عنوان 1: نداء لحركات سلام جوبا للمبادرة بإلغاء إتفاقية الساحق والماحق والبلاء المتلاحق ….
عنوان 2: على المركز التخارج من دورات الاستنصار الدارفوري به في معاركهم الداخلية…
عنوان 3- حرب الخرطوم أبريل 2023م بين الجيش والأطراف ولكن في جغرافيا الخرطوم !
استعانة الجيش في مختلف الحقب بملايش الأهالي ضد حركات التمرد من 2003م وقبلها في حروب جنوب السودان من 1955م وإن كان من حيث المبدأ غير مقبول باعتبار أن الجيش يجب أن يكون محتكرا للسلاح إلا أنه كان مبررا وسبب ذلك قوة الولاء للقبيلة داخل مكونات الجندية السودانية المجندة من الأطراف مع ملاحظة أن حروب الجيش السوداني من 1955م كانت دائما في الأطراف وضد الأطراف بما فيها حرب الخرطوم أبريل 2023م التي دخل فيها الدعم السريع وهو جيش أطراف لجغرافيا الخرطوم بسياقات وحيثيات سيأتي أوان محاكمتها ولو تاريخيا ، وهذه الثغرة ثغرة إعلاء الولاء القبلي على القومي كما هو مشاهد من بعض أسباب انتكاسات الجيش السوداني في حرب 15 أكتوبر 2023م ، وهذه الحقيقة لا يترتب عليها التعميم لأنه وفي كل الحروب الداخلية التي خاضها الجيش السوداني من 1955م ظلت هناك مجموعات لا يستهان بها تنتمي للأطراف ولمناطق النزاع متمسكة بولائها الوطني وللجيش ومتسامية على نوازع القبلية والجهوية ، ولكن المشكلة في زمن الحروب أن خيانة واحدة فقط من جندي أو ضابط من المكون الملتزم قبائليا يمكن أن تسبب ضررا بليغا يصعب تعويضه.


وجاءت إتفاقية تنازلات جوبا 2021م
ومن أكبر عيوبها أنها ظاهريا كانت مصالحة بين الحركات المسلحة الدارفورية من جهة والحكومة السودانية من جهة ، ولكنها حقيقة كانت مصالحة بين الحركات الدارفورية الأفريقية من جهة وبين الدعم السريع بلافتة حكومة السودان ، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا مكابر.
لقد كانوا يتفاوضون فيما بينهم.
ردة فعل قبائل دارفور العربية :
صارت إتفاقية جوبا من أهم أسباب دعم القبائل العربية بدارفور للدعم السريع وتمترسها خلفه في هذه الحرب ، ذلك أن الاتفاقية منحت الحركات الموقعة مكاسب في الحكم غبنت بقية المكونات ثم أنها تجاهلت الوقائع المؤلمة التي كانت بين الحركات المسلحة وضحاياهم من العرب وغيرهم في شمال وجنوب دارفور وتلك وقائع كانت هي الدافع لاستنصار القبائل العربية بالخرطوم ولم تكن معركة قوز دنقو وغيرها إلا ما نعلمه رسميا من إعلام الخرطوم بينما الحقيقة كانت التعقيدات والتراكمات المجتمعية لتلك المرحلة أشد عمقا ، وعلى سبيل المثال هل كان إعلام الإنقاذ يكشف للمواطن أن القبائل العربية ومعها بعض القبائل الأفريقية قد قررت ذات يوم إخراج وإبعاد جميع مكونات الزغاوة التي نزحت إلى جنوب دارفور من شمالها منذ السبعينات ؟
وعقب إتفاقية جوبا حدثت ضده‍ا تفاعلات وردود أفعال في الوسط وفي دارفور ، ولكن سنركز هنا على دارفور لأن ردود أفعالها هي المؤثرة ذلك أن دارفور هي المسلحة وتعبر قبائلها رجالا ونساءا وأطفال عن رفضهم بالقتال بينما الوسط شعبه أعزل يعتمد في الحماية على البندقية الرسمية بما فيها بندقية الدعم السريع التي كانت رسمية وكنا لسنوات نشاهدها بيننا في شوارعنا في الخرطوم ونمر بقربها بكل الإطمئنان قبل أن يحدث الصدام بالجيش ونفاجأ بأنها توجهت نحونا نحن الشعب الأعزل الغافل.
في دارفور جمعت التفاعلات ضد إتفاقية سلام جوبا بين متناقضين هما :
أولا : رفض القواعد الجماهيرية للقبائل العربية للإتفاقية وعدم الإعتراف بقيادة أركو مناوي وزعامته لإقليم دارفور وتشكل في 2021م في جنوب دارفور تحالف رافض للاتفاقية ولحاكم إقليم دارفور.
ثانيا : تزامن مع هذا الرفض الواسع إحجام زعامات القبائل العربية عن التمرد على محمد حمدان دقلو حميدتي وسكوتهم على مضض على مآلات إتفاق جوبا وما تلاه من تسليم قيادة الحكومات الإقليمية في دارفور لأعداء الأمس ، وبالرغم من ذلك لم يخرج قادة عرب دارفور عن الطاعة والسبب كان واضحا وهو أن الدعم السريع صار بمثابة مظلة لحمايتهم أكاد أزعم أكثر من الجيش السوداني فالدعم يعتبر جيش القبائل العربية وإن طعم نفسه بعناصر من هنا وهناك لإكتساب مسحة قومية ولم تكن حيثيات وسياقات تكوينه إلا لحماية القبائل العربية يوم أن كانت مهددة بالإبادة والتهجير ومحاربة في أرزاقها باعتراف حميدتي في مقابلته المشهورة في قناة سودانية 24.
وعقب اتفاقية جوبا وبعد أن تسلموا مناصبهم في دارفور لم يتحل الولاة الجدد من الحركات المسلحة بالحكمة فظهرت منهم مساع لاستخدام قلم السلطة لتجيير مكاسب عز الحصول عليها سابقا بالسيف والسنان ، كما كثرت حالات الاعتداء على فرقان العرب العزل (مثال كولقي) والقتل الغيلة للنساءا والرجال والأطفال في فرقان العرب وتنامت على إثر ذلك حالات الثأر المتبادل وتراكم الغبن واستغلت الإثنيات الأفريقية سطوة قلم الحكم التي نالتها فعادت تبعث مجددا نزاعاتها القديمة في الحواكير ضد القبائل العربية وهذه المرة كانت معززة بالوجود السيادي لبعض أبنائهم الذين لولا حميدتي وإتفاقية جوبا لما كان أحدهم يحلم مجرد أن تطأ قدميه أعتاب القصر الجمهوري وكمثال على ذلك تبني عضو مجلس السيادة المعزول الطاهر حجر لمهرجان الزغاوة لتنمية وتطوير منطقة مزبد في شمال كتم في يونيو 2021م وهو المهرجان الذي اعترضت عليه القبائل العربية دون جدوى إذ واصلت اللجنة المنظمة تحضيراتها حتى إنعقد المهرجان وخاطبه ملك الزغاوة مؤكدا أن مزبد هي أرض الزغاوة وموشيا كلامه بالمعتاد من أن جميع القبائل مرحب بها للتعايش.
وتتالت إعتصامات القبائل العربية في عواصم دارفور ومطالباتهم بعزل الولاة الجدد دون طائل ، وحقا كانت حالة القبائل العربية في الفترة التي تلت اتفاق جوبا تدعو للشفقة.
أخطا محمد حمدان دقلو حميدتي حين ورط نفسه وحواضنه المجتمعية في إتفاقية لا يكمن أن ترضاها ولم يشاورهم فيها ، وفي ذات الوقت لا تجد قيادات تلك الحواضن عن قيادته ولا عن دعمه السريع بديلا للحماية والأمان ، وكل ذلك إرضاءا منه (حميدتي) للمجتمع الدولي.
ثم جاء الإتفاق الإطاري المنسوب للخارج وهذا كان التوريط الثاني لمحمد حمدان دقلو حميدتي من خلال الدعوة لدمج قواته بالجيش السوداني ، ومع أن الإتفاق الإطاري كان ولا يزال يدعو لدمج جميع الحركات المسلحة إلا أن المعضلة كانت في من سيتنازل عن سلطته المطلقة على جيشه ويندمج منهم أولا ، وقد عبر حميدتي في أحد خطاباته عن هذه المخاوف صراحة فكان حاله كمن ينطبق عليه المثل يداك أوكتا وفوك نفخ !
