قد يبدو للكثيرين أن العلامات السوداء أو البقع الداكنة على الجلد، وخاصةً حول الرقبة، مجرد تغير لون غير ضار، لكن هذه البقع الداكنة التي تبدو غير ضارة قد تكون مؤشرًا مبكرًا لمرض أخطر بكثير وهو داء السكري . 

ماذا يحدث للجسم عند تناول المشمش؟الغذاء والدواء توافق على لقاح الجيل التالي من موديرنا للوقاية من كورونا


تُعرف هذه البقع الداكنة المخملية باسم "الشواك الأسود" ، وغالبًا ما تكون علامة على مقاومة الأنسولين، والتي قد تكون مقدمة لداء السكري من النوع الثاني، إن التعرّف على هذه العلامات مبكرًا قد يساعد الأشخاص على اتخاذ خطوات للحفاظ على صحتهم ومنع تطور داء السكري إلى مراحله النهائية.


ماذا تعني العلامات السوداء على الرقبة؟


الشواك الأسود (Acanthosis nigricans) هو فرط تصبغ الجلد وزيادة سماكته، ويظهر عادةً في طيات الجسم كالرقبة والإبطين والفخذين، وأحيانًا حتى مفاصل الأصابع، تتراوح ألوان هذه البقع من البني إلى الأسود، وغالبًا ما يكون ملمس الجلد في هذه المناطق مخمليًا. ورغم أن هذا التغير في المظهر لا يكون مؤلمًا أو مثيرًا للحكة دائمًا، إلا أنه قد يكون مزعجًا للكثيرين.
ترتبط هذه الحالة الجلدية ارتباطًا وثيقًا بمقاومة الأنسولين، وهي حالة تصبح فيها خلايا الجسم أقل استجابةً للأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم سكر الدم، عند حدوث ذلك، يُعوّض الجسم ذلك بإنتاج المزيد من الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في مجرى الدم.
تُحفّز مستويات الأنسولين العالية خلايا الجلد، وخاصةً في المناطق ذات الطيات الجلدية الكثيرة، مما يؤدي إلى فرط نمو خلايا الجلد وزيادة إنتاج الميلانين، مما يُسبب ظهور البقع الداكنة المميزة.

العلاقة بين داء الشواك الأسود ومرض السكري


أظهرت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين الشواك الأسود ومقاومة الأنسولين، والتي غالبًا ما تكون مقدمة لمرض السكري من النوع الثاني. ووفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للطب، يُعد الشواك الأسود مؤشرًا سريريًا موثوقًا لمقاومة الأنسولين، حيث يكون المرضى الذين تظهر عليهم هذه التغيرات الجلدية أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في مراحل لاحقة من العمر.
يقول الدكتور أندرو جي. راندل، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة بجامعة كولومبيا، إن 80% من المصابين بداء الشواك الأسود يعانون من مقاومة الأنسولين، تُعد مقاومة الأنسولين عامل خطر رئيسي، ليس فقط لمرض السكري، بل أيضًا لحالات أيضية أخرى مثل السمنة ومتلازمة تكيس المبايض. لهذا السبب، ينبغي على من يلاحظون هذه العلامات الداكنة على أعناقهم استشارة خبير صحي لتقييم خطر إصابتهم بمرض السكري وغيره من الاضطرابات الأيضية.

الكشف المبكر: أهمية التعرف على الأعراض


يُعدّ الكشف المبكر عن داء السكري أحد الجوانب الأساسية لإدارة المرض. وللأسف، لا يدرك الكثير من المصابين بمرحلة ما قبل السكري أو مقاومة الأنسولين حالتهم إلا بعد ظهور أعراض أكثر حدة. ومع ذلك، فإن ظهور علامات سوداء على الرقبة قد يكون بمثابة علامة تحذير مبكرة قيّمة.
كشفت دراسة نُشرت في مجلة Diabetes Care أن فرط الأنسولين في الدم  لدى الأطفال والمراهقين قد يكون مؤشرًا مبكرًا لفرط الأنسولين في الدم .
وقد تابعت الدراسة مجموعة من الشباب على مدى عدة سنوات، ووجدت أن المصابين بفرط الأنسولين كانوا أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
ومن خلال تحديد الحالة مبكرًا، يمكن للأشخاص إجراء تغييرات في نمط حياتهم - مثل تحسين نظامهم الغذائي، وزيادة النشاط البدني، وفقدان الوزن - مما قد يؤدي إلى تأخير أو حتى منع ظهور مرض السكري.

الوقاية والإدارة: 


إذا كانت العلامات السوداء على الرقبة مؤشرًا على مقاومة الأنسولين، فيمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، يُعد تغيير نمط الحياة خط الدفاع الأول. وتشمل هذه الخطوات:


-اتباع نظام غذائي صحي: اتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون والفواكه والخضراوات، مع انخفاض نسبة السكريات المصنعة والدهون غير الصحية، يُساعد على ضبط مستويات السكر في الدم، وتُعدّ الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مفيدة بشكل خاص، إذ تمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم.


-النشاط البدني المنتظم: تُحسّن التمارين الرياضية حساسية الجسم للأنسولين، توصي الجمعية الأمريكية للسكري بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًا، والتي قد تشمل أنشطة مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة.


- التحكم بالوزن: تُعدّ زيادة الوزن أو السمنة عامل خطر رئيسي لمقاومة الأنسولين، تُظهر الأبحاث أن فقدان 5-10% فقط من وزن الجسم يُمكن أن يُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.


- التدخلات الطبية: في بعض الحالات، قد يصف الأطباء أدوية مثل الميتفورمين، الذي يساعد على تقليل مقاومة الأنسولين، وخاصة في الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري.

أسباب أخرى لظهور البقع السوداء على الرقبة


على الرغم من أن داء الشواك الأسود يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمقاومة الأنسولين وداء السكري، إلا أنه قد يحدث أيضًا نتيجةً لحالات صحية أخرى. من بين الأسباب المحتملة:
- السمنة: الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض فرط التقرن الأسود.


- الاضطرابات الهرمونية: يمكن أن تؤدي حالات مثل متلازمة تكيس المبايض أو مشاكل الغدة الدرقية أيضًا إلى ظهور بقع داكنة على الجلد.


- الأدوية: بعض الأدوية، وخاصة الستيرويدات أو العلاجات الهرمونية، يمكن أن تسبب فرط التقرن الأسود.


السرطان: في حالات نادرة، قد يكون الشواك الأسود علامة على وجود ورم خبيث كامن، وخاصة سرطان المعدة. إذا ظهرت البقع فجأة وانتشرت بسرعة، فمن الضروري طلب الرعاية الطبية.
المصدر: timesnownews.
 

طباعة شارك السكري الشواك الأسود سكر الدم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السكري سكر الدم السکری من النوع الثانی مقاومة الأنسولین البقع الداکنة داء السکری على الرقبة قد یکون فی الدم مؤشر ا مبکر ا

إقرأ أيضاً:

هواة الفلك.. كيف ترصد الكوازارات عبر تلسكوبك؟

يظن الكثيرون من هواة الفلك أن الكوازارات (أو النجوم الزائفة) هي أجرام عصية على الرصد بالنسبة لتلسكوباتهم المتوسطة، وأنها تمثل فقط أهدافا مهمة للعلماء في المراصد الكبرى فقط، لكن ذلك غير صحيح.

لكن قبل الخوض في تلك النقطة، دعنا أولا نتعرف على "الكوازار"، وهو اختصار لاصطلاح "مصدر راديو شبه نجمي"، لأن علماء الفلك حينما اكتشفوا هذه الأجرام لأول مرة في عام 1963 كانت أجساما نقطية في التلسكوبات، تشبه النجوم وتصدر موجات راديوية.

صورة من مرصد هابل للكوازار "3 سي 273" والذي يمكن أن تراه عبر تلسكوبك (ناسا)

الآن نعرف أنها نوى مجرات بعيدة جدا (مليارات السنوات الضوئية في المتوسط). لا نرى بقية أجسام تلك المجرات بسبب المسافة، لكن تلك النوى ساطعة جدا بحيث يمكن لنا أن نراها.

