هنية: منفتحون على اية مبادرات، وأي رهان على ترتيبات دون حماس هو وهم وسراب
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
#سواليف
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اسماعيل هنية: لايزال شعبنا العظيم ومقاومته الباسلة يقدّمون صورة مشرقة في الجهاد والنضال والصمود الأسطوري، في مسيرته الطويلة لدحر الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا، وقد سخّرت الحركة منذ انطلاقتها كلّ ما لديها من امكانيات لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير هنية: لقد وجّهت معركة طوفان الأقصى ضربة مدويّة للاحتلال، هزّت كيانه وقيادته وبنيته الاجتماعية، ولاتزال تتجلّى بطولات كتائب القسام ومعها فصائل المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني وتوقع فيه الخسائر الفادحة في شمال وجنوب القطاع، وكان آخرها المشاهد البطولية في الشجاعية وجباليا هنية: هذا الصمود الأسطوري، أنشأت تفاعلات لها ما بعدها، حتى باتت تحالفات العدوّ على المحكّ، وقد توقفنا خلال الساعات الماضية أمام مواقف دولية وغربية لافتة سيكون لها تأثيراتها هنية: إن كلّ روح أزهقت وكلّ دمعة سالت وكلّ بيت هُدم وكلّ حلم دمّرته الهجمات الصهيونية وكلّ معاناة، ستبقى محفورة في ذاكرتنا، ولا يمكن نسيانها أو التسامح مع مرتكبيها تحت أي ظرف، وسيدفع العدوّ المجرم ثمن كلّ ذلك مهما طال الزمن، وسنبقى الأوفياء لأهلنا وجميع أبناء شعبنا هنية: نحن في قيادة الحركة، نبذل مع الجميع جهودا مكثفة من أجل سرعة إغاثة شعبنا والتخفيف من معاناته، ولأن الاحتلال لم يقتصر عدوانه على غزة، بل يمارس أبشع أشكال العنصرية ضدّ كلّ أبناء شعبنا، يؤكد أن أبناء شعبنا كان ولايزال هدفا للاحتلال، وانطلاقا من ذلك فإننا ندعو أبناء شعوبنا لتوسيع دائرة فعله بما يتناسب مع هذا العدوان، حتى لا يسجّل التاريخ على أمة المليار أنها لم تبذل كلّ ما في وسعها من أجل نصرة شعب هبّ دفاعا عن أرضنا ومقدساتنا هنية: أودّ الإشادة بجهود اللجنة السباعية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية برئاسة المملكة العربية السعودية، وجهود أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ونرحّب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف اطلاق النار، ونحن على يقين أن العدوان الغاشم سينتهي، وستبقى المقاومة حارسا أمينا على حقوق شعبنا وتطلعاته المشروعة، ونؤكد على أننا منفتحون على أية أفكار أو مبادرات يمكن أن تفضي إلى وقف العدوان، وتفتح الباب أمام ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع، وصولا إلى المسار السياسي الذي يؤمّن حقّ الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وعاصمتها القدس هنية: أي رهان على ترتيبات في قطاع غزة أو الضفة دون حماس وفصائل المقاومة هي وهم وسراب هنية: أدعو الدول العربية والإسلامية للتحرّك بموقف حازم لوقف العدوان على شعبنا، والذي يهدف إلى خلخلة الأمن القومي العربي والاستقرار في كلّ المنطقة هنية: أؤكد أن مقاومتنا مقتدرة وأننا صامدون، ونحن على ثقة أن الاحتلال إلى زوال.المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
العدوان على إيران.. ترجمة لهلع الغرب من جبهة لا تركع
يمانيون | تقرير
في توقيت بالغ الدقة، شنّت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عدواناً عسكرياً غير مسبوق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متوهمين أنهم قادرون على كسر إرادتها أو الحد من قدراتها.
لكن ما حدث كان على النقيض تماماً: سقطت كل رهاناتهم، وخرجت طهران من المعركة أكثر صلابة، بينما اهتزّت قواعد المشروع الغربي في المنطقة.
هذا العدوان لم يكن معزولاً عن السياق الإقليمي، بل جاء – كما يؤكد محللون – كرد فعل هستيري على تعاظم دور محور المقاومة من غزة إلى لبنان، ومن صنعاء إلى طهران، حيث تحوّلت هذه العواصم إلى بؤر إرباك دائم لمخططات الهيمنة الغربية، ما جعل من إيران هدفاً مباشراً لمحاولة كسر المعادلة الجديدة بالقوة.
عدوان هستيري يكشف أزمة الغرب أمام شعوب المقاومة
وفي هذا السياق يرى مستشار المجلس السياسي الأعلى الدكتور محمد طاهر أنعم، أن العدوان الأمريكي–الصهيوني على إيران كان في جوهره تعبيراً عن سخط الغرب من الصمود المتنامي في جبهات المقاومة، لا سيما في غزة ولبنان واليمن، مؤكداً أن إيران تصدّت لحرب شاملة وهي تمثل قلب مشروع المواجهة في المنطقة.
