توفير بيئة داعمة للكفاءات الصحّية وتعزيز فاعلية المنظومة الصحّية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
افتتح الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة فعاليات مؤتمر ومعرض المنامة الدولي للصحة «المنامة هيلث»، بحضور ومشاركة وزارة الصحة والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، وعدد من كبار المسؤولين في القطاعات الصحية، وممثلين عن كبرى المؤسسات الطبية الدولية في مملكة البحرين والشرق الأوسط، وأهم الشركات العالمية والمحلية في القطاع الطبي.
وبهذه المناسبة، أكد الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة ترحيب مملكة البحرين باستضافة المؤتمرات الصحية المتخصصة والتجمعات العلمية الكبيرة التي تهدف إلى تبادل الخبرات مع المختصّين والمعنيين بالقطاع الصحي من مختلف دول العالم، بما يسهم في إثراء القدرات والمعرفة الصحية، وتوفير بيئة داعمة للكفاءات الصحية وتعزيز فاعلية واستدامة المنظومة الصحية. وقال إن المؤتمر والمعرض يجمع كوكبة متميزة من الشركات العالمية العاملة في مجال الرعاية الصحية وصناعة المستلزمات، ويُعد منصة حقيقية للراغبين في التعرف على أحدث ما وصل إليه التطور التكنولوجي في هذا المجال، والذي يشمل الذكاء الاصطناعي وجراحات الروبوت والجينوم واستخداماته العلمية وأمراض القلب والتجميل.
من جانبها، قالت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن وزيرة الصحة إن تنظيم مؤتمر ومعرض المنامة الدولي الصحي «المنامة هيلث»، والذي يستضيف الملتقى العربي الألماني، يُسهم بشكل كبير في تعزيز آليات التعاون على مختلف مستويات القطاعات الصحية ويعمل على تحسين جودة الرعاية الطبية المقدمة للمجتمع، لافتةً إلى أن المؤتمر يناقش أحدث الأبحاث والتقنيات المبتكرة في المجال الصحي، ويسهم في تبادل التجارب والخبرات والابتكارات الصحية، بما يصب نحو توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية الشاملة للجميع.
كما نوهت وزيرة الصحة بأهمية مواصلة عقد مثل هذه المؤتمرات التي تجمع المعنيين بالقطاع الصحي من مختلف الدول تحت سقف واحد؛ من أجل تبادل النقاش والوقوف على مستجدات القطاع الصحي الذي يُعد من أهم القطاعات وأبرزها، وبما يدعم تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة وتعزيز استدامتها.
بدوره، أكد سمير عبدالله ناس رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين أن صناعة الرعاية الصحية واحدة من أسرع الصناعات نموًا في العالم، وأن الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية أصبح ضرورة لمواجهة التحديات التي قد تواجه هذا القطاع، مشيرًا إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تعد أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز التنمية والنمو الشاملين في قطاع الرعاية الصحية، كما أن التعاون بين الحكومات والشركات الخاصة وأصحاب المصلحة أصبح أمرًا ضروريًا لتحسين جودة الرعاية الصحية.
وبيّن ناس أن غرف التجارة والصناعة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز فرص الاستثمار، وتسهيل التجارة، والدفع بالتنمية، وما يؤكد ذلك هو الدور الفعال الذي تقوم به غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في تعزيز التجارة والاستثمار بين الدول العربية وألمانيا في القطاعات كافة، مؤكدًا أهمية المنتدى الصحي العربي الألماني لمساهمته في خلق فرص مهمة لمواصلة التعاون واستكشاف طرق جديدة للعمل معًا لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية.
من جهتها، أشادت الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية بهذا التجمع من ممثلي وزارات الصحة العرب بالمؤتمر والمعرض الدولي، وكذلك مشاركة العديد من الشركات والمصانع العاملة في مجالات التصنيع الطبي، لافتةً إلى أن القطاع الصحي في مملكة البحرين يحرص على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الالتزام باتخاذ خطوات فعلية لتحسين صحة الجميع.
وأشارت الجلاهمة إلى أن قانون الضمان الصحي يُعد نقطة تحول تاريخية في تطور الخدمات الصحية بمملكة البحرين، إذ يهدف إلى توفير نظام صحي شامل وعالي الجودة ومستدام ويتسم بالمرونة وجاذب للاستثمار مع ضمان توفير خدمات رعاية صحية عادلة وتنافسية ضمن إطار يحمي حقوق الجميع، لافتةً إلى أنه تم وضع خطة طموحة لتطوير خدمات الرعاية الصحية في المملكة، والتي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات الصحية وضمان عدالة وسهولة الوصول إليها، وإعطاء المجتمع حرية اختيار مقدم الخدمة، وبالتالي خلق المنافسة بين مقدمي الخدمة، وتعزيز دور القطاع الخاص.
