جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-25@11:22:21 GMT

رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي

 

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

أصبحت الشعوب العربية والإسلامية على قدر عالٍ من الوعي والإدراك، لما يحاك لها ولمقدساتها من الظلم والجور والاستبداد، وهي قادرة بإيمان وقوة وشجاعة أبنائها الأحرار على وضع الحدود المناسبة للهمجية الصهيونية والغربية، التي لا زالت تستنزف دماء الأبرياء من النساء والأطفال في غزة وفلسطين.

إسرائيل اليوم ليست كما رُوِّجَ لها سابقًا، فهي لا تقوى على فرض هيمنتها على شعوب منطقتنا العربية والإسلامية، فهي أهون من بيت العنكبوت، وعهد هيمنتها وسيطرتها على الشعوب العربية والإسلامية وفرض الرأي عليها قد ولى بلا رجعة، ذلك أن الشعوب العربية والإسلامية أصبحت تمتلك المقاومة الشريفة التي فرضت وجودها وشجاعتها للدفاع عن المقدسات الإسلامية.

وتسارع الأحداث العالمية تجاه حرب غزة الأبية كشف للعالم أجمع أن إسرائيل ليست هي القوة التي لا تقهر، فتلك أكذوبة إعلامية مارسها وروجها الإعلام الغربي، وسرعان ما بددها المقاومون الأحرار في غزة والعراق ولبنان واليمن، بل وكل أحرار العالم، فكان المجاهدون ولا زالوا هم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، قهروا بصمودهم وإيمانهم وشجاعتهم وبسالتهم أنواع الذل والهوان والخنوع للمستكبرين والمتغطرسين من الصهاينة والمتصهينين.

لقد أصبحت القوة الإسرائيلية التي لا تُقهر، حالها حال سفينة تايتنك، التي روج لها الإعلام الغربي على أنها لا تغرق ولكنها بقدرة الله تعالى وقوته غرقت، وكانت نهايتها في أول الصباح الباكر عند بزوغ شمس يوم الخامس عشر من أبريل عام 1912 في المحيط الأطلسي، وأمام أنظار العالم، وبعد أربعة أيام فقط من بداية رحلتها الأولى من ساوثهامپتون إلى مدينة نيويورك، وبذلك سقطت خرافة السفينة التي لا تغرق، فما أعظم الإيمان بالله والتوكل عليه في سحق الظلم والجور ونصرة القضايا الإسلامية أينما كانت قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].

وما يقوم به المجاهدون اليوم تجاه القضية الفلسطينية العادلة من شجاعة واستبسال وإقدام، أثبت للعالم أجمع أن الكيان المغتصب ما هو إلّا أكاذيب وخرافات إعلامية صدقها العالم، وأن القوة الفعلية التي لا تقهر هي القوة الإيمانية التي سخرها الله تعالى للمجاهدين المناضلين الأحرار، والتي استمدوها من عمق قضيتهم العادلة، فأصبحوا بذلك لا يهابون الموت وسوح القتال، فكانت النتيجة الحاسمة والمباركة هي القضاء على فكرة الجيش العظيم الذي لا يُقهر، والذي أصبح اليوم أضحوكة للعالم أجمع، قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [آل عمران: 126].

إنَّ مصير إسرائيل وأدواتها وقوتها المزعومة والمغشوشة باتت كأوراق متطايرة تذهب بها الريح حيثما تشاء، مما جعل قادتها يرتعدون خوفًا مما يشاهدونه من بطولات إيمانية ضارية وحاسمة، على أرض غزة وسمائها وأنفاقها، وكما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مُصرحًا ومُعترفًا أمام العالم أجمع عن يوم انطلاق العملية الجهادية بأنه "سيبقى يومًا أسود في تاريخ الشعوب، والأفظع للشعب اليهودي منذ المحرقة النازية".

وهنا يجب على إسرائيل والقوى الغربية الداعمة للكيان الغاصب، أن تعلم أن أمة التوحيد هي الوحيدة التي تمتلك السلاح الأعظم الذي لا يقهر، وهو سلاح الإيمان بالله الواحد الأحد، ذلك السلاح المدوي الذي لا يمتلكه أحد إلا وظفر وانتصر، وسطر الانتصارات العظيمة والمتتالية، فلا داعي للتكابر وفرض القوة الإجرامية والوحشية على النساء والأطفال وكبار السن الذين لا ذنب لهم ولا حيلة، قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82].

