ما أسباب اتهام الصليب الأحمر بالازدواجية في تعامله مع أسرى فلسطين والمحتجزين الإسرائيليين؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
رام الله- تبدي منظمات حقوقية فلسطينية عدم رضاها عن أداء اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال الشهرين الأخيرين تجاه الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، إذ تقول اللجنة إنها لا تستطيع زيارة السجون منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في وقت يتواصل فيه أيضا منع المحامين وذوي الأسرى من زيارتهم.
ومؤخرا، اجتمع مسؤولون بمنظمات فلسطينية مع ممثلين عن اللجنة الدولية لإيصال موقفهم، وطالبوهم بالتحرك للكشف عن ظروف الأسرى، وتحديدا أسرى قطاع غزة، أو إصدار بيان من اللجنة تعلن فيه صراحة أن سلطات الاحتلال تمنعها من الزيارات، لكنها تمتنع.
ومنذ نحو شهرين، يعيش الأسرى الفلسطينيون ظروفا هي الأصعب على الإطلاق وسط انتهاكات أدت إلى استشهاد 6 منهم، وغموض وتكتم إسرائيلي حول أسرى غزة من حيث العدد وظروف الاعتقال، وفق تلك المنظمات.
يعرب رئيس الهيئة العليا لشؤون الأسرى (غير حكومية) في مدينة رام الله، أمين شومان عن أسفه لكون كافة المؤسسات الحقوقية العاملة في الأراضي الفلسطينية لم تتحمل مسؤولياتها كاملة إزاء ما يجري من انتهاكات بحق الأسرى.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من زيارة أي من الأسرى الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، كما لم تتمكن من زيارة الأسرى القدامى قبل ذلك التاريخ، بمبرر أن هناك منعا للجنة الدولية من الزيارة.
وكشف شومان عن جلسة عقدت مؤخرا ضمت ممثلي مؤسسات الأسرى وممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي حضر من تل أبيب إلى رام الله "طالبنا اللجنة بضرورة إصدار بيان يوجه للرأي العام يؤكدون فيه منعهم من قبل السلطات الإسرائيلية من زيارة أسرانا وأسيراتنا".
وقال إن الزيارة ضرورية وملحة في ظل ما يجري من اعتداء على أبسط حقوقهم الإنسانية وتعرضهم للضرب والتكسير وحرمانهم من الزيارات، وسحب كل مقتنياتهم وإتلافها، وفي ظل معاناتهم من أوضاع كارثية وإعادتهم للعصر الحجري داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وحمّل شومان المؤسسات الحقوقية العاملة وعلى رأسها اللجنة الدولية "جزءا كبيرا من المسؤولية إزاء ما يجري من انتهاكات متواصلة داخل السجون".
وتابع أن ممثلي المؤسسات الفلسطينية عبروا في الاجتماع الذي عقد بمقر اللجنة الدولية في رام الله عن قلق كبير على المعتقلين، لكن إجابة ممثل اللجنة كانت أنهم ممنوعون من الزيارات، وعند مطالبته بإصدار بيان عن هذا المنع رفض وقال إن ذلك من اختصاص اللجنة في جنيف.
اعتقلتني إسرائيل عندما كنت طفلا:
أكتوبر 2002
و يناير 2004
وفبراير 2006
وحزيران 2006
وتموز 2007
وآب 2009
دوما زارني الصليب الأحمر على انفراد.
في حياتي كلها لم يقم أحد منهم بمعانقتي!
لم تتجاوز تحياتهم المصافحة.
هنا نشاهد أحضانا جماعية من الصليب للإسرائيليات المفرج عنهن من غزة. pic.twitter.com/0ouJnvWl2k
— Muath Hamed ???? (@MuathHamed) November 29, 2023
مطالب بتحرك فوريبدوره، قال مدير نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري "بالتأكيد لا يوجد هناك أي رضى عن ما يقوم به الصليب الأحمر تحديدا فيما يتعلق بالأسرى داخل السجون، حيث لم يتمكن من بداية العدوان من زيارة السجون على الإطلاق".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "طالبنا الصليب الأحمر منذ بداية العدوان بالتحرك الفوري وقمنا بتسليمه رسالة مفصلة بحجم الاعتداءات وقطع المياه والكهرباء وتجريد الأسرى من أغراضهم الشخصية".
