أعاد مقطع فيديو جديد نشره مشروع "Heritage Matters" إشعال النقاش العلمي والجماهيري حول ما إذا كانت الأرض "تنــبض" فعلا.

الفيديو الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، يمزج بين بيانات أقمار صناعية حقيقية توثق التمثيل الضوئي على مستوى الكوكب، وأصوات طبيعية مثل هبوب الرياح، إضافة إلى إيقاع منتظم يشبه نبض قلب بطيء وثابت.

فهل للأرض قلب ونبض..؟

رغم أن هذا الفيديو يمزج بين الواقع والخيال، إلا أن هناك بالفعل ظواهر طبيعية حقيقية تضفي بعض المصداقية على فكرة امتلاك كوكب الأرض لقلب ينبض.

ومن أبرز هذه الظواهر "رنين شومان"، وهي موجات كهرومغناطيسية ناتجة عن العواصف الرعدية، تدور باستمرار حول الغلاف الجوي للأرض. تتكرر هذه الترددات بشكل منتظم، ما ينتج عنه اهتزازات إيقاعية يمكن قياسها.

وهناك ظاهرة أخرى، تعرف باسم "النبضات الزلزالية الدقيقة"، وهي اهتزازات غير مفسرة تجّلت كل 26 ثانية تقريب.

يقول العماء إن هذا "النبض" يشبه الزلازل الصغيرة، تبين أن للأرض ما يشبه "نبض القلب"، لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من معرفة السبب وراء حدوثه.

هذا "النبض" يحدث تقريبًا كل 26 ثانية، وهو أبطأ بكثير من نبض قلب الإنسان، الذي يمكن أن يصل إلى 100 نبضة في الدقيقة.
وقد تم تسجيل هذه الظاهرة لأول مرة في أوائل ستينيات القرن الماضي على يد الجيولوجي جاك أوليفر، الذي رجّح أن هذه "الزلازل الصغيرة" قد يكون مصدرها منطقة ما في المحيط الأطلسي الجنوبي أو الاستوائي.

لكن في تلك الحقبة، لم تكن تتوفر التقنيات المتطورة التي تتوفر اليوم، ولهذا لم يكن أوليفر قادرا على دراسة هذه النبضات بشكل دقيق.

وفي وقت لاحق، أعاد عالم الزلازل مايك ريتزولر من جامعة كولورادو بالولايات المتحدة، وفريقه، اكتشاف هذه النبضات بعد مرور عقود على رصدها لأول مرة.

وفي تصريح لمجلة Discover، قال ريتزولر عن أوليفر: "لم يكن لدى جاك في عام 1962 الإمكانات التي كانت لدينا في عام 2005، ولم يكن يملك أجهزة قياس الزلازل الرقمية، بل كان يعتمد على تسجيلات ورقية".

ومنذ ذلك الحين، حاول علماء الزلازل أمثال ريتزولر فهم مصدر هذه النبضات، التي تُعرف أيضا بالزلازل الدقيقة، وأسباب حدوثها. ومن بين هؤلاء العلماء، غاريت أولر، الذي تحدث في مؤتمر لجمعية الزلازل الأمريكية سنة 2013، موضحا أنه استطاع تحديد المصدر المحتمل لهذه النبضات بشكل أدق، وهو جزء من خليج غينيا يُعرف بـ"خليج بوني".

أما عن سبب حدوث هذه الظاهرة، فيرى أولر أنها مرتبطة بحركة أمواج المحيط. وحسب تفسيره، عندما تمر الأمواج عبر المحيط، فإن فرق الضغط في المياه قد لا يؤثر كثيرا على قاع البحر، لكن عندما تصطدم بمنحدر القارة، حيث تكون اليابسة أقرب إلى السطح، فإن ذلك يؤدي إلى ضغط يُشوه قاع البحر، مولدا بذلك نبضات زلزالية تعكس حركة الأمواج.

لكن في ورقة علمية نشرت لاحقا في نفس العام، اقترح الباحث يينغجي شيا من معهد الجيوديسيا والجيوفيزياء في ووهان، الصين، أن السبب ليس الأمواج، بل البراكين.

وأوضح أن مصدر النبض قريب بشكل ملحوظ من بركان موجود في جزيرة ساو تومي الواقعة في خليج بوني. مضيفا أن هناك منطقة أخرى يشكل فيها بركان مصدرا لزلازل دقيقة مشابهة، وهي بركان آسو في اليابان.

ورغم هذه الفرضيات، لا تزال الظاهرة لغزا غير محلول، ويُرجع بعض العلماء ذلك إلى أن هذه القضية ليست من ضمن أولويات علم الزلازل في الوقت الحالي، رغم اهتمام بعض الباحثين بفهمها.