وأوضح أنعم، أن الجمهورية الإسلامية نسفت – عملياً – ما روّج له الغرب لعقود من الزمن بأن الدخول في مواجهة مع واشنطن وتل أبيب ضربٌ من الجنون، معتبراً أن طهران لم تكتف بالصمود بل لقّنت المعتدين درساً استراتيجياً فاق كل التوقعات.
وأضاف أن الغرب، الذي يسعى لفرض التطبيع بوصفه خياراً نهائياً و”واقعاً لا بديل عنه”، تفاجأ بأن هناك من لا يزال يقول “لا”، ويقاوم ويصمد، بل ويصنع أدوات المواجهة ويطورها، ولهذا جاء العدوان كمحاولة قسرية لإخضاع إرادة لم تنكسر في فلسطين ولا اليمن ولا إيران.
فشل الحرب النفسية والتشويش الإعلامي
في محاولة يائسة للتشكيك في صدقية خط المقاومة، لجأ الغرب – وفق أنعم – إلى شن حرب إعلامية متزامنة مع العدوان، مستخدماً أدواته الإعلامية والرقمية لتشويه صورة المقاومين، والترويج بأنهم على تواصل سري مع الاحتلال، في محاولة لضرب ثقة الشعوب بهم.
إلا أن فشل تلك الحرب النفسية كان مدوياً، حيث جاءت المواجهة الميدانية، وسقوط الشهداء، وصمود المنشآت النووية، لتسقط رواية “الاتفاق من تحت الطاولة”، وتؤكد أن المقاومة ليست مسرحية كما أراد البعض تصويرها، بل حقيقة راسخة تُربك المشروع الأمريكي–الصهيوني.
إيران تقلب المعادلة.. وتُحبط أحلام تل أبيب
الخبير العسكري العميد مجيب شمسان أكد في هذا السياق أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية فاجأت الجميع باستراتيجية مدروسة، حيث استخدمت بنك أهداف بالغ الدقة داخل العمق الصهيوني، وأثبتت امتلاكها لتقنيات عسكرية متطورة أرغمت الاحتلال على مراجعة حساباته.
أبرز تلك الضربات، بحسب شمسان، كانت استهداف منشآت استراتيجية كمحطة الكهرباء ومصفاة النفط في “بئر السبع”، وهو ما جعل الكيان في حالة صدمة دفاعية، بعد أن أدرك أن طهران لا تتحدث فقط بل تضرب وتُصيب.
وأشار إلى أن إيران، ومن خلال هذا الرد، فرضت قواعد اشتباك جديدة ستؤثر في أي مفاوضات مقبلة، كما أظهرت قدرة على إرباك الخصم دون استنزاف الذات، وهو ما دفع أمريكا إلى البحث عن وساطات لإيقاف النار خوفاً من تصاعد الخسائر في الداخل الصهيوني.
أمّة تقاوم.. وإيران تحارب نيابة عنها
الخبير بالشؤون الإقليمية والدولية الدكتور حكم أمهز، ذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن إيران لم تكن تدافع فقط عن نفسها، بل عن محور بأكمله، وتواجه قوتين نوويتين – أمريكا و”إسرائيل” – بإمكاناتها الذاتية دون أي دعم خارجي.
وقال أمهز في مداخلة مع المسيرة، إن انتصار إيران في هذه المواجهة – التي استمرت 12 يوماً – غيّر موازين الردع في المنطقة، مشيراً إلى أن إعلان وقف إطلاق النار لم يأتِ نتيجة ضغوط على طهران، بل جاء بعد طلب مباشر من أمريكا عبر وسطاء، وهو ما يعكس حجم الفشل الذريع للمحور المعادي.
واعتبر أمهز أن تفكك الجبهة الداخلية الصهيونية، وهروب المستوطنين، مقابل تماسك الشعب الإيراني رغم القصف والحصار، أثبت أن الرهان على تحريك الشارع الإيراني أو تفكيك النظام لم يكن سوى سراباً، مؤكداً أن إيران واجهت العدوان بصواريخ ومسيّرات من إنتاج وطني خالص.
نهاية وهم الهيمنة.. وبداية عصر التوازن
لقد شكّل هذا العدوان – كما يظهر من مجمل التصريحات والتحليلات – محطة فاصلة في تاريخ الصراع مع المشروع الأمريكي–الصهيوني في المنطقة.
حيث فشل المعتدون في تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفشلوا في تحريك الداخل الإيراني، بل وخرجت طهران أقوى، وأكثر ثقة، وأكثر قدرة على التأثير.
أما الرسالة الأكبر، فهي أن الشعوب المقاومة لم تعد تقبل دور الضحية الصامتة.. من غزة إلى صنعاء، ومن بيروت إلى طهران، يتشكل اليوم شرقٌ أوسط جديد، لا يقوده ترامب ولا يرسم خرائطه نتنياهو، بل تصوغه دماء الشهداء وصواريخ المقاومين.