هل آخذ ثوابا إذا دعوت بالخير لغيري؟.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
هل آخذ ثواب اذا دعوت بالخير لغيري؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب "عاشور" قائلًا إن من صفات الصالحين ألا يخصوا أنفسهم بالدعاء بل يدعو لخير، وقد امتدح الله عز وجل الذين يدعون لغيرهم في القرآن الكريم ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)) الآية 10 من سورة الحشر.
وأضاف: "عندما تدعو لغيرك فإن الدعاء سيصل لهم وترد عليك الملائكة وتقول آمين وتدعو لك قائلة ولك مثله، تقبل الله منك صالح الدعاء".
فضل الدعاء بظهر الغيب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ للمسلم حريصًا على إيصال الخير إلى المسلمين، وأن يكون هذا الشعور متجرِّدًا لله، ولا يتعلَّق بمصالح دنيويَّة أو مادِّيَّة؛ لهذا كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يحضَّ المسلم على الدعاء لأخيه بظهر الغيب، أي يدعو له وهو غائب غير حاضر.
روى مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ". وفي رواية أخرى عند مسلم كذلك عن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ".
وأكَّدت أم الدرداء رضي الله عنها لزوج ابنتها الدرداء، وهو عبد الله بن صفوان، أن هذه الدعوة مستجابة، فقد روى مسلم عن عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ، قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه فِي مَنْزِلِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها، فَقَالَتْ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَادْعُ اللهَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ".
أجر الدعاء بظهر الغيب
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إن الشخص إذا دعا بظهر الغيب لشخص آخر، يوكل المولى عز وجل ملكا يقول له آمين..ولك بالمثل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف خلال البث المباشر لدار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، أن المسلم إذا دعا لغيره بظهر الغيب، فهو بذلك يدعو لنفسه، مطالبا بنشر ثقافة الدعاء بظهر الغيب للغير.
ولفت إلى أن استخدام وسائل التواصل "فيسبوك ـ تويتر ـ واتساب" في الدعاء بظهر الغيب، من الأشياء الرائعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
شروط الحج وأنواعه وحكم سفر المرأة دون محرم.. الإفتاء توضح
نشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي بيانًا تفصيليًا حول شروط أداء فريضة الحج، موضحة أن عددها 8 شروط أساسية، وهي: الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، وجود الزاد والراحلة، القدرة البدنية، أمان الطريق من الأخطار، وإمكان الوصول إلى مكة في الوقت المحدد لأداء المناسك، وعلى رأسها الوقوف بعرفة.
كما تناولت دار الإفتاء شرحًا مبسطًا لأنواع نسك الحج الثلاثة: الإفراد، القِران، والتمتع، موضحة أن هذه الأنواع هي طرق مختلفة لأداء شعائر الحج.
الإفراد: يعني الإحرام بالحج فقط دون العمرة، ويجوز للمرء أداء العمرة بعد انتهاء مناسك الحج، ويُحرِم بها من أدنى الحل.القِران: هو أن يُحرِم المسلم بالحج والعمرة معًا، أو يُحرِم بالعمرة ثم يُدخل عليها الحج قبل أن يبدأ في مناسكها، ويؤدي بعد ذلك أعمال الحج كاملة في الحالتين.التمتع: يتمثل في أداء العمرة أولًا، ثم التحلل من الإحرام، ثم الإحرام بالحج لاحقًا، وسُمي "تمتعًا" لأن الحاج يتمتع خلال هذه الفترة بما كان محظورًا عليه في الإحرام.وأشارت دار الإفتاء إلى أن العلماء اختلفوا في تفضيل أحد هذه الأنواع على الآخر، إلا أن الرأي الراجح هو أن يُخيّر المسلم بين الأنواع الثلاثة، ويُفضل اختيار الأيسر عليه نظرًا لما يرافق الحج من مشقة وتكليف بدني.
حكم سفر المرأة للحج بدون محرم
وفيما يخص سفر المرأة لأداء الحج أو العمرة دون محرم، أكدت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من ذلك، ما دام الأمان متحققًا في الذهاب والإقامة والعودة. وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعدي بن حاتم رضي الله عنه:
«فوالذي نفسي بيده، ليتمن الله هذا الأمر، حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت، لا تخاف إلا الله»، رواه أحمد.
كما استشهدت بخروج أمهات المؤمنين رضي الله عنهن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين ذهبن إلى الحج مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، دون أن يكون معهن محرم.