تستضيف كل مجرة ​​كبيرة تقريبًا ثقبًا أسود بكتلة ملايين إلى مليارات كتلة الشمس في مركزها، والعديد من هذه الثقوب السوداء خاملة، تكمن في الظلام تقريبا مثل "الرامي أ*" في مركز مجرتنا، إلا أن المادة (من غاز وغبار) تزدحم بزخم شديد حول بعض تلك الثقوب السوداء فائقة الكتلة.

تدور تلك السحب الكثيفة من الغاز والغبار حول الثقب الأسود بسرعات هائلة تتراوح من 10% إلى أكثر من 80% من سرعة الضوء، الاحتكاك بين مكونات تلك السحب سريعة الحركة يولد الحرارة، ويصبح القرص ساخنًا جدًا (ملايين الدرجات) لدرجة أنه يلمع بشدة، ويشع الضوء في نطاقات متنوعة من الطيف الكهرومغناطيسي.

يأتي الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية من القرص المتوهج من المواد المتساقطة في الثقب الأسود، بينما يتألق الغاز الأكثر سخونة فوق القرص في نطاق الأشعة السينية، وفي أثناء ذلك تنبعث نفاثات من المادة من أقطاب الثقب الأسود في نطاقات عدة من الموجات الراديوية إلى الأشعة السينية، أما بعيدًا عن الثقب الأسود، فيتوهج الغبار والغاز الغزير بأطوال موجية تحت الحمراء.

إعلان

في الواقع، يبلغ نصف قرص الكوازار الدوار بضعة أيام ضوئية في العادة، واليوم الضوئي هو المسافة التي يقطعها الضوء في يوم وتساوي 26 مليار كيلومتر.

تدور تلك السحب الكثيفة من الغاز والغبار حول الثقب الأسود بسرعات هائلة (رويترز)الكون المبكر

وقد تسأل نفسك: لم لا توجد كوازارات في محيطنا، ونراها فقط على مسافات بعيدة جدا؟ يعتقد العلماء أن السبب في ذلك أنها ظاهرة مرتبطة بالمراحل المبكرة من تطور المجرات.

كانت الكوازارات أكثر شيوعًا في الكون المبكر، مما يعني أننا نراها كما كانت موجودة منذ مليارات السنين، فعادة ما ترصد الكوازارات بين نحو 1 إلى 3 مليارات سنة بعد الانفجار العظيم في المتوسط، وتنخفض أعداده كلما اقتربنا من الأرض، حيث يتواجد أقرب كوازار نعرفه على بعد نحو 600 مليون سنة ضوئية.

هذا مفهوم، ففي الكون المبكر كانت المجرات الصغيرة تحتوي على كميات وفيرة من الغاز يمكن أن تتدفق إلى مركز المجرة وتغذي الكوازار، كما شهدت هذه فترة تكوين المجرات عبر اصطدامات واندماجات متكررة، الأمر الذي يؤدي إلى تغذية الثقب الأسود المركزي بكميات هائلة من الغاز.

مع مرور الزمن ونمو المجرات، استهلك الكثير من هذا الغاز أو أنه قد استقر في صورة نجوم ناشئة، مما ترك وقودًا غير كافٍ لدعم نشاط الكوازار، فتوقف نشاطه.

ولذا يمثل الكوازار مرحلة نشطة وجيزة في تطور الثقب الأسود المركزي للمجرة، تستمر لمدة 10 إلى 100 مليون سنة فقط. بعد ذلك، تنتقل المجرة إلى حالة أكثر هدوءًا، ويصبح الثقب الأسود أقل نشاطًا بكثير، وينبعث منه إشعاع ضعيف فقط.

في الواقع، هناك بعض الأدلة على أن الثقب الأسود المركزي لمجرة درب التبانة كان أكثر نشاطًا في الماضي، ولكن ليس إلى المستوى المتطرف الذي يصل إليه الكوازار.

مجموعة من ألمع الكوازارات ظاهرة في صور مرصد هابل الفضائي (ناسا)هل يمكن رصد الكوازارات في تلسكوب؟

من خلال التلسكوب المتوسط إلى الكبير بحسب تصنيفات الهواة (8 إلى 14 بوصة وأكبر)، سيبدو الكوازار شبيهًا بالنجم، لأنه فقط نواة مجرة بعيدة جدا لا نرى جسدها.