وبعيدا عن تلك الورش وما كان فيها من مداولات ومناورات فإن مراعاة الحساسيات والرواسب المكتومة كانت تقتضي البدء بدمج الحركات الصغيرة الأقل قوة وعتادا من الدعم السريع والتي في حقيقة الأمر استثمرت فترة ما بعد إتفاقية جوبا للاستزادة في تجنيد المقاتلين والتزود بالمال والعتاد ، وكيف يندمج في الجيش ما لم يقاتل ضده أبدا ؟ لكن ذلك التجنيد والتحشيد كله كان استعدادا منهم ليوم كريهة وسداد ثغر مرتقب ضد من ؟ ضد الجيش أو ضد الدعم السريع أو كليهما معا ؟
وبدأت الحرب في 15 أبريل 2023م وفي نفس ذلك اليوم وجه أحد ملوك الزغاوة رسالة للعمدة جمعة دقلو ينذره فيها بالتوقف عن ممارسة سلطات العمودية حتى لامه البعض على العجلة ، وحدث ما حدث وجرت الرياح ضد ما تشتهي سفن الجميع ما عدا الحركات المسلحة المنخرطة والغير منخرطة في سلام جوبا وتوقفت طويلا في محطة الحياد واكتفت بدور الحارس لقوافل الشاحنات المدنية وحتى حين أعلنت خروجها من الحياد ظلت جبهاتها وميادينها هادئة.
وفي هذه الأيام الحالكة وبقدر ما نتمنى النصر لقواتنا المسلحة وهذا واجب وطني مستحق وغريزة وطنية تلقائية إلا أننا نصوب النظر نحو الماضي تأملا في مخاوف الآخرين برغم تضررنا البالغ منهم مرتين.
المرة الأولى من 2003م تضررنا من الحركات المسلحة الدارفورية بسبب أنشطتها العسكرية وكان جزءا كبيرا منها يستهدف البنيات التحتية في دارفور بذات التكتيات الجنجويدية (لكي لا ننسى) وتضررنا من الأنشطة السياسية للناشطين الدارفوريين من خلال المنظمات الدولية وجماعات حقوق الإنسان وتحريضهم على حصار السودان ومقاطعته وإخراجه من المنظومة المالية والتقنية العالمية وحين تحقق لهم ذلك تفاخروا به واعتبروه نصرا وإنجازا.
المرة الثانية تضررنا في حرب 15 أبريل 2023م من منهجية الدعم السريع في استهدافه لقدراتنا المادية والحياتية بدلا من تركيزه نحو القوات المسلحة وهو ما كنا جميعا نظنه ما سيحدث يوم اندلعت الحرب في 15 أبريل 2023م ولو كان ذلك هو ما حدث لظللنا حتى اليوم في بيوتنا وأحيائنا ، والله أعلم ، بل لربما وجدت سرديات الدعم السريع عن من بدأ الحرب آذانا صاغية من الرأي العام ولكن أنى لهم ذلك وقد طغى تنكيلهم بالمدنيين على كل قابلية لتعاطف أو تفهم ؟!
أنا شخصيا كإنسان متضرر من الوسط صرت أنظر إلى المعسكرين الأفريقي والعربي في دارفور بنفس المنظار ، لكني لا أرجو لهما أن يستعيدا صداماتهما القديمة فشا لغبينتنا أو مناصرة مؤقتة وتكتيكية لإحدى المعسكرين لجيشنا الوطني.
وأرى أن أول الخطوات المنطقية هي في ما يلي :
+ تراجع جميع الأطراف عن إتفاقية جوبا المعيبة الأنانية وذلك سيكون هو المبتدأ الحقيقي لنزع فتيل التوتر والرفض للقبائل العربية مما أحدثه إتفاق جوبا من تبعات جعلها تتمترس خلف الدعم السريع الذي وبسبيل الانتصار تبنى واستلف ذرائع للحرب ما أنزل الله بها من سلطان واستنصر بالخارج وفرح نشطائه بالدعم الخارجي وتفاخروا به دون استحياء وكأنهم لا يعلمون أن الغريب لا يدعمك مجانا ولكن بفواتير تدفع مستقبلا من موارد الأجيال التي لم تولد بعد !
+ إيقاف الحرب وانسحاب ما تبقى من قوات الدعم نحو ملاذات آمنة في مناطق حواضنهم المجتمعية في دارفور ، على أن تستمر حكومة السودان في سداد رواتب موظفي الخدمة المدنية في دارفور مع سماح قيادة الدعم السريع باستمرار الخدمة المدنية في دارفور من خلال هياكل الحكومة المركزية والتوقف عن إجراء تعيينات منفردة من جانبها وذلك إلى حين الوصول إلى حل شامل.
+ يلي ذلك لقاء عام ومؤتمر جامع لجميع أبناء دارفور وحركاتهم للوصول لاتفاق بينهم لتأسيس وتنظيم العلاقة بينهم أولا ثم تحديد كيف يريدون أن تكون العلاقة بينهم داخل دارفور وبين السودان ثانيا ، هذا مع تقديري أن منهجية الدعم السريع في السيطرة على المناطق في دارفور تحمل ملامح واضحة للرغبة في حسم للصراعات القديمة.
ثم إن من حق السودان المتضرر من 2003م حتى 2023م من دورات الاستنصار والاستنجاد والتترس بالخرطوم ثم الإنقلاب عليها وحرقها وتدميرها وتهجير أهلها ، هذا السودان الأعزل الضحية من حقه أن يصير له قول في شكل العلاقة مع دارفور.
إن القتال هو الجهاد الأصغر أما التفاوض وتحقيق التوازنات وتقديم التنازلات فهو الجهاد الأكبر لأن فيه مجاهدة لنوازع النفس البشرية وما جبلت عليه من حب الاستحواذ والطمع ولأن استمرار القتال بهذه الطريقة التكرارية ثم كل عقد أو عقدين من الزمن يأتي معسكر ليستنصر بالخرطوم أو بالخارج فإن هذا لا يعني سوى استمرار النزيف البشري والمادي لنا جميعا والقاتل والمقتول من أمة محمد صلى الله عليه وسلم والأغيار يتفرجون أو يشجعون هذا تارة وذاك تارة أخرى أو يتوسطون فينتزعون منا زمام القدرة على المبادرة والقرار الداخلي.
#كمال_حامد ????