وقد احتضن المؤتمر هذا العام الملتقى العربي الألماني، بحضور الدكتورة جليلة بنت السيد حسن جواد وزيرة الصحة، وعدد من وزراء الصحة العرب، ووزارة الصحة الألمانية، وجامعة الدول العربية، وغرفة تجارة وصناعة البحرين، وغرف التجارة العربية الألمانية، إذ سلط الضوء على تطبيقات الضمان الصحي والتقدم التكنولوجي واستخداماته في القطاع الصحي والاستثمار وتمويل القطاع الصحي.
ويسهم التجمع الكبير الذي يوفره مؤتمر ومعرض «المنامة هيلث» في فتح قنوات تجارية كبيرة بين العارضين والزائرين، ما يجعل الفرصة سانحة أمام العارضين لتسويق منتجاتهم، وإبرام تعاقدات وصفقات بين الطرفين على مـدار أيام المعرض خلال الفترة من 7 وحتى 9 ديسمبر 2023، فضلاً عن إتاحة مادة علمية وعملية عن طريق تنظيم ورشة عمل ومحاضرة تثقيفية.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا القطاع الصحی فی القطاع إلى أن
إقرأ أيضاً:
استراتيجية غذائية شاملة ترسخ مكانة سلطنة عمان في توفير بيئة غذائية آمنة
حصلت سلطنة عُمان على شهادة الاعتراف من منظمة الصحة العالمية بخلو منتجاتها الغذائية من الدهون المتحولة الصناعية، لتكون بذلك من بين تسع دول فقط على مستوى العالم، والثانية عربيًّا، تحقق هذا الإنجاز، ما يعكس التزامها بتعزيز الوقاية الصحية وتحسين جودة الحياة.
ويأتي هذا الإنجاز تتويجا لجهود مستمرة بذلتها الجهات المعنية في مقدمتها وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه التي عملت على منع استخدام الدهون المتحولة الصناعية في الصناعات الغذائية المحلية وشملت مجموعة من الإجراءات أبرزها قرار حظر إنتاج واستيراد وتسويق الزيوت المهدرجة جزئيا والتي تستخدم في تصنيع العديد من المنتجات الغذائية، كما تسعى الاستراتيجية الوطنية للتغذية إلى تقليل الاستهلاك المرتفع من الدهون المتحولة والمشبعة، وتطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال، كما سعت سلطنة عمان إلى إبراز تجربتها الرائدة في المحافل الدولية وترسيخ مكانتها كمثال يحتذى به في القضاء على الدهون الضارة بصحة الإنسان، وتطبيق سياسات تدريجية للحد من الدهون المتحولة بالتعاون مع هيئة المواصفات والمقاييس لدول مجلس التعاون الخليجي لتحديد نسب الدهون المتحولة المسموح بها في الزيوت النباتية والسمن والأطعمة المصنّعة وصولا إلى الحظر الكامل.
وأظهرت دراسات صحية أن الاستهلاك العالي للدهون المشبعة والمتحولة في سلطنة عمان يرتبط بانتشار اضطرابات الدهون في الدم وارتفاع معدلات الكوليسترول والدهون الثلاثية مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي تعد من أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمع العماني.
وتشير الدراسات إلى أن الدهون غير الصحية تشمل الدهون المشبعة الموجودة في المنتجات الحيوانية والزيوت الاستوائية والدهون المتحولة الموجودة في الزيوت المهدرجة والأغذية المصنّعة التي تضر بصحة الجسم في حين أن الدهــون الصحية لها تأثير إيجابي على مستويات الدهـون والسكر فــي الدم، فــإن الدهون غير الصحية قد تزيد مــن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
سلوكيات العمانيين
وبينت دراسة "المعارف والسلوكيات المتعلقة باستهلاك الدهون لدى العمانيين في الفئة العمرية من 14 إلى 60 سنة في سلطنة عمان" ضعف الوعي الغذائي مما يستدعي تدخلات مجتمعية فعالة لخفض استهلاك الدهون وتحسين النمط الغذائي حيث اعتبرت الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إحدى المشاكل الصحية العامة الرئيسية في سلطنة عمان نتيجة ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع الدهون الثلاثية لذا لا بد من إجراء تدخلات تناسب المجتمع العماني والتي من شأنها تساعد المجتمع على خفض وتقليل تناول الدهون.
ودعت الدراسة إلى اعتماد نهج متعدد الجوانب لخفض استهلاك العمانيين للدهون من خلال استكمال برامج الصحة العامة الحالية وتكثيف حملات التوعية الموجهة للمجتمع عن مخاطر الاستهلاك الزائد للدهون وتمكين المستهلكين من تحديد بدائل للأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة والوصول إليها.
