قالت إنها تشعر بالصدمة ..الصليب الأحمر: الإجلاء في الخرطوم تم بالتنسيق مع طرفي الصراع
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تشعر بالصدمة والفزع إزاء الهجوم المتعمد على قافلتها الإنسانية في الخرطوم يوم الأحد.
الخرطوم _ التغيير
و قتل «2» من العالقين الأجانب في العاصمة السودانية الخرطوم و أصيب «7» آخرين بينهم «3» من موظفي بعثة الصليب الأحمر الدولية نتيجة لتعرضهم لإطلاق نار أثناء عملية أجلاء أكدت البعثة أنها تمت بالتنسيق مع طرفي النزاع بالخرطوم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
و أوضح الصليب الأحمر أنه كان من المقرر أن تقوم القافلة الإنسانية المكونة من ثلاث مركبات للجنة الدولية وثلاث حافلات تحمل جميعها شارة الصليب الأحمر بشكل واضح، بإجلاء أكثر من مائة مدني معرض للخطر من الخرطوم إلى ود مدني عندما تعرضت للهجوم عند دخولها منطقة الإخلاء.
و أكدت اللجنة أنه قد تم تنفيذ العملية الإنسانية بناء على طلب أطراف النزاع وتم التنسيق معها، حيث وافقت على ذلك وقدمت الضمانات الأمنية اللازمة.
وقال بيير دوربس، رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان: “إن هذا الهجوم غير مقبول، ونحن نشعر بالحزن”. و أضاف “لقد صدمت من عدم الاحترام التام لشارة الصليب الأحمر، التي يجب احترامها وحمايتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني. وكانت مهمتنا اليوم هي جلب هؤلاء المدنيين إلى بر الأمان. وبدلاً من ذلك، فقد فقدت أرواحهم بشكل مأساوي. قلبي ينفطر لأحباء.. الأشخاص الذين قتلوا، ونأمل بشدة أن يتعافي المصابون بشكل كامل”.
و أوضحت اللجنة أنه باعتبارها منظمة إنسانية محايدة وغير متحيزة تؤدي دورها كوسيط محايد بشكل مستقل عن أطراف النزاع تم إلغاء عملية الأحد لإجلاء المدنيين – بما في ذلك المرضى والأطفال والأيتام والمسنين – من منطقة القتال العنيف في الخرطوم حتى يتم إجراء تقييم أمني جديد.
وتدعو اللجنة الدولية إلى توفير الحماية الفورية لجميع المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والعاملون في المجال الطبي.
وقالت “يجب ألا يتم مهاجمتهم بشكل مباشر أبدًا. علاوة على ذلك، يجب السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق القتال بالمرور الآمن من مناطق النزاع ويجب على الأطراف المتحاربة تسهيل ذلك”.
و أكدت اللجنة باعتبارها وسيطًا محايدًا، أنها على أهبة الاستعداد لمواصلة عمليات الإجلاء هذه في السودان، شريطة أن تحترم أطراف النزاع شارتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اللتين يجب ألا يتم استهدافهما أبدًا.
و كان قد برر الجيش السوداني اليوم الأحد، تعرض موكب الصليب الأحمر لعدم إلتزامه بالمسار المتفق عليه.
وقال الجيش السوداني في بيان إن عددا من ممثلي الصليب الأحمر أصيبوا بعد تعرض موكبهم لإطلاق نار أثناء قيامهم بإجلاء مدنيين بينهم أجانب من كنيسة القديسة مريم في العاصمة الخرطوم.
وذكر الجيش في البيان أن موكب الصليب الأحمر تعرض لإطلاق نار بعد مخالفة اتفاق مع الجيش باقترابه من مواقعه الدفاعية “برفقة عربة مسلحة تتبع للمتمردين”، بحسب وصفه في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وقال: “تأسف القوات المسلحة لهذا الحادث الذي وقع نتيجة لعدم التزام ممثلي المنظمة بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها”.
وفي بيان منفصل اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بتنفيذ الهجوم. وأضافت أن موظفين بالصليب الأحمر قتلوا في الحادث.