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحرکات المسلحة القبائل العربیة الجیش السودانی الدعم السریع فی دارفور

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد

أعلن الجيش السوداني، الجمعة، تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، متحدثا عن تكبيد خصمه "خسائر كبيرة" في الأرواح والعتاد.

وقال الجيش في بيان: "صدت الفرقة السادسة مشاة والقوات المساندة بمدينة الفاشر هجوما جديدا لمليشيا الدعم السريع، اليوم الجمعة".

وأضاف أن قواته "ألحقت بالعدو خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مع السيطرة الكاملة على كافة المحاور داخل المدينة".

وتُعد مدينة الفاشر مركزا حيويا للعمل الإنساني في إقليم دارفور، إلا أنها تعيش منذ أكثر من عام تحت حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع، واشتباكات متكررة، رغم محاولات دولية لإقرار هدنة إنسانية والسماح بإدخال المساعدات، دون أن تفلح بذلك.

ومنذ 10 أيار/ مايو 2024، تشهد الفاشر تصعيدا عسكريا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.


أزمة النازحين
في سياق متصل، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا يسلط الضوء على تدهور الوضع الإنساني في السودان بسبب النزاع المسلح، مما دفع منظمات الإغاثة إلى التحذير من عواقب استمرار الأزمة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا في غرب البلاد، فيما تواجه المنظمات الدولية تحديات غير مسبوقة بسبب الانخفاض الحاد في التمويل. 

وقالت الصحيفة إن الآلاف في ولاية شمال دارفور اضطروا إلى الفرار سيرًا على الأقدام هربًا من القصف والانتهاكات التي تمارسها أطراف النزاع بحق السكان المحليين.

وحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة نُشر في السادس من تموز/ يوليو الجاري، أصبحت ولايتا شمال دارفور وغرب دارفور من أكثر المناطق تضررًا في البلاد، حيث تشكلان مسرحًا لأبشع الانتهاكات في نزاع أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 11.3 مليون نسمة حتى الآن.

وتؤوي ولاية شمال دارفور نحو 18 بالمئة من إجمالي عدد النازحين المسجّلين في السودان. وتُعدّ مغادرة مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم، الخاضعة حاليا لسيطرة قوات الدعم السريع، أمرًا بالغ الخطورة، كما أن النزوح إليها لا يقلّ خطورة حيث تنتشر عمليات الإعدام والتجنيد الإجباري للرجال فوق سن 15 ضمن قوات حميدتي.


انتهاكات جماعية
تقول مستشارة الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود، ماتيلد سيمون، التي أعدّت تقريرا نُشر في الثالث من تموز/ يوليو حول "الانتهاكات الجماعية" المرتكبة في غرب السودان: "أكثر ما يلفت الانتباه عند الوصول إلى أحد المخيمات هو قلة عدد الشباب الذكور".

