هل قلبت معارك غزة معادلة الاشتباك بين المقاومة والاحتلال؟
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
كثفت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها الجناحان العسكريان لحركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي، عملياتها الهجومية ضد قوات الاحتلال وآلياته العسكرية جنوبي قطاع غزة وشماله، مما يثير تساؤلات بشأن المشهد الميداني وتأثيره على طاولة المفاوضات.
ووصل الأمر إلى إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عن محاولة أسر أحد جنود الاحتلال خلال عملية إغارة على تجمع للقوات والآليات الإسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبا.
وحسب القسام، فإن المقاتلين حاولوا أسر أحد الجنود "إلا أن الظروف الميدانية لم تسمح بذلك، قبل أن يجهزوا عليه ويغتنموا سلاحه"، في حين أكد قيادي قسامي للجزيرة أن "التوفيق سيكون حليفنا في قادم عمليات الأسر".
وفي ضوء هذا المشهد، أدى زخم المعركة إلى قلب معادلة الاشتباك، إذ تحول جيش الاحتلال إلى وضع دفاعي، وفق حديث الخبير العسكري أحمد الشريفي للجزيرة، مستدلا بالأحزمة النارية التي يلجأ إليها لتأمين قطاعاته على الأرض "حتى القريبة من خط التماس الحدودي".
في المقابل، صارت المقاومة في وضع هجومي، حيث تستطيع الوصول إلى أهدافها بيسر رغم الأحزمة النارية التي تحول عادة دون اقتراب المقاتلين من الآليات الإسرائيلية.
وعانت الجرافة الإسرائيلية "دي 9" من انهيار على مستوى القدرات خلال الحرب الحالية على غزة، مما أدى إلى تعزيزها على مستوى التدريب ومنظومات الدفاع والقنابل والقيادة الإلكترونية عن بُعد، وهو ما يعني أن القوات الإسرائيلية فقدت إرادة اقتحام الميدان.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية وصول شحنة عسكرية تضم عشرات الجرافات من طراز "كاتربيلر دي 9" ومعدات عسكرية أخرى قادمة من الولايات المتحدة، حسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأربعاء.
ووصف الخبير العسكري محاولة الأسر التي قامت بها القسام بأنها "لا تحصل إلا في الجيوش المنهارة معنويا وتعبويا"، مؤكدا أن هناك عجزا إسرائيليا عن مواصلة القتال البري، فضلا عن عدم جدوى عمليات القصف الجوي للاستعاضة عن التراجع في الميدان البري.
إعلانويشكل هذا الوضع ضاغطا على صانع القرار السياسي الإسرائيلي بأنه لا جدوى من الحرب الحالية، كما أن آلية الرهان على اقتحام الميدان وفرض الإرادة العسكرية لم تعد متاحة.
ويعزز هذا الواضع -وفق الشريفي- من سلاح المفاوض الفلسطيني في رفع منسوب الضغط على صانع القرار السياسي في إسرائيل لتبني خيار الهدنة المستدامة وليس المؤقتة، التي سيجري على أساسها انتزاع الحقوق.
وأمس الثلاثاء، توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام جيش الاحتلال بتكبيده خسائر يومية من شمال القطاع إلى جنوبه ضمن معركة استنزاف، ملمحا إلى أن المقاومة في غزة قد تتمكن قريبا من أسر جنود إسرائيليين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
52 عاما على نصر أكتوبر المجيد.. ملحمة العبور التي أحدثت تغييرا في الفكر العسكري العالمي
«الخط الذي لا يقهر» هذه المقولة الذي وصف بها العدو الإسرائيلي خط بارليف الدفاعي واعتبره حصنا منيعا امتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، إلا أن أبطال الجيش المصري حطموا هذه الأسطورة في السادس من أكتوبر عام 1973، وكتبوا بدمائهم وتضحياتهم واحدة من أروع صفحات النضال العسكري في القرن العشرين محققين نصرا تاريخيا أعاد للأمة العربية كرامتها.
52 عاما على نصر أكتوبر المجيدوبعد مرور اثنين وخمسين عاما على ذلك النصر، الذي حققته القوات المسلحة المصرية على العدو الإسرائيلي، ما زال يوم السادس من أكتوبر أحد أعظم الانتصارات التاريخية التي غيرت مفاهيم الفكر العسكري العالمي، وامتدت آثارها إلى العديد من مناطق الصراع حول العالم.
بداية حرب أكتوبر 1973البداية كانت بعد هزيمة 1967 بعام تقريبًا، بعدما صدرت الأوامر من الرئيس جمال عبد الناصر بالبدء في التخطيط للعملية الهجومية لاقتحام قناة السويس وتحرير سيناء، وقبلها كانت حرب الاستنزاف التي استمرت قرابة ست سنوات، اكتسب خلالها الجيش المصري خبرات قتالية كبيرة، بينما قامت إسرائيل ببناء خط بارليف.
وفي تمام الساعة الثانية ظهرًا من يوم السبت 6 أكتوبر 1973، انطلقت شرارة الحرب بأوامر من القيادة المصرية، لتبدأ عملية العبور العظيم التي شارك فيها أكثر من 200 ألف مقاتل مصري من مختلف الأسلحة.
تحطيم خط بارليفوفي مشهد تاريخي، استطاع المهندسون العسكريون المصريون من فتح ثغرات في الساتر الترابي لخط بارليف باستخدام مضخات المياه، وهي فكرة عبقرية قلبت موازين المعركة في ساعات قليلة، وخلال أقل من 6 ساعات فقط، كان أكثر من 80 ألف جندي مصري قد عبروا القناة، رافعين علم مصر على الضفة الشرقية لأول مرة منذ نكسة 1967.
وكان خط بارليف يعد من أقوى التحصينات العسكرية في العالم، امتد بطوله نحو 170 كيلومترًا على الضفة الشرقية للقناة، بارتفاع 20 مترًا، محصّنة بالخرسانة والأسلاك الشائكة.
أحدثت تغييرا في الفكر العسكري العالميوأكدت تقارير نشرتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، على موقعها الرسمي، انكسار النظرية الأمنية الإسرائيلية القائمة على التفوق النوعي، وضعف القرار العربي، ما أحدث صدمة غير مسبوقة، كما تفككت القيادة السياسية والعسكرية، وسقطت أساطير إسرائيلية، وتوقفت عجلة الإنتاج الإسرائيلي جراء استدعاء الاحتياطي العام.
كما تم إنهاء التفوق العسكري والتقني الإسرائيلي الناتج عن الإمدادات الأمريكية، وكسر التفوق الاستراتيجي الناتج عن احتلال الحواجز الطبيعية «الجولان، قناة السويس».
اقرأ أيضاًفي ذكرى انتصارات أكتوبر.. «البحوث الإسلاميَّة»: ملحمةٌ خالدة تُجسِّد الوَحدة والإيمان بعدالة القضيَّة
الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري والقوات المسلحة بـ ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة