توثيق حقوقي: إسرائيل تسحق الحياة المدنية وتحول البنى التحتية إلى ركام
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
غزة «د.ب.ا»: على مدار نحو 48 ساعة من انهيار الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة واستئناف هجمات عدوانية، تعود إسرائيل بكثافة نيران أقوى مصحوبة بالإعلان عن خطط تهجير قسري من مناطق جديدة في جنوبي قطاع غزة.
وقال توثيق حقوقي صدر اليوم: إن إسرائيل تسحق كل أشكال الحياة المدنية في غزة وتعيد السكان إلى مرحلة ما قبل النهضة الصناعية، فيما تحيل القطاع، بما في ذلك المنازل والمصانع والشركات والبنى التحتية، إلى أكوام من الركام.
وشمل ذلك هجمات جوية بأحزمة نارية مكثفة شنتها إسرائيل على مناطق الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا باستهداف مبان ومربعات سكنية مأهولة من دون سابق إنذار وتدميرها فوق رؤوس قاطنيها ودفن العشرات تحت الأنقاض.
وحسب المرصد الحقوقي، يكافح نحو 2.3 مليون نازح في قطاع غزة من أجل البقاء كل يوم، ويواجهون في سبيل ذلك واقعا مؤلما. على سبيل المثال، يصطف الآلاف يوميا لتعبئة مياه بالكاد تكون صالحة للشرب.
وقال باسم العطار -48 عاما- من مركز للإيواء في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة إنهم يلجأون لجمع الخشب من أجل إشعال النار واستخدامها في إعداد وجبات الطعام صباحا ومحاولة التدفئة ليلا.
يأتي ذلك مع دخول فصل الشتاء والبرد القارص، بينما يتكدس الناس في مراكز اللجوء والمدارس بمئات الآلاف، وسط شح الغذاء الكافي ودون توفر وسائل النظافة العامة والشخصية، ومع انعدام خدمات الرعاية الصحية.
وفي مركز للإيواء في خان يونس جنوبي قطاع غزة، قالت هيام العطار -52 عاما- إنها تقطع الخبز اليومي القديم لتصنع منه حساء مع العدس لأولادها التسعة ليسدوا جوعهم.
وتتوارد تقارير مقلقة عن فرض إسرائيل منطقة عازلة في قطاع غزة، وبالتالي قضم أجزاء جديدة من أراضيه، فيما تتم ترجمة ذلك بإجبار المدنيين على النزوح المتدرج قرب الحدود مع مصر.
وقد نشر الجيش الإسرائيلي على الإنترنت خريطة يقسم قطاع غزة فيها إلى مئات المناطق الصغيرة لإجبار السكان على الإخلاء القسري بما يشمل حوالي 25% من القطاع للإخلاء. وتشمل إحدى المناطق المخصصة للإخلاء عدة بلدات في شرق خان يونس (القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلة)، التي صدرت الأوامر لسكانها بالتحرك جنوبا إلى رفح، وتمثل هذه المناطق 19% من مساحة قطاع غزة (69 كيلومترا مربعا) وكانت موطنا لحوالي 350 ألف نسمة قبل الحرب. كما أنذر الجيش الإسرائيلي سكان الأجزاء الشرقية من مدينة غزة (الشجاعية والزيتون والمدينة القديمة) وجباليا، وكلاهما في شمال القطاع، بالإخلاء، وتغطي المناطق المحددة حوالي 6% من قطاع غزة، وهي موطن لحوالي 415 ألف شخص.
وسرد سعيد مرجان -61 عاما- خمس عمليات نزوح متكررة إلى مناطق متفرقة مع عائلته المكونة من 18 فردا منذ تدمير منزلهم في حي اليرموك وسط مدينة غزة متأثرا بقصف إسرائيلي طال مربع سكني كامل يوم 25 أكتوبر الماضي.
وفقد الرجل حتى الآن خمسة من عائلته هم ثلاث من بناته وزوجة ابنه وطفلها الرضيع جراء هجمات على مناطق نزحوا إليها منها مدرسة (الفلاح) في حي الزيتون جنوب المدينة، والآن لا يزال من تبقى منهم على قيد الحياة دون ملجأ أو وجهة آمنة للنزوح.
