العصفور: نستذكر عهد الإصلاح وتطبيق قانون العقوبات البديلة والسجون المفتوحة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تحتفل المحافظة الشمالية بأعيادها الوطنية بتكريم المديريات الأمنية في المحافظة الشمالية بمناسبة يوم الشرطة البحرينية تحت شعار قائد وشعب فرحة وطن، مستلهمين في هذه المناسبة الوطنية العطرة ذكرى تأسيس الدولة الحديثة في عهد المؤسس الشيخ احمد الفاتح وتولى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم مقاليد الحكم في البلاد، ونجدد العهد والولاء مستذكرين شهداء الواجب الذين سطروا التضحيات في ميادين العزة والكرامة، والإنجاز الأمني في عهد الإصلاح وتطبيق قانون العقوبات البديلة وقانون السجون المفتوحة وانفاذ القانون وهو نقلة نوعية في مجال حماية وتعزيز حقوق الانسان كما نستذكر بكل الفخر المشاركة الأمنية بين رجال الامن والمواطنين التي ساهمت في تراجع معدلات الجريمة من خلال بسط الامن والنظام العام ونهوضهم بواجباتهم الأمنية، وبهذه المناسبة رفع سعادة السيد علي بن الشيخ عبد الحسين العصفور محافظ المحافظة الشمالية خالص التهاني والتبريكات الى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، والى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والى معالي الفريق اول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمناسبة يوم الشرطة البحرينية، حيث أكد سعادته الاعتزاز والفخر بالدور الوطني الرائد الذي تطلع به الشرطة البحرينية بمختلف إداراتها المدنية والعسكرية في حفظ الامن والنظام في ارجاء مملكة البحرين وذلك خلال الحفل الذي نظمته المحافظة الشمالية بمناسبة يوم الشرطة البحرينية الذي يصادف في 14 ديسمبر من كل عام.
وأضاف العصفور باننا ننتهز هذه الفرصة لنرفع أسمى آيات التهاني وتقديم الشكر والعرفان لكافة منتسبي شرطة البحرين على تضحياتهم ومواجهتهم كافة التحديات بعزيمة وحكمة بالغة معتمدين في ذلك على استراتيجيات شامله ومتطورة اسهمت في الحفاظ على السلم والاستقرار الاجتماعي، مستذكرين في هذا اليوم الاغر شهدائنا الابرار، داعين لهم بالرحمة والمغفرة وان يمن على المصابين من جنودنا البواسل بالشفاء العاجل، وان يحفظ بلادنا من كل سوء، وكل عام ومملكة البحرين بألف خير.
كان ذلك بحضور سعادة نائب محافظ المحافظة الشمالية العقيد عبد الله علي راشد معنطر وممثلي الإدارات بوزارة الداخلية ومديرية شرطة المحافظة الشمالية ومدير إدارة المعلومات والمتابعة السيدة دلال النعيمي، والمهندسة سهيلة اليوشع مدير إدارة الخدمات الهندسية والاستثمار، والقائم بأعمال مدير إدارة الموارد البشرية والمالية مازن الخنيزي، وعدد من الضباط وضباط الصف وممثلي شعبة التنسيق الامني بالمحافظة الشمالية والمكرمين في الاحتفال.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المحافظة الشمالیة الشرطة البحرینیة
إقرأ أيضاً:
في حضرة الغياب.. مهرجان كان يكرّم فاطمة حسونة شهيدة العدسة والذاكرة
في مهرجانٍ طالما احتفى بالخيال، تحوّل الواقع إلى بطل الرواية. وعلى سجادة "كان" الحمراء، التي لطالما مشت عليها نجوم السينما، وقف الحضور هذا العام إجلالًا لصوتٍ كان يحمل كاميرا بدلًا من سلاح، ويوثق الحياة تحت الحصار بدلًا من مشاهد الخيال.
إنها فاطمة حسونة، المصورة الصحفية الفلسطينية، التي غابت بجسدها بعد غارة جوية إسرائيلية على منزلها في غزة، لكنها حضرت في ذروة المهرجان كأيقونة للعدسة التي لم تنكسر، والذاكرة التي لا تموت.
