عدن((عدن الغد )) نزار القيسي

مع بدء تنفيذ توجيهات معالي وزير الدولة الاستاذ احمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن رئيس المجلس المحلي الموجهة إلى الاستاذ عبدالرحيم الجاوي الخاصة بتنفيذ إعادة تأهيل مسرح الفقيد رائد طه التابع لمكتب الثقافة بحافون في مديرية المعلا .

وبعد زيارة مدير عام المديرية لمكتب الثقافة والاطلاع على احتياجات المسرح من قبل الموسيقار احمد صالح بن غودل و فؤاد هويدي مدير إدارة المسارح و نزار القيسي مدير العلاقات العامة و نوير الحكمي مدير الثقافة بالمعلا وعلى وجه الخصوص احتياج المسرح للتجهيزات الصوتية والإضاءة بصورة عاجلة كمرحلة أولى من إعادة التأهيل للمسرح .

حيث تم اختيار مهندس الصوت المبدع جمال العراقي صاحب فرقة الأخوة لتاجير وبيع مكبرات الصوت وبيع الآلات الموسيقية في كريتر وخورمكسر بالعاصمة عدن لتوفير كافة التجهيزات الصوتية والإضاءة لمسرح الفقيد رائد طه ورفع تكلفة شراء الأجهزة الصوتية وتركيب الإضاءة للمسرح .

حيث أثبت المهندس جمال العراقي قدرته على توفير كافة أنواع الأجهزة الصوتية وأجهزة الإضاءة ذات الجودة العالية في محلاته التي تحمل اسم فرقة الإخوة لبيع وتأجير مكبرات الصوت والالات الموسيقية وكذا لما يتمتع من سمعة طيبة في ضبط الصوتيات بمهنية عالية ومعه نخبة من امهر المهندسين وعلى رأسهم المهندس ايمن رياض السيد طه كما أثبت العراقي قدرته على تركيب و ضبط الأجهزة الصوتية في كافة الفعاليات الرسمية والخاصة واستحق من الجهات الرسمية كل الشكر والتقدير .

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

الزغرودة.. معناها وتطورها التاريخي

 

 

 

بدر بن خميس الظّفري

@waladjameel

 

الزغرودة، وتُسمى أيضًا الزغروطة أو الزلغوطة في بعض اللهجات، هي صوت احتفالي مُميز تطلقه النساء في العالم العربي للتَّعبير عن مشاعر الفرح الجيَّاشة، ويتخذ هذا الصوت شكل ولولة طويلة متقطعة عالية النبرة، تَنتُج عن تحريك طرف اللسان بسرعة من جانب لآخر في تجويف الفم، مع إطلاق الصوت من الحلق بقوة، وأحيانًا تُستعمل اليد على الفم للتحكم في تردد الصوت.

تُعرف هذه الظاهرة الصوتية بعدة تسميات محلية؛ فهي “الهلهولة” أو “اليباب” أو “الغطرفة” في بعض دول الخليج، وتسمى “الصهلة” في بعض مناطق سلطنة عُمان، وتُدعى “المهاهاة” في الشام، بينما يُطلق عليها في بلاد المغرب “تزغريطة” أو تعبير “يويو” للدلالة على صوت التزغريت.

وتشتهر الزغرودة بكونها تعبيرًا صوتيًا عفويًا عن الفرح والابتهاج في المناسبات الاجتماعية، حتى قيل في المثل الشعبي المصري “الحزن يعلِّم البُكا والفرح يعلِّم الزغاريد”، في إشارة إلى ارتباط الزغاريد بأفراح النَّاس.

