ليبراسيون: في غزة كل يوم أكثر فظاعة مما سبقه
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
نساء يتضرعن وأطفال يبكون "أخرجونا من هنا". مجموعة من حوالي 20 شخصا يتقدمون سيرا على الأقدام باتجاه جنوب قطاع غزة، يحملون الحزم والبطانيات والمبردات وعلب المياه، فرارا من القصف وبحثا عن ملجأ. يصرخ الأب الشاب على رأس النازحين محاولا عبور الحدود إلى مصر "أنا مصري. أبي مصري".
بهذا المشهد من شريط مصور بث على منصات التواصل، افتتحت صحيفة "ليبيراسيون" -تقريرا بقلم هالة قضماني- تصف فيه مشاهد نزوح المدنيين التي صورها من القطاع مراسل شاب اسمه معتز، لتوثيق ويلات الحرب ومصير مئات الآلاف من سكان القطاع الذي يقصفه الجيش الإسرائيلي بلا رحمة ودون هوادة، حيث يقول أحد سكان خان يونس "منذ انتهاء الهدنة، أصبح كل يوم أكثر فظاعة من اليوم الذي قبله".
الرفاعي: لدي شعور بأننا وصلنا إلى يوم القيامة.. هذه نهاية العالم.
وتقول تمارا الرفاعي مديرة العلاقات الخارجية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "تلقينا أوامر من الإسرائيليين بإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص".
وتقدر الوكالة الأممية -التي قامت بإيواء أكثر من 1.2 مليون مدني في مدارسها ومبانيها المختلفة منذ بداية الحرب- أن 80% من سكان غزة أو 1.8 مليون شخص تم تهجيرهم، في أكبر نزوح للفلسطينيين منذ عام 1948.
مليونان في 14 كيلومتر مربع
وقالت الرفاعي إن إسرائيل تطلب منهم إجلاء الجميع لحشده في منطقة المواصي الخالية من الأنفاق حسب بعض المصادر الدولية، وهي جيب صغير لا تتجاوز مساحته 14 كيلومترا مربعا، متسائلة بغضب "كيف نصدقهم (الإسرائيليون) وقد نكثوا بوعدهم وهاجموا الجنوب عندما طلبوا منا إجلاء سكان شمال غزة إليه؟".
وتختم مديرة العلاقات الخارجية لدى الأونروا بالقول "لدي شعور بأننا وصلنا إلى يوم القيامة. إنها نهاية العالم".
من جهته، ذكر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر أنه من المستحيل إقامة مناطق آمنة للمدنيين بقطاع غزة، وقال "هذه المناطق لا يمكن أن تكون آمنة لأن الإعلان عنها من جانب واحد. أعتقد أن السلطات على علم بذلك، مما يدل على اللامبالاة بأطفال ونساء غزة. الوضع مفجع ومثير للقلق".
وبدورها تكرر رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك إيغر، الدعوة العاجلة لحماية المدنيين بموجب قوانين الحرب، ولدخول المساعدات دون عوائق.
وحسب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لين هاستينغز، فإن سيناريو أكثر دراماتيكية بدأ يظهر، لأن الشعور بالعجز يؤثر على المنظمات الدولية التي لم تعد قادرة على تقديم الحد الأدنى من المساعدات للسكان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
(أيّ حرب بتنتهي بالتفاوض) لو سلَّمنا بهذا الكلام وجعلناه القانون الثابت ، و السنة الكونية التي لا تتخلَّف ، و الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه … لو كان منَّا كل ذلك فنحن والقائلون بالكلام في حاجة إلى النظر إلى أمرين (جديدين) في حربنا هذه … يجعل هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون …
الجديد الأول : أنها ليست حرباً ضد السلطة الحاكمة والحكومة المركزية كحرب العدل والمساواة مثلاً بقيادة (خليل إبراهيم) بقدر ما هي حرب ضد المواطنين!! ، دخلت من قبل قوات خليل إبراهيم أم درمان وكادت أن تعبر الجسور إلى الخرطوم ، فلم تقتل المواطنين ولا احتلت بيوتهم ولا انتهكت أعراضهم ولا نهبت ممتلكاتهم ولا خرَّبت وعطَّلت كل ما يتصل بحياتهم ، وكل هذا وغيره فعلته المليشيا في حربنا هذه ، في رقعة استهداف واسعة للمواطنين امتدت من الجنينة في دارفور إلى الخرطوم والجزيرة وفي كل مكان دخلته!!
الجديد الثاني : أن المليشيا ليست فقط تتلقَّى إمداداً من الخارج _ كما حدث مع (جون قرنق) مثلاً وكما يحدث في الحروب عادةً _ ولكن المليشيا بالكامل (أداة) للخارج!! ، هي نفسها لا تملك قرارها ولا تحدِّد خطواتها، بل قد تتفرَّج مثلنا على ضرباتٍ تُنسب لها وهي قبلنا تعلم أنها لا تقدر عليها ولا تستطيع!!
القفز على التفكُّر في هذين الجديدين والاكتفاء فقط بترديد عبارة (أي حرب بتنتهي بالتفاوض) يكون كحال طبيب يدخل على مرضاه فيقول لهم : ( الحل للمرض العلاج …، المرض بنتهي بالعلاج…، لازم العلاج …) ثم يخرج منهم من دون أن يصف لهم العلاج!!
عمر الحبر