وقال المتحدث نفسه إن اللجنة -كمنظمة دولية حقوقية- يستند وجودها في الأراضي الفلسطينية إلى معايير، ولها صلاحية أكثر من أي مؤسسات أخرى "ويجب أن يكون لها ضغوطات كبرى لتتمكن من القيام بدورها وكشف ما يتعرض له الأسرى".
وتابع "يجب على الصليب الأحمر أن يصدر بيانا صحفيا ويقوم بمؤتمر إعلامي يوضح من الجهة التي تقف وراء منعه، وألا يبقى صامتا أمام ما يتعرض له الأسرى داخل السجون، الذين يعيشون كارثة وفق ما يصلنا من شهادات".
وفي ظل شح المعلومات، يتوقع مدير نادي الأسير أن تقوم اللجنة الدولية بدورها لكشف ما يتعرض له الأسرى، معربا عن خشية أن تُمارَس اعتداءات قد تؤدي لاستشهاد أسرى آخرين إضافة إلى 6 استشهدوا منذ بداية هذا العدوان داخل السجون.
وأشار، في السياق ذاته، إلى استمرار منع المحامين من زيارة الأسرى إلا في حالات قليلة وبإجراءات قضائية، وقال "هناك قيود وعراقيل كبيرة بحق المحامين أثناء الزيارة حيث يحضر الأسرى مكبلي الأيدي والأرجل".
وطالب الزغاري الصليب الأحمر بـ"سرعة زيارة الأسرى داخل السجون، وكشف مصير أسرى قطاع غزة الذين لم يفصح الاحتلال عن أي معلومات عنهم على الإطلاق".
تغطية صحفية: أهالي الأســرى يعتصمون أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة؛ تنديداً بـ"تواطؤ الصليب مع الاحـــتـلال وصمته في ظل تصاعد قمع الاحـــتـلال بحق الأســرى". pic.twitter.com/GZ6mHaUuru
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 5, 2023
حراك الشارعفي ظل ما تعتبره مؤسسات فلسطينية "تقصيرا" من الصليب الأحمر، بدأ حراك الشارع ضد المنظمة، وانتظم نشطاء فلسطينيون، الثلاثاء في اعتصام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة وسط الضفة، قالوا إنه يقام بالتزامن مع وقفات مماثلة في عدة عواصم عنوانها "الصليب الأحمر شريك للعدو الصهيوني في الإبادة الجماعية".
وفي تغريدات، قارن نشطاء بين تعامل بعض موظفي اللجنة مع الأسرى الفلسطينيين، وتعاملهم مع المحتجزين الإسرائيليين الذين أفرج عنهم في غزة ضمن صفقة تبادل.
ونشر الإعلامي الفلسطيني معاذ حامد مقطع فيديو تظهر فيه موظفة الصليب الأحمر تعانق إحدى المحتجزات الإسرائيليات المفرج عنهن في غزة قبل أيام، وأشار إلى اعتقاله 6 مرات، أولاهن كان طفلا. وقال "دوما زارني الصليب الأحمر على انفراد. في حياتي كلها لم يقم أحد منهم بمعانقتي! لم تتجاوز تحياتهم المصافحة، هنا نشاهد أحضانا جماعية من الصليب للإسرائيليات المفرج عنهن من غزة".
وحاولت الجزيرة نت التواصل مع مسؤولي الاتصال لدى اللجنة للحصول على تعقيب منها على الاتهامات الموجهة لها بالتقصير، ولم تتلق أي رد.
وكانت اللجنة قد عبرت، في بيان يتيم، صدر أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن "قلق عميق" إزاء عدم قدرتها على تقييم ظروف المعتقلين الفلسطينيين والمعاملة التي يتلقّونها.
وأضافت، حسب البيان ذاته، "يجب استئناف الزيارات العائلية. نحن على اتصال مع عائلات المعتقلين، ونتواصل مع السلطات (الإسرائيلية) بهذا الشأن من خلال حوارنا الثنائي غير العلني، وسنواصل تذكير السلطات بالتزاماتها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر الصلیب الأحمر داخل السجون من زیارة رام الله
إقرأ أيضاً:
قناة عبرية: واشنطن وعدت عائلات أسرى بطلب معلومات من حماس عن ذويهم
قالت القناة 13 العبرية الخاصة، السبت، إن الولايات المتحدة وعدت عائلات الأسرى الإسرائيليين بطلب معلومات من « حماس » عن ذويهم المحتجزين في غزة مقابل مساعدات إنسانية، وذلك في حال عدم التوصل إلى صفقة تبادل مع الحركة.