تبدو الزغرودة وكأنها تقليد أزلي ارتبط بطبيعة الإنسان منذ القدم، ولذلك يرى باحثو الفولكلور أنه لا توجد معلومة حاسمة وقاطعة حول أصلها التاريخي الدقيق، لكن من المُؤكد أنها عادة قديمة جدًا تعود لبدايات المجتمعات البشرية. وتشير روايات تاريخية متعددة إلى ظهور الزغرودة في حضارات مختلفة. وبحسب إحدى الروايات، ترجع جذورها إلى العصر الجاهلي عند العرب قبل الإسلام؛ حيث تُؤكد المصادر أنَّ نساء العرب في الجاهلية صحبن الرجال إلى ساحات الوغى وكنَّ يضرِبن الطبول ويرفعن أصواتهن بالزغاريد لتحميس المحاربين وتشجيعهم على الإقدام. وهذه الدلالة الحربية المبكرة للزغرودة تشير إلى ارتباطها بالبأس والانتصار منذ نشأتها الأولى.

على جانب آخر، تسرد رواية تاريخية ثانية أن عادة الزغاريد بدأت في مصر القديمة، فقد نقل الدكتور وسيم السيسي، الطبيب المصري وعالم المصريات القديمة، أن النساء المصريات ودّعن الملك الفرعوني سقنن رع الثاني (الذي قاد ثورة ضد الهكسوس قبل نحو 1600 عام قبل الميلاد) بالطبول والزغاريد حين خرج لتحرير مصر، وكأنَّ الزغرودة هنا تحولت إلى صوت توديع بطولي يدل على الشجاعة والفخر؛ بل إن بعض الباحثين يربطون أصل الكلمة والممارسة بالثقافة المصرية القديمة؛ إذ يُشير الباحث المصري سامح مقار ناروز إلى تشابه كلمة “زغروطة” مع كلمة قبطية قديمة هي “أورو” بمعنى “ملك”، فقد كان العريس في مصر الفرعونية يُتوَّج بتاج ملكي، ويُحمل على الأكتاف ويُحيطه الناس بهتاف “أورو.. أورو”. ومع الزمن تحولت هذه الصيحات إلى زغاريد شعبية فقد الناس معناها الأصلي وظنّوها مجرد صوت للفرح، وصارت الزغرودة المصرية الحالية أشبه بتكرار سريع للفظ “أورو” بصورة “لولولولولو…. لي”. وهذه النظرية تربط الزغرودة بطقوس التتويج والفرح الملكي في مصر القديمة؛ مما قد يفسر حضورها العريق في الثقافة المصرية حتى اليوم.

أما بعض الآراء الأخرى، فترى منشأ الزغرودة في إفريقيا؛ إذ يُجمعُ عددٌ من الدارسين على أنَّ الزغرودة في أصلها إفريقية المنشأ، وكانت مرتبطة بتعبيرات النصر؛ بل يذهب الباحث المصري في التراث أيمن عثمان إلى ترجيح أنَّ السودان وتحديدًا النوبة هي موطنها الأول، وأن “الزغرودة النوبية هي الأصلية وما سواها مجرد اجتهادات نسوية” على حد قوله. ويدعم هذا الرأي ما نُقل عن خبراء التراث بأنَّ الزغرودة النوبية تتميز بأنها بسيطة خالصة بلا أي تنويعات صوتية، تصدر على وتيرة واحدة ثابتة عبر السنوات. وعندما انتقلت هذه الصيحة إلى مصر وبلدان أخرى أضافت كل ثقافة محلية زخارفها اللحنية الخاصة عليها، فتغيرت بعض الشيء في الشكل والأداء. ومن المرجح أن انتشار الزغرودة عبر البلدان تم عبر الاحتكاكات التاريخية والهجرات؛ حيث يشير عثمان إلى أن الغزوات قد نقلت هذه العادة بين الشعوب، كما لعبت مجموعات الغجر (الرّحل) دورًا في انتشارها إقليميًا، فالغجر الذين جاؤوا من الهند حملوا معهم طقس الزار الصوفي إلى العالم العربي، وتوظَّف فيه الزغاريد كجزء من الطقوس.