في مشهد لا يخلو من الرمزية، عُرض الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كفك وسر" للمخرجة الإيرانية-الفرنسية سبيدة فارسي، الذي يروي يوميات فاطمة، ويجمع بين الصمود والفن وسط ركام الغياب. الفيلم لم يكن مجرد عمل سينمائي، بل رسالة مقاومة، نُطقت باللغة البصرية، وسُمعت في مهرجان نادراً ما يفتح أبوابه لأصوات القهر في الجنوب العالمي.
كانت فاطمة قد أعربت، قبل ساعات من استشهادها، عن أملها في أن تتمكن من حضور العرض رغم الحصار، لكنها غادرت تاركةً وراءها ما يكفي من الضوء ليُشعل قاعة "كان" بالتصفيق والحزن.
في العرض الأول، الذي جاء ضمن برنامج ACID للأفلام المستقلة، رفعت فارسي صورة فاطمة أمام الجمهور، وقالت بصوت متهدج: "قالت لي ذات مرة: هذا سيمر.. وها هو يمر. هي ليست هنا، لكنها حاضرة. لم يتمكنوا من هزيمتها."
حضورها المفقود كان أثقل من الغياب، وكلماتها تحوّلت إلى شعار عابر للحدود.
رئيسة لجنة تحكيم المهرجان، جولييت بينوش، بدورها لم تخفِ تأثرها، وقالت في الكلمة الافتتاحية: "كان ينبغي أن تكون بيننا هذا المساء. الفن يبقى، إنه شهادة قوية على حياتنا وأحلامنا؛ ونحن، الجمهور، نحتضنه."
وبينما تتحدث، كانت صورة فاطمة تلمع على الشاشة، لا باعتبارها ضحية، بل شاهدة على الحقيقة، وشهيدة الصورة.
فاطمة، التي لم يتجاوز عمرها الخامسة والعشرين، كانت توثق الحياة في غزة بعدستها لصالح وسائل دولية كـ"الغارديان" و"موندوويس"، وتستعد لزفافها بعد أسبوع من رحيلها. قُتلت مع عشرة من أفراد عائلتها، بينهم شقيقتها الحامل، في مشهد يلخص ببشاعة حجم الثمن الذي يدفعه الصحفيون الفلسطينيون لنقل الحقيقة من قلب الجحيم.
بيان مهرجان كان، الذي نادرًا ما يدخل السياسة، جاء استثناءً حزينًا، أعرب فيه عن "الحزن العميق" لفقدان فاطمة، معتبراً الفيلم الذي خُلّد فيه اسمها "تحية فنية لضحايا العنف في المنطقة"، ورسالة لا تقل تأثيرًا عن أي جائزة.
الفن هنا لم يكن تجميلًا للواقع، بل سلاحًا ناعمًا ضد القبح. وفي لحظة فارقة، جاء العرض الأول للفيلم في 15 مايو 2025، متزامنًا مع ذكرى النكبة، كأنما القدر أراد أن تلتقي حكاية فلسطين الماضية بفلسطين الحاضرة، وأن تتجسد الذاكرة في صورة.
المخرجة فارسي قالت في تصريح صحفي لها: "أولئك الذين أرادوا أن يغضوا الطرف، سيواجهون الآن بساطتها وقوتها. هي الآن رحلت، وهم يعلمون ذلك."
لقد نجح الفيلم في ما سعت إليه فاطمة في حياتها: أن تُرى غزة كما هي، أن تُسمع أصوات ساكنيها دون فلاتر سياسية، وأن تُحفظ الحقيقة من التشويه. في حضرة غيابها، حضرت هي أكثر من أي وقت مضى، كرمز للشجاعة، وكصوتٍ نسائيٍّ حرٍّ في وجه الاستعمار والعدوان.
وبهذا التكريم، يكون مهرجان كان قد تجاوز صيغته الفنية إلى موقف إنساني وسياسي، ليعيد الاعتبار لدور الصورة في مقاومة الطمس، ويؤكد أن العدسة حين تُشهَد، يمكن أن تُهزم القذيفة، حتى وإن تأخر النصر.