جريدة الوطن:
2025-05-08@09:21:38 GMT

استئناف الفشل

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

استئناف الفشل

كما كان متوقعًا استأنفت قوَّات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على غزَّة بعد هدنة استمرَّت سبعة أيَّام في رسالة للعالَم مفادها أنَّ هذا الكيان لَنْ يرعويَ من هول صدمة الهزيمة الَّتي مُنِي بها على يد المقاومة الفلسطينيَّة ولَمْ يستجبْ لدعوات وقف عدوانه الوحشي على شَعب قرَّر أن يتصدَّى لهذا الكيان بإرادة الشجعان الَّتي لَنْ تنكسرَ.


ومهما بلغ حجم الاستهتار الصهيونيِّ الرافض لدعوات التهدئة وإيغاله بدَمِ الفلسطينيِّين فإنَّ الوقائع على الأرض تُشير وتؤكِّد على أنَّه مهزوم ومنكسر وغير قادر على مواجهة هذا الطوفان الفلسطيني الَّذي يتواصل على كُلِّ الصُّعد. وأبرزت معارك المصير على رُبى فلسطين، لا سِيَّما في غزَّة أنَّ قرار العدوِّ الصهيوني استئناف العدوان هو استئناف للفشل والهزيمة الَّتي لحقت به في السَّابع من أكتوبر الماضي.
فغزَّة هي رمز العزَّة والكبرياء، وأرض البطولة والفداء الَّتي وضعَتِ العالَم أمام قصَّة شَعب اغتُصبت أرضه ومقدَّساته، ويتعرض للقتل والظلم والاستباحة منذ زرع هذا الكيان في أرض فلسطين قَبل أكثر من سبعين عامَا.. جاء الوقت والفرصة لتصحيح ما يجري على الأرض ومسار المعادلة الَّتي كانت تميل لصالح العدوِّ ومشروعه الاستيطاني العنصري بغياب موقف عربي حاسم، إلى أن جاء طوفان العزَّة والإباء لِيتقلعَ أنياب الاستيطان والتهويد والعنصريَّة من هذا الكيان.
وكانت آخر هدنة انتهت عِند السَّاعة السَّابعة من صباح الجمعة الأوَّل من كانون الأول بَيْنَ «إسرائيل» وحركة حماس في غزَّة، بعدما لَمْ يعلن أيٌّ من الجانبَيْنِ عن اتِّفاق لتمديدها.
وسمحت الهدنة الَّتي استمرَّت سبعة أيَّام، والَّتي بدأت في 24 (تشرين الثاني) وجرى تمديدها مرَّتَيْنِ، بتبادل عشرات الرهائن المحتجزين في غزَّة بمئات السّجناء الفلسطينيِّين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانيَّة إلى القِطاع بشكلٍ متقطع.
إن استئناف العدوان على غزَّة هو تأكيد للفشل الَّذي مُنِيت به آلةُ العدوان الصهيوني ورموزها الَّذين يتبارون في تصريحاتهم إلى اقتلاع الفلسطيني من أرضه، مستخدمين كُلَّ أنواع الحصار والتجويع والقتل والإبعاد والاعتقال، ومصادرة الحقوق المشروعة لشَعبٍ يقدِّم أغلى التضحيات لمواجهة المشروع الصهيوني العنصري المدعوم أميركيًّا.
لقَدْ حفلت الأيَّام الَّتي تلت معركة طوفان الأقصى بصوَر مشرِقة لأبطال سطَّروا أروع الملاحم على أرض فلسطين، سواء كانوا في إذلال العدوِّ وهزيمته أو في التعامل الإنساني المتحضر في تعاملهم مع الأسرى من جميع الجنسيَّات، ما أظهر الفارق بَيْنَ شجعان وأبطال المقاومة وبَيْنَ شذَّاذ الآفاق من الصهاينة الَّذين بانتْ خسَّتهم في تعاطيهم حتَّى من المُطْلَق سراحهم من الفلسطينيِّين.
إنَّ استئناف العدوان الصهيوني على غزَّة هو بالأحوال كافَّة ترجمة لفشل يلاحق المؤسَّسة العسكريَّة ومشروعها الاستيطاني، ويعكس حال الفوضى والارتباك الَّتي تتخبط بها هذه المؤسَّسة الَّتي ما زالت لَمْ تصحُ من هول طوفان الأقصى.
وعبثًا يحاول الكيان الصهيوني تحقيق مكاسب على أرض المعركة بعد استئناف عدوانه من غير أن يدركَ أنَّ الَّذي لَمْ يحققْه قَبل الهدنة لَنْ يستطيعَ أن يُحققَه بعدها، فالصفحة التالية بعد الهُدَن ستكُونُ أمَرَّ وأقسى على هذا العدوِّ الَّذي لَمْ يعرف سوى لُغة القوَّة الَّتي تطيح بأحلامه ومشاريعه.

أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

مركز عين الإنسانية يدين العدوان الصهيوني على مطار صنعاء ومحطات الكهرباء ومصانع الإسمنت

يمانيون../
أدان مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، بأشد العبارات، الجريمة الوحشية التي ارتكبها كيان العدو الصهيوني بحق المنشآت المدنية والخدمية في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، وذلك في سياق عدوان وصفه البيان بـ”الهمجي والإجرامي” وبأنه “جريمة مركبة ضد الإنسانية والحياة”.

وأوضح المركز في بيان صدر عنه مساء الثلاثاء 6 مايو 2025، أن طيران العدو الصهيوني، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، شنّ سلسلة غارات استهدفت مطار صنعاء الدولي ومحطتي كهرباء ذهبان وجزيز، بالإضافة إلى مصنع إسمنت عمران ومنطقة عصر، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة خمسة وثلاثين آخرين، كحصيلة أولية بحسب وزارة الصحة.

وأضاف البيان أن هذه الجرائم وقعت بعد أقل من 11 ساعة فقط على استهداف مماثل طال ميناء الحديدة المدني ومصنع الإسمنت في المدينة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية والمنشآت الحيوية، مؤكداً أن هذا التصعيد المتعمد يأتي ضمن سلسلة جرائم ممنهجة تستهدف الإنسان اليمني ومقدرات البلاد الاقتصادية والخدمية.

وأشار المركز إلى أن استهداف محطات الكهرباء ألحق أضراراً مباشرة بآلاف الأسر التي انقطعت عنها الكهرباء، كما تضررت عشرات المنشآت المجاورة، وهو ما اعتبره البيان تأكيداً على نهج العدو في تدمير مصادر الحياة الأساسية وإحداث شلل في الخدمات المدنية.

وشدد البيان على أن هذه الجرائم تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، وتضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني الدموي، الذي لا يقيم وزناً لأي قيم أو أعراف دولية، بل يعتمد سياسة “قانون الغاب” في حربه ضد الأبرياء.

وأكد مركز عين الإنسانية أن ما جرى ليس مجرد عدوان عسكري، بل هو “جريمة مركبة”، تستهدف البنية التحتية المدنية والاقتصاد الوطني ومقومات الحياة الأساسية لليمنيين، بما في ذلك المياه والكهرباء والصحة والتعليم.

وفي السياق ذاته، أدان المركز الصمت الدولي والعربي تجاه هذه الجرائم، معتبراً أن الصمت المريب من قبل منظمات المجتمع الدولي يشجع المعتدي على مواصلة عدوانه ويعد تواطؤاً غير مباشر في ارتكاب المجازر.

ودعا المركز في ختام بيانه كافة أحرار العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى الوقوف بوجه هذا العدوان، والتحرك الجاد لإدانته ومحاسبة مرتكبيه، سواء عبر الأمم المتحدة أو من خلال المحكمة الجنائية الدولية، مشدداً على ضرورة ملاحقة كل من يمول أو يدعم أو يبرر هذه الجرائم.

مقالات مشابهة

  • حركة الأحرار الفلسطينية: العدو الصهيوني يمارس سفك الدم الفلسطيني بوحشية منقطعة النظير
  • “الأحرار الفلسطينية”: العدو الصهيوني يمارس سفك الدم الفلسطيني بوحشية منقطعة النظير
  • أمريكا ترضخ لليمن.. القوات المسلحة اليمنية تستفردُ بالعدوّ الصهيوني
  • إدانات محلية وخارجية لاستهداف العدو الصهيوني والأمريكي المنشآت المدنية في اليمن
  • مركز عين الإنسانية يدين العدوان الصهيوني على مطار صنعاء ومحطات الكهرباء ومصانع الإسمنت
  • سياسي أنصارالله: استهداف المنشآت المدنية دليل إضافي على عجز وإفلاس الكيان الصهيوني
  • غراب: اليمن يمتلك بنك أهداف واسع في عمق الكيان الصهيوني 
  • مادورو: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو إبادة تُشن ضد الشعب الفلسطيني
  • العدو الصهيوني يواصل العدوان على طولكرم ومخيميها
  • الضربة اليمنية تكشف نقاط ضعف العدو الصهيوني