وحسب المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل، يتعرض الأطفال للاختطاف والاغتصاب مثل النساء، مضيفة أنه في آذار/ مارس الماضي، اغتصب رجال مسلحون أطفالا رضّعًا لا تتجاوز أعمارهم عامًا واحدًا.

ووفقًا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة، فإن 75 بالمئة من النازحين في مخيم زمزم تم تهجيرهم إلى بلدة طويلة. 

وقد باتت هذه بمثابة العاصمة الميدانية لجهود الإغاثة الإنسانية غرب السودان، حيث أقامت منظمة أطباء بلا حدود خيامًا فوق ألواح خرسانية لتخزين الحصص الغذائية الطارئة.

ونقلت الصحيفة عن سيف، وهو مسؤول محلي غادر مخيم أبو شوك للنازحين على مشارف مدينة الفاشر في 15 حزيران/ يونيو الماضي مع آلاف آخرين جراء القصف والاعتداءات: "عند الوصول إلى طويلة، وجدنا بعض المساعدات من المنظمات غير الحكومية، لكنها لا تكفي مقارنةً بعدد النازحين". 

ورغم أن منظمة أطباء بلا حدود تخزن هناك نحو 200 طن من المواد الغذائية الجاهزة للتوزيع، إلا أن هذه المساعدات لا يمكن إيصالها إلى السكان المحاصرين في الفاشر بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المنطقة.


تفاقم الأزمة
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الإنسانية في دارفور تفاقمت مع تزايد المخاطر الصحية، إذ تُعدّ ظروف العيش في مخيمات النازحين بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية. وفي الثالث من تموز/ يوليو، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا من احتمال تفشي وباء الكوليرا في المنطقة.

وقالت ماتيلد سيمون: "من المرجح تفاقم موجة تفشي الوباء مع حلول موسم الأمطار، لكن سوء التغذية يبقى العامل الرئيسي الذي يزيد من خطورة الأمراض الأخرى"، موضحة أن الأوضاع الميدانية تزداد سوءا في ظل غياب الحماية اللازمة للمرافق الصحية. 

وقد اضطرت منظمة أطباء بلا حدود مؤخرًا إلى الانسحاب من مستشفى الفاشر، الذي تعرّض لقصف عنيف في آب/ أغسطس 2024، وكان قد استقبل في حزيران/ يونيو الماضي أكثر من 500 مصاب.

وقد أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نهاية شهر حزيران/ يونيو مكالمة هاتفية مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، والذي وافق الأخير على مقترح هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، ما يتيح إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين داخل المدينة.

وفي هذا السياق، تقول سيمون: "هذا الإجراء غير كافٍ لتحسين الوضع الإنساني للمدنيين في الفاشر"، مشددة على أن الأزمة أعمق وتتطلب تدخلات أكثر شمولاً واستدامة.

وأكدت الصحيفة أن تراجع المساعدات الرسمية يؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في الميدان. فمنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، خفّضت الولايات المتحدة مساهمتها في هذه المساعدات بنسبة 80 بالمائة، كما شهدت مساهمات الدول الأوروبية تراجعًا مماثلًا، بما في ذلك فرنسا التي قلّصت ميزانيتها في هذا المجال بمقدار الثلث.

وبسبب نقص التمويل، يعتزم برنامج الأغذية العالمي وقف عدد من قنوات الإمداد الأساسية بحلول نهاية شهر آب/ أغسطس، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة في المناطق المتضررة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
  • الجيش السوداني يستعيد سجن شالا غربي الفاشر.. وتحييد 60 عنصرا من “الدعم السريع”
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر
  • مفاجأة.. عناصر من الدعم السريع تسرب إحداثيات إلى الجيش السوداني
  • اختفاء “2826” عربة حكومية في الخرطوم.. السبب “الدعم السريع”
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان القصف في الفاشر
  • الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد
  • كسر سجن في دارفور وهروب جماعي.. والاتهام يشير إلى “الدعم السريع
  • شاهد بالفيديو.. توأم في صفوف القوات المشتركة يشاركان في القتال ضد الدعم السريع بمدينة الفاشر شمال دارفور
  • ثمانية قتلى في قصف للدعم السريع على ملجأ في دارفور بالسودان