ومن ضمن التوصيات الحد من إضافة الدهون المشبعة إلى الأطعمة، ويمكن أن تستند الجهود المبذولة للحد من كمية الدهون المشبعة في الأطعمة إلى الجهود السابقة؛ فقبل الحظر الكامل للأحماض الدهنية المتحولة عام 2022 عملت السلطنة مع هيئة المواصفات والمقاييس لدول مجلس التعاون الخليجي للحد من كمية الدهون المتحولة المضافة إلى الزيوت والسمن النباتي والأطعمة التي تُباع في المطاعم، وبما أن التخلص الكامل من الدهون المشبعة من الإمدادات الغذائية غير ممكن فيمكن اتخاذ إجراءات تشريعية لتقليل كمية الدهون المشبعة المضافة إلى الأطعمة المصنّعة ووقف تسويق الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
وأوصت الدراسة بإطلاق حملات توعية لزيادة الوعي حول استهلاك الدهون نتيجة تدني معرفة العمانيين فيما يتعلق بالدهون. ولتحسين فهم المجتمع لهذا الموضوع يمكن القيام بحملات توعوية عبر قنوات متعددة في سلطنة عمان، بما في ذلك وسائل الإعلام مثل الإذاعة والتلفزيون والإنترنت وبرامج التعليم المدرسي ويتعين تكثيف هذه الحملات الإعلامية لتحسين المعرفة المتعلقة باستهلاك الدهون والأطعمة الغنية بالدهون، كما يجب مساعدة المستهلكين في سلطنة عمان على التعرف بسهولة على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون للمساعدة في تغيير سلوكيات الشراء والاستهلاك.
برامج وطنية
وشددت الدراسة على أهمية استمرار برنامج الفحص الوطني للأمراض المزمنة غير المعدية في سلطنة عمان والذي يستهدف المواطنين العمانيين فوق 35 عاما في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية للكشف المبكر عن حالات ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والسكري وأمراض الكلى المزمنة.
كما أوصت الدراسة بتوفير أخصائيي تغذية مؤهلين في كافة مؤسسات الرعاية الصحية الأولية لتقديم استشارات غذائية موجهة خاصة للحالات التي تُظهر نتائجها مؤشرات خطرة في تحاليل الدهون، وكجزء من فحص الأمراض المزمنة غير المعدية والزيارات الطبية لتشخيص الأمراض المزمنة غير المعدية ينبغي على العاملين في مجال الرعاية الصحية وأخصائيي التغذية بمؤسسات الرعاية الصحية تقديم الاستشارات التغذوية والمعلومات اللازمة حول أهمية تقليل كمية الدهون في النظام الغذائي، خاصة للأفراد الذين تم فحصهم والذين تبين ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم لديهم. وفي الحالات التي يشخّص فيها الفحص إصابة المريض بأحد الأمراض المزمنة غير المعدية، يحب الإحالة المبكرة إلى أخصائي التغذية، وعلى هذا النحو ينبغي أن يتوفر في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية عدد كاف من أخصائيي التغذية لضمان تقديم الاستشارات التغذوية في الوقت المناسب ولا تقتصر النصائح والاستشارات التي يقدمها أخصائيو التغذية على زيادة وعي الأفراد فحسب، بل تساعدهم أيضا على تغيير ممارساتهم من خلال معالجة العوائق والتغلب عليها.
وأحد المحاور المهمة في جهود السلطنة هو تشجيع الصناعات الغذائية على إعادة تركيب الأغذية المصنّعة ومعالجتها حيث ينبغي تشجيع شركات الأغذية لتقليل كمية الدهون في الأطعمة المصنّعة والمعالجة. ويمكن أن يتم ذلك من خلال سن تشريعات تحد من استخدام بعض الأطعمة أو حظرها أو من خلال دعم صناعة الأغذية لتقليل محتوى الدهون والسكر والملح في الأطعمة المصنّعة بما ينسجم مع تجارب ناجحة طبقتها دول أخرى.
إلى جانب الجهود التغذوية تواصل سلطنة عمان دعم برامج النشاط البدني مثل "اليوم العماني للنشاط البدني" الذي يقام في شهر أكتوبر من كل عام، والحملات الترويجية التي تشجع على ممارسة النشاط البدني بالإضافة إلى مبادرات وزارة الثقافة والرياضة والشباب لإنشاء المجمعات الرياضية، وعلى الرغم من أن هذه المجمعات تستهدف الشباب من الفئة العمرية من 15 إلى 25 سنة في الوقت الحالي، فإن التواصل مع الفئات المجتمعية الأخرى مثل المراهقات والنساء والرجال الذين تزيد أعمارهم على 25 سنة سيكون مفيدا لزيادة مستوى النشاط البدني لدى جميع فئات المجتمع.