حزب الله يكرّس معادلة نارية تحسباً لتعديل القرار 1701؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": حتى لو انتهت حرب غزة، باتفاق أو بكسر حركة حماس، لن تعود جبهة الجنوب إلى ما كانت عليه، ولذا يحاول "حزب الله" منذ الآن وفق المصدر السياسي الإمساك بزمام المبادرة تحسباً لتطورات لها علاقة بتطبيق القرار 1701، إذا لم تحدث الحرب الكبرى. فهو يوسع من عملياته على طول الشريط الحدودي وفق ما يقتضيه الميدان، وأحياناً يضرب في العمق، وهو غيّر من تكتيكاته بإدخال أسلحة جديدة في المعركة، لكنه لم يكشف عن كل أوراقه العسكرية، رغم سقوط عدد كبير من مقاتليه باستهداف الطائرات المسيّرة.
لا عودة إلى قواعد الاشتباك السابقة، بعدما تحولت جبهة الجنوب إلى خط تماس قتالي يذكر بمرحلة ما قبل عام 1978. قد تهدأ الجبهة لكن قواعدها اختلفت، وهو ما يسلط الضوء على سلسلة التحركات الدولية المرتبطة بحرب غزة وتشمل لبنان. ويضع هذا الواقع الجديد القرار 1701 على النار، ويطرح تساؤلات حول مهمة قوات اليونيفل في الجنوب تماشياً مع الضغوط لتنفيذ القرار والمترافق مع الحديث عن مناطق عازلة. وبينما يتوقع أن تستمر حرب غزة، وقد تطول مع ما تحمله من تداعيات، تحاول الولايات المتحدة تأسيس مسار جديد منفصل على جبهة لبنان، لكنه مرتبط بإسرائيل. وإذا كانت الوجهة هي الاستمرار بالعمل على منع انفجار الجبهة الجنوبية إلى حين تحقيق الأهداف في الملف الفلسطيني، لكن ذلك لا يلغي، في ظل مطالب إسرائيلية بإنهاء الوجود المسلح لـ"حزب الله" على الحدود، كشرط لإعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين، احتمال الحرب الكبرى، أو العمل على ترسيم منطقة أمنية فاصلة منزوعة السلاح جنوباً، رغم أنه أمر غير متاح حالياً باعتبار أن "حزب الله" لا يقبل بالخروج من ساحته الاساسية.
ويحذر المصدر السياسي من الاطمئنان إلى أن إسرائيل لا يمكنها إشعال الحرب طالما تغرق في وحول غزة، أو الكلام الذي يسوقه "حزب الله" عن تراجع النفوذ الأميركي والإسرائيلي، على ما صرح به أخيراً عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، فاستسهال الحديث عن "العدو المهزوم والمأزوم، الذي يحاول أن يحقق مكاسب في هذه المرحلة على حساب السيادة اللبنانية" لا ينظر إلى خطورة ما تفعله آلة الاحتلال في غزة، والتي قد تسعى في لحظة من خارج الحسابات إلى ضرب "حزب الله" وتدمير لبنان. ويطال هذا الأمر ما يُطرح من تعديل
للقرار 1701. وعلى هذا يبدو كل ما يفعله الحزب جنوباً هو لمنع الوصول إلى هذه المعادلة الجديدة، لكن ذلك يحمل الكثير من المخاطر في المرحلة المقبلة.
ضمن هذا الاطار جاءت التحذيرات الدولية للبنان من خطر توسع الحرب في جبهة الجنوب، ومنها ما حمله المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي تطرق إلى جانب مهمته التوصل الى تسوية رئاسية إلى القرار 1701 داعياُ إلى تطبيقه تجنباً لتوسع الحرب. وقد سبقه في التحذير كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي دعا الى تطبيق القرار 1701 وعدم الانجرار إلى الحرب.
