اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "العدو الاسرائيلي ليس في موقع فرض الشروط، هو يقتل في غزة، ويقصف، ويدمّر، ويرتكب المجازر، ولكنه غير قادر على فرض شروطه على المقاومة في غزة، وهذه من معطياتنا، ومعطيات الميدان هي التي تحكم اليوم، وأيضاً هو ليس في موقع أن يفرض الشروط على لبنان، وليخرج بداية من أيدي المقاومين الأبطال في غزة ومن مأزقه ومن كابوسه فيها، ومن ثمّ ليُطلق هذه التهديدات، ونحن نرى ماذا يحصل لجيشه في غزة، قبل أن نتحدث عن ماذا يحصل له على هذه الجبهة في الجنوب".



كلام النائب فضل الله جاء خلال جولة له في مدينة بنت جبيل لتفقد الأهالي الصامدين والاطلاع على الأماكن المتضررة من الاعتداءات الاسرائيلية، حيث أوضح أن "يد العدو ليست العليا في الميدان، وأنما فقط في التدمير والقتل"، معتبراً  ان "الانتصار في غزة سيكون انتصارًا لنا جميعاً وللأمة العربية والاسلامية ولكل الأحرار في العالم"، لافتاً إلى أن "الميدان هو الذي يتحكم الآن في المسار العام لهذه المواجهة".

وأشار النائب فضل الله إلى أن "التهديدات الاسرائيلية هي تهديدات جوفاء لا قيمة لها، والصهاينة يعرفون من تجربتهم في حرب تموز 2006، ومن تجربتهم من 82 الى 2000، ومن 2000 الى 2006، أنه في لبنان لا إمكانية لهم بعد لتحقيق إنجازات وانتصارات، وتهديداتهم كلها في سياق "الكلام الفاضي"، وهذا جزء من محاولات رفع المعنويات في الداخل الصهيوني، وطمأنة المستوطنين في الشمال الذين يضغطون على قادة العدو، لأنهم لأول مرة يضطرون الى النزوح بهذه الطريقة، وهذا لم يحصل من ال48 الى اليوم، وهذا ليس كلامنا بل كلامهم".

وأكد "أننا أهل الأرض ونحن المعتدى علينا ونحن الذين نقاتل في أرضنا، سواءً كنا نحن هنا في لبنان أو الفلسطينيون في غزة، وهم المحتلون والمعتدون، وعليهم أن يخرجوا من هذه الأرض، لأن أهلها لن يخرجوا منها، وهم الذين حرروها ويدافعون عنها ومتمسكون بها، ولا يمكن لأي أحد أن يُخرجهم من أرضهم، وهذا ما رأيناه في أن يموت الناس ويستشهدوا أشلاء ولا يخرجون، وقد سقط مشروع التهجير الى مصر في غزة، وأما في لبنان، فنحن نقول لهذا العدو هذا بلدنا، وأنت محتلّ، ونحن ندافع عن بلدنا، وسنقاتل ونقاوم انتصاراً لغزة ودفاعاً عن بلدنا".

وأضاف: "كل ما سُرّب وحُكي في الإعلام عن أطروحات ودعوات وإشارات معينة حول هذه المنطقة، هي أوهام، ويظن من يطلقها أن يصلوا الى يوم لا يجدون فيه مقاومة في لبنان، فهذه أوهامهم، وأضغاث أحلام، وستبقى في الأحلام وفي الأوهام، ونحن لسنا من الأطراف التي تُرسَل لنا لا رسائل تهديد ولا رسائل افعلوا كذا وكذا، فنحن اليوم مَن نقرر في هذه المواجهة، فعلى المستوى الميداني المقاومة هي التي تفرض الإيقاع، وهي صاحبة المبادرة، حتى في لبنان هذا العدو "يريد السترة"، وهو لا يعرف كيف ينتهي من هذه المعركة على الحدود".