وجاء ذلك في ظل انتظار رد « حماس » على مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقالت القناة: « في ضوء الإخفاقات السابقة في المفاوضات، تشعر عائلات المختطفين بالقلق من عدم التوصل إلى اتفاق في النهاية هذه المرة أيضا ».
وذكرت أن الولايات المتحدة وعدت عائلات الأسرى الإسرائيليين بأنه في حال عدم التوصل إلى صفقة تبادل، فإنها ستطلب معلومات من « حماس » عن ذويهم المحتجزين في غزة مقابل مساعدات إنسانية، دون مزيد من التفاصيل.
ولم تعلق الإدارة الأمريكية رسميا على ما أوردته القناة العبرية حتى الساعة 11:40 (ت.غ).
وبحسب القناة، يشمل المقترح وفق ما هو معروف حتى الآن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، على أن يكون رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ضامنا لعدم قيام إسرائيل بشن هجمات في القطاع خلال هذه الفترة.
ويفصّل المقترح آلية تبادل الأسرى الفلسطينيين، فمقابل الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، إضافة إلى 1111 أسيرا من غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.
أما مقابل الإفراج عن جثامين 18 من الأسرى الإسرائيليين القتلى، فستُفرج إسرائيل عن 180 جثمانا لفلسطينيين من غزة، وفق المصدر ذاته.
وقالت القناة إنه سيتم تنفيذ عمليات الإفراج بشكل متزامن وفق آلية متفق عليها، ودون إقامة أي مراسم علنية. وسيتم تنفيذ نصف عمليات الإفراج في اليوم الأول، والنصف الآخر في اليوم السابع من سريان الاتفاق.
وأضافت: « تشمل وثيقة ويتكوف أن يكون الوسطاء قطر ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة، ضامنين لاستمرار وقف إطلاق النار طوال فترة الـ60 يومًا، وكذلك لأي تمديد متفق عليه ».
وستضمن هذه الدول إجراء مفاوضات جدية بشأن اتفاقيات لوقف دائم لإطلاق النار، وستبذل كل جهد ممكن لإكمال المفاوضات، كما سيتولى المبعوث الأمريكي ويتكوف إدارة المفاوضات، وسيصل إلى المنطقة لضمان إنجازها.
وإذا تم التوصل إلى الاتفاق، سيكون الرئيس الأمريكي ترامب هو من يعلن شخصيا عن وقف إطلاق النار، بحسب القناة 12 العبرية.
كما تقترح وثيقة ويتكوف أن يدخل الدعم الإنساني إلى قطاع غزة « فورا » بمجرد أن توافق حماس على وقف إطلاق النار.
وسيتم تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه بخصوص المساعدة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق. وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وينظم الاتفاق الجاري بلورته إعادة انتشار جديدة لقوات الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة.
فبعد تنفيذ الدفعة الأولى من الإفراج في اليوم الأول من الاتفاق، ستتم إعادة انتشاره في شمال القطاع وفي ممر نتساريم (وسط) « وذلك بموجب اتفاق يتعلق ببند المساعدات الإنسانية وبالاستناد إلى تفاهمات جغرافية يتم التوصل إليها ».
وبعد تنفيذ الدفعة الثانية والأخيرة، ستُجرى إعادة انتشار إضافية للجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع.
والجمعة، قالت حماس في بيان: « نجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمناه مؤخرا من ويتكوف عبر الوسطاء ».
والخميس، أعلنت الحركة أنها تلقت المقترح وتدرسه بـ »مسؤولية » بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ويسهم في إغاثته، ويضمن وقفا دائما لإطلاق النار.
وفي السياق ذاته، أكدت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن واشنطن عرضت على الحركة مقترحا يحظى بدعم من الحكومة الإسرائيلية.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حماس، مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين « دفعة واحدة »، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.