتال هو السبب الجذري لجميع التهديدات الأوكرانية الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
الطاقة الذرية الإيرانية: لا يمكن تدمير قدراتنا النووية وسنستمر دون انقطاع
قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، إن قدرات بلاده النووية لا يمكن تدميرها بالقصف، معللا ذلك بأنها صناعة محلية وستستمر دون انقطاع.
وأضاف إسلامي في حديثه للتلفزيون الرسمي الأربعاء: "الصناعة النووية ليست شيئًا يمكن تدميره بالقصف، إنها صناعة محلية ووطنية، وسيستمر تقدمها بثبات ودون انقطاع".
واعتبر أن الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت بلاده النووية في 22 حزيران/ يونيو "ضربة قاصمة لقرارات الأمم المتحدة".
وبين، أن "الهجمات الأمريكية على إيران تظهر أن قانون الغاب يطبق في العالم، إن لم تكن قويا فلن تستطيع الاستمرار".
وفي وقت سابق، أكدت مصادر إيرانية مطلعة، أن محادثات غير رسمية انطلقت بالفعل في دولة أوروبية بين طهران وواشنطن، بوساطة دولية، تمهيدا لحوار مرتقب بين مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وعراقجي وفقا لصحيفة "الجريدة" الكويتية.
اشترط نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، استبعاد الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جديدة على إيران قبل استئناف أي محادثات دبلوماسية معها، مشيرًا إلى أن طهران لم تتفق بعد على موعد أو آليات للحوار.
وقال تخت روانجي في المقابلة، "نسمع أن واشنطن تريد التحدث معنا"، مضيفا "لم نتفق على تاريخ محدد. ولم نتفق على الآليات".
وقال "نسعى للحصول على إجابة على هذا السؤال: هل سنشهد تكرارا لعمل عدواني ونحن منخرطون في حوار؟"، مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة "لم توضح موقفها بعد".
وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أنّ طهران أُبلغت بأنّ واشنطن لا تريد "الانخراط في تغيير للنظام في إيران" عبر استهداف المرشد الأعلى آية الله علي خامئني.
وفي 13 حزيران/ يونيو شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 من ذات الشهر، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران النووية وادعت أنها "أنهتها"، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.