وأكد النائب فضل الله أن "العدو لم يحقق الى اليوم إنجازاً عسكرياً واحداً لا في غزة ولا على المستوى اللبناني، وهو يقوم بغارات ويقصف المنازل، وفي غزة، يقتل الأطفال والنساء، وهذا جزء من المواجهة في المعركة، وهذه هي الأداة التي يستطيع استخدامها العدو، أما على الصعيد العسكري فأين هي الانجازات، ليقل هذا العدو أولاً لمجتمعه ماذا حقق من إنجازات في غزة، وماذا حقق من انتصارات حتى يأتي ليُطلق هذه التهديدات التي قلنا أنها جوفاء في السياسة والإعلام، ولكن على الواقع لا مكان لها ولا إمكانية أن يحقق أي منها، وبعد شهرين ذهب ليحرر أسيراً تابعاً له، فقُتل الأسير وأُصيب مَن أصيب، كما يُقال نجحت العملية ولكن مات المريض، وبالتالي، هو غير قادر أن يحرر أسيراً ويحقق هدفاً واحداً حتى الآن في غزة".

وتابع: "في لبنان نحن نمتلك إن شاء الله القوة الكبيرة المتمثلة بمعادلة المقاومة والجيش والشعب، فهذه معادلة قائمة، فجيشنا اللبناني دفع شهداء في هذه المواجهة، وكذلك دفع الشعب اللبناني شهداء وأيضاً الصحافيين، والمقاومة تقدّم الشهداء، ونحن في بلدنا نستطيع القول، أنه لدينا ثقة بالشعب ولدينا ثقة بهذه المقاومة، والعدو لم ينتصر في غزة حتى يطالب او يفرض بعض الشروط، ومحور المقاومة هو الذي يبادر اليوم، سواء في اليمن، او في العراق، او في سوريا، او في لبنان وغزة، ولكن المعركة الأساسية هي في غزة، والأهم هو الثبات والصمود، ونحن إن شاء الله نرى هذه المقاومة في غزة ثابتة وصامدة وجبهتنا جبهة مساندة بكل اطمئنان، ونحن لسنا فقط باقون في أرضنا هنا، وإنما العدو يخاف من أن ندخل الى الأراضي الفلسطينية".

وتابع: "عندما نقول الجبهة في لبنان جبهة مساندة، فهذا يعني أن تطوراتها مرتبطة بتطورات المسار في غزة، وحسب المسارات التي ستسلكها المواجهات في غزة تتطور المواجهة على هذه الجبهة، وبالتالي على العدو ألّا يطمئن أبداً على هذه الجبهة، ونظن أنه بعد هذه التجربة، بات مستوطنوه وجيشه غير مطمئنين، وصراخهم أحياناً يُسمَع، وهذا وزير الحرب يخرج ويهدد ويقول إن لم يكن بالدبلوماسية فإننا سنستخدم القوة العسكرية، وعليه فإننا نقول، بدايةً فليُطلّ جنوده برؤوسهم على الحدود ومن ثمّ يهدد، عندهم قوة نيران، وغيرهم عنده قوة نيران، فليسوا لوحدهم يملكون قوة نيران، وللعلم حتى الآن في غزة الجنود الصهاينة لا يخرجون من الآليات ومن الملالات، ويختبئون في بيت تفاجئهم المقاومة، ونحن اليوم بمعادلة مختلفة تماماً، وصحيح أن العدو يملك الإمكانيات العسكرية والتدميرية الكبيرة، ولكن نحن نملك الإرادة ونملك روح الاستشهاد التي نراها في غزة وفي جنوب لبنان للدفاع عن بلدنا".

وختم النائب فضل الله: "نحن أولاد الأرض، هذه أرضنا وهذه بلادنا ونحن متواجدون فيها كما يُقال أباً عن جد، ومن الطبيعي أن نكون نحن الى جانب الناس لأننا جزء من الناس، ودائماً نتابع أوضاع الصامدين أو النازحين الذين اضطروا الى النزوح خصوصاً من القرى التي تقع على حافة الحدود مباشرةً، وبالتأكيد مدينة بنت جبيل هي المدينة الأساسية في هذه المنطقة ومعروف تاريخها المقاوم، وحجم ما تعرّضت له في عدوان تموز 2006 وبالمقابل حجم الصمود، وهُزمَت هنا إسرائيل في عام 2006".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: النائب فضل الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

رسائل مزدوجة في تصعيد حزب الله ضد إسرائيل

جنوب لبنان- استعادت جبهة الجنوب اللبناني مجددا الاهتمام السياسي والأمني، إذ تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل على طول الحدود، الأمر الذي يشير إلى دلالات عديدة، خاصة مع زيادة تأثير حزب الله وتطور عملياته العسكرية داخل إسرائيل، بينما توسعت الضربات الإسرائيلية في لبنان.