وهنالك من نسب نشأة الزغرودة إلى خارج المحيط العربي والإفريقي أيضًا. وبعض المرويات الشعبية تُشير إلى قبائل في الهند تستخدم صيحات مشابهة لطرد الطاقة السلبية والحسد، وتذكر تسمية “جوكار” لدى إحدى القبائل الهندية لهذا الصوت كجزء من تقاليدهم. كما يُقال إن السكان الأصليين في أميركا الشمالية عرفوا صيحات قريبة من الزغاريد كانوا يطلقونها لطلب النجدة أو للتحذير من الخطر أو لإثارة الحماس أثناء محاصرة فريسة في الصيد. ولم يختلف الأمر كثيرًا عند بعض شعوب أميركا اللاتينية التي استخدمت صيحات احتفالية مشابهة في مواقف مختلفة. هذه التشابهات عبر القارات توحي بأن الصوت الإنساني المرتفع المتكرر كوسيلة للتعبير قد يكون قد ظهر بشكل متوازٍ في ثقافات متعددة باعتباره لغة بدائية عالمية للتعبير عن المشاعر القوية قبل تشكل اللغات المفصلة.

ومع ذلك، تحتفظ المنطقة العربية بسجل موثَّق لاستخدام الزغاريد منذ أقدم العصور، فقد ذكر هيرودوت (المؤرخ الإغريقي في القرن الخامس ق.م.) في كتاباته عن شمال أفريقيا أن النساء الليبيات (في شمال إفريقيا القديمة) كنَّ يطلقن صيحات عالية في الطقوس المقدسة ويؤدين ذلك “بشكل عذب جدًا”. وقد رجّح هو نفسه أن الإغريق أخذوا طقس الهتاف في عباداتهم من ليبيا؛ حيث اعتادت النساء هناك على تلك الصيحات. كما عُثر على نقوش في نصوص الأهرام المصرية القديمة تشير إلى مفهوم الولولة ضمن طقوس دينية فرعونية يعود تاريخها لأكثر من 2300 سنة ق.م، مما يدل على قدم حضور هذا الصوت في المنطقة. وتُشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن التأصيل التاريخي للزغرودة تنازعته الحضارات القديمة؛ فمنهم من يعود به إلى طقوس وثنية كان الغرض منها طلب الغوث ودرء الكوارث واستنزال المطر عبر تكرار صوت يشبه رغاء الجمل في الحلق، فيما يربطه آخرون بطقوس روحية لطرد الشرور والأرواح الشريرة في ديانات قديمة كالديانة المصرية (من خلال آلهة الصوت والسحر كالإله تحوت وإيزيس).

إنّ نشأة الزغرودة ضاربة في عمق التاريخ، وربما من المستحيل الجزم ببداية محددة لها. ولعل تنوع النظريات حول أصلها، من الجاهلية العربية إلى الفراعنة فالنوبة فالهند والأمازيغ والأمريكتين، يعكس عالمية هذا التعبير الإنساني وبساطته من جهة، وتجذّره الخاص في الوجدان العربي من جهة أخرى.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تقرير: عشرات الوفيات بسبب الأجهزة الطبية المعطلة في المستشفيات الحكومية البريطانية
  • 16 ولاية أمريكية تقاضي ترامب بسبب أجهزة تزيد من فتك الأسلحة
  • الزغرودة.. معناها وتطورها التاريخي
  • استعراضات فرقة الطفل تخطف الأنظار على المسرح الروماني بدمياط الجديدة
  • السيستاني يستقبل جرحى لبنانيين من ضحايا الحرب وتفجيرات البيجر (شاهد)
  • "فصل حاسم".. أول رائد هندي يستعد للوصول إلى محطة الفضاء الدولية
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. خطوات ترشيد استهلاك الكهرباء
  • تشييع جثمان الفقيد اللواء محمد الغولي بصنعاء
  • «واتساب» يتيح لأندرويد اختيار جودة تنزيل الصور والفيديوهات
  • الأوبرا تستضيف الباليه الوطني الروسي على المسرح الكبير