وفي هذا السياق، قال العالم دوغ وينز لمجلة Discover: "هناك مواضيع محددة نركز عليها في علم الزلازل. نحن نسعى إلى فهم البنية الداخلية للقارات، وأشياء من هذا القبيل. أما هذا النوع من الظواهر، فهو خارج نطاق ما ندرسه عادة، لأنه لا يرتبط بفهم البنية العميقة للأرض". وعليه، يرى ريتزولر أن حل هذا اللغز قد يكون من مهام الأجيال القادمة من العلماء.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أقمار صناعية الكوكب نبض قلب ظواهر طبيعية كوكب الأرض صور كوكب الأرض ظواهر طبيعية أقمار صناعية أقمار صناعية الكوكب نبض قلب ظواهر طبيعية أخبار علمية هذه النبضات

إقرأ أيضاً:

خبير تركي يكشف 6 خطوات لبناء مدن مقاومة للكوارث: “استعدوا وكأن الزلزال سيقع غدًا”

في إطار تحذيراته المستمرة بشأن الاستعداد لزلزال إسطنبول المتوقع، قدّم خبير الزلازل التركي البروفيسور الدكتور ناجي غورور خارطة طريق مفصلة لبناء مدن مقاومة للزلازل، داعيًا إلى تحرك جماعي تشارك فيه البلديات والحكومة والمجتمع.

وفي منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لخص غورور الخطوات اللازمة في ست نقاط رئيسية، تبدأ من التنظيم المؤسسي وتنتهي بالاستعداد الدائم دون الانشغال بموعد وقوع الزلزال، قائلاً: “البلدية تهيئ المدينة لمواجهة الزلازل، بمساعدة الحكومة والمواطنين”.

ست خطوات نحو مدينة مقاومة للزلازل1. تنظيم بلدي شامل

يشدد غورور على أن البلدية هي الجهة المسؤولة الأولى عن إعداد المدينة لمواجهة الكوارث. ويجب عليها إنشاء هيكل تنسيقي داخلي يتضمن:

منسقًا إداريًامنسقًا عامًامنسقًا للبنية التحتيةمنسقًا لمخزون المبانيمنسقًا للبيئة والنظام البيئيمنسقًا اقتصاديًا
ويُعتبر رئيس البلدية هو المنسق الأعلى لهذا الهيكل.2. تحليل المخاطر الزلزالية

يجب تحديد السمات الجيولوجية للمنطقة، بما في ذلك موقع وطول الفوالق النشطة، عمقها، سعة الزلازل المحتملة، وتواتر حدوثها، إلى جانب أي مخاطر أخرى تهدد المنطقة.

3. التقسيم الدقيق للمناطق

دعا غورور إلى إجراء دراسة تفصيلية تُعرف بـ”التقسيم الجزئي” لأحياء ومناطق المدينة، بما يساعد على التخطيط بدقة واتخاذ قرارات تعتمد على طبيعة كل منطقة.

اقرأ أيضا

“القوة الخفية” لتركيا تثير دهشة الصحافة…

السبت 26 يوليو 20254. تقييم الأضرار المحتملة

بعد تحديد الزلزال المتوقع، يجب تحليل مدى الضرر الذي قد تتعرض له مختلف مكونات المدينة، كالبنية التحتية، والمباني، والنقل، والخدمات.

5. تعزيز القدرة على الصمود

بناءً على التقييم السابق، يجب تقوية هذه المكونات مسبقًا لتكون قادرة على مقاومة الأضرار المتوقعة. ويشدد غورور على أهمية العمل الاستباقي وليس الانتظار لما بعد وقوع الكارثة.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يكتشف 86 ألف زلزال خفي أسفل متنزه يلوستون الأميركي
  • يبعد 35 سنة ضوئية.. اكتشاف كوكب يحمل مواصفات حياة شبيهة بالأرض
  • خبير تركي يكشف 6 خطوات لبناء مدن مقاومة للكوارث: “استعدوا وكأن الزلزال سيقع غدًا”
  • اكتشاف كوكب واعد بالحياة على بُعد 35 سنة ضوئية من الأرض!
  • اكتشاف كوكب صالح للحياة
  • صالح للحياة .. كوكب جديد يبتعد 35 سنة ضوئية عن الأرض| ما القصة؟
  • اكتشاف كوكب يحمل مواصفات قد تجعله صالحا للحياة
  • أجواء الأشخرة 2025 .. تراث ينبض بالحياة
  • فرنسا تعترف بدولة فلسطين.. وماكرون يثير غضب نتنياهو الذي يعتبر القرار “مكافأة للإرهاب”
  • حذف ثانية من التوقيت العالمي.. ما الذي سيحدث في 2030؟