ولتحديدها بصريًا، ستحتاج إلى معدات مناسبة وأطالس (مثل يورانوميتريا متعدد الأجزاء) أو برمجيات دقيقة (مثل ستلاريوم) لتحديد الكوازار بدقة، وتلك مهمة صعبة، لكنها ممكنة.

يقع الكوازار "يو 0241+61" (U 0241+61) في برج الحوت عند لمعان ظاهري 12.2، وهو بذلك يصبح في متناول تلسكوب متوسط مع هذا اللمعان المتوسط.

من ناحية أخرى، سيكون الكوازار "بي 1422+231" (B 1422+231) في برج العواء عند لمعان 16.1 تحديًا كبيرا لك كهاو، أما الكوازار "3 سي 273" (3C 273) فمن الأفضل مشاهدته في أواخر أبريل في نصف الكرة الشمالي، وهو كوازار سهل نسبيا في برج العذراء، مع لمعان ظاهري يساوي 12.8، وهو ليس بعيدًا عن نجمي جاما وإيتا العذراء وهي نجوم لامعة نسبيا.

أما صديقنا "بي إتش إل 1811" (PHL 1811) في شمال شرق الجدي، فيقع تقريبا في منتصف المسافة بين نجمي ذنب الجدي وسعد مالك، وهو من الكوازارات السهلة نسبيا كذلك.

تحديات إضافية

في كل الأحوال، الكوازارات ضعيفة جدًا، لذا يجب عليك مراقبتها من موقع بعيد عن التلوث الضوئي. يفضل الذهاب إلى مواقع مخصصة للمراقبة السماوية أو أماكن بعيدة عن أضواء المدينة لتحسين فرصك في رؤيتها.

إعلان

كما أن حالة الجو لها تأثير كبير على قدرتك في رؤية هذه الأجرام البعيدة، حاول اختيار ليلة يكون فيها الهواء هادئًا، وتجنب المراقبة في الأوقات التي يكون فيها الجو غير مستقر (عندما تظهر النجوم وكأنها "تتألق" أكثر)، ستوفر لك السماء الصافية أفضل رؤية.

تظهر الكوازارات كنقاط ضوء باهتة جدًا، لذا ستحتاج إلى استخدام تكبير أعلى لرؤيتها بوضوح. العدسات العينية بين 10 مم إلى 20 مم هي المثالية حسب بُعد التلسكوب البؤري. ومع ذلك، يجب تجنب استخدام تكبير زائد لأن ذلك قد يجعل الصورة مشوشة، لذا يجب التعديل للحصول على صورة حادة.

في النهاية، كن مستعدًا للصعوبة، فمراقبة الكوازارات ليست مثل مراقبة الكواكب أو النجوم، وقد يستغرق الأمر وقتًا حتى تتمكن من تعديل التلسكوب والتركيز، الأمر يتطلب الكثير من المثابرة.

إذا نجحت في تلك المهمة وتمكنت من رؤية أي من هذه الأجرام العجيبة، فقط تذكر أنك في حضرة واحدة من حفريات الكون، الصور النشطة البعيدة جدا في الزمن والمكان لأشرس المجرات.

مقالات مشابهة

  • الحداد: السمنة وضعف العضلات السبب الأبرز لآلام الرقبة والظهر..فيديو
  • هواة الفلك.. كيف ترصد الكوازارات عبر تلسكوبك؟
  • طرق فعّالة للتخلص من بقع الملابس البيضاء بسهولة
  • سفير مصر بإندونيسيا: التصويت في اليوم الأول كان جيدا ونتوقع زيادة الإقبال
  • علامات تشير إلى إصابتك باضطراب نفسي.. لا تتجاهلها
  • ما العلاقة بين ضغط الدم والسكري: لماذا يرتفع كلاهما معا؟
  • علامات صامتة لمرض السكري تخدع النساء..انتبهي قبل فوات الأوان
  • شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل
  • لا حاجة للمنظفات القاسية.. نصائح منزلية لاستعادة بريق الزجاج والخزف
  • 6 علامات خطيرة في العين قد تكشف عن نوبة قلبية وشيكة | تفاصيل