المجتمع الدولي متمسك بالقرار 1701، فيما الدول المعنية ترى أن الفرصة مناسبة اليوم لتطبيقه، لكن الأمور محكومة بما ستؤول إليه حرب غزة. الأمر وفق المصدر السياسي مرتبط بما سيحدده الاميركيون مستقبلاً، إن كان باستمرار الضغط على إسرائيل لمنعها من شن حرب على لبنان، والبحث مجدداً في ملف الترسيم، إنما بطريقة مختلفة لا تبدو واشنطن في صددها تقديم عروض لـ"حزب الله" لعدم الانخراط في حرب كبرى محتملة، ومنها أثمان سياسية في لبنان. وعلى هذا تركز على تطبيق القرار 1701 وتعزيز اليونيفل، إن كان عبر تعديل مهماتها، أو حتى تنفيذ القرار الدولي وتطبيقه بالقوة. ويشير المصدر إلى أن إسرائيل التي هددت أكثر من مرة، يبدو أنها تتحين الفرص لتوجيه ضربات لـ"حزب الله" ولبنان تؤدي إلى التفاوض للوصول الى اتفاق يعدل القرار 1701، ويفرض معادلة جديدة، وذلك على الرغم من أن حسابات اي معركة عسكرية هي غير مضمونة، خصوصاً وأن دولاً عدة ترفض تطبيق القرار بالقوة. كما أن البحث في التفاوض بين لبنان وإسرائيل غير مطروح اليوم، إلا إذا قرر الأميركيون الضغط من اجل تنفيذ شامل للقرارات والبدء بترسيم الحدود البرية وانسحاب إسرائيل من مناطق ونقاط لبنانية محتلة، ومحاولة إلزام "حزب الله" بالخروج من منطقة عمل القوات الدولية. لكن هذه الوجهة غير ناضجة أيضاً في ظل الصراع المحتدم واستمرار الحرب على غزة، إضافة الى ربط الحل بالملفات التي لإيران دور مقرر فيها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ضياء رشوان: إيران فرضت معادلة «العين بالعين».. وترامب لا يرى حلاً مع طهران سوى التفاوض
أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، أن إيران وضعت أسسًا جديدة للتعامل مع إسرائيل تقوم على مبدأ «العين بالعين والسن بالسن»، مشيرًا إلى أن هذا التحول فرض معادلة ردع مختلفة في الإقليم.
وأضاف رشوان، خلال لقاء مع قناة «إكسترا نيوز»، أن نقطة الخلاف الجوهرية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم اتفاقهما سابقًا على استهداف إيران، تكمن في اختلاف الرؤية تجاه أسلوب التعامل معها، فترامب، بحسب رشوان، يميل إلى الحلول السلمية مع طهران ولا يرغب في الانخراط في عمل عسكري مباشر، موضحًا أن ترامب استخدم القوة بشكل استعراضي، لا بهدف التصعيد الحقيقي.
وأشار إلى أن الاستخبارات الفرنسية كشفت اليوم عن أن البرنامج النووي الإيراني تأخر بالفعل لعدة سنوات، لكن هناك أيضًا تقدمًا غير معلن في هذا البرنامج، وهو ما قد لا يأخذه ترامب على محمل الجد، لأنه، بحسب رشوان، يميل دائمًا إلى تضخيم النتائج وإنتاج روايات دعائية مثل "أعظم وأكبر ضربة في التاريخ" وفقًا لتوصيفاته المعتادة.
وأكد رشوان أن ترامب لا يصدق كثيرًا تقارير الاستخبارات الدولية، ولا سيما إن كانت تتعارض مع سرديته الإعلامية، مضيفًا أن الاختلاف مع نتنياهو يتمثل في أن ترامب بات مقتنعًا بعد الحرب الأخيرة في غزة أن الحل مع إيران لا يمكن أن يكون إلا عبر التفاوض، بينما نتنياهو يرفض تمامًا أي مسار تفاوضي مع طهران.
واختتم رشوان بالإشارة إلى أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق أميركي-إيراني خلال الاجتماع المتوقع الأسبوع المقبل، فإن إسرائيل ستجد نفسها مضطرة لتقليص مواجهتها المباشرة مع إيران، مما سيدفعها لاستمرار تركيزها على "الوكلاء" مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، لكنه أكد أن جوهر الصراع لا يزال يتمركز في قطاع غزة، باعتباره أصل القضية ومفجّر التوترات الإقليمية.
اقرأ أيضاًأمريكا تفرض عقوبات إضافية على كيانات مرتبطة بإيران
إيران: تلقينا رسائل من واشنطن لإجراء محادثات والعودة لطاولة المفاوضات