جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-28@18:14:24 GMT

الأمم المتحدة لا تحمي المغفلين

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الأمم المتحدة لا تحمي المغفلين

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

هناك مقولة شهيرة يتداولها الناس مفادها "أن القانون لا يحمي المغفلين"، وهذه العبارة عادة ما يتشدق بها من أوقع ضعيفًا في فخ العدالة، أو انتصر عليه، وكأنه يريد القول بأن القانون يحمي الأقوياء والمحتالين!! بينما فلسفة القانون أنه لابد أنْ يحمي الضعفاء، ومنهم المغفلون الذين يجهلون القانون، أو غير مدركين لنتائج أفعاله؛ لهذا أوجد القانون في قواعده المتمثلة في روح القانون الشفاعة لهؤلاء بمنح سلطة تقديرية للقاضي تُخوِّله تقدير العقوبة، وتكييفها مع الجُرم ووضعية الجاني، ومراعاة الظروف المحيطة وقت وقوع الجريمة.

وفي عالمنا اليوم، نجد أنَّ الأمم المتحدة -والتي أنشئت لحماية الأمن والسلام الدوليين، والمساواة بين أعضاء الأسرة الدولية في الحقوق والواجبات- نجدها تسير وفق قاعدة القانون لا يحمي المغفلين، وكأنها وُجِدَت لتكون أداة للأقوياء وسيفًا مُسلطًا على رقاب الضعفاء.

الأمم المتحدة في ميثاقها تُمثل الشرعية الدولية، وتسعى لتحقيقها، ومجلس الأمن أداة تنفيذ لمخرجات الأمم المتحدة الممثلة في الجمعية العامة، والتي تمثل جميع الأمم في العالم، والتي تملك عضوية كاملة بها.

سطوة الكبار من مُخلَّفات العهود الاستعمارية وغطرستهم، جعلت من منظمة الأمم المتحدة أداة لقمع الشعوب وتطويعها خدمة لمصالحهم، وجعلت من مجلس الأمن الأداة الوصية على المنظمة بدلا عن كونها أداة تنفيذية لقراراتها، وبهذا تحولت المنظمة إلى خصم وحكم في آن، وبما يمليه عليها الغرب الاستعماري ويُحقق مآربه ومصالحه، وأبقت للضعفاء "المغفلين" التمسك بقشور المنظمة ومواد ميثاقها والتي أصبحت شعارات فارغة كـ"الشرعية الدولية"، و"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، و"القانون الدولي الإنساني"...إلخ.

الأمم التي تنبَّهت لسوء حال منظمة الأمم المتحدة واختراق الغرب لها أفقيًّا ورأسيًّا، أيقنت أنَّ العالم لا يعترف بغير منطق القوة؛ فتسلحت بكل أسباب القوة، وما يحمي سيادتها ويضمن استقلاليتها وبُعدها عن التبعية للغرب، بعد أن احتكم الغرب لقانون القوة بدلًا عن قوة القانون.

وبقي النظام الرسمي العربي ضحيَّة للشرعية الدولية رغم جلاء حقوقه، وهذا نتيجة عدم استيعابه للتحولات العالمية من حوله؛ فالمنظومة الغربية لم تختطف منظمة بحجم الأمم المتحدة فحسب، بل اختطفت كل ما يتصل بها من منظمات إنسانية وفنية كذلك، وجعلتها طوع بنانها، وتجلى هذا الاختراق والتطويع في تخندقها الشرس جميعها ضد روسيا الاتحادية في ملف الصراع على أوكرانيا، واصطفافها مع الغرب.

فيما مضى كان بعض العالم يُدرك أن منظمة الأمم المتحدة مخطوفة من قبل الغرب وعلى رأسهم أمريكا؛ وبالتالي يترحَّم عليها ولا يرجو لها مستقبلًا أكثر من حاضرها، لكنه كان في المقابل يرى المنظمات المنبثقة عنها ما زالت تقوم بدور إنساني ودعم فني واستشاري لأعضائها، ولكنه خاب رجاء العالم بها بعد انكشاف ولائها المعيب للغرب في الأزمة الأوكرانية على وجه الدقة والتحديد.

منظمة الأمم المتحدة اليوم في حال مُطابق لحال عُصبة الأمم، والتي أنشئت بعد الحرب الأوروبية الأولى (العالمية)؛ بهدف حماية الأمن والسلم الدوليين، وأُلغِيت بسبب سطوة الكبار ومخالفتهم لميثاقها.

وبالشكر تدوم النعم...،

------------------

قبل اللقاء: "العالم يحتاج منظمة دولية تحمي الضعفاء المغفلين بالفعل، وتردع المحتالين وتساوي بينهم في الحقوق والواجبات؛ خدمةً للأمن والسلم في العالم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

برعاية المملكة.. اعتماد قرار برفع علم دولة فلسطين في منظمة الصحة العالمية

اعتمدت جمعية الصحة العالمية، خلال دورتها الثامنة والسبعين المنعقدة في جنيف، قرارًا يسمح برفع علم دولة فلسطين في مقر منظمة الصحة العالمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقُدّم القرار من قبل فلسطين وبرعاية من المملكة العربية السعودية، ومجموعة من الدول منها: قطر، البحرين، مصر، الجزائر، العراق، الأردن، الكويت، ليبيا، عُمان، تونس.
أخبار متعلقة الصحة العالمية: اقتراب نفاد مخزونات المعدات الطبية في قطاع غزةمقرب من الرئيس.. كولومبيا تعين أول سفير لها في الأراضي الفلسطينيةوحظي القرار بتأييد 95 دولة، بينما عارضته 4 دول وامتنعت 27 دولة عن التصويت.المساواة بين الدولوجاء القرار بناء على أن دولة فلسطين لها صفة المراقب في الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية منذ عام 2012، واستنادًا إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على المساواة بين الدول، وقرار جمعية الصحة العالمية لعام 2015 برفع أعلام الدول التي تتمتع بصفة المراقب، ومشاركة فلسطين في جميع أعمال منظمة الصحة العالمية وجمعيتها العامة.

مقالات مشابهة

  • الكلاب بديلاً..! دراسة تكشف عن سبب عزوف الغرب عن الإنجاب
  • إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغرب
  • الأمم المتحدة: مؤتمر عالمي في نيس لمواجهة طوارئ المحيطات
  • السفير الحمود قاضيًا في محكمة العدل الدولية
  • الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
  • أكاديمية الشرطة ومركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان يستقبلان مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة
  • برعاية المملكة.. اعتماد قرار برفع علم دولة فلسطين في منظمة الصحة العالمية
  • علم فلسطين يرفرف في أروقة منظمة الصحة العالمية لأول مرة.. غضب إسرائيلي
  • استقالة رئيس منظمة إغاثة غزة المدعومة أمريكيا بسبب مخاوفه بشأن استقلاليتها وحيادها
  • التعريب.. يحمي الأمة من فقدان الهوية أم يعزلها عن العالم؟