يقول الكاتب الإسرائيلي آري شبيت في مقال نشرته صحيفة هاآرتس العبرية: "يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال"، هكذا هو منطق المثقف الإسرائيلي الذي بات يعلم جيدا أهمية النتائج المترتبة من الحرب على غزة، وهي أن إسرائيل لاحول ولا قوة لها إلا الاعتراف بالنصر المؤزر للمقاومة الإسلامية التي لا زالت تسطر الانتصارات من مسافة الصفر.

ختامًا.. إن الشعوب العربية والإسلامية الشريفة لا زالت توجه الرسائل الواضحة والمتكررة إلى إسرائيل ومن فيها من الصهاينة والمتصهينين المناصرين لها، من أهل الغدر والنفاق، كفو عن قتل الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن، فذلك لا يعني أنكم أقوياء، ومن أراد القوة والقتال فليواجه المجاهدين الأبطال في المقاومة الإسلامية، وليس انتهاك البيوت الآمنة وقتل النفوس البريئة التي لا ذنب لها، وإلا ستتوالى عليكم المحن كقطع الليل المظلم، وستكون نهايتكم أقرب لا محالة في ذلك.

ومهما طال الزمن إلا أنَّ النتيجة ستكون كما قال خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام العادل علي بن أبي طالب: "دَوَامُ اَلصَّبْرِ عُنْوَانُ اَلظَّفَرِ وَاَلنَّصْرِ".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

5 مكاسب لإطعام الطعام .. سبب لدخول الجنة والنجاة من النار

كشفت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، عن 5 مكاسب لإطعام الطعام في الإسلام، مشددة على ضرورة أن يحرص المسلم على اغتنام هذه المكاسب من هذا الخلق العظيم.

3 أطعمة شائعة لا تبدأ بها يومك.. وأهم البدائل الصحية لها5 مكاسب لمن ينفذ وصية النبي بإطعام الطعام.. البحوث الإسلامية يوضحهامكاسب إطعام الطعام

وذكرت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، في منشور لها على فيس بوك، أن إطعام الطعام من أفضل القربات وأعلاها عند الله – عز وجل- التي ترفع البلاء وتزيل الهم، ومن مكاسب إطعام الطعام ما يلي:

- سبب لدخول الجنة لقوله اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشق تمرة.

- أن تكون من خيرة الناس، لقوله : « خَيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلام.

- من خير الأعمال؛ لقوله عندما سُئل عن (أي الإسلام خير: تطعم الطَّعَامَ، وَتَقْرَأ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفُ).

- له أجر إطعامه ويضاعفه له الله ؛ لقول النبي حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ أَو اللُّقْمَةَ لَتَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ أَحد".

- النجاة من أهوال يوم القيامة ودخول النار، لقوله اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة".

فضل إطعام الطعام

ومن أهمية إطعام الطعام في الإسلام: أنه من الوسائل التي يعبر بها المسلم عن شكره لله تعالى عند النعم؛ فكانت "الوليمة" عند العرس، و"العقيقة" عن المولود، و"الوكيرة" عند بناء البيت وغير ذلك.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» أخرجه أحمد في "المسند"، والطبراني في "مكارم الأخلاق"، والبيهقي في "البعث والنشور"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.

وقد تواردت النصوص من الكتاب والسنة على أن إطعام الطعام من أحب الأعمال إلى الله تعالى وأرجاها للقبول حتى جعله الله تعالى من أسباب الفوز بدخول الجنة؛ فقال تعالى مادحًا عباده المؤمنين: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ [الإنسان: 8]، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الإسلام خير؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه.

طباعة شارك إطعام الطعام مجمع البحوث الإسلامية فضل إطعام الطعام مكاسب إطعام الطعام الجنة خير الأعمال

مقالات مشابهة

  • هل رؤية الله تعالى ممكنة في المنام؟.. أمين الفتوى يجيب
  • في ذكرى الهجرة.. إذا استنفرتم فانفروا
  • 5 مكاسب لإطعام الطعام .. سبب لدخول الجنة والنجاة من النار
  • مصطلحات إسلامية: الولاء والبراء
  • شيخ الأزهر لـ أنجلينا أيخهورست: ما سرُّ القوة الشيطانية التي تُجهض أي قوى أخرى؟
  • ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح؟.. 10 عجائب
  • كيف أحقق الخشوع في الصلاة؟ 5 خطوات تنهي على الوسواس
  • برلماني: استخدام القوة ضد إيران تجاوز خطير للقانون الدولي.. ومصر ترفض العبث بمصير الشعوب
  • حكم التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة .. دار الإفتاء تجيب
  • من هو سعيد إيزادي الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في طهران؟