الرقم الأعلى منذ 30 عاما.. الكشف عن عدد الصراعات المسلحة في العالم عام 2023
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن هناك 183 صراعا مسلحا إقليميا في العالم عام 2023، وهو الرقم الأعلى منذ 30 عاما.
جاء ذلك فيما نقلته "بلومبرغ" عن المراجعة السنوية للصراعات التي أعدها ونشرها المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية The International Institute for Strategic Studies IISS، حيث تابعت أن عدد حوادث العنف خلال العام ارتفع بنسبة 28%، وعدد الوفيات بنسبة 14%، فيما حذر المحللون من أن بعض الزعماء أصبحوا ينظرون إلى الحرب مرة أخرى بوصفها "أداة سياسية مفيدة".
وقد نظرت الدراسة فقط في الصراعات الإقليمية ولم تشمل المواجهات بين دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، ووفقا لمؤلفي المراجعة، فقد أصبحت السمة المميزة لمشهد الصراع العالمي الحديث هي "صعوبة حلها"، فيما ترسم المراجعة "صورة قاتمة لتصاعد العنف في عدد من المناطق، حيث تمنع الحروب السلام بشكل مزمن".
ووفقا لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، فإن العالم "تهيمن عليه الصراعات المستعصية على نحو متزايد والعنف المسلح على خلفية أعداد متزايدة من الجهات الفاعلة، والدوافع المعقدة والمتداخلة، والتأثيرات العالمية، وتسارع تغير المناخ".
وتصنف اللجنة الدولية للصليب الأحمر 459 جماعة مسلحة تثير أنشطتها مخاوف إنسانية، يعيش تحت سيطرتها الكاملة 195 مليون إنسان، وتمتلك أربعة أخماس هذه المجموعات هيمنة محلية أو إقليمية كافية لفرض الضرائب وتوفير قدر ما من الخدمات العامة، فيما لا تمتد سلطة الحكومات الوطنية المعترف بها إلى مناطق كبيرة من مساحة اليابسة العالمية.
ويكتب الباحثون، على سبيل المثال، أن معظم الصراعات الإقليمية في القارة الأمريكية تنجم عن التنافس بين المجموعات الإجرامية، لا سيما في تجارة المخدرات، وتمارس تلك الجماعات مزيدا من السلطة تجاه الدولة في عدد من دول أمريكا الجنوبية والوسطى. وما يسمى بالحرب على المخدرات، التي تشنها عدد من الدول منذ عقود، ليس لها تأثير يذكر على الإنتاج أو سلاسل التوريد. وفي عدد من الأماكن، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، لم يكن الأمر سوى استفزاز للجماعات الإجرامية لتسليح نفسها بأسلحة فتاكة متزايدة، وأغلبها يتم تهريبها من الولايات المتحدة، حيث يمكن الوصول إلى الأسلحة بسهولة.
ومن غير المستغرب أن تظل أوكرانيا هي المكان الأكثر عنفا على كوكب الأرض، ولكن مع وجود عنف في أماكن أخرى مثل سوريا والبرازيل وميانمار والمكسيك والعراق وفلسطين ونيجيريا والصومال واليمن وأفغانستان وغيرها. وأعداد اللاجئين الذين شردتهم الحرب مذهلة: أكثر من 6 ملايين في سوريا، و5 ملايين في أفغانستان، ومليون في ميانمار، وفقا للدراسة.
المصدر: بلومبرغ
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحرب على غزة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية وزارة الدفاع الروسية عدد من
إقرأ أيضاً:
أفورقي يحذر من استغلال ملفات البحر الأحمر والنيل لتصعيد الأزمات الإقليمية
في الذكرى الـ34 لاستقلال إريتريا، ألقى الرئيس أسياس أفورقي خطابًا تناول فيه التطورات الراهنة في منطقة القرن الأفريقي، مع تركيز خاص على الأزمة الإثيوبية التي تمثل نقطة محورية في الاستقرار الإقليمي.