وقبل عمليات الإخلاء الجديدة، سجل قطاع غزة أكثر من 1.8 مليون نازح يعانون من اكتظاظ هائل وسوء الظروف الصحية في مراكز الإيواء بما في ذلك زيادات كبيرة في بعض الأمراض مثل التهاب الكبد، والحالات المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والحالات المرتبطة بالنظافة.
إلى جانب ذلك، تثار مخاوف بشأن حياة الفئات الضعيفة من الأشخاص الذين يعانون من ظروف المأوى الصعبة مثل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء الحوامل أو اللاتي أنجبن حديثا أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية، والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وخلص المرصد الحقوقي إلى أن أيام الهدنة السبعة أظهرت بوضوح حدة الدمار الذي مارسته إسرائيل وخلفت أكثر من 60 ألف فلسطيني بين قتيل ومفقود وجريح حتى الآن، فيما دمرت خلال 50 يوما نحو 60% من قطاع غزة «لكن المخاوف أن كل هذه الأرقام ما تزال غير مقنعة لكل مكونات المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة هذه».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مرصد:الجفاف وصل إلى 80 % في مناطق الأهوار بسبب قطع المياه من قبل إيران وتخفيضه من قبل تركيا
آخر تحديث: 30 يونيو 2025 - 11:01 ص بغداد/شبكة أخبار العراق- حذر مرصد “العراق الأخضر”، المتخصص بشؤون البيئة، الاثنين، من خطورة الوضع المائي في العراق خلال الأشهر المقبلة، مؤكداً أن المياه في البلاد أصبحت تمثل تحدياً “وجودياً” في عموم المحافظات دون استثناء.ونقل المرصد في بيان عن الناشط البيئي، حيدر الأسدي، قوله إن التحدي الأكبر للبلاد هو الجفاف الذي أصاب غالبية المحافظات في إقليم كوردستان والوسط والجنوب دون استثناء”.وتابع الأسدي، أن “الجفاف وصل إلى 80 بالمئة في مناطق الأهوار، مما أدى إلى نفوق الكثير من الكائنات الحية والجواميس التي تعد مصدر عيش لسكنة هذه المناطق، وهجرة الفلاحين لأراضيهم، ناهيك عن الجفاف الذي أصاب الكثير من المناطق السياحية في الإقليم والتي كان يقصدها أبناء محافظات الوسط والجنوب في فصل الصيف من أجل الاستمتاع بالأجواء”، منوهاً إلى أن “درجات الحرارة باتت في تلك المناطق أعلى مما يسجل في المناطق الجنوبية”.وحذر: “الوضع في مناطق الأهوار على حافة الانهيار مالم تتدخل وزارة الموارد المائية بتنظيم وجود المياه في البلاد والقضاء على التجاوزات والحصص المائية من قبل بعض المحافظات والدول الخارجية بالتأكيد على الالتزام بالاتفاقات التي تؤمن تدفق حصة مائية أكثر للعراق، لإعادة الحياة إلى مناطق الأهوار والمناطق الزراعية الأخرى”.وأوضح الأسدي، أن “نسبة الملوحة في كرمة علي بالبصرة وصلت إلى 6300 جزء/المليون مما ينذر بكارثة بيئية ويجعل من هذه المياه غير صالحة للاستهلاك البشري والحيواني”.وأكد، أن “كل هذه المعاناة من الوضع المائي السيء وفصل الصيف لم يدخل ذروته حتى الآن”، مرجحاً أن “الأشهر المقبلة ستكون قاسية على جميع سكان المحافظات بسبب قلة المياه جراء قطعه من قبل إيران وتخفيضه من قبل تركيا مالم تتدخل الحكومة في إيجاد صيغة لحل هذه المسألة مع تلك الدول المجاورة بزيادة الإطلاقات المائية وإمكانية الاتفاق على حصة العراق العادلة من المياه”.