يلجأ بعض الأميركيين إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة للتواصل مع الموتى، لكن رغم ما تقدمه هذه التكنولوجيا من راحة للبعض، فإنها تثير أسئلة أخلاقية بشأن التأثير النفسي الذي تتركه على ذوي المتوفين، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين تحت عنوان "الحديث مع الموتى باستخدام الذكاء الاصطناعي".

وذكرت الصحيفة أن عددا من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تتيح لعملائها إمكانية البقاء على اتصال افتراضي مع أشخاص فارقوا الحياة، من خلال تطبيق يمكن تحميله على الهاتف يولد ردودا وآراء من الشخص المتوفى بناءً على ساعات من المقابلات التي أجريت معه قبل وفاته.

ووفقا للصحيفة، تُقدم هذه التطبيقات مقاطع فيديو تفاعلية يظهر فيها الأشخاص المتوفون وهم يتواصلون بالعين، ويتنفسون، ويرمشون أثناء الرد على أسئلة ذويهم.

وأوضحت الصحيفة أن هذه التطبيقات لا تقدم إجابات تخيلية لم يكن ليقولها الشخص عندما كان حيا، بل تُولد إجابات من الردود التي قدمها المستخدمون بالفعل لعدد من الأسئلة الحياتية مثل "أخبرني عن طفولتك" و"ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته في حياتك؟".

وهذه التكنولوجيا ليست مفاجئة بالنسبة لمارك سامبل، أستاذ الدراسات الرقمية في كلية ديفيدسون والذي يقوم بتدريس دورة تسمى الموت في العصر الرقمي. وقال للصحيفة "كلما ظهر شكل جديد من التكنولوجيا، هناك دائمًا الرغبة في استخدامه للاتصال بالموتى"، وأشار إلى محاولة توماس إديسون الفاشلة لاختراع "الهاتف الروحي".

ووفقا للصحيفة، تقدم شركة "ستوري فايل" نسخة "عالية الدقة" يتم فيها إجراء مقابلة مع شخص ما في الاستوديو بواسطة مؤرخ لتسجيل إجاباته وآرائه قبل وفاته، لكن الشركة تتيح أيضا إمكانية إجراء هذه المقابلات عن بعد وبطريقة أسهل عن طريق  جهاز كمبيوتر محمول وكاميرا ويب.

وذكرت الصحيفة أن أحد مؤسسي شركة "ستوري فايل"، ستيفن سميث، طلب من والدته، مارينا سميث، وهي معلمة في مجال المحرقة أو الهولوكوست، تجربة هذه التكنولوجيا قبل وفاتها. وبالفعل ظهرت الصورة الرمزية الخاصة بها في جنازتها في يوليو، وبدأت تجيب على العديد من الأسئلة التي طرحها عليها ذووها وقتها.

ووفقًا للصحيفة، ذكرت "ستوري فايل" أن حوالي 5000 شخص أنشأوا ملفات شخصية. وكان من بينهم الممثل إد أسنر، الذي تمت مقابلته قبل ثمانية أسابيع من وفاته عام 2021.

وكما هو الحال مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى، ذكرت الصحيفة أن الابتكارات وروبوتات الدردشة التي تم إنشاؤها على شكل شخص مات تثير أسئلة أخلاقية.

وتكمن المعضلة الأخلاقية في تطبيقات الموتى في أن هذه التكنولوجيا أجبرت المستهلكين على مواجهة الشيء الوحيد الذي تمت برمجتهم بالطبيعة الإنسانية على عدم التفكير فيه وهو الموت، بحسب الصحيفة.

وقال المؤسس المشارك لإحدى شركات الذكاء الاصطناعي للتواصل مع الموتى "هير أفتر"، جيمس فلاهوس، في مقابلة: "التخوف من هذه التكنولوجيا أمر طبيعي لأن الناس يشعرون بحساسية تجاه الموت والخسارة. ولذلك من الصعب حاليا الترويج لهذه التكنولوجيا لأنها تجبر الناس على مواجهة الواقع الذي يفضلون عدم التعامل معه".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی هذه التکنولوجیا الصحیفة أن مع الموتى

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يدخل على خط كأس العالم 2026

الولايات المتحدة – بدأت الولايات المتحدة مع اقتراب مونديال 2026 تسريع منح التأشيرات لجماهير كأس العالم 2026 باستخدام تقنيات ذكية وغير مسبوقة.

وتستضيف الولايات المتحدة الأمريكية نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام بمشاركة 48 منتخبا ولأول مرة بالتعاون مع كندا والمكسيك، خلال الفترة بين 14 يونيو و13 يوليو المقبلين.

ويأتي هذا التوجه في ظل مخاوف من تأخير منح التأشيرات للجماهير الراغبة في حضور البطولة، خصوصا من بعض الدول التي تعاني من فترات انتظار طويلة، مثل كولومبيا، حيث يصل وقت الانتظار للحصول على تأشيرة سياحية إلى 398 يوما.

وخلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس تعزيز فرق العمل القنصلية وزيادة ساعات العمل، وربما اعتماد نظام العمل على مدار الساعة في بعض السفارات، لتلبية الطلب المرتفع المتوقع خلال فترة المونديال.

وأشار روبيو إلى أن هناك توجها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتسريع المعالجة، خاصة للمتقدمين الذين سبق لهم الحصول على تأشيرات.

وأثارت تصريحات روبيو الجدل، خاصة في ظل استمرار سياسات الهجرة الصارمة التي اتسمت بها إدارة ترامب.

وقد عبر عدد من مشجعي المنتخبات المتأهلة عن قلقهم، لا سيما من دول لا تربطها علاقات دبلوماسية وثيقة مع الولايات المتحدة مثل إيران.

ورغم ذلك، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، جياني إنفانتينو، أن الجماهير ستكون محل ترحيب خلال البطولة، بينما أبدى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس موقفا أكثر تحفظا، مؤكدا أن على الزوار “العودة إلى بلادهم” بعد انتهاء البطولة.

وتأتي هذه الاستعدادات ضمن سلسلة من الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الولايات المتحدة، بما في ذلك كأس العالم للأندية الشهر المقبل، ودورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 2028.

يذكر أن أندرو جولياني، نجل رودي جولياني المحامي الشخصي السابق لترامب، تم تعيينه مديرا تنفيذيا لفريق العمل الرئاسي المكلف بالإشراف على تنظيم مونديال 2026.

المصدر: “وسائل إعلام”

مقالات مشابهة

  • غوغل تطلق "وضع الذكاء الاصطناعي" لتحويل البحث إلى حوار ذكي
  • غذاء القابضة تستخدم الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي
  • الذكاء الاصطناعي يدخل على خط كأس العالم 2026
  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. محتالون ينتحلون شخصية موظفي الحكومة الأميركية
  • دجاج مقلي بدل الكعكة.. زفاف مصري يثير ضجة على مواقع التواصل
  • عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟
  • مختص: لن نستطيع الاستغناء عن الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • حمدان وسلطان الشحي.. «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»
  • شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تلهب الطلب على الغاز بأميركا
  • وزارتا‎ العدل وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تُطلقان رسميًا نظام الدمج الرقمي لأوامر الدفع القضائية