جذور الأزمة الإثيوبيةأوضح أفورقي في خطابه أن إثيوبيا عانت لفترة طويلة من تدخلات خارجية متكررة أثرت بشكل عميق على مسيرتها السياسية والاجتماعية. وأشار إلى سياسات الولايات المتحدة التي استمرت لأكثر من 80 عامًا، والتي هدفت إلى تحويل إثيوبيا إلى وكيل إقليمي لخدمة مصالح القوى الكبرى.
كما نوه إلى دور الاتحاد السوفياتي السابق خلال الحرب الباردة في تفكيك الدولة الإثيوبية، عبر دعم سياسات تقسم المجتمع الإثيوبي على أسس عرقية.
واعتبر الرئيس الإريتري أن هذه التدخلات المستمرة منعت بناء دولة وطنية جامعة، وأدت إلى اعتماد نظام فدرالي عرقي عمّق الانقسامات والصراعات الداخلية التي لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم.
صراعات معلنة وأجندات خفيةرغم موجات التفاؤل التي أعقبت ما وصفه أفورقي بـ"الإصلاح المزعوم" في إثيوبيا قبل 7 سنوات، لم تتوانَ القوى الخارجية التي ترى في هذا التوجه تهديدا لمصالحها، عن إطلاق سلسلة من الحروب تحت شعارات متعددة، تشمل قضايا المياه والنيل، والبحر الأحمر، ومحاولات الوصول إلى الموانئ البحرية، إضافة إلى إشعال النزاعات العرقية المختلفة.
إعلانوأشار أفورقي في خطابه إلى أن مطلب إثيوبيا بالوصول إلى البحر الأحمر يستخدم ذريعة لتأجيج الصراعات في المنطقة، مؤكدا أن استغلال مثل هذه القضايا الحساسة، بما فيها ملف المياه والنيل، كأدوات للتحريض على النزاعات، يمثل تهديدا حقيقيا لاستقرار القرن الأفريقي.
كما تناول أفورقي ما سماه الاستغلال السياسي لبعض الأيديولوجيات، مثل ما يُعرف بـ"أيديولوجية أوروما" التي لا تعبر عن حقيقة شعب الأورومو، إضافة إلى الصراعات بين المجموعات القومية المختلفة مثل الكوشيين والساميين، واستغلال منطقة العفر كساحة لصراعات مفتعلة.
وأوضح أن هذه الصراعات مدعومة بشراء الأسلحة الحديثة، وتمويلات داخلية وخارجية، بالإضافة إلى استخدام الحرب النفسية والإعلامية لتشويه الحقائق وبث الفوضى.
موقف إريتريا ودعوة لضبط النفسأكد أفورقي أن هذه المؤامرات لم تكلّف الشعب الإثيوبي إرادته الصلبة، الذي بدأ يعبر بوضوح عن رفضه للتدخلات الخارجية التي تعيق استقراره. وشدد على موقف إريتريا الثابت الداعم لأمن واستقرار إثيوبيا، ورفضها التدخلات الأجنبية التي تزيد تعقيد الأزمة.
ودعا الرئيس الإريتري القوى الخارجية إلى التوقف عن التدخل في الشؤون الإثيوبية، محذرا من استمرار استغلال بعض العناصر الداخلية لهذه التدخلات، ومناشدا الجميع إلى الابتعاد عن الأعمال التخريبية التي تهدد استقرار المنطقة.
تحديات إقليمية تتطلب تعاونا مشتركايأتي خطاب أفورقي في وقت تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي تصاعدا في التوترات نتيجة النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية، مما يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي بأكمله.
ويعكس الخطاب رؤية إريترية ترتكز على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، مع دعوة صريحة لتعاون إقليمي حقيقي من أجل مواجهة التحديات المشتركة وتعزيز السلام والاستقرار.