أطفال جنوب السودان يخطفون الأضواء باليوم العالمي لحفظ السلام
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
أقامت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) مراسم رسمية لإحياء الذكرى السنوية لليوم الدولي لحفظة السلام، الذي يوافق 29 من شهر مايو/أيار من كل عام.
الحفل الذي أُقيم في العاصمة جوبا يوم الخميس الماضي، وشارك فيه ممثلون عن الحكومة، يأتي في ظل تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية، مما يثير المخاوف من عودة البلاد إلى الحرب الأهلية.
وخلال الحفل، ألقت الطفلة ألول موكنيم وور (10 أعوام) كلمة مؤثرة خطفت فيها الأضواء، إذ طلبت من القادة المحليين والمجتمع الدولي إنهاء النزاع المستمر، حتى يتمكن الأطفال من تحقيق أحلامهم في مستقبل آمن ومستقر.
وفي كلمتها التي لامست قلوب الحاضرين، قالت الطفلة ألول "إلى الأصدقاء البعيدين، حفظة السلام في أنحاء العالم، الذين يأتون للمساعدة، وعلاج الناس وإنقاذ أرواحهم: إن عطاءكم كريم، وجهودكم صادقة.. ساعدوا الوطن، وساعدوا الأطفال لبناء شيء جديد. قلوبنا تمتد لبناء بلد نعيش فيه بسلام، أرجوكم أيها القادة اتخذوا موقفًا ضد الحرب، ودعوا الحب واللطف يضيئان الطريق".
وجسّدت كلمة الطفلة ألول شعار الاحتفال هذا العام "السلام يبدأ مني" والذي يسلّط الضوء على أهمية المسؤولية الفردية في تحقيق الاستقرار والأمن.
إعلان وعود بالاستقراروخلال الحفل، تم تكريم 18 ألفًا من حفظة السلام العسكريين والمدنيين الذين يعملون في ظروف صعبة وخطرة، لدعم جنوب السودان على طريق الاستقرار، بعد سنوات من العنف والصراع المسلح.
كما شهد الحفل تنكيس الأعلام، ووضع إكليل من الزهور، تخليدا لذكرى من فقدوا أرواحهم أثناء تأديتهم لواجبهم.
وقبل بدء المراسم الرسمية للحفل السنوي، تم الكشف عن نصب تذكاري جديد يكرّم الجهود الاستثنائية لعناصر قوات حفظ السلام الذين يواصلون حماية المدنيين وردع أعمال العنف، رغم ما يواجهونه من مخاطر ومصاعب.
واختُتم الحدث برسالة شكر من حفظة السلام إلى السكان لدعمهم المستمر، ووعدوا بالوقوف إلى جانبهم ومواصلة النضال لتحقيق مستقبل أفضل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
حكم سب الرياح وماذا نقول لحفظ النفس منها؟ .. بما علق الفقهاء
يغضب الإنسان كثيرا عند تغيّر الطقس، خاصة إذا هبّت الرياح الشديدة، أو كانت محمّلة بالأتربة والحرارة، فيدفعه ضيق الحال إلى التلفظ بألفاظ نابية، تصل أحيانًا إلى سب الريح أو لعنها، غير مدرك أن هذا الفعل قد نهى عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما فيه من سوء أدب مع تدبير الله سبحانه وتعالى، إذ إن الرياح مأمورة لا تعمل من تلقاء نفسها، بل هي جند من جنود الله، مسخّرة بأمره، تأتي بالخير أو تحمل البلاء وفقًا لحكمته ومشيئته.
وقد ورد النهي الصريح عن سب الريح في أحاديث نبوية صحيحة، منها ما رواه الإمام أبو داود وابن ماجه بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
«سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها».
وقد فسر العلماء قول النبي "من روح الله" بفتح الراء، بأنه من رحمة الله بعباده، كما ذكر الإمام النووي في "المجموع".
كما روى الإمام الترمذي عن الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أُمرت به».
أما الإمام الشافعي، فقد أكد في كتابه "الأم" أنه لا يجوز سب الرياح، لأنها خلق من خلق الله تعالى، وجند من جنوده، يسخرها كيف يشاء، رحمةً أو نقمة.
واستدل في ذلك بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلًا لعن الريح في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: «لا تلعنوا الريح، فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه»، وهو حديث رواه الترمذي.
دعاء الرياح لحفظ النفس
ولما كانت الرياح من مظاهر القدرة الإلهية التي تحمل الخير والبلاء معًا، كان من الهدي النبوي أن يدعو الإنسان الله تعالى عند رؤيتها بما يحفظ النفس والأهل، وأن يستعيذ به من شرها، ويرجو خيرها. ومن الأدعية التي وردت واستُحب قولها في مثل هذه الأحوال:
اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا.
اللهم لقحًا لا عقيما.
ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.
اللهم إني أستودعك ذريتي وأهلي، يا من لا تضيع عنده الودائع، فاحفظهم وعافهم من كل آفة وعاهة، ومن سوء الأسقام والأمراض، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر عين كل حاسد وغلّ كل حاقد، ومن أصدقاء السوء.
اللهم يا ربي ورب كل شيء ومليكه، إني أدعوك باسمك الواحد الأحد الفرد الصمد، وأدعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، أن تمنّ عليّ بصلاح أحوال أهلي وذريتي.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا، إنك سميع مجيب.