و قالت الدعم السريع أنه بحسب التنسيق المسبق للجنة الدولية للصليب الأحمر مع قواتها والقوات المسلحة السودانية عبر مكاتبات رسمية حددت المسار من الناحية الجنوبية لمنطقة الشجرة وتحديدا تقاطع طلمبة ماثيو، حيث تحرك صباح اليوم وفدا من الصليب الأحمر بعدد ثلاثة عربة لاند كروزر وثلاثة عربة بص تحمل والاعلام المميزة للصليب الأحمر العلامات المعروفة نحو منطقة الشجرة بالخرطوم لإخلاء عدد من المواطنين والاجانب بينهم راهبات بكنيسة دار مريم.
وقالت قوات الدعم السريع أنها وفرت الحماية للوفد بقوة بقيادة (3) ضابط ومستشار حقوق الإنسان بقوات الدعم السريع ومساعد منسق عام وحدة الشؤون الإنسانية بالقوات حيث انتهت مهمة قوة الحماية في آخر ارتكاز لقوات الدعم السريع.
وقالت وفقا وفقا للبيان “تحرك وفد الصليب الأحمر لوحده حسب التنسيق وخط السير المتفق عليه بين الأطراف وعند دخول مركبات الصليب الاحمر مناطق سيطرة القوات المسلحة تم إطلاق النار على عليها بكثافة من قبل قوة تتبع للقوات المسلحة مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الوفد في الحال وإصابة آخرين وتدمير 3 بصات ما اضطر أفراد وفد الصليب الأحمر النزول من المركبات والاحتماء بالأرض لتفادي الهجوم الذي استمر لأكثر من ربع ساعة.
وتجددت المعارك اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أحياء محيط سلاح المدرعات والمدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوب الخرطوم، ومقر قيادة الجيش شرق العاصمة.
الوسومإجلاء إطلاق نار الجيش الدعم السريع الصليب الأحمر
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إجلاء إطلاق نار الجيش الدعم السريع الصليب الأحمر
إقرأ أيضاً:
مثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟
في عمق الصحراء الغربية الشمالية للسودان، حيث تلتقي الحدود مع مصر وليبيا، اندلع صراع جديد في منطقة نائية تُعرف بـ"مثلث جبل العوينات"، هذه البقعة القاحلة، التي طالما بدت منسية، تحولت فجأة إلى ساحة مواجهة مفتوحة، مع اشتداد الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي انفجرت في أبريل 2023. اعلان
في الأسابيع الأخيرة، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على هذا "المثلث الاستراتيجي"، ونشرت مقاطع مصورة توثّق انتشار مقاتليها في المنطقة الحدودية، ووصفت في بيان رسمي هذا التقدم بأنه "نصر نوعي"، يمهّد لفتح جبهات جديدة في قلب الصحراء، التي ظلت حتى وقت قريب خارج نطاق المعارك.
الجيش السوداني من جهته لم يتأخر في الرد، إذ أوضح أن انسحابه من الموقع جاء في إطار "ترتيبات دفاعية" لصدّ الهجمات، مشيراً إلى أن هذا التراجع لا يعني نهاية الوجود العسكري في المنطقة. لكنه لم يكتفِ بذلك، بل اتهم صراحةً قوات خليفة حفتر، قائد "الجيش الوطني الليبي"، بدعم خصومه، في أول إشارة مباشرة لتورط قوى إقليمية براً في النزاع.
Relatedالسودان: الدعم السريع تقصف مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان ومليون طفل معرض للكوليراالعنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحربإشتباكات متصاعدة وكوليرا منتشرة.. الأزمات تخنق السودانيين منطقة منسية تعود إلى الواجهةمثلث جبل العوينات، الواقع عند تقاطع الحدود بين السودان ومصر وليبيا، لطالما اعتُبر من أكثر المناطق عزلة في قلب الصحراء الكبرى. وقد بدأ اسمه يظهر في السجلات الجغرافية بعد زيارة الرحالة المصري أحمد حسنين باشا مطلع القرن العشرين، عندما وثّق نقوشاً صخرية تعود لما قبل التاريخ.
ورغم ما تنطوي عليه من تاريخ وجيولوجيا مثيرة، ظلّت المنطقة مهمَلة لسنوات طويلة، نتيجة التضاريس الوعرة وغياب التجمعات السكانية. بل إن تبعيتها الجغرافية ظلت موضع غموض، خصوصاً بعد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسودان عام 1925، التي لم تفصل بشكل نهائي في مصير هذا المثلث الصحراوي.