ويشير منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية العميد منير شحادة للجزيرة نت، إلى أن التصعيد العسكري هدفه ردعي ولدعم غزة والضغط على إسرائيل مع بدء عملية رفح، ولكن الرسالة المقلقة اليوم لإسرائيل مع زيادة وتيرة التصعيد، أن المقاومة جاهزة للعودة إلى فترة ما قبل عام 2000، أي بدء عمليات الاقتحام للمراكز العسكرية الإسرائيلية.

ويدلل على حديثه بالعمليات التي نُفذت على الحدود في مراكز راميا والمالكية وغيرهما، بحسب المقاطع المصورة التي تم نشرها ويظهر فيها استخدام المقاومين أسلحة تقليدية، مثل القذائف المضادة للدروع و"بي 7″ وقذائف الهاون عيار 81 مليمترا، ورشاش "بي كيه سي"، و"الكلاشنكوف"، بينما لا تظهر أسلحة دقيقة مثل "صواريخ ألماس"، وهو ما يدل على أن هذه العمليات كانت هجومية وليست لضرب المراكز، بحسب العميد.

رسائل نوعية

يقول العميد شحادة إنه مع وجود العديد من المراكز الإسرائيلية المنتشرة في المناطق الحدودية من الناقورة إلى مزارع شبعا، يمكن للمقاومة تنفيذ عمليات بسهولة، حيث تشير المعلومات الأمنية إلى أنه لا يوجد أكثر من ألف جندي في الحافة الأمامية للحدود، بسبب خوفهم من هجوم عسكري من قبل المقاومة.

ومع تمكن المقاومة اللبنانية من إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من طراز "هرمز 900″، فإن ذلك يؤكد -بحسب شحادة- قدرتها على امتلاك صواريخ مضادة للطائرات، قادرة على استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز "إف-35″ و"إف-15″ و"إف-16".

ويعتبر العميد شحادة أن إسقاط الطائرة يعد عملا عسكريا بأهداف إستراتيجية، حيث يتضمن أولا إسقاط طائرة تجسس، وثانيا إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن لدى المقاومة القدرة على استهداف الطائرات الحربية، وهو ما يجعل كل سلاح جو إسرائيلي في وضع خطير.

ويرى منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية أن هذه العمليات تحمل رسائل ذات حدين لإسرائيل:

الأولى أن المقاومة ظهرت على بعد أمتار من الجنود الإسرائيليين رغم حديث وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت المتكرر عن إبعادها عن الحدود. والثانية أن المقاومة في المرة القادمة قادرة على إعادة مرحلة ما قبل عام 2000 بقيامها بعمليات اقتحام لمراكز إسرائيلية، وأنها مستعدة للعودة إلى تلك الفترة.

ويشير شحادة إلى أن المقاومة قصفت قاعدة "برنيت" بصواريخ بركان المدمرة، وعرضت مشاهد تُظهر حجم الدمار الهائل الذي تسببت به، وأضاف أن أهم ما في الأمر هو قصف قاعدة قيادة اللواء 769، حيث عرضت إسرائيل مقطع فيديو يُظهر مدى الأضرار التي لحقت بها، كما أن نجاح المقاومة بقصف معمل حربي في عكا بجبل ميرون باستخدام صواريخ كاتيوشا بأعداد كبيرة يُظهر استعدادها وقدرتها على الرد بقوة.

جبهة إسناد

من جهته، يقول الخبير بالشؤون الإسرائيلية علي حيدر للجزيرة نت، إن أداء حزب الله العملياتي، بما في ذلك التصعيد الذي تشهده جبهة لبنان، يحكمه في الإطار العام عنوانان رئيسيان، التطورات في جبهة غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على الساحة اللبنانية.

ويشير إلى أن تصعيد حزب الله جاء ليخدم هذين الاتجاهين معا، حيث تم رفع مستوى الضغوط الميدانية لتشكل دعامة للجبهة الرئيسية في قطاع غزة، وأيضا جاءت ردا على الاعتداءات التي نفذها الجانب الإسرائيلي في عدة بلدات لبنانية، "ورغم أنها لا تزال تتماشى مع قواعد الاشتباك، إلا أنه من الواضح أنها تتحرك بنسبة معينة".

ورأى الخبير بالشؤون الإسرائيلية أن من أبرز الرسائل التي تنطوي عليها ضربات حزب الله النوعية والمكثفة، حضورها كعامل مؤثر في حسابات القرار السياسي والأمني الإسرائيلي إزاء تقديره لكلفة مواصلة خيار الحرب على غزة، والإيضاح للقيادات الإسرائيلية أن التصعيد على جبهة لبنان سترتفع وتيرته بشكل تصاعدي باعتبارها جبهة إسناد.

وبحسب حيدر فإن تصعيد العمليات التي ينفذها حزب الله ردا على التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة أيضا يشكل تعزيزا لموقع الحزب في قواعد الاشتباك التي تحكم حركة الميدان، وكذلك بهدف إفهام الجانب الإسرائيلي أن تصاعد اعتداءاته على لبنان ستقابل من المقاومة اللبنانية بمسار تصاعدي من العمليات.

بناء على ذلك، يقول الخبير إن الجانب الإسرائيلي سيضطر إلى وضع نفسه أمام خيارين، إما التكيف مع وتيرة وسقف العمل الذي فرضته المقاومة على جبهة لبنان بدعم من غزة، والذي ارتفع إلى مستويات جديدة، أو التحرك نحو مواجهة أوسع قد تتسم بأبعاد أخطر على العمق الإسرائيلي.

عمق أزمة الشمال

ويرى العميد شحادة أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للجبهة الشمالية، جاءت لطمأنة المستوطنين بأن الوضع آمن ومستقر، ولكن المعلومات الدقيقة تُظهر أنه عندما وصل إلى الجبهة الشمالية، تمت مواكبته بواسطة 16 طائرة من طراز "إف-15" و"إف-16″، بالإضافة إلى طائرات استطلاع من طراز "هرمز 900″، كما تمركزت بوارج في البحر لمراقبة الوضع، خوفا من ردة فعل من المقاومة.

وكان من اللافت جدا -بحسب شحادة- أن يطلب رئيس البلدية في مستوطنة مارغليوت وبشكل علني من الجيش الإسرائيلي الانسحاب، بعد أن تم استهدافهم من قبل المقاومة اللبنانية، كما دعا مجموعة من رؤساء بلديات المستوطنات في الشمال إلى الانفصال عن إسرائيل وإنشاء دولة الجليل الأعلى.

واعتبر أن هذه الخطوة بالرغم من كونها نظرية وإعلامية، إلا أنها تُظهر مدى الأزمة الكبيرة التي يعاني منها المستوطنون في الشمال، ويُحذرون نتنياهو من عدم اهتمامه بأمورهم، وهذا هو السبب الذي دفع نتنياهو لزيارة هذه الجبهة.

مقالات مشابهة

  • رسائل مزدوجة في تصعيد حزب الله ضد إسرائيل
  • هزّ العصا.. هل انتقل لبنان إلى مرحلة الحرب؟
  • تصعيد كبير جنوباً يُعيد شبح الحرب الموسعة.. ونتنياهو يأمر بتوسيع نطاق الضربات
  • ليلة ساخنة جداً.. إسرائيل توسّع القصف وتضرب عمق لبنان!
  • العملية رقم 2000 لـحزب الله.. شاهدوا لحظة إستهداف طائرة هيرمز 900!
  • استشهاد مسعف وإصابة آخر بغارة إسرائيلية جنوب لبنان
  • فضل الله: إبقاء ملف النازحين مفتوحا من دون معالجة قد يُشكّل خطرا وجوديا على لبنان
  • محمد رعد زار جبيل... ماذا قال من هناك عن حزب الله والحرب؟
  • يزبك: لبنان منفتح إلا أنه لا يقبل التبعية وسلب سيادته
  • اجتماع تنسيقي بين التقدمي وحزب الله في منطقة الغرب