غير أن عقود الإهمال لم تحجب أعين الطامعين، فمع مرور الزمن، تكشفت مؤشرات على وجود ذهب ومعادن ثمينة، كما تحوّل الموقع إلى معبر رئيسي لتهريب البشر والسلاح والوقود، في مسارات تمتد من القرن الإفريقي إلى ليبيا، ومنها إلى أوروبا.
ثقل جيوسياسي جديد في قلب الرماليرى عبدالله آدم خاطر، الخبير في شؤون دارفور، أن مثلث العوينات يحمل رمزية تاريخية لا تقل عن قيمته الجيوسياسية، ويقول لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "المنطقة كانت ذات يوم تنبض بالحياة، وتضم موارد مائية وامتداداً قبلياً مشتركاً بين السودان وليبيا". ويضيف: "ما نشهده اليوم هو تحول تدريجي لهذه البقعة إلى ساحة صراع إقليمي بسبب غناها بالثروات".
حتى وقت قريب، كانت العوينات تحت سيطرة جزئية للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، مع وجود محدود للجيش نفسه. كما أنها تضم عشرات الآلاف من المُعدنين الأهليين، ما يعكس حجم النشاط غير الرسمي المرتبط بالذهب في المنطقة.
لكن التصعيد الأخير أخرج النزاع من إطاره المحلي. فوزارة الخارجية السودانية أصدرت بياناً شديد اللهجة، اتهمت فيه "كتيبة سلفية" تابعة لقوات حفتر بالمشاركة في المعارك، كما وجهت أصابع الاتهام إلى دولة الإمارات، معتبرة أنها تقدم دعماً لوجستياً وعسكرياً لقوات الدعم السريع، في "تعدٍ مباشر على سيادة السودان"، على حد تعبير البيان.
الإمارات، من جانبها، تنفي بشكل متكرر أي تدخل في النزاع السوداني.
قلق إقليمي متصاعدفي الشمال، تتابع القاهرة تطورات المثلث الحدودي عن كثب، إذ لا يخفى أن تحوّل المنطقة إلى معقل للتهريب قد يشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، فخطر انتقال الأسلحة والمهاجرين غير النظاميين من السودان عبر ليبيا إلى الأراضي المصرية أو إلى الضفة الشمالية من المتوسط، أصبح احتمالاً حقيقياً، يضع المنطقة كلها على حافة اضطراب واسع.
يقول الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي، عبد المنعم أبو إدريس، إن للمثلث أهمية أمنية واقتصادية بالغة. ويشرح: "إلى جانب وجود مناجم ذهب نشطة، تُعد المنطقة ممراً حيوياً لتجارة غير رسمية تشمل الوقود والذهب، تمد ولايات مثل كردفان ودارفور بالإمدادات الأساسية".
ويضيف أن "الموقع الجغرافي للمنطقة، وتضاريسها الوعرة، يجعلان منها ممر تهريب رئيسي لعصابات البشر والسلاح، خاصة باتجاه الجماعات المسلحة في عمق الصحراء الكبرى".
نقطة تحوّل... أم بداية حرب جديدة؟المخاوف لا تتعلق فقط بما يجري اليوم، بل بما قد تؤول إليه الأمور لاحقاً. فالمثلث الحدودي لم يعد مجرد موقع جغرافي متنازع عليه، بل أصبح رمزاً لصراع يتجاوز الداخل السوداني، ليطاول أمن واستقرار شمال إفريقيا بأكمله.
المراقبون يحذرون من أن استمرار الانفجار في هذه البقعة قد يُحدث تغييرات في موازين القوى، ويخلط أوراق التحالفات الإقليمية، وربما يُنتج أزمة جديدة تضاف إلى سجل الأزمات التي تشهدها القارة منذ سنوات.
ومع كل شريط فيديو يُنشر من رمال العوينات، ومع كل تصريح جديد من أطراف النزاع، يزداد الإحساس بأن هذه الرمال، التي كانت ساكنة لعقود، بدأت تتحرك، ليس فقط تحت أقدام المقاتلين، بل أيضاً في خرائط السياسة والجغرافيا والاستراتيجيات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة